المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما جاء في العدوى والورود على المجذوم - العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - جـ ٣٦

[محمد بن مبارك حكيمي]

فهرس الكتاب

- ‌ما جاء في العجوة

- ‌أبوال الإبل

- ‌ألبان الأتن

- ‌التداوي بالعسل

- ‌الحبة السوداء

- ‌التلبينة

- ‌كحل الإثمد

- ‌ما ورد في الثوم

- ‌في التداوي بالثوم

- ‌العلاج بالكمأة

- ‌ما جاء في العدوى والورود على المجذوم

- ‌باب في بيان معنى الصفر في الحديث

- ‌ما ذكر في ألبان البقر

- ‌جامع كتاب الطب

- ‌كتاب التعبير

- ‌ما يدل على أن الرؤيا الصادقة وحي

- ‌باب ما يدل على بقاء الرؤى الصادقة في الصالحين

- ‌تحريم التحلم بما لم ير

- ‌في ما يميز الرؤيا الصادقة عن التخليط

- ‌باب في تعلم العبارة

- ‌في تحري من يقص عليه الرؤيا

- ‌ما يصنع من رأى في منامه ما يكره

- ‌ما لا يخبر به من تهويل الشيطان

- ‌هل الرؤيا لأول عابر

- ‌ما لا يحتاج إلى تعبير لبيانه

- ‌في أصدق الأوقات

- ‌كم يستأنى بتأويلها

- ‌ما يعبر من الرؤى وليس من المبشرات

- ‌ما كان من المبشرات ما ظاهره شرا

- ‌من أول الرؤيا باشتقاق الأسماء

- ‌من تمنى أن يرى رؤيا

- ‌في رؤية نبي الله صلى الله عليه وسلم

- ‌في قراءة القرآن في المنام

- ‌رؤية القمر

- ‌العين الجارية

- ‌رؤية القميص

- ‌البئر

- ‌اللبن في المنام

- ‌في رؤية القيد والغُل

- ‌الديك في المنام

- ‌رؤية التمر

- ‌باب في ذكر أخبار جاءت عن أعبر التابعين

- ‌كتاب الذكر والدعوات

- ‌ما جاء في فضل الذكر

- ‌باب في الاستغفار والترغيب في التوبة

- ‌باب جامع في الدعاء

- ‌ما يقول الداخل الخلاء

- ‌مما يقال عند الخروج من الكنيف

- ‌القول عند الفراغ من الوضوء

- ‌ما يقال بعد الأذان للصلاة

- ‌جامع ما يدعو به في صلاته

- ‌الذكر دبر الصلاة

- ‌جامع القول عند الصباح والمساء

- ‌قول من دخل المسجد أو خرج

- ‌قول من خرج من بيته

- ‌الأمر في من أتى السوق

- ‌باب في كفارة المجلس

- ‌ذكر مواطن الإجابة لمن تحينها

- ‌رفع اليدين بالدعاء

- ‌هل يشرع مسح الوجه لمن دعا

- ‌باب منه

- ‌ما جاء في عد التسبيح

- ‌جامع القول لمن ركب دابة أو خرج مسافرا

- ‌باب من ودع مسافرا

- ‌باب من ورد قرية

- ‌الأمر عند أخذ المضاجع

- ‌دعاء من انتبه من النوم

- ‌باب منه

- ‌ما يقول من دخل بيته

- ‌القول عند الطعام والشراب

- ‌من استجد ثوبا

- ‌القول عند الريح

- ‌القول عند الرعد

- ‌القول عند صوت الديك أو الحمار

- ‌من رأى الهلال

- ‌من دعا بحسن الخاتمة ومن خشي الغِيَرَ على دينه

الفصل: ‌ما جاء في العدوى والورود على المجذوم

‌ما جاء في العدوى والورود على المجذوم

وقول الله تعالى (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج). الآية.

ص: 47

• مسلم [2231] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك بن عبد الله وهشيم بن بشير عن يعلى بن عطاء عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إنا قد بايعناك فارجع. اهـ

ص: 48

• البخاري [5707] وقال عفان: حدثنا سليم بن حيان حدثنا سعيد بن ميناء قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد. قال ابن حجر في التغليق [5707] ورواه أبو نعيم عن حبيب بن الحسن عن يوسف القاضي عن عمرو بن مرزوق عن سليم بن حيان بسنده موقوفا. اهـ

ص: 49

• البخاري [5770] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا صفر، ولا هامة. فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل، تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن أعدى الأول. وعن أبي سلمة: سمع أبا هريرة بعد يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يوردن ممرض على مصح

(1)

. وأنكر أبو هريرة حديث الأول، قلنا: ألم تحدث أنه لا عدوى؟ فرطن بالحبشية، قال أبو سلمة: فما رأيته نسي حديثا غيره. مسلم [2221] وحدثني أبو الطاهر وحرملة وتقاربا في اللفظ قالا: أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى. ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يورد ممرض على مصح.

قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدثهما كلتيهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله لا عدوى، وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح. قال: فقال الحارث بن أبي ذباب وهو ابن عم أبي هريرة: قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثا آخر، قد سكتّ عنه، كنت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى. فأبى أبو هريرة أن يعرف ذلك، وقال: لا يورد ممرض على مصح. فماراه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فرطن بالحبشية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلت؟ قال: لا، قال أبو هريرة: قلت أبيت. قال أبو سلمة: ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى. فلا أدري أنسي أبو هريرة، أو نسخ أحد القولين الآخر؟ اهـ

(1)

- قال أبو عبيد في الغريب [2/ 15]: وقد كان بعض الناس يحمل هذا الحديث على أن النهى فيه للمخافة على الصحيحة من ذات العاهة أن تعديها. وهذا شر ما حمل عليه الحديث، لأنه رخصة فى التَّطير، وكيف ينهى النّبى صلى الله عليه وسلم عن هذه للتّطيّر، وهو يقول:"الطيرةُ شركُ". ويقول: "لا عدوى، ولا هامة" في آثارٍ عنه كثيرِة. قال: ولكن وجهه عندي والله أعلم أنه خاف أن ينزل بهذا الصحاح من أمر الله ما نزل بتلك، فيظنّ المصحّ أن تلك أعدتها، فيأثم في ذلك؛ ألّا تراه يقول في حديث آخر، وقال له أعرابي: النّقبة تكون بمشفر البعير، فتجرب له الإبل كلها. قال: فما أعدى الأوّل؟. فهذا مفسّر لذاك الحديث. قال: وقد بلغني عن مالك في حديث له رواه في هذا. فقالوا: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: إنّه أذى. قال أبو عبيد: ومعنى الأذى عندي المأثم أيضًا لما ظنّ من العدوى. اهـ

ص: 50

• أبو داود [3925] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد حدثنا مفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة، وقال: كل ثقة بالله وتوكلا عليه. اهـ رواه الترمذي واستغربه واستنكره ابن عدي، وقال الترمذي [1817] وقد روى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد عن ابن بريدة أن عمر أخذ بيد مجذوم، وحديث شعبة أشبه عندي وأصح. اهـ ورواية مفضل بن فضالة صححها ابن حبان والحاكم والذهبي.

ورواه العقيلي في ترجمة فضالة، وقال [4/ 242] وحدثنا محمد بن علي قال: حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد قال: حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد قال: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: كان سلمان يعمل بيديه، ثم يشتري طعاما، ثم يبعث إلى المجذمين، فيأكلون معه. هذا أصل الحديث وهذه الرواية أولى. اهـ

ورواه ابن أبي شيبة [25021] حدثنا يحيى بن سعيد عن حبيب بن شهيد عن ابن بريدة أن سلمان كان يصنع الطعام من كسبه، فيدعو المجذومين فيأكل معهم. ابن سعد [4924] أخبرنا وهب بن جرير قال: حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن عبد الله بن بريدة قال: كان سلمان إذا أصاب الشيء اشترى به لحما، ثم دعا المجذمين، فأكلوه معه. الطبري [1323] حدثنا حميد بن مسعدة السامي قال: حدثنا سفيان بن حبيب عن حبيب بن الشهيد عن عبد الله بن بريدة إن شاء الله - حميد استثنى - أن سلمان كان يصنع الطعام، فيدعو المجذمين فيأكل معهم. أبو نعيم في الحلية [1/ 200] من طريق أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال: سمعت حبيب بن الشهيد يحدث عن عبد الله بن بريدة أن سلمان كان يعمل بيديه، فإذا أصاب شيئا اشترى به لحما - أو سمكا - ثم يدعو المجذمين فيأكلون معه. اهـ سند صحيح.

ص: 51

• معمر بن راشد [19509] أن أبا بكر كان يأكل مع الأجذم. اهـ

ص: 52

• ابن أبي شيبة [25023] حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال: قدم على أبي بكر وفد من ثقيف، فأتي بطعام، فدنا القوم وتنحى رجل به هذا الداء، يعني الجذام، فقال له أبو بكر: ادنه، فدنا، فقال: كل، فأكل وجعل أبو بكر يضع يده موضع يده. الطبري [1320] حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن وفد ثقيف أتوا أبا بكر، فأتى بطعام فدعاهم، فتنحى رجل، فقال: ما لك؟ قال: مجذوم. فدعاه، فأكل معه، فجعل أبو بكر يأكل مما يأكل منه المجذوم. اهـ مرسل جيد.

