الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ مَنَاقِبِ الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ وسائر الصحابة عمومًا وخصوصًا رضي الله عنهم ومناقب غيرهم من الناس
1 -
حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قَالَ: بَلَى، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَتَجَلَّى لِلْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَامَّةً، وَيَتَجَلَّى لَكَ خَاصَّةً".
رواه الخطيب عن أنس مَرْفُوعًا. وَقَالَ: لا أَصْلَ لَهُ. وَفِي إِسْنَادِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بن عامر. وله طرق منها: إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بكر: أعطاك الله الرضوان الأكبر. فقال بعض القوم: يا رسول الله، ما الرضوان الأكبر؟ فقال: يتجلى الله في الآخرة لعباده المؤمنين عامة، ويتجلى لأبي بكر خاصة".
رواه أبو نعيم عن جابر مرفوعًا. وفي إسناده: محمد بن خالد الختلي، وهو كذاب.
وقال أبو نعيم بعد إخراجه: هذا حديث ثابت. رواه أعلام، تفرد به الختلي عن كثير بن هشام (1) انتهى.
وقال في اللآلىء: وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ من طريق الختلي، وتعقبه الذهبي. فقال: تفرد به الختلي، وأحسبه وضعه.
2 -
حديث: "إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ فِي الصَّفِّ الأول فكبرت وكبرت، فاستفتحت بالحمد فقرأتها، فوسوس إلى
(1) هذه من سجعات الحلية الفارغة، وأراد أنه ثابت في كتابه ونحو ذلك. فأما الثبوت عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فلا
شَيْءٌ مِنَ الطَّهُورِ فَخَرَجْتُ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِي، وَهُوَ يَقُولُ: وَرَاءَكَ، فَالْتَفَتُّ. فَإِذَا أَنَا بِقَدَحٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ مَاءً أَبْيَضَ مِنَ الثلج، وأعذب مِنَ الشَّهْدِ، وَأَلْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ، عَلَيْهِ مِنْدِيلٌ أَخْضَرُ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الصِّدِّيقُ أبو بكر، فأخذت المنديل فوضعنه عَلَى مَنْكِبِي وَتَوَضَّأْتُ لِلصَّلاةِ وَأَسْبَغْتُ الْوُضُوءَ، وَرَدَدْتُ الْمِنْدِيلَ عَلَى الْقَدَحِ، وَلَحِقْتُكَ وَأَنْتَ رَاكِعٌ الرَّكْعَةَ الأُولَى فتممت صَلاتِي مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: أَبْشِرْ يَا أَبَا بَكْرٍ الَّذِي وَضَّأَكَ لِلصَّلاةِ جِبْرِيلُ، وَالَّذِي مَنْدَلَكَ مِيكَائِيلُ، وَالَّذِي مَسَكَ رُكْبَتَيَّ حَتَّى لَحِقْتَ الصَّلاةَ: إِسْرَافِيلُ.
هو حديث موضوع، ومحمد بن زياد المذكور في إسناده: كذاب.
وقد روى نحو هذا لعلى بن أبي طالب ، وفيه ذكر السطل، والمنديل.
والكل كذب موضوع.
3 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ الأَرْوَاحَ اخْتَارَ رُوحَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ بَيْنِ الأَرْوَاحِ فَجَعَلَ تُرَابَهَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاءَهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَجَعَلَ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ _ إلخ".
رواه الخطيب عن عائشة مرفوعًا. وقال: لا يثبت. وقد اتهم به هرون ابن أحمد العلاف، المعروف بالقطان.
وقد جزم الذهبي في الميزان في ترجمته بأن هذا باطل.
4 -
حديث: "إِنَّ يَهُودِيًّا قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: وَالَّذِي بَعَثَ مُوسَى وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا إِنِّي لأُحِبُّكَ، فَلَمْ يَرْفَعْ أَبُو بَكْرٍ لَهُ رَأْسَهُ تَهَاوُنًا بِالْيَهُودِيِّ. فَهَبَطَ جِبْرِيلُ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ الْعَلِيَّ الأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ ويقول لك: قال لِلْيَهُودِيِّ الَّذِي قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: إِنِّي أُحِبُّكَ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَادَ عَنْهُ فِي النَّارِ خَلَّتَيْنِ: لا تُوضَعُ الأَنْكَالُ فِي عُنُقِهِ، وَلا الأَغْلالُ فِي عُنُقِهِ، لِحُبِّهِ أَبَا بَكْرٍ _ إلخ".
رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا. وَهُوَ مَوْضُوعٌ، فِي إِسْنَادِهِ: وضاعان.
5 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ لأَبِي بَكْرٍ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ قُبَّةً مِنْ ياقوتة بيضاء معلقة بالقدرة".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنِ الْبَرَاءِ مَرْفُوعًا. وقال: موضوع.
6 -
حديث: "هَبَطَ جِبْرِيلُ، وَعَلَيْهِ طِنْفِسَةٌ، وَهُوَ مُتَجَلِّلٌ بِهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: يَا جِبْرِيلُ مَا نَزَلْتَ إِلَيَّ فِي مِثْلِ هَذَا الزِّيِّ. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ تَتَجَلَّلَ فِي السَّمَاءِ لِتَجَلُّلِ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَرْضِ".
رواه الخطيب عن ابن عباس، وهو موضوع.
7 -
حديث: "لَمَّا وُلِدَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَى جَنَّةِ عَدْنٍ. فقال: وعزتي وجلالي: لادخلك إِلا مَنْ يُحِبُّ هَذَا الْمَوْلُودَ".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعاً. وقال: باطل.
8 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَتِي عَلَى دِينِ اللَّهِ وَوَحْيِهِ، فَاسْمَعُوا لَهُ تَفْلَحُوا، وَأَطِيعُوهُ تَرْشَدُوا".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعاً، وهو موضوع.
9 -
حديث: "بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مَعَ جِبْرِيلَ، إِذْ مَرَّ أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: أَتَعْرِفُهُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّهُ فِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ فِي الأَرْضِ. إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتُسَمِّيهُ حَلِيمَ قُرَيْشٍ، وَإِنَّهُ وَزِيرُكَ فِي حَيَاتِكَ، وَخَلِيفَتُكَ بَعْدَ مَوْتِكَ".
رواه ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا. وَفِي إسناده: إسماعيل بن محمد بن يوسف: كذاب.
وذكر له صاحب اللآلىء طريقًا أخرى، فيها وضاع.
وقال الذهبي: إسناده مظلم، وتعقبه ابن حجر في اللسان: بأن رجاله معروفون بالثقة. وليس فيهم من ينظر في حاله؛ إلا المعلى بن الوليد.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات. قلت: بل في إسناده إسماعيل بن محمد، كما ذكرنا. وقد قال الحاكم: إنه يروى الموضوعات (1) .
10 -
حديث: "وَمَنْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، كَذَّبَنِي النَّاسُ وَصَدَّقَنِي، وَآمَنَ بِي وَزَوَّجَنِي، ابْنَتَهُ، وَأَنْفَقَ مَالَهُ، وَجَاهَدَ مَعِي فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ، أَلا إِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ، قَوَائِمُهَا مِنَ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ، وَرِجْلُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ الأَخْضَرِ، وَزِمَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ، عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ".
رواه ابن عدي عن ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا. وَفِي إِسْنَادِهِ: إسحاق بن بشر ابن مقاتل، وضاع.
11 -
حديث: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لإِبْرَاهِيمَ مِنْبَرٌ أَمَامَ الْعَرْشِ، وَنُصِبَ لِي مِنْبَرٌ أَمَامَ الْعَرْشِ، وَنُصِبَ لأَبِي بَكْرٍ كُرْسِيٌّ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ _ إلخ ".
رواه الخطيب عن معاذ مَرْفُوعًا. وَفِي إِسْنَادِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ أحمد الحليمي. قيل: هو مجهول.
وقال الذهبي: أحاديثه منكرة. بل باطلة قال ابن ماكولا: الحمل عليه في هذا الحديث.
12 -
حديث: "عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلا وَجَدْتُ فِيهَا اسمي مكتوباً مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصديق من خلقي".
رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا. وَفِي إِسْنَادِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ. وَضَّاعٌ.
(1) إنما أراد ابن حجر أن رجال السند غير إسماعيل، فراجع ترجمة إسماعيل من اللسان تعرف ذلك.
قال في اللآلىء: الذي أستخير الله فيه: الحكم على هذا الحديث بالحسن لا بالضعف، ولا بالوضع، لكثرة شواهده، ثم ذكره عن ابن عباس مرفوعا".
رواه الخطيب في التاريخ، وعن ابن عمر مرفوعا عند البزار في مسنده، ولكن من طريق الغفاري المذكور، ثم ذكر له شواهد غير ذلك، كلها لا تخلو عن مقال لا تنتهض معه للاستدلال، وما كان هكذا فلا يكون من الحسن لغيره وإن كثرت طرقه.
13 -
حديث: "لا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ".
رواه ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا.
قال ابن الجوزي: موضوع. وفي إسناده: عيسى بن ميمون. منكر الحديث. والراوي عنه: أحمد بن بشير، وهو متروك.
قال في اللآلىء: الحديث أخرجه الترمذي من هذه الطريق، وأحمد بن بشير: من رجال البخاري، والأكثر على توثيقه، وعيسى بن ميمون. قال فيه ابن معين مرة: لا بأس به، وقال حماد بن سلمة: ثقة. ومن ضعفه لم يتهمه بوضع. فمن أين نحكم عليه بالوضع؟
ويجاب عنه: بأن من اسمه أحمد بن بشير رجلان: أحدهما هذا، والآخر متروك، كما ذكره صاحب التقريب (1) .
وقال ابن كثير في مسند الصديق: إن لهذا الحديث شواهد تقتضى صحته، ثم ذكر له صاحب اللآلىء شواهد.
(1) أحمد بن بشير الذي في السند هو الذي روى له البخاري، وليس بذاك، وإنما أخرج له البخاري خبراً واخداً قد تابعه عليه ثقتان جليلان. وأما الذي قال في التقريب إنه متروك فذاك آخر ذكره للتمييز، يعني أنه لم يخرج له أحد من الستة وهذا الخبر أخرجه الترمذي. نعم عيسى بن ميمون الذي في السند، هو الذي قال فيه ابن معين (ليس بشيء) وليس بالذي قال فيه (لا بأس به) .
14 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ يَكْرَهُ أن يخطأ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ".
رواه الحارث في مسنده: وهو موضوع. وفي إسناده: محمد بن سعيد المصلوب في الزندقة. وكذلك في إسناده: نصر بن حماد الوراق، وهو كذاب.
15 -
حديث: "لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ. قُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ الْخَلِيفَةَ بَعْدِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَارْتَجَّتِ السَّمَاءُ، وَهَتَفَ بِي الْمَلائِكَةُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأْ: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ الله) قَدْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ من بعدك أبو بكر الصديق".
رواه الجوزقي عن أبي سعيد مرفوعًا، وهو موضوع.
16 -
حديث: "إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: كُلُّ أُمَّتِكَ عليها حساب، ماخلا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ. قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ مَا أَدْخُلُهَا حَتَّى أُدْخِلَ مَعِي مَنْ كَانَ يُحِبُّنِي فِي الدُّنْيَا.
ذكره في الذيل، وهو موضوع.
17 _
قَوْلُ عمر: رضي الله عنه: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم، يَتَكَلَّمُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا كَالزِّنْجِيِّ.
قال ابن تيمية: موضوع.
18 -
حديث: "لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ مَعَ إِيمَانِ النَّاسِ، لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ.
ذكره صاحب المقاصد، وسنده موقوفًا على عمر صحيح، ومرفوعًا ضعيف.
19 -
حديث: "مَا صَبَّ اللَّهُ فِي صَدْرِي إِلا وَصَبَبْتُهُ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ.
ذكره صاحب الخلاصة. وقال: موضوع.
ذِكرُ عمر رضي الله عنه
20 -
حديث: "أَوَّلُ مَنْ يُعْطَى كِتَابُهُ بِيَمِينِهِ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَلَهُ شُعَاعٌ كَشُعَاعِ الشَّمْسِ. قِيلَ: فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: تَزُفُّهُ الْمَلائِكَةُ إِلَى الْجِنَّانِ".
رواه الخطيب: عن زيد بن ثابت مرفوعًا، والمتهم به عمر بن إبراهيم بن خالد (1) الكردي.
21 -
حديث: "لولم أُبْعَثْ فِيكُمْ لَبُعِثَ عُمَرُ".
رواه ابن عدي عن بلال رضي الله عنه مَرْفُوعًا. وَفِي إِسْنَادِهِ: وضاع.
وروى من طريق أخرى في إسناده: متروكان هما: عبد الله بن واقد، ومشرح بن عاهان.
وقال في اللآلىء: وثق الأول: ابن معين. وذكر الثاني: ابن حبان في الثقات (2) .
(1) وقع في الأصلين (عمر بن خالد بن إبراهيم) خطأ
(2)
في هذا شيء، في السند إلى بلال: زكريا بن يحيى أبو يحيى الوقار، وأبو بكر ابن عبد الله بن أبي مريم، وفي السند الثاني وهو إلى عقبة بن عامر: مصعب أبو خيثمة وعبد الله بن واقد ومشرح بن عاهان. قال ابن الجوزي (لا يصح، زكريا كذاب يضع، وابن واقد متروك، ومشرح لا يحتج به) قال السيوطي (زكريا ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ) أقول ولكنه قال (يخطئ ويخالف) وقال صالح بن محمد الحافظ (حدثنا زكريا بن يحيى الوقار وكان من الكذابين الكبار) وذكر ابن عدي أنهم كانوا يثنون عليه في العبادة ويتهمونه بوضع الحديث. ومعه في السند أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو واه اختلط، قال (وابن واقد..... وثقه ابن معين) أقول: كان ظاهره مستقيماً حتى وثقه يحيى وأحمد ثم فسد بآخره. قال البخاري (تركوه، منكر الحديث) وفي موضع آخر. (سكتوا عنه) وقال أبو حاتم (تكلموا فيه منكر الحديث وذهب حديثه) وراوي هذا عنه مصعب=
21 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم، قال لِجِبْرِيلَ: حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ: أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا، مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وَإِنَّ عُمَرَ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ".
رواه الحسن بن عرفة عن عمار مرفوعًا.
قال أحمد بن حنبل: إنه موضوع.
قال في اللآلىء: إنه أخرجه أبو نعيم. في فضائل الصحابة. قلت: أخرجه أبو نعيم، فكان ماذا؟ فليس بمثل هذا يتعقب قول من قال: إنه موضوع (1) .
22 -
حديث: "لَمَّا أُسْرِيَ بِي رَأَيْتُ فِي السَّمَاءِ خَيْلا مَوْقُوفَةً مُسْرَجَةً، مُلْجَمَةً، لا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ، وَلا تَعْرَقُ، رُءُوسُهَا مِنَ الْيَاقُوتِ الأَحْمَرِ، وَحَوَافِرُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ الأَخْضَرِ، وَأَذْنَابُهَا من لعقيان الأَصْفَرِ، ذَوَاتِ أَجْنِحَةٍ. فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقَالَ: هَذِهِ لِمُحِبِّي أبي بكر وعمر".
