الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذِكْرُ الطَّائِفِ وَأَمْرِهَا وَنُزُولِ ثَقِيفٍ بِهَا وَمُبْتَدَأِ ذَلِكَ
وَأَخْبَارٍ مِنْ أَخْبَارِهَا قَالَ: وَأَمَّا الطَّائِفُ فَهِيَ مِنْ مَخَالِيفِ مَكَّةَ، وَهِيَ بَلَدٌ طَيِّبُ الْهَوَاءِ، بَارِدُ الْمَاءِ، كَانَ لَهَا خَطَرٌ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ فِيمَا مَضَى، وَكَانَ الْخَلِيفَةُ يُوَلِّيهَا رَجُلًا مِنْ عِنْدِهِ وَلَا يَجْعَلُ وِلَايَتَهَا إِلَى صَاحِبِ مَكَّةَ، وَفِي مَكَّةَ وَفِيهَا نَزَلَتْ
هَذِهِ الْآيَةُ، فِيمَا يُقَالُ، وَفِيهَا فَسَّرَ الْمُفَسِّرُونَ:{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31] قَالَ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَكَانَ رَيْحَانَةَ قُرَيْشٍ يَوْمَئِذٍ، وَقَالُوا: بَلْ هُوَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ مُعَتِّبٍ
1959 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنَّ عُمَرَ بْنَ
⦗ص: 192⦘
الْخَطَّابِ، رضي الله عنه اسْتَعْمَلَ أَبَاهُ، سُفْيَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الطَّائِفِ، وَمَخَالِيفِهَا "
1960 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ، عَرْضًا، قَالَ: ثنا جَدِّي، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَصْرَ الطَّائِفِ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:" مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَهُوَ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ " فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا
1961 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: زَعَمَتِ
⦗ص: 193⦘
الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَيِ ابْنَتِهِ، وَهُوَ يَقُولُ:" وَاللهِ إِنَّكُمْ لَتُبَخَّلُونَ وَتُجَهَّلُونَ وَتُجَنَّبُونَ، وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللهِ عز وجل وَإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا اللهُ تَعَالَى بِوَجٍّ " قَالَ سُفْيَانُ: تَفْسِيرُهُ آخِرُ غَزَاةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ، لِقِتَالِهِ أَهْلَ الطَّائِفِ وَحِصَارِهِ ثَقِيفًا، قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ الشَّاعِرُ:
لَأَطَأَنَّكُمْ وَطْأَةَ الْمُتَثَاقِلِ
1962 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ، فَحَاصَرَهَا تِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً، فَنَزَلَ ثُمَّ هَجَّرَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَالَّذِي
⦗ص: 194⦘
نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَلَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا مِنِّي أَوْ لِنَفْسِي فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلَتِهِمْ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّهُمْ " فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ أَوْ عُمَرُ رضي الله عنهما، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رضي الله عنه فَقَالَ: " هَذَا " فَقُلْتُ: مَا حَمَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَى مَا صَنَعَ؟ قَالَ: مِنْ ذَاكَ أَعْجَبُ
