المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر رباع بني عبد المطلب بن هاشم - أخبار مكة - الفاكهي - ط ٢ - جـ ٣

[أبو عبد الله الفاكهي]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ التَّرْغِيبِ فِي نِكَاحِ نِسَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَلُغَتِهِنَّ، وَمَا قِيلَ فِيهِنَّ مِنَ الشِّعْرِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ التَّكْبِيرِ بِمَكَّةَ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ وَمَا جَاءَ فِيهِ وَالتَّكْبِيرِ لَيْلَةَ الْفِطْرِ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ سُنَّةِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ بِمَكَّةَ وَالِاسْتِسْقَاءِ

- ‌ذِكْرُ قَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي الْمُتْعَةِ

- ‌ذِكْرُ قَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي السَّمَاعِ وَالْغِنَاءِ فِي الْأَعَرَاسِ وَالْخِتَانِ وَفِي الْقِرَاءَةِ بِالْأَلْحَانِ، وَفِعْلُهُمْ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

- ‌ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ يَلْعَبُونَ بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ ثُمَّ تَرَكُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ سُنَّةِ أَهْلِ مَكَّةَ عِنْدَ خَتْمِ الْقُرْآنِ وَالتَّلْبِيَةِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ إِذَا بَلَغُوا: {وَالضُّحَى} [الضحى: 1] حَتَّى يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ

- ‌ذِكْرُ دُخُولِ أَهْلِ الذِّمَّةِ الْحَرَمَ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الْمَوْضِعِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ رضي الله عنه مِنْ مَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ كَرَاهِيَةِ لُقَطَةِ الْحَرَمِ

- ‌ذِكْرُ بَيْعِ الطَّعَامِ بِمَكَّةَ وَكَرَاهِيَتِهِ وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ التَّشْدِيدِ وَتَفْسِيرُهُ

- ‌ذِكْرُ جُدَّةَ وَالتَّحَفُّظِ بِهَا وَبِمَا فِيهَا، وَأَنَّهَا خِزَانَةُ مَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ تَفَجُّرِ مَكَّةَ بِالْأَنْهَارِ وَمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مِنْبَرِ مَكَّةَ، وَأَوَّلِ مَنْ جَعَلَهُ، وَكَيْفَ كَانُوا يَخْطُبُونَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُتَّخَذَ الْمِنْبَرُ، وَمَنْ خَطَبَ عَلَيْهِ

- ‌ذِكْرُ التَّكْبِيرِ يَوْمَ الصَّدْرِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ كَانَ يُقَالُ لَهُمْ: أَهْلُ اللهِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الْمَوْتِ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ مَحْشَرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَشَفَاعَتِهِ لَهُمْ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَا خُصَّ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ

- ‌ذِكْرُ حَدِّ الْبَطْحَاءِ وَالْأَبْطَحِ وَمَوْضِعِهِمَا مِنْ مَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ النَّعْيِ بِمَكَّةَ وَأَوَّلُ مَنْ نُعِيَ بِهَا وَبُكِيَ عَلَيْهِ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ أَهْلِ مَكَّةَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَاجْتِهَادِهِمْ فِيهَا لِفَضْلِهَا

- ‌ذِكْرُ عَدَدِ الْمَنَارَاتِ الَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم بِمَكَّةَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَهْلُ مَكَّةَ مِنَ الْقَوْلِ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ مِمَّا لَمْ يُتَابِعْهُمْ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَى الْيَوْمِ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ السِّقَايَا الَّتِي بِمَكَّةَ يُسْقَى فِيهَا الْمَاءُ وَيَشْرَبُ النَّاسُ مِنْهَا

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَانًا وَكُتِبَ إِلَيْهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَهُوَ مُقِيمٌ بِهَا وَلَمْ يَبْرَحْهَا

- ‌‌‌ذِكْرُ فَضْلِ الْمَعْلَاةِ عَلَى الْمَسْفَلَةِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الْمَعْلَاةِ عَلَى الْمَسْفَلَةِ

- ‌ذِكْرُ الْحَمَّامَاتِ بِمَكَّةَ وَعَدَدُهَا

- ‌ذِكْرُ حَدِّ مَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ سُيُولِ مَكَّةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