= أبو خيثمة ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وقال (يعتبر حديثه إذا روى عن ثقة
…
وقد كف في آخر عمره) وقال صالح بن محمد (شيخ ضرير لا يدري مل يقول) وقال ابن عدي (يحدث عن الثقات بالمناكير) وساق له أحاديث ذكر الذهبي بعضها في الميزان ثم قال (ما هذه إلا مناكير وبلايا) قال (ومشرح ثقة صدوق روى له أبو داود...........) أقول: فيه كلام، وقد لخص ابن حجر حاله في التقريب بقوله (مقبول) . وهذا يوافق قول ابن الجوزي، وذكر السيوطي طريقين آخرين في أسانيدهما جماعة لم أعرفهم. وفي الأولى: عبد الله بن واقد عن صفوان بن عمرو، وعبد الله بن واقد قد مر ذكره، ولم يدرك صفوان بن عمرو. في الثانية: إسحاق بن نجيح الملطي وهو كذاب.
(1)
ساق السيوطي روايات أخرى ثم قال (أصلحها إسناداً حديث عمار) يعني ما ذكره بقوله (أخرج الحسن بن عرفة في جزئه، عن الوليد بن الفضل الغبري ثنا إسماعيل بن عبيد بن نافع البصري.......) وإسماعيل والوليد لا يعرفان إلا بالبلايا
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، وهو موضوع.
23 -
حديث: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه، وَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَقْبَلا فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَحِبَّهُمَا فبحبهما تَدْخُلِ الْجَنَّةَ".
رواه الخطيب عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وهو موضوع. وقد روى عن أبي هريرة، ولا يصح.
24 -
حديث: "إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِائَةَ أَلْفِ عَتِيقٍ مِنَ النار، إلا رجلين، فإنمهما يَدْخُلانِ فِي أُمَّتِي وَلَيْسَا مِنْهُمْ، وإن اللَّهَ لا يَعْتِقُهُمَا فِيمَنْ عَتَقَ، منهم من أل الْكَبَائِرِ فِي طَبَقَتِهِمْ مُصَفَّدِينَ مَعَ عَبْدَةِ الأَوْثَانِ: مُبْغِضِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَلَيْسَ هُمْ دَاخِلِينَ فِي الإِسْلامِ، وَإِنَّمَا هُمْ يَهُودُ هَذِهِ الأُمَّةِ. ثُمَّ قَالَ: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مُبْغِضِي أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ".
رواه الخطيب عن أنس مرفوعًا. وقال: موضوع، كذب.
وقال في الميزان: هذا من موضوعات ميسرة بن عبد الله الخادم.
25 -
حديث: "أنه آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بَيْنَ كَتِفَيْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَقَالَ لَهُمَا: أَنْتُمَا وَزِيرَايَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، مَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمَا فِي الْجَنَّةِ إِلا كَمَثَلِ طَائِرٍ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ. فَأَنَا جُؤْجُؤُ الطَّائِرِ، وَأَنْتُمَا جَنَاحَاهُ، وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ، وَأَنَا وَأَنْتُمَا نَزُورُ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وأنا وأنتما نقعد في مجالس الجنة _ إلخ".
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنِ أنس مرفوعاً، وهو موضوع.
26 -
حديث: "إِنَّ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثَمَانِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لِمَنْ أَحَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَفِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ثَمَانُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَلْعَنُونَ مَنْ أَبْغَضَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ".
رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال: وضعه الحسن بن علي العدوى.
وذكر صاحب اللآلىء: أنه رواه الديلمي، وأبو نعيم من طريقه. وهذا لا يفيد شيئًا.
ورواه ابن شاهين من طريق أخرى فيها محمد بن عبد الله السمرقندي، وهو وضاع.
27 -
حديث: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فِي الْعَرْشِ جَرِيدَةً خَضْرَاءَ، فِيهَا مَكْتُوبٌ بِنُورٍ أَبْيَضَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. أَبُو بكر الصديق، عمر الْفَارُوقُ".
رواه الخطيب عن أبي الدرداء مرفوعاً، وهو موضوع.
28 -
حديث: " مَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ عز وجل كَذِبًا: قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّنِي: قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ، وَمَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ: قُتِلَ وَلا يُسْتَتَابُ. وَمَنْ سَبَّ عُثْمَانَ: جُلِدُ الْحَدَّ، وَمَنْ سَبَّ عَلِيًّا: جُلِدَ الْحَدَّ. قَالَ: لأَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي وَخَلَقَهُمَا مِنْ تُرْبَةٍ وَاحِدَةٍ، وَفِيهَا نُدْفَنُ".
رواه ابن عَدِيٍّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، وَهُوَ موضوع.
قال ابن عدي: البلاء من يعقوب بن الجهم.
قال في الميزان: هذا موضوع. وقد ذكر في اللآلىء طرقا له.
وله: ما من مولود يولد إلا وفي سرته من تربته التي خلق منها. فإذا رد إلى أرذل العمر رد، إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها.
29 -
حديث: "مَنْ شَتَمَ الصِّدِّيقَ فَإِنَّهُ زِنْدِيقٌ، وَمَنْ شَتَمَ عُمَرَ فَمَأْوَاهُ سَقَرُ، ومن شتم عثمان خصمه الرَّحْمَنُ، وَمَنْ شَتَمَ عَلِيًّا فَخَصْمُهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم.
هو موضوع.
30 -
حديث: "أَنَا الأَوَّلُ، وَأَبُو بَكْرٍ الْمُصَلِّي، وَعُمَرُ الثَّالِثُ، وَالنَّاسُ بَعْدَنَا عَلَى السَّبْقِ: الأَوَّلَ، فَالأَوَّلَ".
رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عباس مرفوعًا، وهو موضوع، وضعه أصرم ابن حوشب.
قال في اللآلىء: أخرجه الطبراني وأبو نعيم، من طريقه. قلت: فلا فائدة إذا في هذا الاستدراك على ابن الجوزي.
ذِكْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه
31 -
حديث: "لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَصِرْتُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ سَقَطَ في حجري تفاحة، فأخذتها بيدي فانفلقت، فَخَرَجَ مِنْهَا حَوْرَاءُ تُقَهْقِهُ. فَقُلْتُ لَهَا: تَكَلَّمِي لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لِلْمَقْتُولِ شَهِيدًا: عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا، وَهُوَ مَوْضُوعٌ. وَالْمُتَّهَمُ بِهِ: محمد بن سليمان بن هشام الوراق.
وروى من طريق أخرى، فيها من لا تقوم به الحجة. وقد ذكر له في اللآلىء طرقا كثيرة لا يصح منها شيء.
32 – حديث: "إِنَّهُ تَرَكَ الصَّلاةَ عَلَى رَجُلٍ. فَقِيلَ لَهُ: مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ الصَّلاةَ عَلَى أَحَدٍ إِلا هَذَا. فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ عُثْمَانَ فَأَبْغَضَهُ اللَّهُ".
رواه خيثمة (1) عن جابر مرفوعًا، ومداره على محمد بن زياد، وهو متروك، وكذبه يحيى وغيره.
قال في اللآلىء: الحديث أخرجه الترمذي من هذه الطريق، وضعفه. وقد صرح الذهبي في الميزان: أن هذا الحديث موضوع.
33 -
حديث: "إِنَّ لِلَّهَ سَيْفًا مَغْمُودًا فِي غِمْدِهِ، مَا دَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ حَيًّا.
فَإِذَا قُتِلَ: جُرِّدَ ذَلِكَ السَّيْفُ فَلَمْ يُغْمَدْ إِلَى يوم القيامة".
(1) وهو خيثمة بن سليمان، ووقع في الأصلين (رواه أبو خيثمة) خطأ
رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، وَهُوَ مَوْضُوعٌ. وَالْمُتَّهَمُ بِهِ: عمرو بن فائدة، وفي إسناده: كذاب آخر.
34 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم وصف ذَاتَ يَوْمٍ الْجَنَّةَ. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي الْجَنَّةِ بَرْقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ عُثْمَانَ لَيَتَحَوَّلُ مِنْ مَنْزِلٍ إِلَى مَنْزِلٍ فَتَبْرُقُ لَهُ الْجَنَّةُ".
رواه ابن عدي، وهوموضوع.
قال في الميزان: هذا كذب. انتهى. وفي إسناده: الحسن بن عبد الله العجلى قال الدارقطني: كان يضع الحديث. وقد أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة من طريقه. وأخرجه الحاكم في المستدرك. وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. وتعقبه الذهبي. وقال: بل موضوع.
35 -
حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم نهض إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ".
رواه أبو يعلى عن جابر مرفوعًا. وفي إسناده: عبيدة بن حسان، يروى الموضوعات، وطلحة بن زَيْدٍ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ في اللآلىء: الحديث أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة، والحاكم في المستدرك، وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ. وتعقبه الذهبي فقال: بل ضعيف فيه طلحة بن زيد، وهو واه، عن عبيدة بن حسان، شويخ مقل.
وقد روى هذا الحديث البزار بلفظ: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد عثمان، وقال: هذا جليسي في الدنيا وولي في الآخرة. وفي إسناده: خارجة ابن مصعف. قال ابن حبان: يدلس عن الكذابين، ووقع في حديثه الموضوعات.
قال في اللآلىء: رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. وأخرج هذا الحديث الآخر: الحاكم. وقال: صحيح. وتعقبه الذهبي بأن في إسناده: القاسم بن الحكم ابن إدريس الأنصاري، وهو ضعيف.
وقد رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند من طريقه.
36 -
حديث: "إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي مَنَامِي عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ مِنْ نُورٍ مُعْتَجِرًا بِهَا، وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ، خَضْرَاوَانِ شِرَاكُهُمَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ، بِكَفِّهِ قَضِيبٌ مِنْ قُضْبَانِ الْجَنَّةِ أَخْضَرُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِ اشْتَدَّ شَوْقِي إِلَيْكَ فَأَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: إِنَّ عثمان أصبح عروسا ً فِي الْجَنَّةِ وَقَدْ دُعِيتُ إِلَى عُرْسِهِ".
رواه الأزدي: وقال: في إسناده إبراهيم بن منقوش الزبيدي. وكان يضع الحديث.
37 -
حديث: "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ خَلِيلا مِنْ أُمَّتِهِ، وَإِنَّ خَلِيلِي عُثْمَانُ.
قال فِي الذَّيْلِ: هُوَ مِنْ أَبَاطِيلِ الملطي.
38 -
حديث: "مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ إِلا مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مِنْهَا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وعمر الفاروق، وعثمان ذوالنورين".
رواه الطبراني عن ابن عباس مرفوعًا.
قال ابن حبان: موضوع، وكذا قال الذهبي.
ذكر علي رضي الله عنه
39 -
حديث خُلِقْتُ أَنَا وَهَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ، ويحيى بن زكريا ن وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ طِينَةٍ وَاحِدَةٍ
رواه الخطيب عن علي مرفوعًا، وهو موضوع. آفته من محمد بن خلف المروزي.
40 -
حديث: "خَلَقْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ نُورٍ، وكنا عَلَى يَمِينِ الْعَرْشِ، قَبْلَ أَنْ
يُخْلَقَ آدَمُ بِأَلْفَيْ عَامٍ، ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فَانْقَلَبْنَا فِي أَصْلابِ الرِّجَالِ، ثُمَّ جُعِلْنَا فِي صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ شَقَّ أَسْمَاءَنَا مِنَ اسْمِهِ.
فَاللَّهُ مَحْمُودٌ، وأنا محمد، والله الأعلى، وعلي علي.
وهو موضوع، وضعفه جعفر بن أحمد بن علي بن بيان. وكان رافضيًا وضاعًا.
41 -
حديث: "لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيَّ وَعَلَى عَلِيٍّ سَبْعَ سِنِينَ. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ مَعِي رَجُلٌ غَيْرُهُ.
في إسناده: محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، رجل منكر الحديث.
قال في اللآلىء: هو من رجال ابن ماجه، والحديث أخرجه ابن مردويه في فضائل علي.
وقد رواه ابن عدي بسند آخر عن أنس مرفوعًا.
قال في الميزان: هذا الحديث إفك بين.
وقد رواه ابن عساكر من الحديث أبي ذر (1) .
42 _
قَوْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه: أنا عبد الله وأخو رسول الله، أنا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، لا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلا كَاذِبٌ، صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ بسبع سنين".
(1) ابن أبي رافع هذا تالف جداً، وفي السند غيره ممن يغلوا في الرفض وممن لا يعرف، وفي سند ابن عدي، عباد بن عبد الصمد من غلاة الرافضة، سكن أفريقية وادعى السماع من أنس، وراح يروي عنه. وفي سند ابن عساكر عمرو بن جميع أحد الهلكى، أحاديثه موضوعة كان يتهم بوضعها. وفي المسند من طريق حبة العرنى عن علي قال (اللهم ما أعترف أن لك عبداً من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك، لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً) وسنده ساقط، لكنه أخف من بقية الروايات. إذ قد يحتمل أن يكون أراد بالعبادة الصلاة، وأن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لم يأمر في أول البعثة أصحابه بالصلاة، وكان يصلي هو ويصلي معه علي إلى سبع ليال ثم صلى غيرهما. والله أعلم
رواه النسائي في الخصائص. وفي إسناده: عباد بن عبد الله الأسدي، وهو المتهم بوضعه.
وقال ابن المديني: ضعيف الحديث.
وذكره ابن حبان في الثقات (1)
وقال فِي الْمِيْزَانِ: هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ على علي. وقد أخرجه الحاكم فِي الْمُسْتَدْرَكِ. وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلَى شرط الشيخين. وتعقبه الذهبي بأن عبادًا: ضعيف.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، بدون قوله: أنا الصديق الأكبر، من طريق زيد بن وهب الجهني، مكان عباد (2) .
43 -
حديث: "يَا عَلِيُّ، أَخْصِمُكَ بِالنُّبُوَّةِ، وَلا نُبُوَّةَ بَعْدِي، وَتَخْصِمُ النَّاسَ بِسَبْعٍ: لا يُحَاجُّكَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ، أَوَّلُهُمْ إِيمَانًا بِاللَّهِ، وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَأَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ، وأقسمهم بالسوية، وَأَعْدَلُهُمْ فِي الرَّعِيَّةِ، وَأَبْصَرُهُمْ فِي الْقَضِيَّةِ، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِيَّةً".
رواه أبو نعيم عن معاذ مرفوعًا، وهو موضوع ، آفته: بشر بن إبراهيم الأنصاري. وقد رواه أبو نعيم عن أبي سعيد مرفوعاً (3) .
44 -
حديث: "أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنْتَ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَأَنْتَ ألفاروق، تفرق بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَأَنْتَ يَعْسُوبُ المؤمنين، والمال يعسوب الكفار".
(1) لا يفيده ذلك شيئاً مع كلام كبار الأئمة فيه وظهور سقوطه
(2)
لم يذكر هذا في الآلىء فينبغي مراجعة مصنف إبن أبي شيبة
(3)
في سنده: عصمة بن، محمد كذاب يضع الحديث
رواه البزار عن أبي ذر مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عبيد الله بن أبي رافع متهم. وعباد: ضعيف، رافضي.