1963 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ مَرَّةً: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ بِضْعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يَفْتَتِحْهَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ " فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ:
⦗ص: 195⦘
أَيَقْفُلُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَفْتَتِحْهَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ " فَغَدَوْا فَأَصَابَتْهُمْ جِرَاحَاتٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ " قَالَ: فَسَكَتُوا وَكَأَنَّ ذَلِكَ أَعْجَبَهُمْ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي
1964 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الطَّائِفِ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا، رضي الله عنه، فَانْتَجَاهُ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَقَدْ طَوَّلَ بِنَجْوَاهُ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَا أَنَا انْتَجَيْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ عز وجل انْتَجَاهُ "
1965 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ يُذْكَرُ " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ بِمَقْتَلِ أَهْلِ الْجِسْرِ، وَقَدْ كَانَ اسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، وَمَعَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَسَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّانِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى النَّاسِ أَبَا عُبَيْدٍ فَلَقِيَتْهُمْ فَارِسُ بِالْفِيَلَةِ، فَقَاتَلُوهُمْ فَقُتِلُوا جَمِيعًا، فَقَدِمَ فَتًى مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ الْمَدِينَةَ فَقَعَدَ عِنْدَ حَذَّاءٍ يَحْذُو لَهُ نَعْلَيْنِ، فَقَالَ: مَا بَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَا يَبْكُونَ عَلَى قَتْلَاهُمْ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ قُتِلَ أَهْلُ الْجِسْرِ، فَأَخَذَ الْحَذَّاءُ بِلِبَبِهِ ثُمَّ أَتَى بِهِ عُمَرَ، رضي الله عنه، فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَرَجْتُ أَنَا وَنَفَرٌ مَعِي كَثِيرٌ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الطَّائِفِ، يُقَالُ لَهُ الشِّهَابُ، سَمِعْنَا جَلَبَةَ النَّاسِ وَإِرْغَاءَ الْإِبِلِ وَصِيَاحَ الصِّبْيَانِ، ثُمَّ دَهِمْنَا حَاضِرًا كَثِيرَ الْأَهْلِ فَسَمِعْنَا ضَرْبَ الْحُجَرِ وَالْقِبَابِ، فَقَامَتْ مَنَاحَةٌ فَجَعَلْنَ يَقُلْنَ، نَسْمَعُ الْأَصْوَاتَ قَرِيبًا مِنَّا وَلَا نَرَى أَحَدًا: وَاأَبَا عُبَيْدَاهُ، وَانُمَيْلَتَاهُ، وَاسَلِيطَاهُ، ثُمَّ هَتَفَ هَاتِفٌ فَقَالَ:
[البحر الخفيف]
⦗ص: 197⦘
مَاتَ عَلَى الْجِسْرِ فِتْيَةٌ صُبُرٌ
…
صَادِقِينَ اللِّقَاءَ يَوْمَ اللِّقَاءِ
قَدَّسَ اللهُ مَعْرَكًا ثَمَّ مِنْهُمْ
…
فَهُمُ الْأَكْرَمُونَ خَيْرُ الْمِلَاءِ
كَمْ كَرِيمٍ وَمَاجِدٍ ثَمَّ مِنْهُمْ
…
مُؤْمِنُ الْقَلْبِ مُسْتَجَابُ الدُّعَاءِ
يَقْطَعُ اللَّيْلَ لَا يَنَامُ صَلَاةً
…
وَجُؤَارًا يَمُدُّهُ بِالْبُكَاءِ
وَخَبِيتًا لِرَبِّهِ مُسْتَكِينًا
…
غَيْرَ ذِي غَدْرَةٍ وَلَا ذِي عَدَاءِ
قَالَ: فَحَبَسَهُ عُمَرُ رضي الله عنه، وَكَتَبَ إِلَى الطَّائِفِ، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ جَاءَهُ الْخَبَرُ حَقًّا، وَبَدَرَ عَلَيْهِ الْعِلَلُ "
1966 -