- ‌ذِكْرُ سُيُولِ وَادِي مَكَّةَ فِي الْإِسْلَامِ

- ‌ذِكْرُ الرُّدُومِ الَّتِي رُدِمَتْ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ الْوَقُودِ بِمَكَّةَ لَيْلَةَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ فِي فِجَاجِهَا وَطُرُقِهَا وَتَفْسِيرُهُ

- ‌ذِكْرُ الْمُكَنَّيْنَ وَالْمُسَمَّيْنَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِاسْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْيَتِهِ

- ‌ذِكْرُ مُلَحَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وَطَرَائِفِهِمْ وَمَنْ كَانَ يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنْهُمْ وَمِزَاحِهِمْ

- ‌ذِكْرُ قِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ يَعِظُ النَّاسَ فِي خُطْبَةٍ وَيُذَكِّرُهُمْ وَمَا حُفِظَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ يَوْمِ سَابِعِ الثَّمَانِ بِمَكَّةَ لِتَعْلِيمِ الْحَاجِّ الْمَنَاسِكَ وَالسُّنَّةَ فِيهَا

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ أَبِي ذَرٍّ جُنْدُبِ بْنِ جُنَادَةَ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه بِمَكَّةَ وَقِيَامِهِ بِهَا

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنه الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ بِهَا بِمَكَّةَ فِي النِّكَاحِ

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ حِينَ قَدِمَهَا

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ أَبِي حَمْزَةَ الشَّارِيِّ الْمُخْتَارِ بْنِ عَوْفٍ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ خُطْبَةِ سُدَيْفِ بْنِ مَيْمُونٍ بَيْنَ يَدَيْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، وَمَا لَقِيَ قَبْلَ خُرُوجِ بَنِي هَاشِمٍ فِي دَوْلَتِهِمْ

- ‌ذِكْرُ الْبِرَكِ الَّتِي عُمِّرَتْ بِمَكَّةَ وَتَفْسِيرُ أَمْرِهَا

- ‌بَابٌ جَامِعٌ مِنْ أَخْبَارِ مَكَّةَ فِي الْإِسْلَامِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الْوُلَاةِ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ مَنْ وَلِيَ مَكَّةَ مِنَ الْعَرَبِ سِوَى قُرَيْشٍ وَأَحْدَاثِهِمْ فِيهَا وَأَفْعَالِهِمْ وَتَفْسِيرِهَا

- ‌ذِكْرُ مَنْ وَلِيَ مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِيمًا عَتَّابُ بْنُ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ عَامِلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَكَّةَ، رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ مَنْ وَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ مِنْ أَهْلِهَا مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانَ الْقَضَاءُ بِمَكَّةَ فِي بَنِي مَخْزُومٍ، وَكَانَ مِنْهُمُ الْقَاضِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ

- ‌ذِكْرُ أَشْرَافِ الْمَوَالِي مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ الْخِلَافِ بِمَكَّةَ وَأَوَّلُ مَنْ خَلَفَ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ لِمَ سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِمَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ

- ‌ذِكْرُ الْخُطْبَةِ بِمَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ الصَّدَرِ إِذَا وَافَقَ ذَلِكَ يَوْمَ جُمُعَةٍ

- ‌ذِكْرُ الطَّائِفِ وَأَمْرِهَا وَنُزُولِ ثَقِيفٍ بِهَا وَمُبْتَدَأِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ سَاحَاتِ مَكَّةَ وَأَطْرَافِهَا وَأَفْنِيَتِهَا وَمَخَارِجِهَا

- ‌ذِكْرُ أَوَائِلِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي حَدَثَتْ بِمَكَّةَ فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَأَوَّلِ مَنْ أَحْدَثَهَا وَفَعَلَهَا مِنَ النَّاسِ

- ‌ذِكْرُ كَرَاهِيَةِ كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ وَإِجَارَتِهَا وَبَيْعِ رِبَاعِهَا، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبِنَاءِ بِمَكَّةَ بِالتَّرْبِيعِ وَأَوَّلُ مَنْ بَنَى فِيهَا بَيْتًا مُرَبَّعًا

- ‌ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي كِرَاءِ بُيُوتِ مَكَّةَ وَبَيْعِ رِبَاعِهَا وَشِرَائِهَا وَالْحُكْمِ فِيهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مُبْتَدَأِ رِبَاعِ مَكَّةَ كَيْفَ كَانَتْ، وَأَوَّلُ مَنْ أَقْطَعَهَا، وَبَيَانِ ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