45 -
حديث: "سَتَكُونُ فِتْنَةٌ. فَإِنْ أَدْرَكَهَا أَحَدٌ منكم فعليه بخصلتين: كِتَابِ اللَّهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ _ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عَلِيٍّ _ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ القيامة، وهو فاروق هَذِهِ الأُمَّةِ، يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ، وَهُوَ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَهُوَ بَابِي الَّذِي أُوْتَى مِنْهُ، وَهُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي".
رواه الْعُقَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا. وقال: في إسناده داهر بن يحيى الرازي كان ممن يغلو في الرفض، ولا يتابع على حديثه، وابنه عبد الله بن داهر كذاب وهو الراوي عنه.
وقد رواه الحاكم [في الكنى] من طريق أخرى، وقال: إسناده غير صحيح.
وفي الميزان، في ترجمة إسحاق بن بشر الأسدي أنه كذاب وضاع، وأورد له هذا الحديث.
46 -
حديث: "أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ أَطَاعُوهُ _ يَعْنِي: عَلِيًّا _ لَيَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ أَجْمَعِينَ أَكْتَعِينَ".
رواه الطبراني عن ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا. وَفِي إِسْنَادِهِ: مينا مولى عبد الرحمن ابن عوف، وليس بثقة، وقد اتهم بوضعه.
وقد رواه الطبراني من غير طريقه (1) وذكر قصة متعلقة بالاستخلاف له.
قال في اللآلىء: وقد يقوى هذا الحديث حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه. قَالَ:
(1) في سنده: يحيى بن يعنى الاسلمي، وهو تالف، وفيه من لم أعرفهم.
قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سألت الله أن يقدمك _ ثلاثا _ فأبي على إلا تقديم أبي بكر".
رواه الدارقطني في الأفراد.
47 -
حديث: "إِنَّ أَخِي وَوَزِيرِي وَخَلِيفَتِي مِنْ أَهْلِي، وَخَيْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي يَقْضِي دَيْنِي وَيُنْجِزُ مَوْعِدِي: عَلِيٌّ".
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنْ أَنَسٍ مرفوعًا.
قال ابن الجوزي والذهبي: إنه موضوع. والمتهم به: مطر بن ميمون الإسكاف.
48 -
حديث: "أَوَّلُكُمْ وُرُودًا عَلَيَّ الْحَوْضَ، أَوَّلُكُمْ إِسْلامًا: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ".
رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ سَلْمَانَ مرفوعًا. وفي إسناده: عبد الرحمن بن قيس الزعفراني، وهو وضاع، وتابعه سيف بن محمد، وهو شر منه.
وقد رواه الخطيب من طريقه، وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريقه أيضًا. وقد رواه الحارث بن أبي أسامة من طرق يحيى بن هاشم السمسار متابعًا لهما، وهو كذاب.
وروى أبو بكر بن أبي عاصم من طريق عبد الرزاق متابعًا لهم، لكن موقوفًا على سلمان.
قال في اللآلىء: وهذه متابعة قوية جدًا، ولا يضر إيراده بصيغة الوقف، لأن له حكم الرفع. انتهى. فقد رواه كل واحد من هؤلاء الأربعة عن سفيان الثوري.
ورواه ابن مردويه، من طريق محمد بن يحيى المازني عن سفيان. فكان خامساً لهم، وعبد الرزاق لا يحتاج إلى متابع (1) .
49 -
حديث: " مَنْ لَمْ يَقُلْ: عَلِيٌّ خَيْرُ الناس، فقد كفر".
(1) عبد الرحمن بن قيس: كان ابن مهدي يكذبه، وقال النسائي (متروك الحديث) قال صالح بن محمد (كان يضع الحديث) وذكر له الحاكم خبراً، وقال:(هذا عندي موضوع وليس الحمل فيه إلا عليه) وقال ابن عدي (عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات) واما سيف فقال الامام أحمد، ويحيى بن معين، وأبو داود (كان كذاباً) وقال أحمد أيضاً والساجي (كان يضع الحديث) وقال النسائي (ليس بثقة، ولا مأمون، متروك) وأما يحيى بن هشام فكذبه إبن معين، وصالح إبن محمد وأبو حاتم قال (كان يكذب وكان لا يصدق، ترك حديثه) وقال إبن عدي (كان ببغداد يضع الحديث ويسرقه) وقال العقيلي (كان يضع الحديث على الثقات) واما خبر إبن مردويه ففي سنده محمد بن احمد الواسطي، أراه المذكور في لسام الميزان 5/53 رقم 179 وهو تالف، هو صاحب حديث (النظر في مرآة الحجام دناءة) رواه (عن إسحاق بن الضيف) وهو صدوق يخطىء عن محمد إبن يحيى الماربي وثقة الدارقطني، وقال إبن عدي (احاديثه مظلمه منكره) رواه عن الثوري عن قيس بن مسلم الجدلي عن عليم الكندي عن سلمان. والثلاثة المتقدمون يقولون عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم. وأما خبر عبد الرزاق، فعبد الرزاق عمي بآخره، وصار يلقن فيتلقن. وربما دلس، وكان يتشيع، فال يؤمن ان يكون سمعه من بعض أولئك الدجالين فدلسه. وذكره السيوطي من وجه آخر عن سلمة بن كهيل. وفي السندي بن عبدويه مجهول الحال. وذكره إبن حبان في الثقات ثم نقض ذلك بقوله (يغرب) وهو ايضاً عن سليمان من قوله ، ثم مدار الخبر على عليم الكندي وهو مجهول لم يرو عنه الا زاذان وذكر ابن حبان له في الثقات لا ينفي الجهالة لما عرف من قاعدة ابن حبان. وفوق هذا فقول السيوطي: إن له حكم الرفع مردود ، اذ لا مانع ان يستشعر سلمان أن السبق إلى الاسلام يقتضي السبق في الورود.
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا، وهو موضع، والمتهم به: محمد بن كثير الكوفي.
ورواه الحاكم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبريل أنه قال: يا محمد، على خير البشر، من أبي فقد كفر.
وفي إسناده: محمد بن علي الجرجاني، وهو المتهم به، ومحمد بن شجاع الثلجي وهو كذاب، وعمر بن حفص الكوفي، وليس بشيء.
ورواه الخطيب عن جابر مرفوعًا بهذا اللفظ، ولم يذكر جبريل. وفي إٍسناده: كذاب. وقال في الميزان: إنه باطل.
50 -
حديث: "عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ".
رواه ابن عدي عن أبي سعيد مرفوعًا. وفي إسناده: أحمد بن سالم أبو سمرة، ولا يحتج به، وقال في الميزان: هذا كذب. وقال ابن الجوزي: موضوع.
51 -
حديث: "أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا".
رواه أبو نعيم عن علي مرفوعًا. قال ابن الجوزي: موضوع، وفيه ما سيأتي في الحديث الذي بعده.
52 -
حديث: " أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ، وَعَلِيٌّ بَابُهَا. فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا. ورواه الطبراني، وابن عدي، والعقيلي وابن حبان عن ابن عباس أيضًا مرفوعًا.
وفي إسناده الخطيب: جعفر بن محمد البغدادي، وهو متهم.
وفي إسناده الطبراني: أبو الصلت الهروي، عبد السلام بن صالح. قيل: هو الذي وضعه.
وفي إسناده ابن عدي: أحمد سلمة الجرجاني، يحدث عن الثقات بالأباطيل.
وفي إسناده العقيلي: عمر بن إسماعيل بن مجالد، كذاب.
وفي إسناده ابن حبان: إسماعيل بن محمد بن يوسف، ولا يحتج به.
وقد رواه ابن مردويه عن علي مرفوعًا. وفي إسناده: من لا يجوز الاحتجاج به.
ورواه أيضًا ابن عدي عن جابر مرفوعًا بلفظ هذا _ يعني: عليا _ أمير البررة ، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله. أنا مدينة الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا. فَمَنْ أَرَادَ العلم فليأت الباب.
قيل: لا يصح. ولا أصل له. وقد ذكر هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات من طرق عدة، وجزم ببطلان الكل، وتابعه الذهبي وغيره.
وأجيب عن ذلك: بأن محمد بن جعفر البغدادي الفيدي، قد وثقه يحيى بن معين. وأنا أبا الصلت الهروي قد وثقه ابن معين والحاكم. وقد سئل يحيى عن هذا الحديث، فقال: صحيح. وأخرجه الترمذيي عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه مرفوعًا. وأخرجه الحاكم في المستدرك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا. وَقَالَ: صحيح الإسناد.
قال الحافظ ابن حجر: والصواب خلاف قولهما معًا. يعني: ابن الجوزي، والحاكم. وأن الحديث منقسم الحسن، لا يرتقي إلى الصحة، ولا ينحط إلى الكذب، انتهى. وهذا هو الصواب؛ لأن يحيى بن معين، والحاكم قد خولفا في توثيق أبي الصلت ومن تابعه، فلا يكون مع هذا الخلاف صحيحاً، بل حسناً لغره، لكثرة طرقه كما بيناه ، وله طرق أخرى ذكرها صاحب اللآلىء وغيره (1) .
(1) كنت من قبل أميل إلى إعتقاد قوة هذا الخبر حتى تدبرته، وله لفظان الأول (أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا) والثاني (أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا) ولا داعي للنظر في الطرق التي لا نزاع في سقوطها، وانظر فيما عدا ذلك على ثلاثة مقامات. المقام الأول: سند الخبر الأول إلى أبي معاوية والثاني: إلى شريك، روى الأول عن أبي معاوية، أبو الصلت عبد السلام بن صالح وقد تقدم حال أبي الصلت في التعليق ص 292 وتبين مما هناك أن من يأبى أن يكذبه يلزمه أن يكذب علي بن موسى=
53 -
حديث: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُوحَى إِلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ عَلِيٍّ، فَلَمْ يُصَلِّ الْعَصْرَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: صَلَّيْتَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْسَ. فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: فَرَأَيْتُهَا غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت".
= الرضا وحاشاه. وتبعه محمد بن جعفر الفيدي فعده ابن معين متابعاً وعده غيره سارقاً، ولم يتبين من حال الفيدي ما يشفي، ومن زعم أن الشيخين أخرجا له أو أحدهما فقد وهم. وروى جعفر بن درستويه عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بن محرز عن ابن معين في هذا الخبر قال (أخبرني ابن نمير قال: حدث به أبو معاوية قديماً ثم تركه) وهذه شهادة قوية. لكن قد يقال: يحتمل أن يكون ابن نمير ظن ظناً، وذلك أنه رأى ذينك الرجلين زعما أنهما سمعاه من أبي معاوية وهما ممن سمع منه قديماً، وأكثر أصحاب أبي معاوية لا يعرفونه فوقع في ظنه ما وقع. هذا مع أن ابن محرز له ترجمة في تاريخ بغداد لم يذكر فيها من حاله إلا أنه روى عن ابن معين وعنه جعفر ين درستويه. نعم: ثم ما يشهد لحكايته، هو ما في ترجمة عمر بن إسماعيل ابن مجالد من كتاب ابن أبي حاتم أنه حدث بهذا عن أبي معاوية، فذكر ذلك لابن معين فقال (قل له: يا عدو الله
…
إنما كتبت عن أبي معاوية ببغداد ولم يحدث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد) وروى اللفظ الثاني، محمد بن عمر بن الرومي، عن شريك، وابن الرومي، ضعفه أبو زرعة، وأبو داود، وقال أبو حاتم (صدوق قديم روى عن شريك حديثاً منكراً) يعني هذا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر في التقريب (لين الحديث) ووهم من زعم أن الشيخين أخرجا له أو أحدهما، وأخرجه الترمذي من طريقه، ثم قال (غريب منكر) ثم قال وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك، ولم يذكروا فيه (الصنابحي) فزعم العلائي أن هذا ينفي تفرد ابن الرومي، ولا يخفى أن كلمة (بعضهم) تصدق بمن لا يعتد بمتابعته، ولم يذكر في اللآلىء أحداً رواه عن شريك غير ابن الرومي إلا عبد الحميد بن بحر، وهو هالك يسرق الحديث، فالحق=
رواه الجوزقاني عن أسماء بنت عميس، وقال: إنه مضطرب منكر.
وقال ابن الجوزي: موضوع، وفضيل بن مرزوق المذكور في إسناده.
قال ابن حبان: يروى الموضوعات".
= أن الخبر غير ثابت عن شريك. المقام الثاني، على فرض أن أبا معاوية حدث بذاك. وشريكاً حدث بهذا، فإنما جاء ذاك، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد) وجاء هذا عن (شريك عن سلمة بن كهيل) وأبو معاوية، والأعمش، وشريك، كلهم مدلسون متشيعون، ويزيد شريك بأنه يكثر من الخطأ، فإن قيل: إنما ذكروا في الطبقة الثانية، من طبقات المدلسين، وهي طبقة من (احتمل الأمة تدليسه، وأخرجوا له في الصحيح)، قلت: ليس معنى هذا أن المذكورين في الطبقة الثانية تقبل عنعنتهم مطلقاً، كمن ليس بمدلس البتة، إنما المعنى أن الشيخين انتقيا في المتابعات ونحوها في معنعناتهم، ما غلب على ظنهما أنه سماع، أو أن الساقط منه ثقة، أو كان ثابتاً من طريق أخرى، ونحو ذلك كشأنهما فيمن أخرجا له، ممن فيه ضعف، وقد قرر ابن حجر في نخبته ومقدمة اللسان، وغيرهما، أن من نوثقه، ونقبل خبره من المبتدعة، يختص ذلك بما لا يؤيد بدعته، فأما ما يؤيد بدعته، فلا يقبل منه البتة، وفي هذا البحث، لكنه حق فيما إذا كان مع بدعته مدلساً، ولم يصرح بالسماع، وقد أعل البخاري في تاريخه الصغير ص 68، خبراً رواه الأعمش، عن سالم، يتعلق بالتشيع بقوله (والأعمش لا يدري، سمع هذا من سالم أم لا، قال أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، أنه قال: نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب، اتخذوها ديناً) ، ويشتد اعتبار تدليس الأعمش في هذا الخبر خاصة، لأنه عن مجاهد، وفي ترجمة الأعمش، من تهذيب التهذيب (قال يعقوب بن شيبة في مسنده: ليس يصح للأعمش، عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت: لعلي بن المديني، كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال سمعت، هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه، في أحاديث الأعمش عن مجاهد، قال أبو بكر بن عياش، عنه حدثنيه ليث] بن أبي سليم عن=
رواه ابن شاهين، من غير طريقه، وفي إسناده: أحمد بن محمد بن عقدة، رافضي، رمى بالكذب، ورواه ابن مردويه، عن أبي هريرة مرفوعا ً، وفي إسناده: داود بن فراهيج، وهو ضعيف.
