الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صور المخطوطات
أنموذج من مصورة النسخة الأزهرية والمشار إليها بـ (ز)
أنموذج من مصورة مركز ودود والمشار إليها بـ (د)
الخلاصة في معرفة الحديث
تصنيف
شرف الدين أبي محمد الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي الدمشقي
المتوفى 743 هـ
حقق وعلق عليه
أبو عاصم الشوامي الأثري
بسم الله الرحمن الرحيم
رب سهِّل (1)
الحمدُ لله عَلى أَفضَالِه، ونَسألُه المَزيدَ مِن نعمهِ ونوَالِه، وصلَّى الله على محمدٍ وآله، الَّلهم كما زِدتَنا نِعمًا، فألهِمنا شكرًا، وبعد.
فهذه جُمَلٌ في معرفة الحديث، مما لا بُدَّ منه للطَّالب، لا سيَّما مَن تَصدَّى للتَّحديث.
لَخصْتهُ من كتاب الإمام مُفتي الشَّام شيخ الإسلام ابن الصَّلاح (2)، ومُختَصر الإمام المُتقن مُحيي الدين النَّواوي (3)، والقاضي بدر الدين يُعرَف (4) بابن
جماعة (5) رضي الله عنهم.
(1) قوله "رب سهل" ليس في (د)، وفي (ز)"وبه نستعين"، والمثبت من آيا صوفيا.
(2)
هو أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي نصر النصري الكردي الشهرزوري تقي الدين المعروف بابن الصلاح، المتوفى سنة 643 هـ ينظر ترجمته في وفيات الأعيان 3/ 243، وكتابه المشهور " بمقدمة ابن الصلاح " طبع مرارًا.
(3)
هو الإمام محيي الدين، أبو زكريا، يحيى بن شرف المُري الحِزَامي النووي الشافعي شيخ المذهب في زمانه المتوفى سنة 676 هـ ينظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى (9/ 395) وكتابه هو المعروف "بالتقريب والتيسير" والذي كان اختصره من كتاب "الإرشاد" له أيضا
…
وكلاهما طبع.
(4)
في (ز) المعروف، والمثبت من (د)، ونسخة على (ز)، وآيا صوفيا.
(5)
هو الإمام بدر الدين أبو عبد الله شيخ الإسلام محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة الشافعي توفي في سنة 733 هـ ينظر ترجمته في الدرر الكامنة (3/ 367) وكتابه هو المعروف " بالمنهل الروي " طبع.
فهذَّبته تهذيبًا ونقَّحتُه تَنقيحًا ورَصَّفته تَرصِيفًا أَنيقًا.
فوضعت كلَّ شيء في مَصبِّه ومَقرِّه، وأَضفتُ إلى ذلك زِيادَاتٍ مُهمَّة من جَامِع الأُصُول (1)، وغَيرِه (2).
وأَسألُ اللهَ أن يَنفعَ الطَّالبينَ بِه، ويَهديَهُم سَبيلَ الرَّشادِ ويجعله خالصًا لِوجهِهِ الكَرِيم.
وسَمَّيتُه بـ "الخُلَاصَةِ في مَعرفةِ الحَدِيث"، ورتَّبتهُ على مُقدِّمة ومَقَاصِدْ وخَاتِمَة.
(1)"جامع الأصول من أحاديث الرسول " للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير صاحب التصانيف النافعة المتوفى سنة 606 هـ، وكتاب جامع الأصول؛ طبع.
(2)
ينظر فهرس مصادر المصنف الذي أعددناه في آخر الكتاب.
المقدمة
العِلمُ بَحَديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ورِوَايَته من أشرف العلوم وأفضلها؛ لأنه ثاني أَدِلَّة علوم الإسلام، ومادة علم الأصول والأحكام، لا يرغب في نشره إلا كلُّ صادق تَقيٍّ، ولا يَزهَدُ في نَصرِه إلا كلُّ مُنافق شَقيٍّ.
قال أبو نصر بن سلَاّم (1): ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سَماع الحديث وروايته وإسناده.
