الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ
وَلِبَنِي مَخْزُومٍ يَقُولُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ
2148 -
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطِّ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، لَهُ يَذْكُرُ خُؤُولَةَ بَنِي مَخْزُومٍ، وَيُثْنِي عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: "
[البحر الطويل]
جَزَى اللهُ مَخْزُومَ بْنَ مُرٍّ جَزَاءَهَا
…
إِذَا عَدَّتِ الْأَقْوَامُ فَضْلَ الْأَوَائِلِ
فَهُمْ يُعْرَفُونَ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا
…
وَهُمْ رَفَدُونِي نَصْرَهُمْ غَيْرَ آجِلِ
أُولَئِكَ إِخْوَانِي وَأَخْوَالِي الْأُلَى
…
إِنَ الْقَ بِهِمْ مُسْتَبْدِلًا لَا أُبَادِلِ "
2149 -
وَلِبَنِي مَخْزُومٍ يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَيْضًا: "
[البحر الطويل]
⦗ص: 322⦘
إِنَّ بَنِي مَخْزُومٍ قَوْمٌ وَجَدْتُهُمْ
…
نُجُومَ الدُّجَى وَالْجَوْهَرَ الْمُتَخَيَّرَا
صَفَوْا كَصَفَاءِ الْمُزْنِ فِي بَلْقَعِ الثَّرَى
…
مِنَ الرِّيقِ حَتَّى مَاؤُهُ غَيْرُ أَكْدَرَا "
فَلَهُمُ الْأَجْيَادَانِ الْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ، مَا أَقْبَلَ عَلَى الْوَادِي إِلَى مُنْتَهَاهُمَا إِلَّا حَقَّ آلِ جُدْعَانَ، وَآلِ عُثْمَانَ، الَّذِي وَصَفْنَا قَبْلُ وَالْأَجْيَادَانِ جَمِيعًا هُمَا لِبَنِي الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ إِلَّا دَارَ السَّائِبِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ سَفِينَةَ، وَدَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الَّتِي عَلَى الصَّيَارِفَةِ فَإِنَّهُ مِنْ رَبْعِ الْعَائِذِيِّينَ مِنْ حَقِّ آلِ صَيْفِيِّ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَمَعَهُمْ حَقُّ آلِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأَصْغَرِ فِي ظَهْرِ دَارِ الدَّوْمَةِ، وَفِي دَارِ الدَّوْمَةِ مَنْزِلُ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الدَّوْمَةِ أَنَّ ابْنَةً لِمَوْلَى خَالِدِ بْنِ هِشَامٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْعَذَارِ، كَانَتْ تَلْعَبُ بِمَقْلٍ فَدَفَنَتْ فِيهَا مُقْلَةً، وَجَعَلَتْ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، فَخَرَجَتْ فِيهَا دَوْمَةٌ وَمُنْزِلُ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي كَانَ فِيهِ هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَفِي دَارِ الدَّوْمَةِ يَقُولُ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
سَقَى سِدْرَتَيْ أَجْيَادٍ بِالدَّوْمَةِ الَّتِي
…
إِلَى الدَّارِ صَوْبَ الْبَاكِرِ الْمُتَهَلِّلِ
فَلَوْ كُنْتُ بِالدَّارِ الَّتِي مَهْبِطُ الصَّفَا
…
مَرِضْتُ إِذَا مَا غَابَ عَنِّي مُعَلِّلِي
وَلِآلِ هَبَّارٍ مَعَهُمْ حَقٌّ بِأَجْيَادٍ، وَهَبَّارٌ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ
⦗ص: 323⦘
الْمُغِيرَةِ تَبَنَّاهُ فِيمَا يَزْعُمُونَ صَغِيرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَحَبَّهُ الْوَلِيدُ، فَأَقْطَعَهُ حَقَّ آلِ هَبَّارٍ بَيْنَ رَبْعِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ وَهِشَامٍ، وَبَيْنَ دَارِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَلِآلِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَيْضًا دَارُ الشُّرَكَاءِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الشُّرَكَاءِ؛ لِأَنَّ الْمَاءَ كَانَ قَلِيلًا بِأَجْيَادٍ، فَتَخَارَجَ آلُ هِشَامٍ فِي مَاءٍ بَيْنَهُمْ، فَاحْتَفَرُوا بِئْرًا فِي الدَّارِ، فَقِيلَ بِئْرُ الشُّرَكَاءِ، وَهِيَ لِآلِ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ وَدَارُ الْعُلُوجِ بِمُجْتَمَعِ أَجْيَادَيْنِ، كَانَتْ لِخَالِدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامٍ وَيُقَالُ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وُلِدَ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْعُلُوجِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهَا عُلُوجٌ مِنْ عُلُوجِ الْحَبَشِ
2150 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا
⦗ص: 324⦘
سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَوْسَجَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهم، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا يَمْنَعُ حَبَشَ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يَأْتُوكَ إِلَّا أَنَّهُمْ يَخْشَوْنَ أَنْ تَرُدَّهُمْ، فَقَالَ:" لَا خَيْرَ فِي الْحَبَشِ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا، وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا، وَإِنَّ فِيهِمْ لَخُلَّتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَبَأْسٌ عِنْدَ الْبَأْسِ " وَفِي هَذِهِ الدَّارِ كَانَ يَسْكُنُ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ
2151 -
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ:" رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ رضي الله عنه، لَا يُؤَذِّنُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَرَى خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ دَاخِلًا مِنْ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ " وَلَهُمْ دَارُ الْأَوْقَصِ عِنْدَ دَارِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ بِأَجْيَادٍ الصَّغِيرِ وَلَهُمْ دَارُ الشَّطَوِيِّ، كَانَتْ لِآلِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ بَعْضُهَا لِوَرَثَةِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ لِأَبِي سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ سَهْلٍ ثُمَّ بَاعَهَا مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَلِآلِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ عِنْدَ دَارِ سَمُرَةَ بْنِ حَبِيبٍ رَبْعٌ يُقَالُ: إِنَّهُ دُفِنَ فِيهِ هِشَامُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَقَدِ اخْتَصَمَ فِيهَا آلُ مُرَّةَ بْنِ
⦗ص: 325⦘
حَبِيبٍ، وَبَنُو مَخْزُومٍ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ الْأَوْقَصِ، وَهُوَ عَلَى قَضَاءِ مَكَّةَ، فَشَهِدَ عِنْدَهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما سَاوَمَ خَالِدَ بْنَ الْعَاصِ بِذَلِكَ الرَّبْعِ فَقَالَ: وَهَلْ يَبِيعُ الرَّجُلُ مَوْضِعَ قَبْرِ أَبِيهِ؟ فَقَسَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ بَنِي مَرَّةَ، وَبَيْنَ بَنِي مَخْزُومٍ، بَعَثَ فِيمَا يَزْعُمُونَ مُسْلِمَ بْنَ خَالِدٍ الزَّنْجِيَّ فَقَسَّمَ بَيْنَهُمْ وَلِآلِ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ دَارُ زُهَيْرٍ بِأَجْيَادٍ
2152 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ الْعَائِذِيُّ، قَالَ: ثنا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ " أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا شَهِدَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهَيْرٍ وَإِخْوَتِهِ أَنَّ أَبَا رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ أَعْطَى أَخَاهُ زُهَيْرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ نَصِيبَهُ مِنْ رَبْعِهِ، لَمْ يُشْهِدْ عَلَى ذَلِكَ غَيْرَهَا، فَأَجَازَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه شَهَادَتَهَا وَحْدَهَا، وَعَلْقَمَةُ حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ قَضَاءِ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ إِنَّ رَسُولَ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه فِي ذَلِكَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهم
⦗ص: 326⦘
وَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ الدَّارَ الَّتِي عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ يُقَالُ لَهَا: دَارُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، كَانَتْ لِبَنِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ رضي الله عنهما، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَتْ لِآلِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَحَقُّ آلِ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عِنْدَ الضَّفِيرَةِ بِأَجْيَادٍ الْكَبِيرِ، وَحَقُّ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، دَارُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ كَانَتْ لِآلِ صَيْفِيٍّ، فَابْتَاعَهَا مِنْهُمْ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ، فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا الذَّرُّ، وَلَهُمُ الدَّارُ الَّتِي كَانَتْ عَلَى فُوَّهَةِ سِكَّةِ أَجْيَادٍ الصَّغِيرِ، كَانَ فِي أَصْلِهَا الصَّيَارِفَةُ، كَانَتْ لِآلِ خِوَانٍ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدَ ذَلِكَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ، وَبَاعَهَا الْمُتَوَكِّلُ مِنْ أَبِي نَهِيكٍ فِيمَا يَذْكُرُونَ، وَالْبَيْتُ الَّذِي كَانَ فِيهِ تِجَارَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالسَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ رضي الله عنه فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَائِمٌ إِلَى الْيَوْمَ
2153 -
حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ،
⦗ص: 327⦘
قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْحَمْسَاءِ، قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِبَيْعٍ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، فَبَقِيَتْ لَهُ بَقِيَّةٌ، فَوَعَدْتُهُ أَنْ آتِيَهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: " يَا فَتَى شَقَقْتَ عَلَيَّ، أَنَا هَا هُنَا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَنْتَظِرُكَ " وَهَذَا الْبَيْتُ فِي دَارِ السَّائِبِ الَّتِي صَارَ وَجْهُهَا لِجَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ، شَارِعَةً عَلَى الصَّيَارِفَةِ، وَهُوَ حَقُّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَكَانَتْ لِآلِ خِوَانٍ وَكَانَ السَّائِبُ رضي الله عنه شَرِيكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
2154 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُهُ، فَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَعَرَفَنِي، فَقَالَ: أَتُجَّارٌ كَسَبَةٌ، أَتُجَّارٌ كَسَبَةٌ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي: يَسْتَغْنِي بِهِ قَالَ سُفْيَانُ: وَإِنَّمَا سَأَلَهُ؛ لِأَنَّ السَّائِبَ رضي الله عنه كَانَ شَرِيكَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
2155 -
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدٍ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" كُنْتَ شَرِيكِي، فَكُنْتَ خَيْرَ شَرِيكٍ، لَا تُمَارِي، وَلَا تُدَارِي " وَمِنْ حَقِّ آلِ عَائِذٍ دَارُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَائِذٍ فِي أَصْلِ جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ، بَيْنَ دَارِ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيِّ إِلَى دَارِ ابْنِ صَيْفِيٍّ الَّتِي صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، إِلَى الْمَنَارَةِ الشَّارِعَةِ عَلَى الْمَسْعَى، وَفِيهَا كَانَ يَنْزِلُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ
2156 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَعُودُهُ فِي دَارِ ابْنِ عَبَّادٍ هَذِهِ، وَمَعَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ فَقَالَ سُفْيَانُ لِسَعِيدٍ: أَعِدْ عَلَيَّ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثْتَنِي فَقَالَ سَعِيدٌ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ
⦗ص: 329⦘
صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَلَامُ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لَا لَهُ، إِلَّا أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهِيٌ عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرُ اللهِ عز وجل " فَدَخَلَتْ هَذِهِ الدَّارُ دَارُ ابْنِ عَبَّادٍ فِي الْوَادِي حِينَ اشْتُرِيَتْ مِنْهُمْ، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا لَاصِقٌ بِجَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ، وَهِيَ دَارُ يَزِيدَ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَدَارُ ابْنُ رَوْحٍ إِلَى دَارِ ابْنِ بَرْمَكٍ وَمِنْ رِبَاعِ بَنِي عَائِذٍ دَارُ ابْنِ صَيْفِيٍّ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي فِيهَا الْبَزَّازُونَ، صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ بَرْمَكٍ وَمِنْ رِبَاعِ بَنِي مَخْزُومٍ دَارُ آلِ حَنْطَبٍ، وَهُوَ مُتَّصِلٌ بِحَقِّ السَّائِبِ مِنَ الصَّيَارِفَةِ هَلُمَّ إِلَى الصَّفَا، تِلْكَ الْمَسَاكِنُ كُلُّهَا إِلَى الصَّفَا حَقُّ وَلَدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ وَكَانَ ذَلِكَ الْحَقُّ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَوَلَدِهِ حَتَّى بَاعَتْهُ أُمُّ عِيسَى بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بِثَمَانِ مِائَةِ دِينَارٍ، فَبَنَاهُ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عَلَى الصَّفَا شَارِعَةً عَلَى الصَّفَا وَالْوَادِي