= مجاهد) أقول: والقتات وليث، ضعيفان، ولعل الواسطة في بعض تلك الأحاديث من هو شر منهما، فقد سمع الأعمش من الكلبي أشياء، يرويها عن أبي صالح باذام، ثم رواها الأعمش عن باذام تدليساً، وسكت عن الكلبي، والكلبي كذاب، ولاسيما فبما يرويه عن أبي صالح، كما مر في التعليق ص 315، ويتأكد وهن الخبر بأن من يثبته عن أبي معاوية، يقول أنه حدث به قديماً، ثم كف عنه فلولا أنه علم وهنه لما كف عنه، والخبر عن شريك اضطربوا فيه، رواه الترمذي، من طريق ابن الرومي (عن شريك. عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عنن الصنابحي، عن علي) ، وذكر الترمذي أن بعضهم رواه عن شريك، فأسقط الصنابحي، والخبر في اللآلىء من وجه آخر، عن ابن الرومي نفسه. وعن عبد الحميد بن بحر، بإسقاط سويد ابن غفلة. وفيها 1/171 (قال الدارقطني: حديث علي رواه سويد بن غفلة عن الصنابحي، فلم يسنده، وهو مضطرب، وسلمة لم يسمع من الصنابحي) فالحاصل لأن الخبر عن أبي معاوية، لم يثبت عن الأعمش، ولم ثبت عن الأعمش، فلا يثبت عن مجاهد، وأن المروي عن شريك، لا يثبت عنه، ولو ثبت لم يتحصل منه على شيء، لتدليس شريك وخطئه، والإضطراب الذي لا يوثق منه على شيء.
وفي اللآلىء طرق أخرى، قد بين سقوطها، وأخرى سكت عنها، وهي (أ) للحاكم بسند إلى جابر، فيه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، المؤدب المترجم في اللسان 1/197 رقم 620، قال ابن عدي (كان بسامرا يضع الحديث)(ب) لعلي بن همر الحربي السكري، بسند إلى علي، فيه (إسحاق] بن محمد [بن مروان (عن أبيه) وهما تالفان، مترجمان في اللسان، وفيه بعد ذلك من لم أعرفه، وفي آخره (سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة) شيعيان متروكان (ج) للفضلي، بسند إلى جابر، فيه من لم أعرفه عن (الحسين=
وفي اللآلىء: فضيل ثقة صدوق، احتج به مسلم في صحيحه ، وأخرج له الأربعة (1) .
= ابن عبد الله التميمي) أراه الحسين بن عبيد الله التميمي، المترجم في اللسان 2/296 وهو مجهول، واه (ثنا خبيث) صوابه:(حبيب بن النعمان) شيعي مجهول، ذكر في اللسان أن الطوسي ذكره في رجال الشيعة (د) للديلمي بسند إلى سهل ابن سعد، عن أبي ذر، فيه من لم أعرفه، عن (محمد بن علي بن خلف العطار) متهم ترجمته في اللسان 5/289 رقم 988، نثا موسى بن جعفر بن إيراهيم.................) تالف، ترجمته في اللسان 6/114 (ثنا عبد المهيمن بن العباس) متروك.
المقام الثالث: النظر في متن الخبر. كل من تأمل منطوق الخبر، ثم عرضه على الواقع، عرف حقيقة الحال، والله المستعان.
(1)
إنما أخرج له مسلم في المتابعات ونحوها أحاديث يسيرة، ولم يخرج له النسائي إلا حديثاً واحداً، وكلامهم فيه مختلف، وقد لخصه ابن حجر في التقريب بقوله (صدوق يهم ورمي بالتشيع) وقد قال اللنسائي (ضعيف) وقال ابن حبان في الثقات (يخطىء) . وقال في الضعفاء (كان يخطىء على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات) وقال الحاكم (ليس هو من شرط الصحيح وقد عيب علي مسلم إخراج حديثه) وقال أبو حا تم (صالح الحديث صدوق يهم كثيراً يكتبوا حديثه) قيل له (يحتج به؟) قال (لا) وقال ابن معين (صالح الحديث إلا أنه شديد التشيع) ومع هذا وقع اضطراب في خبره. قيل: عنه عن إبراهيم ابن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس) وقيل: عنه عن إبراهيم عن فاطمة بنت علي عن أسماء) وقيل: عنه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن علي بن الحسن (؟) عن فاطمة بنت علي عن أسماء) . إبراهيم لا يكاد يعرف بالرواية إنما يذكر عنه هذا الخبر، وخبر آخر رواه عن أبيه عن جده عن علي مرفوعاً (يظهر في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام) أخرج في زوائد مسند أحمد الحديث 808، وذكره البخاري في التاريخ في ترجمة إبراهيم، وفي ذلك إشارة إلى أن الحمل فيه عليه، وذكره الذهبي في الضعفاء، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. كأنه بنى على أن هذين الخبرين لا يثبتان عنه فيبقى عنده على أصل العدالة بحسب قاعدته. وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فيه ضعف، وشيخه إن كان علي=
وابن عقدة: من كبار الحفاظ، وقد كذب الدارقطني من اتهمه بالوضع، وقواه قوم وضعفه آخرون (1) .
وداود بن فراهيج مختلف فيه، وقد وثقه قوم (2) ، وقد رواه الطحاوي.
= ابن الحسين زين العابدين فلم يدركه وإن كان غيره فلا أعرفه. وفي اللآلىء أن الفضلي رواه بسند فيه (يحيى بن سالم عن صباح المروزي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أسماء) يحيى بن سالم شيعي شديد التشيع ضعفه الدارقطني، وشيخه إن كان صباح بن يحيى فقال: متروك متهم وإن كان غيره فلا أعرفه. فاطمة بنت الحسين لا يتحقق لهما سماع من أسماء فيما أعلم.
(1)
قال ابن عقدة (ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك ثنا أبي عن عروة بن عبد الله بن قشير عن فاطمة بنت علي عن أسماء) . ابن عقدة رافضي رقيق الدين يستحل سرقة الكتب ويسوي للمغفلين نسخاً ويأمرهم أن يدعوا سماعها من بعض المشايخ ويرووها. فإذا فعلوا رواها هو عنهم. فالحق أنه لا يعتد به في مثل هذا. وفي اللآلىء عن الفضلى (ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن كعب الدقاق بالموصل ثنا علي بن جابر الأودي ثنا عبد الرحمن بن شريك ثنا أبي ثنا عروة بن عبد الله بن قشير قال: دخلت علي فاطمة بنت علي الأكبر فقالت: حدثتني أسماء ابنة عميس إلخ) الفضلي لم أخد له ترجمة، وشيخه هنا وشيخ شيخه لم أجدهما. وعبد الرحمن بن شريك واهي الحديث) قال ذلك أبو حاتم الرازي؛ وذكره ابن حبان في الثقات وقال (ربما أخطأ) وروى له البخاري في الأدب المفرد وليس في ذلك ما يشد منه؛ لأن البخاري لا يمتنع في غير الصحيح عن الرواية عن الضعفاء، فقد روى عن ابي نعيم النخعي وهو كذاب وعن ابي الفرياناني وهو كذاب أيضاً. وعبد الرحمن من بيت تشيع. وقد تقدم ذكر أبيه
(2)
خبر داود غلقه ابن الجوزي بقوله (ورواه ابن مردوية من طريق داود إلخ) ولم يذكر السند إلى داود، وفي ترجمة يزيد بن عبد الملك النوفلي من الميزان (ابن جوصا ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري) ثنا يحيى بن يزيد النوفلي عن أبيه ثنا داود بن فراهيج وعمارة بن فيروز عن أبي هريرة) وكذا ذكره السيوطي عن الفضلي عن ابن جوصا. يزيد النوفلي واه جداً. قال البخاري أحاديثه=
في مشكل الحديث، من طريقين، وقال: هما ثابتان، ورواتهما ثقات (1) وقد رواه الطبراني (2) ، وقد ذكر له صاحب اللآلىء طرقًا، وألف في ذلك جزءًا (3)
= شبه لاشيء. وضعفه جداً. وقال أبو زرعة: واهي الحديث وغلظ القول جداً. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً. وقال ابن معين مرة: ما كان به بأس. ومرة: ليس حديثه بذاك. فكأنه لم يخبره، ووثقه ابن سعد، ولا يلتفت إلى ابن سعد إذا خالف الأئمة، فإن مادته من الواقدي كما ذكره ابن حجر في مواضع من مقدمة الفتح، راجع التعليق ص 69. وابنه يحيى قريب منه. فأما داود فكان في أول أمره لا بأس به، ثم تغير، قال يعقوب الحضرمي (ثنا شعبة عن داود وكان قد كبر وافتقر) وهذه الكلمة شديدة فإنها تشعر باتهامه بأن يكون حمله الكبر والفقر على التقرب إلى بعض الناس برواية ما يسرهم. فأما عمارة بن فيروز فمجهول واه ليس بشيء.
(1)
البحث في مشكل الآثار للطحاوي 2/8 14 وليس فيه هذه العبارة والمؤلف أخذها من اللآلىء، وصاحب اللآلىء: نقلها عن شفاء عياض، ولا يبعد أن يكون السيوطي راجع كتاب الطحاوي فلم يجد هذه العبارة، ولكن لم تسمح نفسه بتركها. والطحاوي ذكر خبر فضيل بن مرزوق وقد تقدم، وذكر من طريق ابن أبي فديك (حدثني محمد بن موسى] الفطري [عن عون بن محمد عن أمه أم جعفر من أسماء. ولا يعرف حال عون وأمه ويأتي بقية الكلام
(2)
من طريق فضيل، وقد مر
(3)
ذكر السيوطي أنه وقف على جزء لأبي الحسن شاذان الفضلي، جمع فيه طرق هذا الخب، وذكر في موضع آخر أن للفضلي هذا كتاباً في خصائص علي وأنا لم أعرف الفضلي هذا، فما زاده الفضلي في طرق الخبر عن أسماء قال (ثنا أبو طالب محمد بن صبيح بدمشق، نثا علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب ثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيى عن عبد الله بن الحسين بن جعفر عن حسين المقتول عن فاطمة بنت علي عن أم الحسن بنت علي عن أسماء بنت عميس إلخ) وبه قال (وحدثنا عباد ثنا علي بن هاشم عن صباح عن أبي سلمة مولى آل عبد الله بن الحارث ابن نوفل عن محمد بن جعفر بن محمد بن علي عن أمه أم جعفر بنت محمد عن جدتها=
54 -
حديث: " أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، لِعَلِيٍّ حِينَ خَرَجَ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَخَلَّفَ علياً بالمدينة، فقا ل لَهُ: تُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْمَدِينَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِي أَوْ بِكَ، وأنت مني بمنزلة هرون مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لا نبي بعدي".
= جدتها أسماء بنت عميس إلخ) من دون عباد لم أعرفهم، وعباد، وعلي بن هاشم، وصباح من غلاة الشيعة، غير أن عباداً وعلياً وصفا بالصدق. فأما صباح فمتروك متهم. وفيمن فوقه من لا يعرف. وفي السند الثاني تخليط. وللفضلي طريقان تنسبان الخبر إلى علي الأولى (ثنا عبيد الله بن الفضل التهياني الطائي، ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن رشيد الهاشمي الخراساني ثنا يحيى بن عبد الله بن حسن إلخ) ذكرها عن آبائه عن علي. شيخ الفضلي. أراه المترجم في اللسان 3/326 باسم (عبد الله بن الفضل.. الطائي..) وكأن (التهياني) محرفة عن (النبهاني) وبنو نبهان قبيل من طيء، وهذا الرجل يقال له: شيطان الطاق الصغير، وفي اللسان عن الماليني: أن عبد الله بن المنذر ذكر هذا الرجل فقال (كان ثقة إلا أنه كان يغلو في التشيع) وعبد الله بن المنذر ليس من الأئمة الذين يوثق ينقدهم في مثل هذا. وشيخه عبيد الله بن سعيد اتهمه ابن عدي لروايته عن أبيه حديثين منكرين وأبوه ثقة. وقال ابن حبان (يروي عن ثقات المقلوبات) ولا ينفعه رواية أبي عوانة عنه في صحيحه؛ لأن صحيح أبي عوانة مستخرج على صحيح مسلم، يعمد إلى أحاديث مسلم فيخرجها بأسانيده إلى شيخ مسلم أو شيخ شيخه، فربما لا يجد الحديث إلا عند راو ضعيف فيخرجه عنه. لأن الحديث ثابت من غير طريقه. وإبراهيم بن رشيد لم أجده. وشيخه لا تعرف له حالة. وقال الفضلي (ثنا أبو الحسن بن صفوة، ثنا الحسن بن علي ابن محمد العلوي الطبري، ثنا أحمد بن العلاء الرازي، ثنا إسحاق بن إبراهيم التيمي، ثنا محل الضبي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن أبي ذر قال: قال علي يوم الشورى أنشدكم بالله هل فيكم من ردت له الشمس غيري إلخ) شيخ الفضلي لعله أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن صفوة، ذكره أصحاب المشتبه، وأنه شيخ لابن جميع. ولا أعرف حاله ولا وجدت أحداً من الذين بينه وبين محل الضبي والبلاء من بعض هؤلاء المجهولين.=
رواه ابن حبان، عن سعد بن أبي وقاص مرفوعًا. وقال: باطل، في إسناده حفص بن عمر الأبلي، كذاب، يحدث عن الأئمة بالبواطيل.
= وفي اللآلىء عن الخطيب وغيره بسند فيه نظر إلى إبراهيم بن حيان عن عبد الله بن الحسين عن فاطمة الصغرى ابنة الحسين عن الحسين بن علي قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ) قال الخطيب (إبراهيم بن حيان الكوفي في عداد (المجهولين) وفي اللسان (إبراهيم بن حيان الكوفي الأسدي نزل واسط، ذكره الطوسي في رجال الشيعة) .
وفي اللآلىء، سياق الخبر من طريق (الوليد بن عبد الواحد، ثنا معقل بن عبيد الله عن أبي الزبير عن جابر) له إلى الوليد سندان، أحدهما: للفضلي وفبه محفوظ بن بحر هالك كذبه أبو عروبة الحراني. والثاني للطبراني (ثنا علي بن سعيد ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني) علي بن سعيد هذا، مع الأسف: حافظ، لكنه فاجر له ترجمة في اللسان وفيها عن الحافظ الثقة حمزة بن يوسف السهمي (سألت الدارقطني عنه فقال: ليس في حديثه بذاك، وسمعت بمصر أنه كان والي قرية وكات يطالبهم بالخراج فما يعطونه فيجمع الخنازير في المسجد. فقلت كيف هو في الحديث؟ قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. ثم قال: في نفسي منه، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر. وأشار بيده وقال: هو كذا وكذا ونفض يده يقول: ليس بثقة) وشيخه هو الكزبراني، والوليد بن عبد الواحد هذا لم أجده مع أنه في طبقة متقدمة. ولن يتجاوزه هذا الخبر فلا حاجة لأن يقال: معقل صدوق يخطئ وأبو الزبير صدوق يدلس.
فصل
هذه القصة أنكها أكثر أهل العلم لأوجه. الأول: أنها لو وقعت لنقلت نقلاً يليق بمثلها. الثاني: أن سنة الله عز وجل في الخوارق أن تكون لمصلحة عظيمة ولا يظهر هنا مصلحة فإنه إن فرض أن علياً فاتته صلاة العصر كما تقول الحكاية فإن كان ذلك لعذر فقد فاتت النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق لعذر وفاتته وأصحابه صلاة الصبح في سفر فصلاهما بعد الوقت. وبين أن ما وقع لعذر فليس فيه تفريط وجاءت عدة أحاديث في أن من كان يحافظ على عبادة ثم فاتته لعذر يكتب الله عز وجل له أجرها كما كان يؤديها. وإن كان لغير عذر فتلك خطيئة =
ورواه الحاكم في المستدرك، من حَدِيثِ عَلِيٍّ رضي الله عنه، وقال: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بأن في إسناده حكيم بن جبير، وهو ضعيف، وعبد الله ابن بكر الغنوي، وهو منكر الحديث.