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: ثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي طَرِيفٍ، قَالَ:" حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِصْنَ الطَّائِفِ فَكَانَ يُصَلِّي بِنَا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ، وَلَوْ أَنَّ إِنْسَانًا رَمَى لَرَأَى مَوْقِعَ نَبْلِهِ "
1967 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: ثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَمَّا حَصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ غَلَّقُوا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامُوا عَلَى حِصْنِهِمْ وَهُمْ يَقُولُونَ:
[البحر الرجز]
هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ فِينَا
…
وَاللهِ لَا نُسْلِمُ مَا حَيِينَا
قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى قَبْرِ أَبِي رِغَالٍ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه:" تَدْرِي مَا هَذَا؟ هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ وَهُوَ مِنْ بَقِيَّةِ ثَمُودَ أَوْ مِنْ ثَمُودَ "
1968 -
فَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ، قَالَ:" تَدْرُونَ قَبْرُ مَنْ هَذَا؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم " هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللهُ وَارْجُمُوهُ " قَالَ: فَجَعَلَتْ
⦗ص: 199⦘
ثَقِيفٌ نَبِيثَتَيْنِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: وَاللهِ لَوْ جَعَلُوهُ عَشْرَ نَبَائِثَ لَرُجِمَ وَلُعِنَ قَالَ هِشَامٌ: وَقَالَ هُوَ أَبُو ثَقِيفٍ وَهَذَا فِي الْحَدِيثِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هُوَ أَبُو ثَقِيفٍ
1969 -
وَحَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: " كَانَ النَّخَعُ وَثَقِيفٌ رَجُلَيْنِ مِنْ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: ثَقِيفٌ، وَهُوَ قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ النَّبِيتِ بْنِ يَقْدَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ وَالْآخَرُ: النَّخَعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الطِّمْثَانِ بْنِ عَوْذِ مَنَاةَ بْنِ يَقْدَمَ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيِّ بْنِ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ، فَخَرَجَا وَمَعَهُمَا غُنَيْمَةٌ لَهُمَا، فِيهَا عَنْزٌ وَالِدٌ وَهُمَا يَشْرَبَانِ مِنْ لَبَنِهَا، فَعَرَضَ لَهُمَا مُصَدِّقُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِمَا الصَّدَقَةَ، فَقَالَا لَهُ: خُذْ أَيَّتَهُنَّ شِئْتَ، قَالَ: آخُذُ صَاحِبَةَ اللَّبَنِ، فَقَالَا: إِنَّ مَعِيشَتَنَا وَمَعِيشَةَ هَذَا الْجَدْيِ مِنْ
⦗ص: 200⦘
لَبَنِهَا، فَأَبَى، فَرَمَى أَحَدُهُمَا الْمُصَدِّقَ، فَقَتَلَهُ بِسَهْمٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنِّي لَا تَحْمِلُنِي وَإِيَّاكَ أَرْضٌ، فَإِمَّا أَنْ تَصْعَدَ وَأَنْحَدِرَ، وَإِمَّا أَنْ أَصْعَدَ وَتَنْحَدِرَ، قَالَ النَّخَعُ: فَأَنَا أَصْعَدُ، فَأَتَى النَّخَعُ بِيشَهْ فَنَزَلَهَا، وَمَضَى ثَقِيفٌ إِلَى وَادِي الْقُرَى، فَكَانَ يَأْوِي إِلَى عَجُوزٍ يَهُودِيَّةٍ، فَيَكْمُنُ عِنْدَهَا بِاللَّيْلِ وَيَعْمَلُ بِالنَّهَارِ، فَاتَّخَذَتْهُ وَلَدًا، وَاتَّخَذَهَا أُمًّا، فَلَمَّا حَضَرَهَا الْمَوْتُ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، إِذَا أَنَا