ص: 53

• الطبري [1332] حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا سفيان عن معمر عن الزهري أن عمر بن الخطاب قال للمعيقيب: اجلس مني قيد رمح، قال: وكان به ذاك الداء، وكان بدريا. اهـ كذا جاء.

وقال معمر بن راشد [19510] عن أبي الزناد أن عمر بن الخطاب قال لمعيقيب الدوسي: ادن، فلو كان غيرك ما قعد مني إلا كقيد رمح، وكان أجذم. اهـ

وقال ابن سعد [5025] أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان قال: قال أبو زياد حدثني خارجة بن زيد أن عمر بن الخطاب دعاهم لغدائه، فهابوا، وكان فيهم معيقيب، وكان به جذام، فأكل معيقيب معهم، فقال له عمر: خذ مما يليك، ومن شقك، فلو كان غيرك ما آكلني في صحفة، ولكان بيني وبينه قيد رمح. اهـ أبو زياد أظنه تصحيفا من أبي الزناد.

يبينه ما قال الطبري [1333] حدثنا أبو كريب قال: حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتي بالطعام وعنده معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مجذوما قال له: يا معيقيب كل مما يليك، فايم الله، أن لو غيرك به ما بك، ما جلس مني على أدنى من قيس رمح. اهـ ورواه عبد الرحمن بن أبي حاتم في ترجمة سليمان بن داود أبي داود الطيالسي من الجرح والتعديل [491] نا يونس بن حبيب قال قال أبو داود: كنا ببغداد وكان شعبة وابن ادريس يجتمعون بعد العصر يتذاكرون فذكروا باب المجذوم فذكر شعبة ما عنده فقلت حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد قال: كان معيقيب يحضر طعام عمر. فقال له عمر يا معيقيب كل ما يليك. الحديث. فقال لي شعبة: يا أبا داود لم تجئ بشيء أحسن مما جئت به. اهـ

وقال ابن وهب [636] حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه قال: حدثني خارجة بن زيد بن ثابت أن رجلا كان به هذا الوجع الجذام، وكان يدخل على عمر بن الخطاب، قال: فإذا أتي بالطعام إلى عمر وعنده ذلك الرجل، قال: يا فلان كل مما يليك، فايم الله لو كان غيرك به ما بك أو به الذي بك ما قعد مني على أدنى من قيس رمح. قال حرملة: هو معيقب خازن عمر بن الخطاب على بيت المال. اهـ وهذا مرسل جيد. محمد بن عبد الله هو ابن عمرو بن عثمان.

وسئل الدارقطني في العلل [2025] عن حديث الأعرج عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة واتقوا المجذوم كما يتقى الأسد. فقال: حدث به أبو ميسرة النهاوندي أحمد بن عبد الله بن ميسرة عن عيسى بن يونس عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. حدثنا بذلك هبيرة بن محمد أبو علي حدثنا ابن ميسرة بذلك. وغيره يرويه عن عيسى بن يونس عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبي الزناد عن رجل عن عمر بن الخطاب قوله، وهو أشبه. اهـ

وقال ابن سعد [5024] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: أمرني يحيى بن الحكم على جرش، فقدمتها، فحدثوني أن عبد الله بن جعفر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام: اتقوه كما يتقى السبع، إذا هبط واديا فاهبطوا غيره. فقلت لهم: والله لئن كان ابن جعفر حدثكم هذا ما كذبكم، فلما عزلني عن جرش، قدمت المدينة، فلقيت عبد الله بن جعفر، فقلت: يا أبا جعفر ما حديث حدثني به عنك أهل جرش؟ قال: فقال: كذبوا والله ما حدثتهم هذا، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يؤتى بالإناء فيه الماء، فيعطيه معيقيبا، وكان رجلا قد أسرع فيه ذلك الوجع، فيشرب منه، ثم يتناوله عمر من يده، فيضع فمه موضع فمه حتى يشرب منه، فعرفت أنما يصنع عمر ذلك فرارا من أن يدخله شيء من العدوى. قال: وكان يطلب له الطب من كل من سمع له بطب، حتى قدم عليه رجلان من أهل اليمن، فقال: هل عندكما من طب لهذا الرجل الصالح، فإن هذا الوجع قد أسرع فيه؟ فقالا: أما شيء يذهبه، فإنا لا نقدر عليه، ولكنا سنداويه دواء يقفه فلا يزيد، قال عمر: عافية عظيمة أن يقف فلا يزيد، فقالا له: هل تنبت أرضك الحنظل؟ قال: نعم، قالا: فاجمع لنا منه، فأمر من جمع لهما منه مكتلين عظيمين، فعمدا إلى كل حنظلة فشقاها بثنتين، ثم أضجعا معيقيبا، ثم أخذ كل رجل منهما بإحدى قدميه، ثم جعلا يدلكان بطون قدميه بالحنظلة حتى إذا امحقت أخذا أخرى حتى رأينا معيقيبا يتنخم أخضر مراء، ثم أرسلاه، فقالا لعمر: لا يزيد وجعه بعد هذا أبدا. قال: فوالله ما زال معيقيب متماسكا لا يزيد وجعه حتى مات.