- ‌وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ رِبَاعِ قُرَيْشٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ

- ‌ذِكْرِ رِبَاعِ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي زُهْرَةَ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي جُمَحِ بْنِ عَمْرٍو

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي سَهْمِ بْنِ عَمْرٍو

- ‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ

- ‌ذِكْرُ حُدُودِ مَكَّةَ وَتِهَامَةَ

- ‌ذِكْرُ مَنْ أَخْرَجَ مُسْلِمًا مِنْ ظِلِّ رَأْسِهِ مِنْ حَرَمِ اللهِ تَعَالَى، مَا لَهُ فِيهِ مِنَ الْإِثْمِ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الزِّيَادَةِ فِي الدِّيَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الْقَاتِلِ يَدْخُلُ الْحَرَمَ أَنَّهُ يَأْمَنُ فِيهِ، وَكَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، فَيُقَامَ عَلَيْهِ الْحَدُّ

- ‌ذِكْرُ مَا يَجُوزُ قَطْعُهُ وَأَكْلُهُ مِنْ شَجَرِ الْحَرَمِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ قَطْعَ شَجَرِ الْحَرَمِ، وَمَنْ رَخَّصَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ تَعْظِيمِ صَيْدِ الْحَرَمِ وَإِطْعَامِهِ الطَّعَامَ، وَالرِّفْقِ بِهِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الصَّيْدِ يُدْخَلُ بِهِ الْحَرَمُ حَيًّا، وَمَنْ قَالَ: " لَا يُؤْكَلُ إِذَا كَانَ حَيًّا مَأْسُورًا " وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌‌‌ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ كَفَّارَةِ الصَّيْدِ الَّذِي يُصَابُ بِمَكَّةَ وَدِيَتُهُ وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَرَمِ إِلَى الْحِلِّ أَوْ يَنْتَفِعَ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَرَمِ فِي غَيْرِهِ

- ‌ذِكْرُ مَا يَجُوزُ قَتْلُهُ مِنَ الدَّوَابِّ فِي الْحَرَمِ

الفصل: ‌ذكر رباع بني عبد المطلب بن هاشم

‌وَهَذِهِ تَسْمِيَةُ رِبَاعِ قُرَيْشٍ

ص: 263

‌ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ

فَكَانَ الَّذِي طَارَ لِبَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَلِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ يَقُولُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ، وَأُمُّ عُتْبَةَ وَعُتَيْبَةُ وَمُعَتِّبٌ بَنِي أَبِي لَهَبٍ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ "

2093 -

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ الْفَضْلُ يَمْدَحُ قَوْمَهُ بَنِي هَاشِمٍ:

[البحر الرمل]

قَصَدُوا قَوْمِي وَسَارُوا سِيرَةً

كَلَّفُوا مَنْ سَارَهَا جَهْدَ التَّعَبْ

فَكَانَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَيْتٌ عِنْدَ سِقَايَةِ زَمْزَمَ وَلَهُمْ مَا بَيْنَ الدَّارِ الَّتِي صَارَتْ لِبَنِي سُلَيْمٍ الْأَزْرَقِ وَهِيَ إِلَى جَنْبِ دَارِ أَبِي مَرْحَبٍ مَوْلَى بَنِي جُشَمٍ، الَّتِي صَارَتْ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِجِّيِّ، قُبَالَةَ دَارِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَمَوْضِعُهَا الْيَوْمَ دَارٌ لِيَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَزَّازِ إِلَى مُنْتَهَى دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الَّتِي ابْتَاعَ

⦗ص: 264⦘

وَلِوَلَدِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ الْحَقِّ وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي اشْتَرَتْهَا سَعْدُونَةُ أُخْتُ وَصِيفٍ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّارِعَةَ عَلَى اللَّبَّانِينَ بِالْبَطْحَاءِ وَسَمِعْتُ بَعْضَ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّهُ كَانَ فِيهَا بَيْتٌ فِيهِ مَسْجِدٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْحَقُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَهُوَ شِعْبُ ابْنِ يُوسُفَ، وَدَارُ ابْنِ يُوسُفَ لِأَبِي طَالِبٍ وَالْحَقُّ الَّذِي يَلِيهِ بَعْضُ دَارِ ابْنِ يُوسُفَ مَنْ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الشِّعْبُ الَّذِي حَاصَرَتْ فِيهِ قُرَيْشٌ بَنِي هَاشِمٍ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ فِي الشِّعْبِ

