الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2134 -
وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:" كَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو، وَبَيْنَ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، فَالْتَقَوْا بِالرَّدْمِ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَقَتَلَتْ بَنُو مُحَارِبٍ بَنِي جُمَحٍ أَشَدَّ الْقَتْلِ، ثُمَّ انْصَرَفَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ عَنِ الْآخَرِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ رَدْمَ بَنِي جُمَحٍ لِمَا رُدِمَ فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِ " وَذُكِرَ لِذَلِكَ سَبَبًا وِلِلضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ بَنِي سَهْمٍ ابْتَاعَهُ مِنْهُمْ بَيْنَ حَقِّ آلِ عَفِيفٍ السَّهْمِيِّينَ وَآلِ الْمُرْتَفِعِ الْعَبْدَرِيِّينَ
ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى
وَلِبَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُ فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيُّ:
[البحر الوافر]
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي رَسُولًا
…
بَنِي أَسَدِ الْمَكَارِمَ وَالْخِيَارَا
أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا
…
وَمَنْ وَافَى الْمُحَصَّبَ وَالْجِمَارَا
وَلَهُمْ يَقُولُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ أَيْضًا يَفْخَرُ بِقَوْمِهِ:
[البحر الوافر]
⦗ص: 306⦘
إِذَا افْتَخَرَ الْأَكَارِمُ مِنْ قُرَيْشٍ
…
فَخَرْتُ بِمَعْشَرٍ صُدُقٍ كِرَامِ
بَنُو أَسَدٍ هُمُ لِلنَّاسِ فَرْعٌ
…
إِذَا بَرَمَتْ بَوَارِمُ كُلِّ عَامِ
وَلَهُمْ دَارُ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْمُلَاصِقَةُ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فِي ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، تَفِيءُ عَلَيْهَا بِالْبُكَرِ، وَتَفِيءُ عَلَيْهَا بِالْعَشِيِّ فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي خِلَافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ
2135 -
حَدَّثَنِي بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيِّ، قَالَ:" تَصَدَّقَ حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ بِدَارِهِ هَذِهِ فَكَتَبَ فِي كِتَابِهِ: تَصَدَّقْتُ بِدَارِيَ الَّتِي تَفِيءُ عَلَى الْكَعْبَةِ، وَتَفِيءُ الْكَعْبَةُ عَلَيْهَا "
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: " رُبَّمَا كُنْتُ فِي الطَّوَافِ، فَيَنْقَطِعُ شِسْعُ نَعْلِي فِي الطَّوَافِ، فَأَصِيحُ بِبَعْضِ أَهْلِي مِنَ الطَّوَافِ فَيَأْتِينِي بِشِسْعٍ "
2136 -
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، أَنَّهُمْ قَرَءُوا فِي صَدَقَةِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرٍ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ
2137 -
وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ
⦗ص: 307⦘
الزَّمْعِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، قَالَ:" كَانَتْ دَارُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُوَاجِهَةً لِلْكَعْبَةِ مِنْ شِقِّهَا الْغَرْبِيِّ، بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا تِسْعَةُ أَذْرُعٍ فَأَوْهَبَتْ بِهَا دَارُ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ أَبِي الْفَضْلِ عَامَّةَ دَارِهَا، دَارِ أَسَدٍ، اشْتَرَتْهَا أُمُّ جَعْفَرٍ مِنَ الْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، وَكَانَتِ الْكَعْبَةُ تَفِيءُ عَلَى دَارِ أَسَدٍ بِالْغَدَوَاتِ، وَتَفِيءُ عَلَى الْكَعْبَةِ بِالْعَشِيِّ " وَكَانَ يُقَالُ لَهَا: رَضِيعَةُ الْكَعْبَةِ، وَكَانَتْ فِيهَا دَوْحَةٌ رُبَّمَا تَعَلَّقَ بَعْضُ أَفْنَانِهَا بِثَوْبِ مَنْ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَطَعَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَفَدَاهَا بِبَقَرَةٍ
وَنَظَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَوْمًا إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَدِ انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَنَفَحَ بِنَعْلِهِ فَوَقَعَتْ فِي مَنْزِلِهِ مِنْ دَارِ أَسَدٍ هَذِهِ، فَقَالَ:" إِنَّ دَارَكُمْ هَذِهِ قَدْ ضَيَّقَتِ الْكَعْبَةَ وَلَا بُدُّ لِي مِنْ هَدْمِهَا وَإِدْخَالِهَا فِي الْمَسْجِدِ " فَفَعَلَ وَأَعْطَاهُ فِيهَا مَالًا، فَأَبَى أَخْذَهُ، حَتَّى طُعِنَ عُمَرُ رضي الله عنه فَقِيلَ لَهُ: لِمَنْ تَتْرُكُهُ؟ فَأَخَذَهُ
2138 -
حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ:" إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ كَانَ يَجْلِسُ مَعَ قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ، فَتَبْدُو لَهُ الْحَاجَةُ فَيَصِيحُ بِجَارِيَتِهِ، فَتُشْرِفُ عَلَيْهِ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَيَأْمُرُهَا بِحَاجَتِهِ " وَقَالَ الشَّاعِرُ فِي ذَلِكَ:
[البحر البسيط]
لِهَاشِمٍ وَزُهَيْرٍ فَرْعُ مَكْرُمَةٍ
…
بِحَيْثُ لَاحَتْ نُجُومُ الْفَرْعِ وَالْأَسَدِ
مُجَاوِرُ الْبَيْتِ وَالْأَرْكَانِ بَيْتُهُمَا
…
مَا دُونَهُ فِي جِوَارِ الْبَيْتِ مِنْ أَحَدِ
يُرِيدُ هَاشِمًا وَزُهَيْرًا ابْنَيِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ
⦗ص: 308⦘
وَلَهُمْ أَيْضًا دَارُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، وَهِيَ الَّتِي صَارَتْ لِزُبَيْدَةَ، فَتَشْرَعُ عَلَى الْخَيَّاطِينَ، وَلَهُمُ السِّكَّةُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْحِزَامِيَّةُ، بِهَا دَارُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَدَارُ الزُّبَيْرِ، وَفِي دَارِ حَكِيمٍ الْبَيْتُ الَّذِي تَزَوَّجَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها، وَهِيَ سَقِيفَةٌ هُنَالِكَ لَهَا جِدَارٌ مِمَّا يَلِي دَارَ الزُّبَيْرِ، وَفِي الْجِدَارِ بَابٌ إِلَى بَابِ دَارِ الزُّبَيْرِ، وَلَهُمْ بَيْتُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها الَّذِي دُبُرَ آلِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الثَّقَفِيِّينَ، الَّذِي اتُّخِذَ مَسْجِدًا أَيْضًا فِيهِ وَلِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما الدُّورُ الثَّلَاثُ الَّتِي بِقُعَيْقِعَانَ الْمُصْطَفَّةُ، يُقَالُ لَهَا: دُورُ الزُّبَيْرِ وَفِي الدَّارِ الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ أَقْرَبُ الدُّورِ إِلَى الْمَسْجِدِ، كَانَ يَسْكُنُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الدُّورُ لِلزُّبَيْرِ مِلْكًا، وَلَكِنَّ عَبْدَ اللهِ اشْتَرَاهَا مِنْ آلِ عَفِيفِ بْنِ نُبَيْهٍ السَّهْمِيِّينَ مِنْ وَلَدِ مُنْيَةَ، فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمُ وَفِيهَا دَارٌ يُقَالُ: لَهَا دَارُ الزِّنْجِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الزِّنْجِ؛ لِأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ لَهُ فِيهَا زِنْجٌ، وَفِي الدَّارِ الْعُظْمَى بِئْرٌ حَفَرَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، وَفِيهَا طَرِيقٌ إِلَى الْجَبَلِ الْأَحْمَرِ إِلَى جَنْبِ الْمَنْزِلِ الَّذِي كَانَ لَحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ، يَخْرُجُ إِلَى قَرَارَةِ الْمِدْحَاةِ، مَوْضِعٍ كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَتَدَاحُونَ فِيهِ بِالْمَدَاحِي وَالْمَرَاصِعِ وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ الْبُخْتِ، وَكَانَتْ بَيْنَ دَارِ النَّدْوَةِ وَدَارِ الْعَجَلَةِ، وَكَانَتْ
⦗ص: 309⦘
إِلَى جَنْبِهَا دَارٌ كَانَ فِيهَا بَيْتُ مَالِ مَكَّةَ، كَانَتَا مِنْ دُورِ بَنِي سَهْمٍ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ دَخَلَتْ فِي الدَّارِ الَّتِي كَانَ فِيهَا بَيْتُ الْمَالِ، وَصَارَتْ لِلرَّبِيعِ الْحَاجِبِ، فَأُدْخِلَتْ فِي دَارِ الْعَجَلَةِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْبَخَاتِيِّ؛ لِأَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما جَعَلَ فِيهَا بَخَاتِيَّ أَتَى بِهَا مِنَ الْعِرَاقِ وَكَانَتْ لَهُمْ دَارُ الْعَجَلَةِ، ابْتَاعَهَا مِنْ آلِ سَمِيرِ بْنِ مَوْهَبٍ السَّهْمِيِّينَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْعَجَلَةِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما عَجَّلَ بِبِنَائِهَا فِيمَا زَعَمُوا، وَبَادَرَ بِهَا، فَكَانَتْ تُبْنَى بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا سَرِيعًا، وَيُقَالُ: بَلِ اتَّخَذَ فِيهَا عَجَلًا كَانَتْ تُحْمَلُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةُ، وَتَجُرُّهَا الْبَقَرُ وَالْبُخْتُ وَلَهُمْ دَارُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما اللَّتَانِ عِنْدَ دَارَ الْعَجَلَةِ ابْتَاعَهُمَا مِنْ وَلَدِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلٍ، وَكَانَتْ لِلْخَطَّابِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَهُمْ دَارُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ عِنْدَ دَارِ نُعَيْمٍ الْعَدَنِيِّ