وقد رواه ابن حبان من غير طريقه، عن عائشة مرفوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ العدوي، وقال: إنه الذي وضعه. وقد رواه ابن النجار من غير طريقه (1) .
= إذا أراد الله تعالى مغفرتها لم يتوقف ذلك على إطلاع الشمس من مغربها. ولا يظهر لإطلاعها معنى، كما أنه لو قتل رجل آخر ظلماً ثم أحيا الله المقتول لم يكن في ذلك ما يكفر ذنب القاتل. الثالث: إن طلوع الشمس من مغربها آية قاهرة إذا رآها الناس آمنوا جميعاً كما ثبت في الأحاديث الصحيحة وبذلك فسر قول الله عز وجل (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها الآية) فكيف يقع مثل هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينقل أنه ترتب عليه إيمان رجل واحد؟
(1)
هذه العبارة التي بين القوسين، وقعت هنا في الأصلين، والذي في اللآلىء 1/177 يبين أنها متعلقة بالخبر الآتي (النظر إلى علي عبادة) فإن ابن الجوري أخرجه من طريق (الجعفي بن محمد بن أحمد بن مخزوم، عن محمد بن الحسن الرقي، عن مؤمل بن إهاب، ثنا عبد الرزاق. ثنا معمر، ثنا الزهري، عن عروة، عن عائشة إلخ) ثم قال (قال ابن حبان: موضوع آفته الجعفي، أو شيخه) ثم ذكر أن ابن حبان رواه عن الحسن بن علي العدوي، بسنده إلى عبد الرزاق، ثم قال:(قال ابن حبان: وضعه العدوي) ثم قال السيوطي (قلت: له طريق آخر، عن مؤمل، قال ابن النجار إلخ) فذكر سنده إلى قوله (ثنا أبو العباس] أحمد بن عيسى [بن الوشاء، بتنيس، ثنا مؤمل، ثم ساق لابن عساكر بسنده إلى (أحمد بن عيسى الوشاء، حدثني مؤمل إلخ) قال السيوطي: فبرئ منه الجعفي، وشيخه) قلت: كلا، فإن الوشاء هالك، وترجمته في اللسان 1/242 رقم 760، وفيه قول ابن حجر، (وجدت له حديثاً باطلاً........) فساق هذا الخبر، ثم ساقه ابن الجوزي إلخ) (ابن عباس، عن عثمان مرفوعاً) وقال (رواته مجاهيل) ثم ذكر خبر الطبراني، عن ابن مسعود، كما يأتي.
أما أصل الحديث، وهو قوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، فهو في الصحيحين وغرهما.
55 -
حديث: "النَّظَرُ إِلَى عَلِيٍّ عِبَادَةٌ (1) ".
رواه الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا، وفي إسناده: يحيى بن عيسى الرملي، وليس بشيء، ولكنه قد تابعه منصور بن أبي الأسود، كما قد ذكره الشيرازي في الألقاب (2) وتابعه أيضًا عاصم بن عمر البجلي (3) ، كما رواه أبو نعيم في فضائل الصحابة، كلهم عن الأعمش، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك، من طريق يحيى المذكور، ومن طريق عاصم (4) . ورواه الخطيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، وَفِي إسناده: محمد بن أيوب بن الضريس، يروى الموضوعات (5) ، ومحمد بن إسماعيل الرازي، قال الذهبي في الميزان: هو المتهم بوضعه (6) .
(1) راجع الحاشية قبل هذه
(2)
السند إلى منصور ساقط، فيه أحمد بن الحجاج بن الصلت، هالك، وفيه من لم أجده.
(3)
لم أجد عاصماً هذا، وفي السند إليه من لم أعرفه، وفيه علي بن المثنى، إن كان هو الطهوي، فقد أتهم بسرقة الحديث
(4)
هو عاصم بن علي، رواه عن المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، ذكر الحاكم هذا، ولم يصححه والمسعودي اختلط، وسماع عاصم منه بعد الإختلاط
(5)
وقع في الإسناد (.... محمد بن إسماعيل الرازي، ثنا محمد بن أيوب، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا ابن جريج، عن أبي صالح، عن أبي هريرة) قال ابن الجوزي (محمد بن أيوب، يروي الموضوعات) فلعله عنى محمد بن أيوب بن هشام، فإنه رازى كذاب. فأما ابن الضريس: فثقة جليل
(6)
قال (ومحمد بن أيوب، هو ابن الضريس، لم يدرك هوذ، ولا ابن جريج أبا صالح)
ورواه ابن ناصر، عن ابن عباس مرفوعًا، وفي إسناده: الحماني (1) قاله أحمد وغيره: كذاب، وفي إسناده أيضًا: يزيد بن أبي زياد، قال النسائي: متروك، ورواه الدارقطني، عن جابر مرفوعًا، وابن عدي عن أنس مرفوعًا، وفي إسنادهما: العدوى، ولا يحتج به (2) .
ورواه ابن عدي بإسناد آخر فيه: محمد بن القاسم الأسدي. قيل: كذاب.
وقال في اللآلىء: هو من رجال الترمذي.
وقد روى أحمد بن أبي خيثمة عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ: ثقة (3) .
ورواه ابن عدي أيضًا: عن ثوبان مرفوعًا. وفي إسناده: يحيى بن سلمة ابن كهيل. قيل: هو متروك.
قال في اللآلىء: هو من رجال الترمذي.
قال في الميزان: وقد قواه الحاكم وحده، وأخرجه له في المستدرك فلم يصب (4) .
ورواه ابن مردويه عن أبي سعيد مرفوعًا (5) . وفي إسناده: محمد بن يوسف
(1) وقع في الأصلين، (وفي إسناده: عبادة الحماني) وهو من عجيب الغلط، فإن الذي في اللآلىء بعد سياق السند، الذي فيه الحماني، ذكر المتن (النظر إلى علي عبادة) ثم قال مبتدئا (الحماني، قال احمد.........) .
(2)
هو الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا، وضاع خبيث
(3)
بل هو كذاب، راجع التعليق ص 30.
(4)
هومنكر الحديث، متروك، غال في التشيع
(5)
بل من طريق أبي سعيد الخدري، عن عمران بن حصين مرفوعًا، وهذا من تنطع الكذابين.
الكديمي وضاع. وقد رواه الحاكم فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِهِ. وقال: صحيح الإسناد (1) .
ورواه الطبراني عن عمران بن حصين مرفوعًا (2) . وأبو نعيم عن عائشة. وفي إسناده: عباد بن صهيب وهو متروك.
ورواه ابن أبي الفراتي في جزئه، عن جابر ومعاذ رضي الله عنهما مرفوعًا (3) . فظهر بهذا أن الحديث منقسم الحسن لغيره لا صحيحًا، كما قال الحاكم، ولا موضوعًا، كما قال ابن الجوزي (4) .
56 -
حديث: "أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِسَدِّ الأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَتَرَكَ بَابَ علي".
(1) تعقبه الذهبي فقال: (قلت: ذا موضوع) وهو من طريق شيخ الكديمي (إبراهيم بن اسحاق الجعفي، ثنا عبد الله بن عبد ربه العجلي) وهما مجهولان، وفي اللسان (إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، ثم الأحمري.......... ذكره الطوسي في رجال الشيعة، وقال: كان ضعيفاً) ثم دكر أنه من شيوخ الكديمي، والراوي عن إبراهيم لك يتبين لي من هو؟.
(2)
هو من طريق عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، عن أبيه عن جده، قال (رأيت عمران بن حصين يحد النظر إلى علي إلخ) عمران بن خالد، قال الإمام أحمد:(متروك الحديث) وقال أبو حاتم: (واهي الحديث عن آبائه، عن: يوسف بن عطية، وعثمان بن مطر) أقول وهما واهيان، منكرا الحديث، وذكر الذهبي هذا الخبر في الميزان، وقال (هذا باطل في نقدي) وخالد فيه نظر، ولا أحسب أباه أدرك علياً
(3)
هي طريقان، طريق فيها الغلابي، وهو محمد بن زكريا، عن العباس ابن بكار، عن أبي بكر الهذلي، ثلاثتهم هلكى البتة، والأخرى عن الغلابي أيضاً، عن العباس أيضاً، عن عباد بن كثير، وهو تالف
(4)
خفي على المؤلف حال بعض الروايات، فظنها قوية، والأمر على خلاف ذلك، كما رأيت
رواه أحمد في المسند عن ابن عمر، وعبد الله بن الرقيم الكناني (1) . مرفوعًا، ورواه أبو نعيم عن ابن عباس مرفوعًا. ورواه النسائي عن زيد بن أرقم مرفوعًا. وروى النسائي أيضًا: ما يشهد له عن سعد بن أبي وقاص. قال ابن الجوزي: طرقه كلها باطلة.
أما حديث ابن عمر، فلكونه في إسناده: هشام بن سعد. قال ابن معين: ليس بشيء.
وأما حديث عبد الله بن الرقيم، فلكونه في إسناده: عبد الله بن شريك وهوكذاب.
وأما حديث ابن عباس، فلكونه في إسناده: يحيى بن عبد الحميد الحماني. قال ابن حبان كذاب.
وأما حديث زيد بن أرقم، فلكونه في إسناده: ميمون مولى عبد الرحمن ابن سمرة. قال ابن معين: لا شيء.
وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فلكونه في إسناده: عبد الله بن شريك المتقدم، والحارث بن مالك. قال النسائي: لا أعرفه.
وقد روى هذا الحديث الخطيب عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا وَفِي إِسْنَادِهِ: مجاهيل. قال يحيى (2) . هذه الأحاديث من وضع الرافضة قابلوا به حديث أبي بكر في الصحيح.
قال ابن حجر، في القول المسدد. في الذب عن مسند أحمد: قول ابن الجوزي في هذا الحديث باطل، وأنه موضوع، دعوى لم يستدل عليها إلا بمخالفة الحديث
(1) إنما هو من رواية عبد الله بن الرقيم عن سعد بن أبي وقاس
(2)
كذا وقع في الأصلين، وإنما في اللآلىء (وميمون مولى عبد الرحمن ابن سمرة قال يحيى بن سعيد: لا شيء. وحديث جابر تفرد به العلوي وفيه مجاهيل. وهذه الأحاديث
…
إلخ) فقوله (وهذه إلخ) إبتداء كلام من ابن الجوزي.
الذي في الصحيحين. وهذا إقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلا عند عدم إمكان الجمع، ولا يلزم من تعذر الجمع في الحال، أنه لا يمكن بعد ذلك؛ لأن فوق كل ذي علم عليم. قال: وهذا الحديث من هذا الباب. هو حديث مشهور له طرق متعددة، كل طريق منها على انفراده لا يقصر عن رتبه الحسن، ومجموعها مما يقطع بصحته، على طريقه كثير من أهل الحديث (1) .
(1) تراجع ابن حجر بعد أن ذكر الروايات فقال (فهذه الطرق المتضافرة بروايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية) وأعلم أن في الصحيحين وغيرهما إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خطب في مرض موته، وذكر أبا بكر وقال (لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبا بكر) وفي رواية (لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر) وأهل المدينة يستدلون بهذا على خلافة أبي بكر فعارضهم شيعة الكوفة وذكروا روايات فيها: الأمر بسد الأبوب في المسجد إلا باب علي، فمن أهل العلم من ارتاب بروايات أهل الكوفة، وجزم ابن الجوزي ببطلانها ومنهم من جمع بأنهما قضيتان وأنه كان لبعضهم منازل لها أبواب، إلى خارج المسجد، وأبواب شارعة في المسجد، كان بيت علي كما في بعض الروايات في المسجد، ويؤخذ من بعضها أنه كانت بين أبيات النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعضها أنه لم يكن له طريق غير المسجد فأمروا بسد الأبواب غير باب علي قال في الفتح (لم يكن له باب غيره فلذلك لم يؤمر بسده) ثم كأنهم استبقوا خوخات يستقربون منها الدخول إلى المسجد للصلاة فقط فأمروا بسدها إلا خوخة أبي بكر. وتصدى الحافظ ابن حجر في القول المسدد والفتح للدفاع عن بعض روايات الكوفيين، وفي كلامه تسمح. والحق أنه لا تسلم رواية منها عن وهن، ولكني أغض النظر عن الروايات التي تقتصر على ما يطابق الجمع المتقدم، وأبين حال الروايات التي بها زيادة على ذلك، والله الموفق (ا) عبد الله بن شريك عن الحارث بن مالك عن سعد ابن أبي وقاص، وعن عبد الله بن الرقيم عن سعد أيضاً. ابن شريك: شيعي ذكر بالغلو، وفي حديثه كلام، وشيخاه مجهولان البتة، وقد ذكر النسائي في خضائص علي الخبرين، وأن ابن شريك (ليس بذاك) وأنه لا يعرف شيخيه، وذكر قبل ذلك=
وأما كونه معارضًا لما في الصحيحين. فغير مسلم: ليس بينهما معارضة، إلى آخر كلامه.
= عن سعد (كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده قوم جلوس فدخل علي فلما دخل خرجوا فلما خرجوا تلاوموا.. فرجعوا فقال: والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم) قال النسائي (هذا أولى بالصواب) يعني: أن القصة لم تكن لها علاقة بالأبواب في المسجد، ولكن المجهولين والضعفاء حولوها إلى أبواب المسجد (ب) الحسن بن عبيد الله الأبزاري، ثنا إبراهيم عن سعيد عن المأمون عن رشيد إلخ. الأبزاري يقال له الحسن ويقال له: الحسين، كذاب يضع الأباطيل (ج) ميمون أبو عبد الله عن زيد بن أرقم. ميمون هذا كان يحيى القطان لا يحدث عنه، وسئل عنه (فحمض وجهه، وقال: زعم شعبة أنه كان فسلاً) وقال الإمام أحمد (عنده مناكير) وقال النسائي والحاكم أبو أحمد (ليس بالقوي) وقال ابن حبان في الثقات (كان يحيى القطان سيء الرأي فيه) ولم يتعقب ابن حبان هذا بشيء، وقد عرف من صنيعه أنه قد يذكر الرجل في الثقات ويضعفه أو يتردد فيه، فهذا من ذاك. وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (ضعيف) وهي المرتبة الثامنة عنده، مع أن الخامسة عنده مرتبة (صدوق سيء الحفظ) ونحوها فيظهر من هذا ومن صنيعه في مواضع، أن من يقول فيه (ضعيف) عنده أنه لم يثبت كونه لا يتعمد الكذب. ومع هذا تسمح فقال في القول المسدد (وثقة غير واحد) وفي الفتح لما ذكر خبره (رجاله ثقات) هذا وللطبراني بسند ضعيف إلى كثير النواء عن ميمون هذا عن ابن عباس. وكثير تالف. (د) الطبراني في الأوسط (ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا سويد بن سعيد، ثنا معاوية بن ميسرة ابن شريح، ثنا الحكم بن عتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه إلخ) قال (لم يروه عن الحكم إلا معاوية تفرد به سويد) علي بن سعيد مجروح كما مر في التعليق ص 353 قبيل الفصل، ومتابعه الذي أشار إليها الطبراني قد يكون أوهى منه، وسويد كان بآخره يلقن فيتلقن فوقعت له فظائع، ومعاوية لم يوثق توثيقاً معتبراً، والحكم ثقة جليل إلا أنه يتشيع ويدلس. (?) إسماعيل بن عمرو البجلي عن ناصح بن عبد الله المحلمي عن سماك عن جابر بن سمرة. إسماعيل واه، بل متهم، وناصح شيعي=
قلت: ما ذكره منقوله: ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلا عند عدم إمكان الجمع: كلام غير صحيح. فإنه إذا تعذر الجمع لا يحل لأحد أن يحكم بوضع الموضوع، بل غاية ما يلزم الراجح عليه. وذلك لا يستلزم كونه موضوعًا بلا خلاف (1) .