مِتُّ فَخُذْ هَذِهِ الدَّنَانِيرَ، وَهَذِهِ الْقُضْبَانَ مِنَ الْكَرْمِ، فَإِذَا نَزَلْتَ بَلَدًا فَاغْرِسْ فِيهَا هَذِهِ الْقُضْبَانَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَعْدَمُكَ مِنْهَا نَفْعٌ، فَفَعَلَ ثَقِيفٌ ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ مَوْضِعًا قَرِيبًا مِنَ الطَّائِفِ، فَإِذَا هُوَ بِحَبَشِيَّةٍ فِي الظُّهْرِ تَرْعَى مِائَةَ شَاةٍ، فَأَسَرَّ فِيهَا طَمَعًا، وَقَالَ: أَقْتُلُهَا وَآخُذُ الْغَنَمَ، وَأُلْقِيَ فِي رُوعِهَا مَا أَرَادَ بِهَا، قَالَتْ: يَا هَذَا كَأَنَّكَ طَمِعْتَ أَنْ تَقْتُلَنِي وَتَأْخُذَ غَنَمِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: لَوْ قَدْ فَعَلْتَ لَقُتِلْتَ وَأُخِذَتِ الْغَنَمُ، أَنَا جَارِيَةُ عَامِرِ بْنِ ظَرِبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِيَاذِ بْنِ يَشْكُرَ بْنِ عدْوَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ، وَهُوَ سَيِّدُ أَهْلِ هَذَا الْوَادِي، وَأَنَا أَظُنُّكَ غَرِيبًا خَائِفًا، قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِمَّا أَرَدْتَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: إِنَّ مَوْلَايَ إِذَا طَفَلَتِ الشَّمْسُ لِلْإِيَابِ يَأْتِي
⦗ص: 201⦘
هَذِهِ الصَّخْرَةَ فَيَضَعُ ثِيَابَهُ وَقَوْسَهُ وَجَفِيرَهُ عِنْدَهَا، وَيَنْحَدِرُ إِلَى الْوَادِي فَيَقْضِي حَاجَتَهُ وَيَتَوَضَّأُ مِنَ الْعَيْنِ الَّتِي فِي الْوَادِي، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَأْخُذُ ثِيَابَهُ وَمَا تَرَكَ، وَيَنْصَرِفُ إِلَى رَحْلِهِ وَيَأْمُرُ مُنَادِيًا: مَنْ أَرَادَ الطَّعَامَ وَالتَّمَجُّعَ فَلْيَأْتِ دَارَ عَامِرِ بْنِ ظَرِبٍ فَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ، فَاكْمُنْ لَهُ خَلْفَ الصَّخْرَةِ فَخُذْ قَوْسَهُ وَمَا أَمَرْتُكَ بِأَخْذِهِ، فَإِذَا رَآكَ، وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْ: غَرِيبٌ فَأَنْزِلْنِي، وَخَائِفٌ فَأَجِرْنِي، وَكُفْءٌ فَزَوِّجْنِي، إِنْ كُنْتَ عَرَبِيًّا شَرِيفًا، قَالَ: أَنَا كَمَا ذَكَرْتِ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَامِرُ بْنُ ظَرِبٍ لِعَادَتِهِ وَاسْتَخْفَى لَهُ ثَقِيفٌ، فَلَمَّا دَخَلَ الْوَادِيَ فَعَلَ ثَقِيفٌ مَا أَمَرْتُهُ الْجَارِيَةُ، فَقَالَ عَامِرُ بْنُ ظَرِبٍ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَانْحَدَرَ بِهِ إِلَى قَوْمِهِ، وَنَادَى مُنَادِيهِ وَأَقْبَلَ النَّاسُ فَأَكَلُوا وَتَمَجَّعُوا، فَقَالَ لَهُمْ عَامِرٌ: أَلَسْتُ سَيِّدَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: وَقَدْ أَجَرْتُمْ مَنْ أَجَرْتُ وَأَمَّنْتُمْ مَنْ أَمَّنْتُ، وَزَوَّجْتُمْ مَنْ زَوَّجْتُ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ عَامِرٌ: هَذَا قَسِّيُّ بْنُ مُنَبِّهٍ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ، فَوَلَدَتْ لِثَقِيفٍ عَوْفًا وَدَارِسًا وَسَلَامَةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَى أُخْتِهَا مِنْ بَعْدِهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ جُشَمُ، وَأَقَامَ بِالطَّائِفِ وَغَرَسَ تِلْكَ الْقُضْبَانَ مِنَ الْكَرْمِ فَنَبَتَتْ وَأَطْعَمَتْ، فَقَالُوا: لِلَّهِ أَبُوهُ مَا أَثْقَفَهُ حِينَ ثَقِفَ عَامِرًا حَتَّى أَمَّنَهُ وَآوَاهُ وَزَوَّجَهُ وَثَقِفَ الْكَرْمَ حِينَ غَرَسَهُ، فَسُمِّيَ ثَقِيفًا "
