الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مستقيمة على الهدى؟
فإذا كان الأمر كذلك، فما حكم الذين خرجوا عنهم في العقيدة، والمنهج؟ !
فإذا قررنا أن الصحابة كانوا على الحق، فمن خالفهم قطعًا كان على الضلالة، ومن كان على الضلالة كان في النار، فَتَمَّ بهذا مقصودُ الحديث:((كلها في النار إلا واحدة .. )).
والنصوص الأخرى الكثيرة من الكتاب والسنة تشهد لهذا المعنى.
وإليك هذه الباقة العطرة من الأدلة الفوَّاحة، والحجج البيِّنة على ما سبق من وجوب اتباع منهج الصحابة، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان، الذي هو سبيل الخلاص من كل فتنة واختلاف:
o
الأول:
فهذا نص صريح واضح في:
- تزكية الله للصحابة.
- ورضوانه عليهم جميعًا {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (1).
- وإيجاب اتباعهم {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ} .
- وأنهم الطائفة المنصورة المرضي عنها.
ثم .. لماذا رضي الله تعالى عنهم؟ هل كان رضاه عن أجسامهم،
(1) ومن استثنى أحدًا منهم فعليه الدليل نصًا لا اجتهادًا.
وألوانهم، وصورهم،! أم رضي عنهم لعقيدتهم، ومنهجهم، وأخلاقهم، وأعمالهم؟
وإذن لا يرضى الله إلا عمن تَشَبَّهَ بهم، واقتدى بفعالهم، وهذا هو معنى قوله تعالى:{اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 115].
قال ابن كثير عند هذه الآية:
((فيا ويل من أبغضهم، أو سَبَّهُمْ، أو أبغض أو سَبَّ بَعْضَهُمْ
…
فإنَّ الطائفة المخذولة من الرافضة يُعَادُونَ أفضلَ الصحابة، ويسبونهم
…
عياذًا بالله من ذلك
…
وأما أهل السنة فَيَسُبُّونَ مَنْ سَبَّ اللهَ ورسوله
…
وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدعون، وهؤلاء هُمْ حزب الله المفلحون)).
((مسكين يا ابن كثير
…
أتريد أن تفرق بين المسلمين؟ )) (1)
ثم
…
تقول هذا في زمانك زمن أهل السنة! ! ! فكيف لو رأيت أهل زماننا
…
أهلَ دعوى توحيد أمة الإسلام، ولو على حساب العقيدة والإيمان، وهم لا يعلمون علمًا، ولا يهتدون سبيلًا ..
فهل الذين قالوا: ((مذهب السلف أَسْلَمُ، ومذهبنا أعلم وأحكم)) اتبعوهم بإحسان؟ !
وهل الذين ابتدعوا طرقًا للوصول للحكم، أو طرقًا أُخرى للحكم نفسه غير طريقهم اتبعوهم بإحسان؟ !
(1) ما كان بين قوسين فهو من حكاية كلام الغير، وناقل الكفر ليس بكافر، والقرآن الكريم والسنة النبوية فيهما من ذلك الكثير، وهو أسلوب معروف في اللغة العربية، لا يدركه كثير من الناس، وبخاصة أصحاب الأغراض، قال تعالى:{قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا} [سبأ: 25]. فمتى أجرم الأنبياء حتى يقال هذا؟ ولكنه من باب الفرض والتنزل، وسيمر معك من هذا كثير، فكن على ذكر من ذلك.