وقد جمع أهل العلم بين هذا الحديث، وحديث: "أنه صلى الله عليه وأله وسلم أمر بسد الخوخ في المسجد إلا خوخة أبي بكر الثابت في الصحيح، بأن سد الخوخ غير سد الأبواب (2) .
منكر الحديث، ذاهب الحديث، متروك الحديث. روي عن سماك عن جابر بن سمرة أشياء لا تعرف (و) محمد بن حميد الرازي (ثنا تميم بن عبد المؤمن ثنا هلال بن سويد سمعت أنس بن مالك إلخ) إبن حميد كذاب على سعة حفظه، وتميم رازي لا أعرف حاله، وهلال واه. وفي خبره في اللآلىء 1/181 ذكر (باب علي) وفي ترجمته من لسان الميزان (باب أبي بكر)(ز) البزار من طريق عبيد الله بن موسى وهو ثقة شديد التشيع (ثنا أبو ميمونة عن عيسى الملائي عن علي بن حسين إلخ) قال البزار أبو ميمونة مجهول وعيسى الملائي لا نعلمه روى إلا هذا) وقال الأزدي في عيسى (تركوه)(ح)(زكريا بن يحيى ثنا خالد بن مخلد، ثنا راشد بن سلمة عن أبي داود عن بريدة إلخ) زكريا هو الكسائي، شيعي متروك يكذب، وراشد لم أعرفه، وأبو داود هو الأعمى: نفيع بن الحارث كذاب وضاع. (ط) أبو نعيم من طريق (يحيى بن حاتم العسكري، ثنا بشر بن مهران، ثنا شريك إلخ) العسكري لم أجده، وبشر ويقال: بشير هالك قال ابن أبي حاتم (روى عن شريك.... سمع منه أبي....... وترك حديثه وأمرني أن ألا أقرأ عليه حديثه) وكذبه في هذا الخبر واضح (ي) أبو نعيم أيضاً بسند فيه من لم أعرفه عن (نصر بن مزاحم، ثنا عبد الله بن مسلم الملائي عن أبيه عن جده عن علي إلخ) نصر رافضي غال ومتروك، قال أبو خيثمة (كان كذاباً) وشيخه وأبوه وجده لم أجدهم
(1)
بل إذا تحقق التناقض ولزم من صحة أحدهما بطلان الآخر لزم الوضع، والحكم بالوضع يكفي فيه غلبة الظن كما لا يخفى
(2)
قد نقدم بيانه
وبالجملة: فالحديث ثابت لا يحل لسلم أن يحكم ببطلانه. وله طرق كثيرة جدًا. قد أوردها صاحب اللآلىء. وقد صحح حديث زيد بن أرقم في المستدرك. وكذلك الضياء في المختارة (1) وإعلاله بميمون غير صحيح. فقد وثقه غير واحد، وصحح له الترمذي (2) .
وأما حديث ابن عمر: فقد رواه أحمد في المسند بإسناد رجاله ثقات. وليس فيه هشام بن سعد (3) والكلام على رد ما قاله ابن الجوزي يطول، وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى (4) .
57 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم قال لِعَلِيٍّ: لا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَجْنُبَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ".
رواه ابن مردويه عن أبي سعيد مرفوعًا. وفي إسناده: عطية العوفي ضعيف (5) . وقد أخرجه الترمذي من طريقه وحسنه. قال النووي: إنما حسنه الترمذي لشواهده (6) .
قال في اللآلىء، وأخرجه البيهقي في سننه، وورد من طرق، ثم ذكر
(1) صححاه، وفي سنده: ميمون وقد تقدم خاله
(2)
قد تقدم ما في ذلك
(3)
لم أجد هذا في القول المسدد ولا اللآلىء، وإنما هناك خبر آخر نسب إلى النسائي.
(4)
وفي ما ذكرته أنا كفاية إن شاء الله
(5)
ولفظه (عطية عن أبي سعيد) وراجع التعليق ص 244
(6)
ستعلم حالها
إسناد البزار عن سعد بن أبي وقاص (1) مرفوعًا، ورواه ابن منيع عن جابر في مسنده مرفوعًا (2) ورواه ابن أبي شيبة في مسنده عن أم سلمة مرفوعاً (3) .
58 -
حديث: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَعْرِضَ أَوْلادَنَا عَلَى حُبِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ".
رواه الحسن بن علي العدوي، عن جابر مرفوعًا قال، ابن حبان: باطل.
59 -
حديث: "حُبُّ عَلِيٍّ يَأْكُلُ السَّيِّئَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ".
رواه الخطيب عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا. وَقَالَ: باطل.
60 -
حديث: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدم في علمه، ونوح فِي فَهْمِهِ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي حُكْمِهِ، ويحيى في زهذه، وَمُوسَى فِي بَطْشِهِ. فَلْيَنْظُرْ إِلَى علي".
(1) الذي عند البزار (
…
إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي عن أنس عن الحسن بن زيد عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلخ) وأبو أويس صدوق يهم، وكذا الحسن بن زيد، وخارجة لا يعرف هو ولا أبوه فليس لسعد بن أبي وقاص ابن اسمة خارجة. وقد روي عن حفص بن النضر السلمى عن عامر بن خارجة بن سعد عن جده خبراً. فقال أبو حاتم (هذا إسناد منكر)
(2)
في سنده حرام بن عثمان هالك، وفي ترجمته من الميزان واللسان ذكر هذا الخبر وأنه (منكر جداً) مع أن في السند هناك شكا (حرام بن عثمان عن ابني جابر أراه عن جابر)
(3)
هو من طريق أبي الخطاب الهجري، عن محدوج عن جسرة عن أم سلمة. وأبو الخطاب ومحدوج مجهولان، وفي اللآلىء عن البيهقي قال (محدوج. قال البخاري: فيه نظر) .
رواه الحاكم عن أبي الحمراء مرفوعًا. قال ابن الجوزي: موضوع، وفي إسناده: أبو عمر الأزدي متروك.
قال في اللآلىء: له طريق أخرى عند الديلمي، ثم ذكرها، ورواه ابن شاهين عن أبي سعيد مرفوعاً (1) .
61 -
حديث: "اسْمِي فِي الْقُرْآنِ: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاسْمُ عَلِيٍّ: وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا، وَاسْمُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: وَالنَّهَارِ إِذَا جلاها، وَاسْمُ بَنِي أُمَيَّةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يعشاها} _ إلخ".
رواه الخطيب في السابق واللاحق، عن ابن عباس مرفوعًا، وهو موضوع. قال الخطيب: وفي إسناده: مجاهيل.
قال في الميزان: هذا خبر كذب.
62 -
حديث: " إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا بَيَّنَ لَهُ مَنْ يَلِي بَعْدَهُ. فَهَلْ بَيَّنَ لَكَ؟ قَالَ: لا، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ".
رواه العقيلي عن سلمان مرفوعًا. وفي إسناده: مجهولان وضعيف (2) .
(1) كلها ترجع إلى عبيد الله بن موسى، وهو ثقة على تشيعه، والبلاء من غيره، وفي سند الحاكم إليه شيخ الحاكم محمد بن أحمد بن سعيد الرازي وهو واه، ترجمته في اللسان 5/39 رقم 137 وأبو عمر الأزدي كما في الأصل. وفي سند الديلمي إلى عبيد الله جماعة لم أعرفهم، وهو: عن عبيد الله عن العلاء عن أبي اسحاق عن أبي داود نفيع عن أبي الحمراء، وأبو داود نفيع هو الأعمى كذاب وضاع. وفي سند ابن شاهين إلى عبيد الله من فيه كلام، ثم هو عن أبي هارون العبدي، وهو هالك يتشيع ويكذب مع غفلة شديدة
(2)
وفيه كذاب أيضاً ومدلس وغير ذلك، ويكفيه أنه قيل فيه (عن عبد العزبز ابن مروان عن أبي هريرة عن سلمان) وأحسب عبد العزيز لو علم مثل هذا منصوصاً في القرآن لما أخبر به.
63 -
حديث: "لَمَّا أَنْ عُرِجَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، أَرَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعَجَائِبَ فِي كُلِّ سَمَاءٍ. فَلَمَّا أَصْبَحَ جَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ مِنْ عَجَائِبِ رَبِّهِ، وَكَذَّبَهُ مَنْ كَذَّبَهُ مَنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَصَدَّقَهُ مَنْ صَدَّقَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ: انْقَضَّ نَجْمٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي دَارِ مَنْ وَقَعَ هَذَا النَّجْمُ فَهُوَ خَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي، وَطَلَبُوا ذَلِكَ النَّجْمَ فَوَجَدُوهُ فِي دَارِ علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، فَقَالَ أَهْلُ مَكَّةَ: ضَلَّ مُحَمَّدٌ وَغَوَى وَهَوَى أَهْلَ بَيْتِهِ، وَمَالَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ (وَالنَّجْمِ إِذَا هوى) ".
رَوَاهُ الْجَوْزَقَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعاً، وفي إسناده: ثلاثة كذابون، وهوموضوع بلا ريب.
64 -
حديث: "وَصِيِّي، وَمَوْضِعُ سِرِّي، وَخَلِيفَتِي فِي أَهْلِي، وَخَيْرُ مَنْ أَخْلُفُ بَعْدِي عَلِيٌّ".
رواه ابن ناصر، عن سلمان مرفوعًا. قال عبد الغني: أكثر رواته مجهولون وضعفاء (1) وقال الجوزقاني: باطل، لا أصل له.
ورواه الأزدي بلفظ: سئل صلى الله عليه وآله وسلم: من وصية؟ فقال: من كان وصى موسى؟ قال: يوشع. قال: فإن وصيي ووارثي يقضى ديني، وينجز موعدي، وَخَيْرُ مَنْ أَخْلُفُ بَعْدِي: عَلِيٌّ، وفي إسناده: متروك، وضعيف.
ورواه ابن حبان بنحوه، وهو من نسخة موضوعة.
ورواه العقيلي بلفظ: وصيي علي بن أبي طالب.
قال في الميزان: هذا كذب، ورواه الحاكم عن بريدة مرفوعًا، وفي إسناده: وضاع.
(1) وفيه إسماعيل بن زياد دجال، وغيره
65 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم قال لأنس: أول من يدخل عليك مِنْ هَذَا الْبَابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَخَاتَمُ الْوَصِيِّينَ، قَالَ أَنَسٌ: فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، إِذْ جَاءَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا أَنَسُ؟ فَقُلْتُ: عَلِيٌّ، فَقَامَ مُسْتَبْشِرًا، فَاعْتَنَقَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ، وَيَمْسَحُ عَرَقَ عَلِيٍّ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أُرِيتُكَ صَنَعْتَ شَيْئًا مَا صَنَعْتَ لِي قَطُّ، قَالَ: مَا يَمْنَعُنِي، وَأَنْتَ تُؤَدِّي عَنِّي، وَتُسْمِعُهُمْ صَوْتِي، وَتُبَيِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ بَعْدِي".
رواه أبو نعيم. قال في الميزان: هذا الحديث موضوع.
ورواه الجوزقاني، عن أبي ذر مرفوعًا، كما أنا خاتم النبيين، كذلك علي، وورثته يختمون الأوصياء، وهو موضوع.
66 _
قَوْلِ عَلِيٍّ: رضي الله عنه: بايع الناس لأبي بكر رضي الله عنه: وَأَنَا وَاللَّهِ أَوْلَى مِنْهُ: وَأَحَقُّ بِهَا مِنْهُ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ يايع النَّاسُ عُمَرَ، وَأَنَا وَاللَّهِ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْهُ، وَأَحَقُّ مِنْهُ، فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ خَوْفًا أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كفاراً يضرب بعضهم بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُبَايِعُوا عُثْمَانَ، إِذًا أَسْمَعُ، وأطيع، إن عُمَرَ جَعَلَنِي فِي خَمْسَةِ نَفَرٍ أَنَا سَادِسُهُمْ، لا يَعْرِفُ لِي فَضْلا عَلَيْهِمْ _ إلخ".
رواه العقيلي مطولًا، عن عامر بن واثلة الكناني أبي الطفيل، عن علي رضي الله عنه. وقال: فيه رجلان مجهولان.
وقال ابن الجوزي: موضوع. وقال في الميزان: هذا خبر منكر غير صحيح، وحاشا أمير المؤمنين من قول هذا (1) .
(1) في الخبر احتجاجات ركيكة يجل قدر أمير المؤمنين علي عنها وإنما تناسب عقول الجهلة وراجع اللسان 2/165 رقم 691
67 -
حديث: "إِنَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ عَهِدَ إِلَيَّ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ رَايَةُ الْهُدَى، وَمَنَارُ الإِيمَانِ، وَإِمَامُ أَوْلِيَائِي، وَنُورُ جَمِيعِ من أطاعني، علي ابن أَبِي طَالِبٍ أَمِينِي غَدًا فِي القيامة، على حَوْضِي، وَصَاحِبُ لِوَائِي، وَثِقَتِي عَلَى مَفَاتِيحِ خَزَائِنِ جَنَّةِ رَبِّي".
رواه أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا. قال ابن عدي: لاهز بن عبد الله المذكور في إسناده: غير ثقة، ولا مأمون، يروي الثقات المناكير (1) .
قال في الميزان: هو من أبرد الموضوعات.
68 -
حديث: "إِنَّهُ أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَزَحْزَحَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، فَسُرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم وَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ: إِنَّمَا يَعْرِفُ الْفَضْلَ لأَهْلِ الفضل، ذو الفضل".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، ورواه أيضًا عن عائشة مرفوعًا، وفي إسناده: محمد بن زكريا الغلابي، وهو وضاع (2) .
ورواه الديلمي من حديث أبي سعيد، بلفظ: يا أبا بكر، يعرف الفضل لذوي الفضل أهل الفضل.
69 -
حديث: "كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ عَلِيٍّ وَرَايَةُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَفِيهِ: أَنَّهُ حَمَلَ رَايَةَ الْمُشْرِكِينَ
(1) هو من أحمق الكذابين؛ إذ يروي هذا عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه عن أنس قال: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له إلخ) .
(2)
وشيخه العباس بن بكار هالمك، ووقع في السند بعد عبد الله بن المثنى (عن أمه ثمامة بنت عبد الله) وإنما المعروف في الروايات (عن عمه ثمامة عن عبد الله) .