ولهذا العلم أُصول وأحكام واصطلاحات وأوضاع، يحتاج طالبه إلى معرفتها ومدار هذه الأمور على المتون والأسانيد والسند (2)، وغيرها.
الْمَتْنُ: هو ما اكتَنَف الصُّلب من الحيوان، وبه شُبِّه المتن من الأرض ومَتُنَ الشيء قَوِيَ مَتْنُهُ، ومِنه حَبْلٌ مَتِين، فَمَتْنُ كلِّ شيءٍ ما يَتَقَوَّمُ به ذلك الشيء ويَتَقَوَّى به، كما أن الإنسان يَتَقَوَّم بالظَّهر ويَتَقَوَّى به، فَمَتْنُ الحديث ألفاظه التي يَتقوَّم بها المعاني.
واختُلِفَ في متن الحديث أهو قول الصَّحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا؟ أو هو مَقُولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَحَسْب؟
والأول أَظْهَر، لِمَا تَقَرَّر أنَّ السُّنة إِما قولٌ أو فعلٌ أو تَقْرِيرٌ، والسَّلف أَطْلَقُوا الحديث على أقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان وآثارِهِم وفَتَاواهم.
(1) كما في " معرفة علوم الحديث "(ص 35).
(2)
يظهر هنا تفرقة المصنف بين السند والإسناد وكلمة السند سقطت من المطبوعة وأثبتناها من (ز)، (د)، وهي كذلك في نسخة آيا صوفيا التي اعتمد عليها محقق المطبوعة.
والسَّنَدُ: إِخبَارٌ عن طَريقِ المَتنِ، من قولهم فُلانٌ سَنَد أَيْ مُعتَمَد، فسُمِّيَ سَندًا، لاعتماد الحُفَّاظ في صِحةِ الحَديثِ وضَعْفهِ عليه.
والإِسنِاد: هو رَفعُ الحديث إلى قائِله.
وقال عبد الله بن المبارك (1): الإسناد مِن الدِّين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
فعلى هذا السَّنَدُ والإسناد، يتقاربان في معنى الاعتماد.
والحَدِيثُ: ضِدُّ القَديم، لأنه يَحْدُث شيئًا فَشيئًا، ويُستَعمَل في قليل الكلام وكثيره، والكلام يُعنَى به تارةً القول الدَّال على المعنى، وأخرى المعنى القائم بالنَّفس، وهو قِسمان خَبرٌ وإنشَاء.
الإنشاء: إيجاد معنى بلفظ يقارنه في الوجود (2).
والخبر: هو كلام يُفيد بنفسه نسبة شيء إلى شيء في الخارج، والكلام يَشْمل المفيد وغيره؛ فقوله يفيد بنفسه يُخرج غيره، مثل قَائِمٌ في "زيدٌ قائم" وقولك الغلام الذي لزيد (3)، في قولك "الغُلام الَّذي لزيد فعل كذا وكذا"، وقوله في الخارج يخرج الإنشائيات.
قال بعض الأُدبَاء: الإنشاءُ كَلامٌ لفظه سببٌ لِنسبةٍ غير مسبوقة بنسبة أخرى، فخرج الخبر، لأن لَفظَهُ وإن كان سببًا لنسبةٍ بها يَحصُل الكلام لكنها
(1) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 12)، والحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 40).
(2)
هذا التعريف سقط من المطبوعة وأثبتناه من (ز).
(3)
قوله "لزيد" سقط من المطبوعة وأثبتناه من (ز)، (د).
مسبوقة بنسبة أخرى، هي حكاية عنها، فإن طابقتا؛ فالخبر صادق وإلا، فكاذب.
والإنشاء ليس له نسبة أخرى، فإن المُتَكلِّم هو الذي يُحْدِث نِسبةً بها يَحْصُل الكلام؛ ولذلك لا يحتمل المطابقة، ولا عدمها؛ لأن المطابقة نسبة، وكل نسبة لا بُدَّ لها من منتسبين سابقين عليها (1).
(1) اجتهدت فلم أقف على قائل هذا الكلام من الأدباء.