ص: 263

2094 -

فَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، " أَنَّ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ لَمَّا حَصَرُوا بَنِي هَاشِمٍ فِي الشِّعْبِ كَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ تَأْتِيهِ الْعِيرُ تَحْمِلُ الْحِنْطَةَ مِنَ الشَّامِ فَيُقَبِّلُهَا الشِّعْبَ، ثُمَّ يَضْرِبُ أَعْجَازَهَا فَتَدْخُلُ عَلَيْهِمْ فَيَأْخُذُونَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الْحِنْطَةِ، وَلَهُ كَانَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رضي الله عنه وَهَبَهُ لِخَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها فَوَهَبَتْهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْتَقَهُ وَتَبَنَّاهُ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فَانْتَسَبَ زَيْدٌ إِلَى أَبِيهِ حَارِثَةَ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ أَصَابَتْهُ سَبْيًا وَفِي هَذَا الشِّعْبِ وُلِدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ رضي الله عنهما "

ص: 264

2095 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ

⦗ص: 265⦘

الْفِهْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ، رضي الله عنهم قَالَتْ: حَمَلْتُ وَأَنَا فِي الشِّعْبِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أُمَّ الْفَضْلِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ غُلَامًا يَكُونُ فِي وَلَدِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خِلَافَةٌ وَمُلْكٌ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: فَوَلَدَتْنِي وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ شِعْبَ بْنَ يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بِهِ كَانَ لِهَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ثُمَّ صَارَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ فَقَسَّمَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بَيْنَ وَلَدِهِ وَدَفَعَ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ فِي حَيَاتِهِ حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ فَمِنْ ثَمَّ صَارَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقُّ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

ص: 264

2096 -

فَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَمُرُّ بِالْحَجَرِ مَنْ حِجَارَةِ مَكَّةَ فَأَعْرِفُهُ، كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ أَيَّامَ بُعِثْتُ "

ص: 265

2097 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ

⦗ص: 266⦘

الْقَطِيعِيُّ الْبَزَّازُ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَلِيٍّ، رضي الله عنه قَالَ:" كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ فَخَرَجْنَا فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا خَارِجًا عَنْ مَكَّةَ بَيْنَ الشِّعَابِ وَالشَّجَرِ فَلَا يَمُرُّ بِجَبَلٍ وَلَا شَجَرَةٍ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ "

2098 -

حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي السُّدِّيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِنَّ دَارَ ابْنِ يُوسُفَ كَانَتْ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَمَرَ الْحَجَّاجُ أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ فَاشْتَرَاهَا بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَدَفَعَهَا الْحَجَّاجُ إِلَيْهِ وَأَمَرَ أَخَاهُ مُحَمَّدًا أَنْ يَبْنِيَهَا فَبَنَاهَا وُكَلَاءُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ النَّاسُ: الدَّارُ لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ فَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتَعْمَلَ خَالِدَ بْنَ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَلَى مَكَّةَ فَادَّعَى أَنَّهَا لِأَبِيهِ فَخَاصَمَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ فَنَظَرُوا فِي الدَّوَاوِينِ فَوَجَدُوا النَّفَقَةَ وَالثَّمَنَ مِنَ الْحَجَّاجِ وَكَانَ الْحَجَّاجُ قَدْ جَعَلَ الدَّارَ الْخَارِجَةَ وَقْفًا عَلَى وَلَدِ الْحَكَمِ بْنِ

⦗ص: 267⦘

أَبِي عَقِيلٍ، وَالْوُسْطَى عَلَى وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَالدَّاخِلَةَ عَلَى وَلَدِ الْحَجَّاجِ وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ كَانَ أَوْدَعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ الْمَالَ الَّذِي بَنَاهَا بِهِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فَلَمَّا أَرَادُوا وُكَلَاؤُهُ قَبْضَهَا دَعَا النَّاسَ لِيَشْهَدُوا عَلَى قَبْضِهَا مِنْهُ، فَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: فَكُنْتُ فِيمَنْ دُعِيَ لِيَشْهَدَ فَكَانَتْ رُؤْيَتُهَا أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ دِرْهَمَيْنِ ثُمَّ صَارَتْ هَذِهِ الدَّارُ بَعْدَ ذَلِكَ لِوَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ ثُمَّ صَارَتِ الْيَوْمَ لِأَبِي سَهْلٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ دَارَ ابْنِ يُوسُفَ هَذِهِ:

[البحر الطويل]

وَمَوْعِدُهَا دَارُ ابْنِ يُوسُفَ غُدْوَةً

كَذَا الْخَوْخَةُ الْقُصْوَى الْمُغَلَّقُ بَابُهَا

وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهَبَ حَقَّهُ مَنْ هَذِهِ الدَّارِ وَالشِّعْبِ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَخِيًّا حَلِيمًا سَمْحًا كَرِيمًا

ص: 265

2099 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ:" مَا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ لَا " وَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ

ص: 267

2100 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثنا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: ثنا

⦗ص: 268⦘

عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ وَضِقْتُ بِأَمْرِي وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ " قَالَ: فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُغَيَّرًا حَزِينًا فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلٍ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمَا هُوَ؟ قَالَ: " أُسْرِيَ بِيَ اللَّيْلَةَ " قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ " قَالَ: فَلَمْ يُرِدْ أَنْ يُكَذِّبَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا قَوْمَهَ إِلَيْهِ قَالَ: أَتُحَدِّثُ قَوْمَكَ مَا حَدَّثَتْنِي إِنْ دَعَوْتُهُمْ إِلَيْكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ " قَالَ: فَنَادَى يَا مَعْشَرَ لُؤَيٍّ هَلُمَّ قَالَ: فَانْقَضَّتْ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا إِلَيْهِ فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي أُسْرِيَ بِيَ اللَّيْلَةَ " قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ " قَالَ: فَمِنْ مُصَدِّقٍ أَوْ قَالَ: مُصَفِّقٍ، وَبَيْنَ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبًا لِلْكَذِبِ فَقَالَ أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ مِنْهُ وَأَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَتَّى وُضِعَ دُونِي فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ " فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ أَصَابَ

⦗ص: 269⦘

وَفِي دَارِ ابْنِ يُوسُفَ بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ حَفَرَهَا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَلَمْ تَزَلْ هَذِهِ الدَّارُ حَتَّى بَاعَهَا وَلَدُهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَفِي هَذِهِ الدَّارِ الْبَيْتُ الَّذِي وُلِدَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ اتُّخِذَ مُصَلًّى يُصَلَّى فِيهِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَقُّ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه حَتَّى دَارِ خَالِصَةَ مَوْلَاةِ الْخَيْزُرَانِ ثُمَّ حَقُّ الْمُقَوِّمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهِيَ دَارُ طَلُوبَ مَوْلَاةِ زُبَيْدَةَ ثُمَّ حَقُّ أَبِي لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهِيَ دَارُ أَبِي يَزِيدَ اللِّهْبِيِّ وَفِيهَا كَانَ يَسْكُنُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا

ص: 267

2101 -

فَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الطَّبَرِيُّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَتْ مَوْلَاةُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَكَانَ لَهَا خِشْفٌ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا، وَكَانَ الْفَضْلُ قَدْ أَسْكَنَهَا فِي بَعْضِ الدَّارِ، فَأَتَاهَا خِشْفُهَا لَيْلَةً فَلُدِغَ، فَمَلَأَ الدَّارَ صِيَاحًا وَفَضَحَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ الْفَضْلُ رضي الله عنه سَأَلَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ بِهَا، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

[البحر المتقارب]

فَإِنْ عُصِيَ اللهُ فِي دَارِنَا

فَإِنَّ عَقَارِبَنَا تَغْضَبُ

وَدَارِي إِذَا نَامَ حُرَّاسُهَا

أَقَامَ الْحُدُودَ بِهَا عَقْرَبُ

⦗ص: 270⦘

فَهَذِهِ الدَّارُ آخِرُ حَقِّ وَلَدِ أَبِي لَهَبٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا لَهَبٍ كَانَ يَسْكُنُ فِي بَيْتٍ لَهُ قُبَالَةَ بَيْتِ خَدِيجَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَكَانَ يَسْكُنُ مَعَ زَوْجَتِهِ أُمِّ جَمِيلٍ بِنْتِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَ ذَلِكَ الزُّقَاقُ طَرِيقَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ فِيمَا يُقَالُ، وَاللهُ أَعْلَمُ، وَهُوَ يُدْعَى الْيَوْمَ: زُقَاقَ أَبِي لَهَبٍ