سَبْعَةٌ فَقَتَلَهُمْ عَلِيٌّ. فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ: مَا هَذِهِ الْمُوَاسَاةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: أَنَا مِنْهُ وَهُوَ مِنِّي، ثُمَّ سَمِعْنَا صَائِحًا فِي السَّمَاءِ يَقُولُ: لا سَيْفَ إِلا ذُو الْفَقَارِ، وَلا فَتًى إِلا عَلِيٌّ".
رواه ابن عدي عن أبي رافع مرفوعا ً، وفي إسناده: عيسى بن مهران، وهو رافضي، يحدث بالموضعات، وقد أدخل هذا الحديث ابن الجوزي في الموضوعات، وتبع ابن حبان في ذلك.
قال ابن طاهر في تذكرته: هذه القصة في كتاب النسب للزبير بن بكار (1)
70 -
حديث: "إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، خَطَبَا فَاطِمَةَ رضي الله عنهم، فَقَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: هِيَ لَكَ يَا عَلِيُّ (2) ".
رواه العقيلي عن حجر بن عنبس، وكان ممن شهد الجمل وصفين مع علي رضي الله عنه، وفي إسناده: موسى بن قيس الحضرمي، وهو غال في الرفض.
قال في اللآلىء: روى له أبو داود، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا بأس به، والحديث أخرجه البزار من طريقه.
(1) هذا خبط، والذي في اللآلىء بعد كلام ابن الجوزي (قلت: قال ابن طاهر في تذكرة الحفاظ: هذه القصة في كتاب النسب للزبير بن بكار بخلاف هذا) وابن طاهر هذا هو محمد بن طاهر المقدسي. المتوفي سنة 507 له كتاب سماه (تذكرة الحفاظ) وربما يشتبه على من لا يعرف بمحمد بن طاهر الفتني الهندي. المتوفى سنة 983 صاحب كتاب (تذكرة الموضوعات) ومقصود السيوطي توكيد بطلان الخبر بمخالفته للقصة؛ إذ فيها في السبعة أصحاب اللواء أن علياً قتل واحداً منهم فقط. وقتل كل من حمزة وسعد وقزمان واحداً واحداً وقتل عاصم بن ثابت اثنين، واختلف في السابع فقيل: قتله عاصم أيضاً. وقيل: الزبير.
(2)
تتمته (لست بدجال) أي أي لا أخلف وعدي
قال الهيثمي في زوائده: رجاله ثقات، إلا أن حجر بن عنبس لم يسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
71 -
حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم رَأَى عَلِيًّا مُقْبِلا فَقَالَ: أَنَا وَهَذَا حُجَّةٌ عَلَى أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
رواه الخطيب عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، وَهُوَ مَوْضُوعٌ، والمتهم به مطر بن أبي مطر.
قال في الميزان: هذا باطل.
72 -
حديث: "إِنَّ حَافِظَيْ عَلِيٍّ لَيَفْتَخِرَانِ عَلَى جَمِيعِ الْحَفَظَةِ، إِنَّهُمَا لَمْ يَرْتَفِعَا إِلَى السَّمَاءِ بِشَيْءٍ عَنْهُ يُسْخِطُ الله".
رواه الخطيب عن عمارة مرفوعًا، وقال: هذا طريق مظلم (1) ورواه من طريق أخرى، وقال: فيها مجهولون.
73 -
حديث: "مَنْ مَاتَ وَفِي قَلْبِهِ بُغْضٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلْيَمُتْ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا".
رواه العقيلي عن بهز بن حكيم عن أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا، وَقَالَ: في إسناده على بن قرين كان يضع الحديث. والجارود بن يزيد. وكان يضع أيضاً.
(1) هو من طريق عبد الرحمنت بن معاوية العتبي (؟) ثنا محمد بن إبراهيم العوفي (؟) ثنا أحمد بن الحكم البراجمي (؟) ثنا شريك إلخ) وفي الرواة أحمد بن الحكم العبدي يروي عن شريك وغيره وهو متروك فلعله هذا، وترجمته في الميزان واللسان.
وقد رواه الديلمي في مسند الفردوس من غير طريقهما (1) .
74 -
حديث: "إِنَّ عَلِيًّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عِنْدَ الصَّفَا، وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى شَخْصٍ فِي صُورَةِ الْفِيلِ، وَهُوَ يَلْعَنُهُ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي تَلْعَنُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ الرَّجِيمُ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ؟ لأَقْتُلَنَّكَ وَلأُرِيحَنَّ الأُمَّةَ مِنْكَ. فَقَالَ: مَا هَذَا جَزَائِي مِنْكَ. قُلْتُ: وَمَا جَزَاؤُكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلا شَارَكْتُ أَبَاهُ فِي رَحِمِ أُمِّهِ".
رواه ابن مردويه عن علي مرفوعًا، وفي إسناده: إسحاق بن محمد النخعي، وهو من الغلاة، وكان يعتقد في علي الأولوهية.
ورواه الخطيب أيضًا (2) بلفظ: والله ما أبغضك أحد إلا قد شاركت أباه في أمه.
75 -
حديث: "إن الله منع القطر عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِسُوءِ رَأْيِهِمْ فِي أَنْبِيَائِهِمْ، وَإِنَّهُ يُمْنَعُ الْمَطَرُ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بِبُغْضِهِمْ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ".
رواه ابن عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا. وقال: وضعه الحسن بن عثمان ابن زياد.
(1) ساقه في اللآلىء من طريقين عن أحمد بن عبد الله البغدادي، المؤدب ثنا محمد بن الحارث، ثنا يزيد بن زريع إلخ) والمؤدب هالك يضع الحديث ترجمته في تاريخ بغداد 4/218 رقم 1915 وفي اللسان 1/197 رقم 620، ومحمد ابن الحارث لم أجده
(2)
من طريق محمد بن يزيد بن أبي الأزهر: وهو كذاب يضع، سرق هذا الخبر من النخعي، وركب له إسناداً آخر، وزاد فيه
وقد رواه الديلمي من غير طريقه (1) .
76 -
حديث: "مَنْ أَحَبَّ أَنَّ يَتَمَسَّكَ بِالْقَضِيبِ الرَّطِبِ الَّذِي غَرَسَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فليتمسك بحب علي رضي الله عنه".
رواه الأزدي عن البراء مرفوعًا. وفي إسناده: وضاع.
وقد رواه الدارقطني عن زيد بن أرقم مرفوعاً. وفي إسناده: وضاع.
77 -
حديث: "قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَحْمِلُ رَايَتَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: الَّذِي يَحْمِلُهَا فِي الدُّنْيَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ".
رواه ابن حبان عن جابر بن سمرة مرفوعًا، وفي إسناده: ناصح بن عبد الله، وهوشيعي متروك.
ورواه ابن ناصر عن أبي ذر مرفوعًا: ترد على الحوض راية أمير المؤمنين، وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبياض وجهه ووجوه أصحابه. فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي. فيقولون: تبعنا الأكبر وصدقناه، ووزارنا الأصغر ونصرناه، وقاتلنا معه، فأقول: ردوا رواء مرويين (2) فيشربون شربة لا يضمئون بعدها أبدًا.
إسناده: مظلم. فيه مجاهيل. قاله ابن الجوزي، وذكره في الموضوعات.
(1) في السند جماعة لم أجدهم، إلا أن فيهم مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ العلوي لعله المترجم في اللسان 5/299 رقم 1011 وفيها (قال الإدريسي كان يجازف في الرواية في آخر أيامه) فقد يكون وقع له الخبر بالسند الأول ولم يتقنه، فحمله على السند الثاني مجازفة.
(2)
في اللآلىء (ردوا راه حوضي) .
78 -
حديث: "أنه قتل علي رضي عنه عمرو بن ود، ودخل النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم. فَلَمَّا رَآهُ كَبَّرَ، وَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعْطِ عَلِيًّا فَضِيلَةً لَمْ تُعْطِهَا أَحَدًا قَبْلَهُ، ولا تعطها أحدا ً بَعْدَهُ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ وَمَعَهُ أُتْرُجَّةٌ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ فَانْفَلَقَتْ فِي يده فلقتين. فأذا جريدة بيضاء مكتوب فيها سطرين: تُحْفَةٌ مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ إِلَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ".
رواه الذراع، وهو من وضعه.
79 -
حديث: "أنها نزلت في علي ثلاثمائة آيَةٍ".
رواه الخطيب عن ابن عباس من قوله: وفي إسناده: سلام بن سليمان الثقفي، وجويبر، وهما متروكان، والضحاك، وهو ضعيف، وقال ابن الجوزي: موضوع.
قال في اللآلىء: سلام يروي له ابن ماجة.
80 -
حديث: "إِنَّهُ مَرِضَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ. فَقَالَ علي: إن عافى الله ولدت صُمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ شُكْرًا. وَقَالَتْ فَاطِمَةُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَتْ جَارِيَةٌ لَهُمْ: مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَصْبَحُوا قَدْ مسح الله ما بالغلامين، فهم صيام وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ. فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ. فَقَالَ لَهُ: أَسْلِفْنِي ثَلاثَةَ آصع من شعير، واعطني جزء صوف تغزله لَكَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ. فَأَعْطَاهُ: فَاحْتَمَلَهُ عَلِيٌّ تَحْتَ ثَوْبِهِ وَدَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ. وَقَالَ: دُونَكَ فَاغْزِلِي هَذَا، وَقَامَتِ الْجَارِيَةُ إِلَى صَاعٍ مِنَ الشَّعِيرِ فَطَحَنَتْهُ وَعَجَنَتْهُ، فَخَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ، وَصَلَّى عَلِيٌّ الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَرَجَعَ، فَوَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَعَدَ لِيُفْطِرَ. فَإِذَا مِسْكِينٌ بِالْبَابِ يَقُولُ: يَا أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، مِسْكِينٌ مِنْ مَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى بَابِكُمْ. أَطْعِمُونِي مِمَّا تَأْكُلُونَ، أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَوَائِدِ الْجَنَّةِ، فَرَفَعَ عَلِيٌّ يَدَهُ. وَقَالَ شِعْرًا يُخَاطِبُ فَاطِمَةَ، فَدَفَعُوا الطَّعَامَ إِلَى الْمِسْكِينِ، وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ، وَفِي الْيَوْمِ
الثَّانِي وَالثَّالِثِ. فَعَلِمَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: اللهم انزل على آله مُحَمَّدٍ كَمَا أَنْزَلْتَ عَلَى مَرْيَمَ، ثُمَّ قَالَ: ادْخُلِي مَخْدَعَكِ، فَدَخَلَتْ فَإِذَا جَفْنَةٌ تَفُورُ مَمْلُوءَةً ثَرِيدًا".
رواه ابن ماجه، وفيه الأصبغ بن نباتة. قال: مرض الحسن، فذكره. وهو لا يساوى شيئا (1) .
وفي إسناده: ضعيفان، وَذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ.
قال في اللآلىء: قال الحكيم الترمذي. في نوادر الأصول: ومن الحديث الذي تنكره القلوب، حديث رواه ليث (2) عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يوماً كان شره مستطيراً، وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا ويتيما وأسيراً) وذكر نحو ما تقدم.
81 -
حَدِيثِ: "عَائِشَةَ رضي الله عنها: لما حضر رسول الله الموت قال: ادعوا إلي حَبِيبِي، فَدَعَوْتُ لَهُ أَبَا بَكْرٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي حَبِيبِي. فَدَعَوْتُ عُمَرَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ. فَقَالَ: ادْعُوا لِي حَبِيبِي. فَقُلْتُ: وَيْلَكُمُ ادْعُوا لَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. فَوَاللَّهِ مَا يُرِيدُ غَيْرَهُ. فَلَمَّا رَآهُ أَدْخَلَهُ فِي الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عليه، فلم يزل محتضنه وَيَدُهُ عَلَيْهِ".
رواه الدارقطني عن عائشة مرفوعًا. قال ابن الجوزي: موضوع. وقال الدارقطني: غريب، تفرد به مسلم بن كيسان الأعور. وتفرد به إسماعيل بن أبان الوراق.
قال في اللآلىء، ومسلم: روى له الترمذي وابن ماجه، وهو متروك (3) ، وإسماعيل من شيوخ البخاري.
(1) الأصبغ تالف، ولكن ليس هذا من عمله، إنما هو من عمل من بعده
(2)
حاشا الليث من هذا، وإنما البلاء ممن بعده
(3)
ذكروا أنه اختلط بأخرة، وأنه اكن لا يدري ما يحدث به.
وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ مِنْ طريق أخرى، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا، وزاد: فقيل لعلي ما قال؟ قال: علمني ألف باب، يفتح كل باب ألف باب (1) .
82 -
حديث: "لا يحق لِمُسْلِمٍ أَنْ يَرَى تَجَرُّدِي أَوْ عَوْرَتِي إِلا عَلِيٌّ.
في إسناده: وضاع.
83 _
قول علي: إِنَّ خَلِيلِي حَدَّثَنِي أَنِّي أُضْرَبُ لِتِسْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، وَهِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ، وَأَمُوتُ لاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ، وَهِيَ الَّتِي رُفِعَ فِيهَا عِيسَى".
رواه العقيلي عن الأصبغ بن نباته عن علي، وهو كذاب، وفي إسناده أيضًا: سعد الإسكاف، هو أيضاً كذاب.
84 -
حديث: "مَا فِي الْقِيَامَةِ رَاكِبٌ غَيْرُنَا، نَحْنُ أَرْبَعَةٌ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَعَلَى البراق، إلى أن قال: وَعَمِّي حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ، سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عَلَى نَاقَتِي، وَأَخِي عَلِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ. إلى أن قال: وَأَخِي صَالِحٌ عَلَى نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِي عُقِرَتْ".
رواه مطولا الخطيب، وذكر فيه أوصافا للبراق، وللناقة التي من نوق الجنة، عن ابن عباس مرفوعًا.
قال ابن الجوزي: موضوع. وقال في الميزان: آفته المتهم به عبد الجبار بن أحمد بن عبد الله السمسار.
وقد رواه الخطيب من طريق أخرى، فيها مجاهيل.
85 -
حديث: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نُصِبَ لِي مِنْبَرٌ طُولُهُ ثَلاثُونَ مِيلا.
(1) هو من طريق كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، وكامل ممن سمع من ابن لهيعة بأخرة، وليس ذلك بشئ، راجع التعليق ص 215
ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَيْنَ مُحَمَّدٌ؟ فَأُجِيبُ. فَيُقَالُ لِي: ارْقَ فَأَكُونُ أَعْلاهُ، ثُمَّ يُنَادِي الثَّانِيَةَ، أَيْنَ عَلِيٌّ؟ فَيَكُونُ دُونِي بِمِرْقَاةٍ. فَتَعْلَمُ الْخَلائِقُ أَنَّ مُحَمَّدًا سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ، وَأَنَّ عَلِيًّا سَيِّدُ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَنْ يَبْغَضُ عَلِيًّا بَعْدَ هَذَا؟ فَقَالَ: لا يَبْغَضُهُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلا شَقِيٌّ، وَلا مِنَ الأَنْصَارِ إِلا يَهُودِيٌّ، وَلا مِنَ الْعَرَبِ إِلا دَعِيٌّ، وَلا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلا شَقِيٌّ
رواه الدارقطني عن أنس مرفوعًا، وفي إسناده: إسماعيل بن موسى، وهو رافضي غال، وشيخة مجهول.
