المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الموقف من اسرائيل - الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم - جـ ٤

[يوسف الطويل]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الثالثالحوار بين الأديان والحضارات

- ‌نظرية صراع الحضارات

- ‌حوار الأديان والحضارات

- ‌أهمية الحوار

- ‌علاقة المسلم بالآخر عموما

- ‌الحوار بين الأديان

- ‌اليهود والنصارى في القرآن والسنة

- ‌الحوار الإسلامي المسيحي

- ‌المسيح المسلم

- ‌الحوار بين الإسلام واليهودية

- ‌اليهود في ظل الحكم الإسلامي

- ‌منع هجرة اليهود إلى فلسطين

- ‌ظهور الصهيونية والعداء لليهود

- ‌الحوار مع اليهود بين الرفض والقبول

- ‌آفاق الحوار الإسلامي مع الديانات التوحيدية في العصر الحاضر

- ‌حوار الإسلام والغرب

- ‌تشابك المصالح

- ‌الحوار بين الديانات والحضارات لماذا

- ‌تأسيس نظام قيمي جديد

- ‌الفصل الرابعأمتنا ودورها الحضاري

- ‌انهيار الامبراطورية الإسلامية وصعود الغرب

- ‌الغزو الفكري أدواته وأهدافه في العالم الإسلامي

- ‌الغزو الفكري دوافعه وأدواته

- ‌الصهيونية المسيحية والإسلام

- ‌أمتنا ودورها الحضاري

- ‌بناء مشروع نهضوي عربي

- ‌كيف نواجه الهمجية الدونية

- ‌خاتمة

- ‌باراك أوباما وجرأة الأمل

- ‌الموقف من اسرائيل

- ‌خطاب أوباما في جامعة القاهرة

- ‌فلسطين ودورها الحضاري

- ‌الإصلاح الإسلامي

- ‌قائمة المراجع

الفصل: ‌الموقف من اسرائيل

وزوج أمه الإندونيسي، ثم انتقل إلى مدرسة مسيحية هناك طيلة عامين، قبل أن يعود مع أمه إلى الولايات المتحدة. وفي شيكاجو لم يتوانَ أوباما، الذي يعرب دوما عن تعلقه بدينه وبكنيسته، عن اتهام الزعماء المسيحيين الإنجيليين المحافظين بأنهم خطفوا الإيمان، لأنهم كانوا متحمسين لاستغلال انقساماتنا.

لقد تحدث اوباما في احدى كلماته عن نفسه كمثال للقيم الأمريكية المبنية على الطموح والعصامية حيث درس العلوم السياسية في جامعة كولومبيا وبعدها انتقل إلى مدينة شيكاجو وعمل باحدى الهيئات المحلية لمدة ثلاث سنوات ونصف. وفي عام 1988 انتقل إلى جامعة هارفارد المرموقة لدراسة القانون وبعد التخرج كان اول افريقي يتولى منصباً مرموقاً في الجامعة. عاد بعد ذلك إلى مدينة شيكاجو وتمرس في مهنة المحاماة وتخصص في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية. وكان اغلب زبائنه من ضحايا التمييز في العمل والسكن كما تولى منصب السناتور في مجلس ولاية الينوي ما بين 1996 و2004. وبعد اشهر قليلة من فوزه بمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية الينوي اصبح نجما اعلاميا وواحداً من اكثر الشخصيات شعبية في العاصمة واشنطن وصاحب كتابين من اكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة. وكان أوباما الأفريقي الوحيد بين أعضاء مجلس الشيوخ المئة، وخامس أمريكي من اصول افريقية يدخل إلى مجلس الشيوخ، واول امريكى اسود يتولى منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

‌الموقف من اسرائيل

هنالك في مخزون الذاكرة الفلسطينية والعربية اجمالاً ما يكفي للقول، ان ثمة تحالفات استراتيجية بين الولايات المتحدة واسرائيل، وهذه التحالفات تقوم على أسس العداء العميق بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي. كل ما نتذكره حول علاقتنا مع الولايات المتحدة، هو العداء، وانحياز الولايات المتحدة لإسرائيل لدرجة التطابق بين السياستين الاميركية والاسرائيلية.

وخلال حملته الانتخابية أعلن اوباما أمام اللجنة الأميركية-الإسرائيلية المشتركه (إيباك) دعمه الكامل للدولة العبرية والتزم في حال فوزه بالرئاسة بضمان

ص: 134

أمن إسرائيل وتفوقها على جيرانها العرب وزاد على ذلك وأعلن تأييده لتبقى القدس عاصمة أبدية لإسرائيل والتزم بتحقيق ذلك في حال فوزه بالرئاسة.

قال اوباما: "ان ما بين اسرائيل والولايات المتحدة وعد لا ينكسر اليوم وغداً والى الابد .. ". هكذا استهل اوباما «خطاب القسم» امام ايباك. وربط بين قصته الشخصية بقصة الشعب اليهودي وقصة الاميركيين الافارقة بتلك الخاصة باليهود الاميركيين، ليصل إلى الذروة في خطابه بالتأكيد على «قداسة» امن اسرائيل وعدم قابليته للتفاوض .. هذا الوعد لم يكن قصراً على اوباما، فأكدته هيلاري كلينتون في المناسبة ذاتها: الولايات المتحدة تقف إلى جانب اسرائيل الآن والى الابد .. ». بدا كل من اوباما وكلينتون كمن يؤدي صلاة. في محراب ايباك على نية الوصول إلى البيت الابيض .. لقد بدا اوباما في خطابه اقرب إلى المؤمن الذي يسعى إلى نيل البركة الالهية اكثر منه السياسي الذي يسعى إلى اقناع شريحة هامة من الناخبين اليهود الاميركيين ببرامجه الاقتصادية وتوجهاته السياسية.

وقد لقيت تصريحات أوباما ترحيباً كبيراً في إسرائيل، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت أن خطاب أوباما أمام إيباك مؤثر جداً وقال إنه إذا انتخب رئيساً فسوف نناقش معه مجمل القضايا التي أثارها، ووصف الإسرائيليون هذا الخطاب بأنه الأشد تأييداً لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة. وقال التلفزيون الإسرائيلي إن خطاب أوباما كان أكثر تحيزاً لإسرائيل من الخطابات التي تُسمع في مؤتمرات حزب الليكود وباقي أحزاب اليمين الأخرى، وربما هذا ما يفسر ان اليهود الاميركيين صوتوا لاوباما بنسبة 72 بالمئة.

على انه ليس من المبالغة في شيء القول ان ظهور اوباما امام مؤتمر ايباك شكل اكثر المحطات دقة وحساسية في رحلة وصوله إلى البيت الابيض. ويرجع ذلك إلى النفوذ الكبير الذي تمتلكه هذه المنظمة اليهودية القوية في ترجيح كفة اي من المرشحين لأسباب تبدأ بقدراتها المالية الهائلة ولا تنتهي بشبكة تحالفاتها مع شرائح انتخابية مسيحية اصولية تصل إلى حدود الاندماج العقائدي والاستحواذ على انماط تفكير وايمان تلك الشرائح بالوعد التوراتي ليهود العالم بدولة يهودية في ارض فلسطين.

ص: 135