ص: 269

2102 -

فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَا: ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: ثنا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رضي الله عنه وَهُوَ يَمْشِي فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِي فِي بُرْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْهِ؛ إِذْ خَسَفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " وَلِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه الدَّارُ الَّتِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فِي أَيْدِي وَلَدِ مُوسَى بْنِ عِيسَى إِلَى جَنْبِ دَارِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَدَارُ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه هِيَ الدَّارُ الْمَنْقُوشَةُ الَّتِي عِنْدَهَا الْعَلَمُ الَّذِي يَسْعَى مِنْهُ مَنْ جَاءَ مِنَ الْمَرْوَةِ يُرِيدُ الصَّفَا، وَقَدْ كَانَ فِي مَوْضِعِهَا فِي قَدِيمِ الدَّهْرِ سُوقٌ يُبَاعُ فِيهِ الرَّقِيقُ

ص: 270

2103 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَدْرَكْتُ الرَّقِيقَ يُبَاعُونَ

⦗ص: 271⦘

فِي مَوْضِعِ دَارِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه فِي سُوقِ اللَّيْلِ "

ص: 270

2104 -

فَأَمَّا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَحَدَّثَنَا قَالُ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ اللهَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَتِنَا " أَنَّ الْحَجَرَيْنِ، إِسَافًا وَنَائِلَةَ كَانَا فِي دَارِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنهم الَّتِي تَصَدَّقَ بِهَا الَّتِي تُعْرَفُ بِالْعَبَّاسِ رضي الله عنه وَأَنَّهَا كَانَتْ قَبْلَهُ لِعُتْبَةَ بْنِ أَبِي لَهَبٍ " وَإِسَافٌ وَنَائِلَةُ حَجَرَانِ مَمْسُوخَانِ رَجُلًا وَامْرَأَةً كَانَا مُسِخَا فِي الْكَعْبَةِ فَأُخْرِجَا مِنْهَا فَأَخَذَتْهُمَا قُرَيْشٌ فَجَعَلَتْ أَحَدَهُمَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَالْآخَرَ عِنْدَ زَمْزَمَ فَكَانَ يُطْرَحُ بَيْنَهُمَا مَا يُهْدَى لِلْكَعْبَةِ وَكَانَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْحَطِيمَ، وَإِنَّمَا نُصِبَا بِالْحَطِيمِ لِيَعْتَبِرَ النَّاسُ بِهِمَا وَهُمَا فِي رُكْنِ دَارِ الْعَبَّاسِ رضي الله عنه الَّتِي تَلِي الْوَادِيَ وَذَرْعُ مَا بَيْنَ دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، وَثُلُثُ ذِرَاعٍ وَلَهُمْ أَيْضًا دَارُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنها كَانَتْ عِنْدَ الْخَيَّاطِينَ فِي أَصْلِ الْمَنَارَةِ فَدُخِلَتْ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ وَسَّعَهُ الْمَهْدِيُّ فِي الْهَدْمِ الْآخَرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ مِنْ دُورِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ فَكَانَتِ الْعُجُولُ تَرْبِضُ إِلَى جَنْبِهَا

ص: 271

2105 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثنا

⦗ص: 272⦘

حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ كَانَ أَوَّلَ بَيْتٍ دَخَلَهُ بَيْتُ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنها فَدَعَا بِمَاءٍ فَشَرِبَ وَأَفْضَلَ مِنْهُ فَضْلَةً فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ هَانِئٍ رضي الله عنها وَهِيَ عَنْ يَمِينِهِ فَشَرِبَتْ ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ فَعَلْتُ فَعْلَةً فَلَا أَدْرِي أَتُوَافِقُكَ أَمْ لَا: شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمَةٌ وَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهَا: " أَقْضَاءٌ مِنْ رَمَضَانَ أَمْ تَطَوُّعٌ؟ " قَالَتْ: لَا بَلْ تَطَوُّعٌ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ التَّطَوُّعَ أَوْ صَاحِبَ التَّطَوُّعِ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ "

ص: 271

2106 -

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، رضي الله عنها قَالَتْ:" إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا بَيْتَهَا يَوْمَ الْفَتْحِ فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ "

2107 -

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنَا مَعْمَرٌ،

⦗ص: 273⦘

عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، رضي الله عنها قَالَتْ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأَعْلَى مَكَّةَ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ الْيَمَانِ

ص: 272