1970 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ،
⦗ص: 202⦘
قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُخْتُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ أَوِ ابْنَتُهُ، قَالَتْ:" بَيْنَا أُمَيَّةُ بِالطَّائِفِ نَائِمًا عَلَى سَرِيرٍ لَهُ، وَأَنَا عَلَى بَابِ الْبَيْتِ أَدْبُغُ إِهَابًا لِي، إِذْ أَقْبَلَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ فَوَقَعَا عَلَى الْبَيْتِ، فَفَرَجَا السَّقْفَ، فَأَقْبَلَ أَحَدُهُمَا حَتَّى وَقَعَ عَلَى صَدْرِ أُمَيَّةَ، وَوَقَفَ الْآخَرُ مَكَانَهُ، قَالَتْ: فَفَرَجَ صَدْرَهُ ثُمَّ اطَّلَعَ فِيهِ، فَقَالَ: لَهُ الَّذِي فَوْقَ السَّطْحِ: وَعَى، قَالَ: وَعَى، قَالَ: زَكَا، قَالَ: أَبَى، قَالَتْ: فَطَارَا وَاسْتَوَى السَّقْفُ، وَقَامَ أُمَيَّةُ يَقُولُ: وَاصَدْرَاهُ، وَجَعَلْتُ أَصْرُخُ: وَامَيِّتَاهُ، قُلْتُ: وَإِنَّكَ لَحَيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ: أَرَادَ اللهُ بِي خَيْرًا فَصَرَفَهُ عَنِّي وَاللهِ لَا تَزَالُ حَزَازَةٌ فِي نَفْسِي حَتَّى أَمُوتَ "
1971 -
وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يُوسُفَ الْمَكِّيَّ، يُحَدِّثُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما قَالَ: حَدَّثَتْنِي الْفَارِعَةُ، أُخْتُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَتْ: حَضَرْتُ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ أُمَيَّةُ: لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا، هَا أَنَذَا لَدَيْكُمَا، إِنِّي لَا ذُو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ، وَلَا ذُو مِرَّةٍ فَأَعْتَذِرُ قَالَ: ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ الْأَوَّلِ:
⦗ص: 203⦘
لَبَّيْكُمَا لَبَّيْكُمَا، هَا أَنَذَا لَدَيْكُمَا، ثُمَّ قَالَ:
[البحر الرجز]
إِنْ تَغْفِرِ اللهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا
…
وَأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا
ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ وَهُوَ يَقُولُ:
[البحر الخفيف]
كُلُّ عَيْشٍ وَإِنْ تَطَاوَلَ دَهْرًا
…
صَائِرٌ أَمْرُهُ إِلَى أَنْ يَزُولَا
لَيْتَنِي كُنْتُ قَبْلَ مَا قَدْ بَدَا لِي
…
فِي قِلَالِ الْجِبَالِ أَرْعَى الْوُعُولَا
هَذَا أَوْ نَحْوَهُ
1972 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ،
…
وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ "
1973 -
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْشَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شِعْرَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:" آمَنَ شِعْرُهُ وَكَفَرَ قَلْبُهُ "
1974 -
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ حَسَنٍ، قَالَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلًى، لَنَا يُقَالَ لَهُ: مُسْلِمٌ، قَالَ:" مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما بِالطَّائِفِ عِنْدَنَا، فَلَمَّا أَخْرَجْنَا جِنَازَتَهُ قَالَتِ الشِّيعَةُ: اطْرُدُوا هَؤُلَاءِ الْأَنْجَاسَ مِنْ ثَقِيفٍ وَلَا يُتْبِعَنَّ جِنَازَتَهُ، قَالَ: فَطُرِدُوا، وَكُنْتُ مَوْلًى لَا يُؤْبَهُ لَهُ، قَالَ: فَكُنْتُ مَعَهُمْ، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ الْجِنَازَةِ إِذْ أَقْبَلَ طَائِرٌ أَبْيَضُ مِثْلُ الشَّاةِ حَتَّى الْتَفَّ فِي نَعْشِهِ، فَمَا رَأَيْنَا لَهُ مَنْفَذًا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقُلْتُ لِبِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ: مَا تَرَوْنَ ذَلِكَ الطَّيْرَ؟ قَالَ: يَرَوْنَهُ عِلْمَهُ "
