الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ
وَلِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ يَقُولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ:
[البحر الوافر]
أَلَا أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي قُصَيٍّ
…
سِهَامَ الْمَجْدِ وَالْحَسَبِ اللِّهَامِ
وَغَيْثَ الْمُجْتَدِينَ إِذَا شَتَوْنَا
…
وَحِرْزَ الْعَائِذِينَ مِنَ الظَّلَامِ
وَأَوْلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ جَمِيعًا
…
بِبَيْتِ اللهِ وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ
وَبِالْمَجْدِ الْمُقَدَّمِ غَيْرَ بُخْلٍ
…
وَبِالْحَجَرِ الْمُشَرَّفِ وَالْمَقَامِ
هُمُ الْفَرْعُ الْمُهَذَّبُ مِنْ لُؤَيٍّ
…
وَأَهْلُ الطِّيبِ وَالنَّسَبِ الْقِدَامِ
فَلَهُمْ دَارُ النَّدْوَةِ، بَنَاهَا قُصَيُّ بْنُ كِلَابٍ، وَكَانَ لَا يَكُونُ لِقُرَيْشٍ شَيْءٌ يُحْدِثُونَهُ إِلَّا تَنَاظَرُوا فِيهَا لِأَمْرِهِمْ، وَلَا يَعْقِدُونَ لِوَاءَ الْحَرْبِ، وَلَا يَبْرَمُونَ أَمْرًا إِلَّا فِيهَا، يَعْقِدُ لَهُمْ ذَلِكَ بَعْضُ وَلَدِ قُصَيٍّ وَكَانُوا إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ أُدْخِلَتْ دَارَ النَّدْوَةِ، فَجَابَ عَلَيْهَا فِيهَا دِرْعَهَا عَامِرُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، ثُمَّ انْصَرَفَتْ إِلَى أَهْلِهَا فَحَجَبُوهَا، وَكَانَتْ بِيَدِهِ مِنْ بَيْنِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَإِنَّمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي دَارِ قُصَيٍّ تَيَمُّنًا عِنْدَهُمْ بِأَمْرِهِ؛ لِأَنَّهُ جَمَعَهُمْ بِمَكَّةَ وَخَطَّ لَهُمْ فِيهَا الرِّبَاعَ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ
⦗ص: 311⦘
وَكَانَتْ دَارُ النَّدْوَةِ تُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَحِيضًا، وَإِنَّمَا كَانَتْ مَحِيضًا؛ لِأَنَّ الْجَارِيَةَ كَانَتْ إِذَا بَلَغَتْ فَعَلَ أَهْلُهَا مَا وَصَفْنَا وَأَوَّلُ مَنْ خَرَّبَهَا مِنَ الْخُلَفَاءِ الْمَأْمُونُ، فَهِيَ خَرَابٌ إِلَى الْيَوْمِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ دَارَ النَّدْوَةِ مِنْ غَيْرِ بَنِي قُصَيٍّ إِلَّا ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَيَدْخُلُهَا بَنُو قُصَيٍّ كُلُّهُمْ وَحُلَفَاؤُهُمْ كَبِيرُهُمْ وَصَغِيرُهُمْ، فَلَمْ تَزَلْ بِأَيْدِي بَنِي عَامِرِ بْنِ هَاشِمٍ، حَتَّى بَاعَهَا ابْنُ الرَّهِينِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ مِنْ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، وَلَهَا بَابٌ يَشْرَعُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَهِيَ الْيَوْمَ لِأَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ، قَبَضَهَا لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عِيسَى، وَكَانَتْ دَارُ النَّدْوَةِ يَسْكُنُهَا الْخُلَفَاءُ فِيمَا مَضَى إِذَا حَجُّوا، وَقَدْ سَكَنَهَا عُمَرُ رضي الله عنه فِي سَنَةٍ مِنْ سِنِيِّهِ
2139 -
فَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: إِنَّ طَلْحَةَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه نَزَلَ دَارَ النَّدْوَةِ فِي قَدْمَةٍ قَدِمَهَا يَسْتَقْرِبُ الْمَسْجِدَ،
⦗ص: 312⦘
ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيُّ عَامَ حَجَّ، وَأُتِيَ إِلَيْهِ بِالْمَقَامِ فِيهَا، فَمَسَحَ بِهِ، ثُمَّ نَزَلَهَا مِنْ بَعْدِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ، وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ ذَلِكَ، أَوْ غَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ "
2140 -
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أنا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [الفرقان: 8]: " قَالَهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَأَصْحَابُهُ يَوْمَ دَارِ النَّدْوَةِ " وَكَانَ فِي دُبُرِ دَارِ النَّدْوَةِ دَارٌ يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْحِنْطَةِ الَّتِي بَابُهَا أَسْفَلُ مِنْ سُدَّةِ أَبِي الرَّزَّامِ الْحَجَبِيِّ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْحِنْطَةِ؛ لِأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَضَعَ فِيهَا حِنْطَةَ الْأَرْزَاقِ، كَانَ يُجْرِيهَا بِمَكَّةَ وَلَهُمْ دَارُ شَيْبَةَ، وَقَدْ دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهَا، وَهِيَ إِلَى جَنْبِ دَارِ النَّدْوَةِ وَفِيهَا خِزَانَةُ الْكَعْبَةِ، وَهِيَ دَارُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَلَهَا بَابٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَلَهُمْ رِبْعٌ فِي جَبَلِ شَيْبَةَ خَلْفَ دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيِّ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ الْمُرْتَفِعِ، وَكَانَ قَبْلَ آلِ الْمُرْتَفِعِ لِآلِ النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّينَ، وَكَانَ آلُ النَّبَّاشِ لَهُمْ عِزٌّ وَشَرَفٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
2141 -
حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمًا الْمَكِّيَّ، يَقُولُ: " كَانَ يُقَالُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: وَاللهِ لَأَنْتَ أَعَزُّ مِنْ آلِ
⦗ص: 313⦘
النَّبَّاشِ بْنِ زُرَارَةَ "، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دُورٍ حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " هَذِهِ كَانَتْ رِبَاعَهُمْ " وَلَهُمْ دَارُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، ثُمَّ ابْتَاعَهَا مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه، وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، كَانَتْ لِآلِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَيُقَالُ: لَا، بَلْ لِأَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَلَهُمْ حَقُّ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ فِي رَبْعِ بَنِي جُمَحٍ وَالْحِزَامِيَّةِ