الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم عبد الرحمن بن عتبة بن عبد الله بن مسعود (1) في أيام المهدي.
ومنهم ربيعة الرأي (2) شيخ مالك في آخر عمره.
ومنهم سفيان بن عُيينة قبل موته بسنتين.
التاسع: في رواية المجهول الحال
.
وهو أقسام ثلاثة:-
أحدها: مجهول العدالة ظاهرًا وباطنًا، فلا يقبل عند الجماهير.
وثانيها: مجهول العدالة باطنًا لا ظاهرًا، وهو المستور.
والمختار قبوله، وقطع به سليم الرازي (3)، وعليه العمل في أكثر كتب الحديث المشهورة فيمن تقادم عهدهم وتعذَّرت معرفتهم؛ لأن أمر الإخبار مبنيٌّ على حسن الظن بالراوي المسلم، ونشر الأحاديث مطلوبُ كل واحد ومعرفة الباطن مُتعذِّر، بخلاف الشهادة فإنها تكون عند الحُكَّام ولا يتعذَّر عليهم ذلك، فاعتبر فيها العدالة في الظاهر والباطن.
وثالثها: مجهول العين، وهو كل من لم يعرفه العلماء، ولم يُعرف حديثُه إلا من جهة راوٍ واحد، قاله الخطيب (4).
(1) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ترجمته في تهذيب الكمال (17/ 219).
(2)
هو ربيعة بن أبي عبد الرحمن القرشي التيمي ترجمته في تهذيب الكمال (9/ 123).
(3)
هو أبو الفتح سليم بن أيوب بن سليم الرازي ينظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (17/ 645)، وفيات الأعيان (2/ 397) وإنباه الرواة (2/ 69).
(4)
الكفاية (ص 88).
[قال ابن الصلاح (1): من يقبل رواية المجهول العدالة لا يقبل رواية المجهول العين](2).
وقال ابن عبد البر (3): من لم يرو عنه إلا واحدًا فهو مجهول عندهم إلا أن يكون مشهورًا بغير حمل العلم، كمالك بن دينار في الزهد، وعمرو بن مَعدِي كَرِب بالنجدة.
قال الخطيب (4): وأقلُّ ما يرفع الجهالة أن يروي عنه اثنان من المشهورين بالعلم.
قال ابن الصلاح ردًّا على الخطيب (5): قد خرَّج البخاري في صحيحه عن مرداس الأسلمي، ولم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم (6).
ومسلم، عن ربيعة بن كعب الأسلمي ولم يرو عنه غير أبي سلمة (7).
وذلك مصير منهما (8) إلى خروجه عن هذه الجهالة برواية واحد،
(1) مقدمة ابن الصلاح (ص 296).
(2)
ما بين معقوفين سقط من المطبوعة وأثبتناه من (ز)، (د).
(3)
ينظر مقدمة ابن الصلاح (ص 556).
(4)
الكفاية (ص 88).
(5)
مقدمة ابن الصلاح (ص 296).
(6)
أخرج البخاري له حديث " يذهب الصالحون الأول فالأول" الحديث
…
(5/ 157) و (8/ 114).
(7)
أخرج له مسلم حديث " أسألك مرافقتك الجنة" الحديث (489).
(8)
قوله مصير منهما في (ز) مصير بينهما، والمثبت من (د)، مقدمة ابن الصلاح (ص 296) وتدريب الراوي (1/ 532).