1975 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَمِيرُ الطَّائِفِ وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ:" جَاءَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى أَمِيرِ الطَّائِفِ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، فَأَرْسِلْ إِلَيَّ بِعَسَلٍ أَخْضَرَ، فِي وِعَاءٍ أَبْيَضَ، فِي الْإِنَاءِ مِنْ عَسَلِ النَّدْعِ وَالسَّمَا، مِنْ نَحْلِ بَنِي شَبَابَةَ " قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَبَنُو شَبَابَةَ حَيٌّ مِنْ عدْوَانَ يَنْزِلُونَ فَوْقَ الطَّائِفِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَالنَّدْعُ: الصَّقْرُ الْبَرِّيُّ، وَالسَّمَا: وَاحِدُهَا سَمَاةٌ، قَالَ: وَالسَّمَا مَفْتُوحٌ
1976 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَعْوَرِ، قَالَ: إِنَّ " عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِ قَادِمٌ سَأَلَهُ عَنِ النَّاسِ وَعَنْ أَخْبَارِهِمْ وَعَنْ حَالِهِمْ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَادِمٌ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الطَّائِفِ قَالَ: فَمَهْ؟ قَالَ: رَأَيْتُ بِهَا شَيْخًا يَقُولُ:
[البحر الوافر]
تَرَكْتُ أَبَاكَ مُرْعَشَةً يَدَاهُ
…
وَأُمَّكَ مَا تَسِيغُ لَهَا شَرَابًا
إِذَا نَعَبَ الْحَمَامُ بِبَطْنِ وَجٍّ
…
عَلَى بَيْضَاتِهِ ذَكَرَا كِلَابًا
قَالَ: وَمَا كِلَابٌ قَالَ: ابْنُ الشَّيْخِ، وَكَانَ غَازِيًا، فَكَتَبَ فِيهِ عُمَرُ رضي الله عنه، فَأَقْفَلَ
1977 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:" كَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه فِي وَصِيَّتِهِ فِي الْوَهْطِ، وَجَعَلَهَا صَدَقَةً، لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ وَهِيَ إِلَى الْأَكْبَرِ مِنْ وَلَدِي، الْمُتَّبِعِ فِيهَا عَهْدِي وَأَمْرِي، فَإِنْ لَمْ يَقُمْ بِعَهْدِي وَلَا أَمْرِي فَلَيْسَ لِي بِوَلِيٍّ حَتَّى يَرِثَهُ اللهُ قَائِمًا عَلَى أُصُولِهِ "
1978 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:" غَرَسَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه فِي الْوَهْطِ مِائَةَ أَلْفِ عُودٍ، كُلُّ عُودٍ بِدِرْهَمٍ "
⦗ص: 206⦘
وَالْوَهْطُ: قَرِيبٌ مِنَ الطَّائِفِ بَيْنَهُمَا ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ، وَهِيَ فِي عَمَلِ الطَّائِفِ
1979 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ:" كَانَتِ الطَّائِفُ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ، فَلَمَّا قَالَ إِبْرَاهِيمُ عليه الصلاة والسلام {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37] " قَالَ: " رَفَعَهَا اللهُ تَعَالَى لَهُ، فَوَضَعَهَا فِي مَوْضِعِهَا "
1980 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَنْظَلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِهْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ الطَّائِفِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الطَّائِفُ بُسْتَانُ الْحَرَمِ "