الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهل الذين أحدثوا آراءَ في الدين لم يعرفها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعوهم بإحسان؟
وهل الذين يعالجون قضايا الأمة بغير معالجة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعوهم بإحسان؟ !
وهل هم بهذه المخالفات -التي يسمونها اجتهادات- يتبعون سبيل المؤمنين -الصحابة- الذي أوجبه الله على الناس جميعا؟ ! أم يتبعون سبيل أعدائهم
…
؟ !
o
الثاني:
قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
وإذا كانت الآية السابقة - {اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم} - زَكَّتِ المتبعين للصحابة، [وَعَدَّتْهُمْ] من الناجين يوم القيامة، فإن هذه الآية ذَمَّتْ المخالفين لسبيل الصحابة، وحكمت عليهم بالضلال في الدنيا، والعذاب الأليم يوم القيامة.
((ما الدليل على أن المقصود بالمؤمنين في هذه الآية هم الصحابة
؟ ))
لا شك أن الآية لَمَّا نزلت لم يكن على سطح المعمورة -يومئذ- غير الصحابة مؤمنون .. وبدهي -إذن- أن يكونوا هم المعنيين في الآية .. وإن لم يكونوا هم المعنيين بها، أفالمعنيون بها هم اليهود والنصارى؟ !
وعلى هذا: فـ " لام "" المؤمنين " للعهد، لا للاستغراق، إلا عند من أبدل لام عقله ميمًا، فصار عقيمَ الفهم، بليدَ الذهن.
قال شيخ الإسلام في تفسيره للآية:
((إنها تدل على وجوب اتباع سبيل المؤمنين، وتحريم اتباع سبيل غيرهم، ومن شاقه -أي: الرسول- فَقَدِ اتبع غير سبيلهم، وهذا ظاهر، ومن اتبع غير سبيلهم فَقَدْ شاقه أيضًا
…
فإذا قيل: هي إنما ذَمَّتْهُ مع مشاقة الرسول، قلنا: لأنهما متلازمان
…
فالمخالف لهم -أي: الصحابة- مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم)) (1).
فهل من سبيلهم الاستهزاءُ بمن تَبِعَهُمْ؟ !
وهل من سبيلهم أن يتزعمهم رجل ليس عنده علم شرعي، ولا يستفتي أهلَ الرسوخ؟ ! أم من سبيل غيرهم؟
وهل من سبيلهم القول بإباحة الطرق، أَيّ طريقة كانت؟ ! أم هو من سبيل غيرهم؟
وهل من سبيلهم التحزب في الإسلام على طريقة العلمانيين، والشيوعيين، في التنظيم، والتخطيط، والحركة؟ ! أم هو من سبيل غيرهم؟
وهل من سبيلهم التدبر والتمعن في القول، ثم اتباعه إِنْ كان حقًّا، ولو خالف ما كان عليه المرء والحزب، أم رده لمجرد مخالفة هذا القول لحزبه أو هواه؟ !
وهل من سبيلهم النظر إلى القول، أم النظر إلى قائله؟ -مع تفصيل معروف في كتب السنة-
(1) الفتاوى (19/ 193).