الطبري [1321] حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: أمرني يحيى بن الحكم على جرش، فقدمتها، فحدثوني أن عبد الله بن جعفر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع الجذام: اتقوه كما يتقى السبع، إذا هبط واديا فاهبطوا غيره. فقلت: والله لئن كان عبد الله حدثكم هذا ما كذبكم، فلما عزلني عن جرش قدمت المدينة، فلقيت عبد الله بن جعفر، فقلت: يا أبا جعفر، ما حديث حدثني به أهل جرش عنك؟ قال: ثم ذكرته، فقال: كذبوا، والله ما حدثتهم هذا، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعو بالإناء فيه الماء، فيعطيه معيقيبا، وكان رجلا قد أسرع فيه ذلك الوجع، فيشرب منه، ثم يتناوله منه، فيضع فاه موضع فمه حتى يشرب منه، يعرف أنه إنما يصنع ذلك فرارا أن يدخله شيء من العدوى. اهـ سند جيد. وهو أصح ما جاء عن عمر.

وقال الطبري [1322] حدثنا ابن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت شييم بن ذييم البكري أبا مريم قال: كنت مع علي وعمر وعبد الرحمن وهم يأكلون، فجاء رجل من خلف عمر به برص، فتناول منه، قال: فقال له عمر: أخّر، وقال بيده. قال: فقال علي: قال أبو جعفر: فيما أظن فحشت على طعامك، وآذيت جليسك فجعل عمر ينظر إلى عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: صدق، فحمد الله عمر، فقال رجل لعمر: يا أمير المؤمنين، إن أمر هذا كذا وكذا، يتنقصه، فقال عمر: أتتقيه؟ قال: لا، قال: فحمله على ناقة، وكساه حلة. حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة عن سماك قال: سمعت أبا مريم شييم بن ذييم قال: شهدت عمر بن الخطاب وهو يطعم، فجاء رجل به شيء من برص، فوضع يده في الطعام، فذكر نحوه. اهـ ورواه البخاري في التاريخ من طريق ابن المديني وبندار عن غندر مختصرا. شييم ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو عنه غير سماك، وليس هو بالقوي، وما قبله أصح عن عمر. والله أعلم.

وروى مالك [950] عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن ابن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب مر بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت فقال لها: يا أمة الله لا تؤذي الناس لو جلست في بيتك. فجلست فمر بها رجل بعد ذلك فقال لها: إن الذي كان قد نهاك قد مات فاخرجي. فقالت: ما كنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا. اهـ مرسل رجاله ثقات، كتبته في الحج.

ص: 54

• ابن وهب [629] وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل عبد طائره في عنقه. قال جابر: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى؟ فمن أعدى الأول؟ قال جابر: قد كنا نكره أن يدخل المريض على الصحيح. وليس به إلا قول الناس

(1)

.اهـ سند صحيح.

(1)

- كأن معناه قول الناس في المجذوم، أنهم يؤذونه بالكلام. أو يقولون أعداه، ولا عدوى.

ص: 55

• معمر بن راشد [19511] بلغني أن رجلا أجذم جاء إلى ابن عمر، فسأله فقام ابن عمر فأعطاه درهما، فوضعه في يده، وكان رجل قد قال لابن عمر: أنا أعطيه، فأبى ابن عمر أن يناوله الرجل الدرهم. اهـ

وقال ابن أبي شيبة [25022] حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي معشر عن رجل أنه رأى ابن عمر يأكل مع مجذوم، فجعل يضع يده موضع يد المجذوم. الطبري [1327] حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابن علية قال حدثنا خالد الحذاء عن أبي معشر عن رجل قال: رأيت ابن عمر يأكل ومعه مجذوم، فجعل يضع يده في موضع يد المجذوم من الثريد. اهـ

وقال الطبري [1326] حدثنا ابن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال: سمعت ختنا لكثير بن سيار قال: سمعت سليطا رجلا من أهل مكة قال: كان ابن عمر ينزل على خالد بن سعد، فكان يأكل المجذمون معه، فكان خالد أو بعض أهله لا يأكل معه، فقال ابن عمر: تقذر هؤلاء، ولعل بعضهم يكون، أو قال: يصير يوم القيامة ملكا. اهـ أظنه كثير بن يسار.