2157 -
حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثُ أَبِي بِمِنًى فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ مَعْيُوفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْحَكَمَ بْنَ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَغْرِ مَنْبِجَ،
⦗ص: 330⦘
فَلَقِيَ مِنَ الْمَوْتِ شِدَّةً، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ وَهُوَ فِي غَشْيَةٍ: اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَقَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ فَقَالَ الْمُتَكَلِّمُ: أَنَا، فَقَالَ: هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَقُولُ: إِنِّي بِكُلِّ سَخِيٍّ رَفِيقٌ " قَالَ: " فَكَأَنَّمَا كَانَ فَتِيلَةً أُطْفِئَتْ " وَلَهُمْ أَيْضًا حَقُّ السُّفْيَانِيِّينَ، دَارُ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ دَارِ الْأَرْقَمِ إِلَى دَارِ ابْنِ رَوْحٍ الْعَائِذِيِّ، فَذَلِكَ الرَّبْعُ لِسُفْيَانَ، وَلِلْأَسْوَدِ ابْنَيْ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَلِلسُّفْيَانِيِّينَ أَيْضًا حَقٌّ فِي زُقَاقِ الْعَطَّارِينَ، الدَّارُ الَّتِي تُقَابِلُ دَارَ الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ، كَانَ فِيهَا ابْنُ أَخِي الصِّمَّةِ، يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْحَارِثِ، لِنَاسٍ مِنَ السُّفْيَانِيِّينَ، يُقَالُ لَهُمْ: آلُ أَبِي قَزَعَةَ، وَمَسْكَنُهُمُ السَّرَاةُ الْيَوْمَ وَرَبْعُ آلِ أَرْقَمَ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ أَبِي جُنْدُبٍ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ الصَّفَا يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْخَيْزُرَانِ، وَفِيهَا اخْتَبَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ ذَكَرْنَا قِصَّتَهَا فِي مَوْضِعِهِ، وَفِيهَا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَلِبَنِي مَخْزُومٍ حَقُّ الْوَابِصِيِّينَ الَّذِي فِي خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ بَيْنَ دَارِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَبَيْنَ دَارِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَكَانَتْ هَذِهِ الدَّارُ فِيمَا يَذْكُرُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِمَوْلًى لِخُزَاعَةَ يُقَالُ لَهُ: رَافِعٌ، فَبَاعَهَا وَلَدُهُ وَلِبَنِي مَخْزُومٍ دَارُ حُزَابَةَ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي عِنْدَ اللَّبَّانِينَ بِفُوَّهَةِ خَطِّ الْحِزَامِيَّةِ، شَارِعَةً فِي الْوَادِي، صَارَ بَعْضُهَا لِخَالِصَةَ، وَبَعْضُهَا لِآلِ غَزْوَانَ الْجَنَدِيِّ، وَفِي بَعْضِهَا كَانَ يَضْرِبُ الضَّرَّابُونَ بِمَكَّةَ بِالسِّكَّةِ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ وَبَعْضُ هَذِهِ الدَّارِ لِعِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيِّ، كَانَ قَدْ بَنَاهَا فِي
⦗ص: 331⦘
وِلَايَتِهِ عَلَى مَكَّةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْحَجَرِ الْمَنْقُوشِ وَالْآجُرِّ وَالْجَصِّ وَشَرَعَ لَهَا حِيَاضًا عَلَى الْوَادِي فِي الْحَزْوَرَةِ، وَأَسْرَعَ فِي بِنَائِهَا، ثُمَّ عَمَرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ ابْنُهُ، وَسَكَنَ فِيهَا، فَلَمَّا نَزَلَ ابْنُ أَبِي السَّاجِ بِهِ فِي الْمَوْسِمِ، وَظَهَرَ عَلَيْهِ حَرَقَهَا وَحَرَقَ دَارَ الْحَارِثِ مَعَهَا وَلَهُمْ حَقُّ آلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، الْمَوْضِعُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: الْمِرْبَدُ بِأَجْيَادِ الصَّغِيرِ، وَمَعَهُمْ بِأَجْيَادِ الْكَبِيرِ فِيمَا وَصَفْنَا مِنْ دُورِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