وقال أبو نعيم في حلية الأولياء [1/ 300] أخبرت عن سالم بن عصام ثنا يحيى بن حكيم ثنا عمر بن أبي خليفة قال: سمعت أفلح بن كثير قال: كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه لا يرد سائلا حتى إن المجذوم ليأكل معه في صحنه، وإن أصابعه لتقطر دما. اهـ

وقال ابن المبارك في الزهد [611] أخبرنا المفضل بن لاحق عن أبي بكر بن حفص قال: كان ابن عمر لا يحبس عن طعامه بين مكة والمدينة مجذوما، ولا أبرص، ولا مبتلى حتى يقعدوا معه على مائدته، فبينما هو يوما قاعد على مائدته، أقبل موليان من موالي أهل المدينة، فسلما، فرحبوا بهما، وحيوهما، وأوسعوا لهما، فضحك عبد الله بن عمر، فأنكر الموليان ضحكه، فقالا: يا أبا عبد الرحمن، ضحكت أضحك الله سنك، فما أضحكك؟ قال: عجبا من بني هؤلاء، يجيء هؤلاء الذين تدمي أفواههم من الجوع، فيضيقون عليهم، ويتأذون بهم، حتى لو أن لأحدهم أن يأخذ مكان اثنين فعل تأذيا بهم، وتضييقا عليهم، وجئتما أنتما قد أوفرتما الزاد، فأوسعوا لكما، وحيوكما، يطعمون طعامهم من لا يريده، ويمنعونه ممن يريده. اهـ سند جيد. أبو بكر بن حفص هو الزهري من ولد سعد بن أبي وقاص.

ص: 56

• ابن أبي شيبة [28091] حدثنا وكيع عن سفيان عن مرزوق أبي بكير التيمي عن عكرمة أن ابن عباس لزق بمجذوم فقلت له: تلزق بمجذوم؟! قال: فامض، وقال: لعله خير منك. ابن المبارك في الزهد [1003] أخبرنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن ابن بكير عن عكرمة عن ابن عباس أنه أتاه رجل به جذام، قال: فدفعته، فقال: ما يدريك لعله خير منك. الطبري [1324] حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن مرزوق أبي بكير عن عكرمة أنه تنحى عن مجذوم، فقال له ابن عباس: يا ماص

(1)

، لعله خير مني ومنك. حدثنا ابن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن أبي بكير عن عكرمة أن ابن عباس أتاه رجل به جذام، قال: فدفعته، أو كلمة تشبهها، فقال: يا ماص، وما يدريك، لعله خير منك. اهـ على رسم ابن حبان.

(1)

- كذا وجدته، وما أراه إلا تصحيفا من "فامض".

ص: 57

• ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني [845] حدثنا ابن مصفى نا بقية نا ابن أبي مريم عن حبيب بن عبيد أن حبيب بن مسلمة أكل يوما مع مجذوم، فكان يتوخى أن يضع يده مكان يده. اهـ سند ضعيف.

ص: 58

• ابن أبي شيبة [25029] حدثنا وكيع عن نافع بن القاسم عن جدته أم القاسم عن عائشة، قالت: كان لي مولى مجذوم، فكان ينام على فراشي، ويأكل في صحافي، ولو كان عاش كان بقي على ذلك. الطبري [1328] حدثنا مروان بن الحكم الحراني قال: حدثنا الخضر بن محمد الحراني قال: حدثنا المعافى بن عمران قال: حدثنا نافع بن القاسم عن جدته فطيمة قالت: دخلت على عائشة فسألتها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في المجذومين: فروا منهم كفراركم من الأسد؟ فقالت أم المؤمنين: كلا ولكنه قال: لا عدوى، فمن أعدى الأول؟ وقد كان مولى لي يأكل في صحافي، ويشرب في أقداحي، وينام على فراشي، أصابه ذلك الداء، فلو أقام معي عايشته ما عاش، ولكنه سألني أن أجهزه إلى الغزو، فجهزته، وغزا. اهـ نافع لم أجد له ذكرا.

ص: 59