والحديث: "قال ابن الجوزي، موضوع. وقال في الميزان: هذا خبر كذب.
86 -
حديث: "يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، ثُمَّ يُقَامُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ. ثُمَّ أُدْعَى فَأُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ، ثُمَّ أُقَامُ عَنْ يَسَارِ الْعَرْشِ ثُمَّ تُدْعَى أَنْتَ يَا عَلِيُّ فَتُكْسَى ثَوْبَيْنِ أَخْضَرَيْنِ فَتُقَامُ عَنْ يَمِينِي، أَفَمَا تَرْضَى أَنْ تُدْعَى إِذَا دُعِيتُ، وَأَنْ تُكْسَى إِذَا كُسِيتُ، وَأَنْ تُشَفَّعَ إِذَا شَفَعْتُ؟ ".
رواه الدارقطني عن علي مرفوعًا. وفي إسناده: الحكم بن ظهير، وميسرة ابن حبيب. وهو كذاب (1) .
والحديث: "موضوع، ورواه الطبراني من غير طريقهما، وقال الحافظ الهثيمي: لا يصح (2) .
87 -
حديث: "مَثَلِي مَثَلُ شَجَرَةٍ، أَنَا أَصْلُهَا، وَعَلِيٌّ فَرْعُهَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرَتُهَا، وَالشِّيعَةُ وَرَقُهَا. فَأَيُّ شَيْءٍ يَخْرُجُ من الطيب إلا الطيب".
(1) في الأصلين (وهما كذابان) والذي في اللآلىء (تفرد به ميسرة والحكم عنه، وهو كذاب) والكذاب الحكم، فأما ميسرة: فموثق
(2)
في سنده جماعة هلكى
رواه ابن مردويه، عن علي مرفوعًا، وفي إسناده: عباد بن يعقوب، وهو رافضي (1) .
والحديث أورده ابن الجوزي في موضوعاته، ولم يتعقبه صاحب اللآلىء.
وفي لفظ: أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلى لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا أوراقها، وأصلها في جنة عدن.
وقد أخرج هذا الحديث: "الحاكم في المستدرك، وقال: متن شاذ، وتعقب: بأن في إسناده من يكذب، وأن هذا الحديث موضوع (2) .
88 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ".
رواه الخطيب عن علي مرفوعًا، وفي إسناده: جميع بن عمر البصري، وهو وضاع.
89 -
حديث: "إِنَّهُ قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم لِعَلِيٍّ: أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فِي الْجَنَّةِ، أنت وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ، أَلا إِنَّ مِمَّنْ يُحِبُّكَ قَوْمٌ يَصِفُونَ الإِسْلامَ بِأَلْسِنَتِهِمْ، وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يَتَجَاوَزُ تراقيهم، لهم نبز، يسمون الرافضة، فإذا لقيتهم
(1) عباد على رفضه وحمقه صدوق، رواه عن يحيى بن بشار الكندي عن عمرو بن إسماعيل الهمداني، وهما مجهولان، فالحمل عليهما وفي ترجمتيها من الميزان واللسان ذكر هذا الخبر.
(2)
أخرجه الحاكم عن (محمد بن حيويه بن المؤمل الدبري عن عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلخ) زعم الحاكم أن ميناء صحابي، وإنما أخذ صحبته من هذا الخبر، قال الذهبي (ما قال هذل بشر سوى الحاكم، وإنام ذا (يعني ميناء) تابعي ساقط. قال أبو حاتم: كذاب يكذب....... ولكن أظن ان هذا وضع على الدبري، فإن ابن حيويه متهم بالكذب) أقول هذا هو الصواب سرقه محمد بن حيويه من عباد وركبه على ذاك السند، وافتضح بقوله عن ميناء (سمعت) .
فَجَاهِدْهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا عَلامَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَتْرُكُونَ الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ، وَيَطْعَنُونَ فِي السَّلَفِ الأَوَّلِ".
رواه الخطيب عن أم سلمة مرفوعًا، وفي إسناده: سوار بن مصعب، وهو متروك.
90 -
حديث: "أن أبا بكر رضي الله عنه، قال لعلي رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: عَلَى الصِّرَاطِ عَقَبَةٌ، لا يُجُوزُهَا أَحَدٌ إِلا بِجَوَازٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ لِي: يَا عَلِيُّ: لا تَكْتُبْ جَوَازًا لِمَنْ سَبَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ".
رواه الخطيب، وقال: موضوع، من عمل القصاص.
91 -
حديث: "إذا جمع الله الأولين يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَنَصَبَ الصِّرَاطَ، لَمْ يَجُزْ أَحَدٌ إِلا مَنْ كَانَ معه براءة بولاية علي رضي الله عنه".
رَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا. قال ابن الجوزي: موضوع، وقال صاحب الميزان: هذا خبر باطل (1) .
وَرَوَاهُ الْخَطِيبُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وأله وسلم يا رسول الله: للنار جواز؟ قال: نعم. قلت: وما هو؟ قال: حب علي ابن أبي طالب، وفي سناده: محمد بن فارس بن حمدان العبدي.
قال أبو نعيم: رافضي غال. وقال الخطيب: هذا الحديث باطل (2)، وفي الميزان: هذا موضوع.
(1) هو من طريق إبراهيم بن عبد الله الصاعدي، عن ذي النون المصري، عن مالك إلخ، والصاعدي متروك، وذو النون ليس في الرواية بشيء، وذكر في اللآلىء رواية أخرى من طريق داود بن سليمان وهو الجرجاني الغازي هالك
(2)
تتمة كلامه (والعبدي وجده لا يعرفان) .
92 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ عَلِيًّا بِفَاطِمَةَ رضي الله عنهما، أَمَرَ مَلَكًا أَنْ يَهُزَّ شجرة طُوبَى، فَهَزَّهَا، فَنَثَرَتْ رَقَاقًا، يَعْنِي: صِكَاكًا، وَأَنْشَأَ اللَّهُ مَلائِكَةً فَالْتَقَطُوهَا، فإذا كانت الْقِيَامَةِ ثَارَتْ مَلائِكَةٌ فِي الْخَلْقِ، فَلا يَرَوْنَ مُحِبًّا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَحْضًا، إِلا دَفَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا كِتَابًا بَرَاءَةً لَهُ مِنَ النَّارِ".
رواه الخطيب عن بلال مرفوعاً، وقال: رجاله كلهم مجهولن.
93 -
حديث: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قَالَ اللَّهُ لِي وَلِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَدْخِلا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا، وأدخلا النار مَنْ أَبْغَضَكُمَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عنيد) .
في إسناده: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو كذاب، وإسحاق بن محمد ابن أبان النخعي، وهو الواضع له.
94 -
حديث: "مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَكَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ عُمَرُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَمْ تَقُلْ فِي عَلِيٍّ شَيْئًا، قَالَ يَا فَاطِمَةُ: عَلِيٌّ كَنَفْسِي، مَنْ رَأَيْتِهِ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا !
في إسناده: خالد بن إسماعيل، وهو وضاع.
95 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الأَرْوَاحَ قَبْلَ الأ جساد بِأَلْفَيْ عَامٍ، ثُمَّ جَعَلَهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، ثُمَّ أَمَرَهَا بِالطَّاعَةِ لِي، فَأَوَّلُ رُوحٍ سَلَّمَتْ عَلَيَّ رُوحُ عَلِيٍّ".
رواه الأزدي، عن علي مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بن أيوب بن أبي علاج، عن أبيه، وهما كذابان، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
96-
حديث: "اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي هَذَا الطَّيْرَ.
قال في المختصر: له طرق كثيرة، كلها ضعيفة، وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
وأما الحاكم، فأخرجه في المستدرك، وصححه، واعترض عليه كثير من أهل العلم، ومن أراد استيفاء البحث: فلينظر ترجمة الحاكم في النبلاء.
97 _
قَوْلِ عَلِيٍّ: رضي الله عنه: غَسَّلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَشَرِبْتُ مَاءَ مَحَاجِرِ عَيْنَيْهِ، فَوَرِثْتُ عِلْمَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ.
قال النووي: ليس بصحيح.
98 -
حديث: "أُمِرْنَا بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ مع علي رضي الله عنه.
في إسناده: متروكان، وهو من قول أبي أيوب، وروى عن ابن مسعود، وأبي سعيد، رضي الله عنهما.
99 -
حديث: "لَنْ يَمُوتَ هَذَا إِلا مَقْتُولا، يَعْنِي: عَلِيًّا.
فِي إِسْنَادِهِ: مَتْرُوكَانِ.
100 -
حديث: "لَمَّا عُرِجَ بِي رَأَيْتُ مَكْتُوبًا عَلَى سَاقِ الْعَرْشِ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ، نَصَرْتُهُ بِعَلِيٍّ.
قال في الذيل: هذا باطل، واختلاق بين.
101 -
حديث: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ عَلِيًّا، وَمَنْ أَبْغَضَ عَلِيًّا فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَنِي، فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ، وَمَنْ أَبْغَضَ اللَّهَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ.
قال الخطيب: موضوع.
102 -
حديث: " إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، أَخَذَ مِيثَاقَكَ، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ، فَجَعَلَكَ سَيِّدَ الأَنْبِيَاءِ، وَجَعَلَ وَصَيَّكَ سَيِّدَ الأَوْصِيَاءِ.
قال الدارقطني: موضوع.
103 -
حديث: "يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غفر لك ولذريتك ولوالديك وآهلك وَلِشِيعَتِكَ وَلِمُحِبِّي شِيعَتِكَ.
في إسناده: وضاع.
ذكر الخلفاء الأربعة
104 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَّخِذَ أَبَا بَكْرٍ وَالِدًا، وَعُمَرَ مُشِيرًا، وَعُثْمَانَ سَنَدًا، وَأَنْتَ يَا عَلِيُّ ظَهِيرًا. أَنْتُمْ أَرْبَعَةٌ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ لَكُمُ الْمِيثَاقَ فِي أُمِّ الكتاب، لا يُحِبُّكُمْ إِلا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَلا يُبْغِضُكُمْ إِلا مُنَافِقٌ مُسِيءٌ، أَنْتُمْ خلفاء نبوتي وعقد ذمتبي".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، وقال: منكر جدًا. وفي إسناده: مجهولان. ،قد أخرجه ابن عساكر من طريق الدارقطني عن عبد الله بن جحش (1) و [أخرجه هوو _ (2) ] أبو نعيم في فضائل الصحابة [عن حذيفة _] .
105 -
حديث: "يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ تحت العرش: أين أصحاب
(1) زاد في المطبوعة (مرفوعاً) وهو على كل حال وهم، إنما وقع في سندالخبر (محمد بن عبد الله بن....... بن عبد الله بن جحش صاحب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثنا عبد السلام........ عن علي بن أبي طالب مرفوعاً إلخ) أنظر اللآلىء 1/199 فهو مروي عن علي، وإنما ذكر عبد الله بن جحش في نسب محمد، ومحمد هذا لا يكاد يعرف، وقال ابن منده (حدث عن عبد السلام بن مطهر بمناكير) وشيخ عبد السلام لم أجده.
(2)
أضفت ما بين الحاجزين من اللآلىء. وحديث حذيفة عند ابن عساكر بسند مظلم فيه (محمد بن هارون الأنصاري) لعله المترجم في اللسان 5/411 رقم 1357 وهو متهم. وسند أبي نعيم خراب من أساسه، قال (ثنا أبو حفص عمر ابن أحمد بن علي......... وكان ضعيفاً، ثنا محمد بن يونس الكديمي إلخ) والكديمي متهم
مُحَمَّدٍ، فَيُؤْتَى بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رضي الله عنهم. فَيُقَالُ لأَبِي بَكْرٍ قِفْ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَأَدْخِلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ. وَأَرْدِعْ مَنْ شِئْتَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَيُقَالُ لِعُمَرَ: قِفْ عَلَى الْمِيزَانِ فَثَقِّلْ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَخَفِّفْ مَنْ شِئْتَ بِعِلْمِ اللَّهِ، وَيُكْسَى عُثْمَانُ حُلَّتَيْنِ. فَيُقَالُ لَهُ: الْبَسْهُمَا فَإِنِّي خَلَقْتُهُمَا وَأَخَّرْتُهُمَا لَكَ حِينَ أَنْشَأْتُ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَيُعْطَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَصًا مِنْ عَوْسَجِ الشَّجَرَةِ الَّتِي غَرَسَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ في الجنة. فيقال: ذد الناس عن الحوض.
راه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا.
وَفِي إسناده: أصبغ بن الفرج، واليسع بن محمد (1) .
(1) أصبغ موثق، وإنما قال ابن الجوزي (اليسع منكر الحديث) والخبر من الغيلانيات، وقد وقفت على نسخة قديمة منها نقلت عن نسخة بخط الخطيب، وله فيها ثلاث أسانيد. الأول: من طريق أصبغ عن اليسع عن أبي سليمان الأيلي عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، والثاني: فيه سليمان بن محمد بن الفضل ابن جبريل النهرواني قال (ثنا الربيع بن سليمان الجيزي، ثنا أصبغ بن الفرج عن سليمان بن عبد الأعلى الأيلي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عن ابن عباس إلخ) والنهرواني واه أسقط اليسع، وخبط كما ترى. وفي اللآلىء عن الحكيم الترمذي (ثنا الفضل بن محمد ثنا الحسين بن أيوب الدمشقي قرأت على عبد الله بن صالح المصري حدثني سليم بن عبد الله الأيلي حدثني ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس) الفضل أراه الشعراني شيعي غال كذبه القباني، وحسين لم أجده حتى في تهذيب تاريخ دمشق، وعبد الله بنم صالح هو كاتب الليث أدخلت عليه أشياء من غير حديثه فرواها والأيلي هذا الذي خبطوا في اسمه لم أجده، والسند الثالث في الغيلانيات من طريق رسول نفسه (ثنا وكيع ثنا سفيان الثوري عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس) وأخرجه خيثمة بن سليمان من طريق رسول نفسه. ورسول نفسه متروك كذبه ابن حبان، واسمه (أحمد بن الحسين بن القاسم بن سمرة) هكذا ثبت اسم أبيه (الحسين) في اللآلىء والغيلانيات ونزهة الألباب في الألقاب لابن حجر، ووقع في الميزان واللسان (الحسن) وجاء من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، رواه عن حجاج إبراهيم بن عبد الله ابن خالد، ويمان بن سعيد المصيصيان، وإبراهيم متروك ويمان واه.
وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وله طرق ذكرها صاحب اللآلىء (1) .
106 -
حديث: "أَبُو بَكْرٍ وَزِيرِي، وَالْقَائِمُ فِي أمتي من بعدي، عمر: حَبِيبِي يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي، وَأَنَا مِنْ عُثْمَانَ وَعُثْمَانُ مِنِّي، وَعَلِيٌّ أَخِي وَصَاحِبُ لِوَائِي".
رواه ابن عدي، وابن حبان عن جابر مرفوعا، وفي إسناده: كادح بن رحمة، والحسن بن أبي جعفر، وهما متروكان. والحديث موضوع. وقد أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة، وابن النجار وآخرون (2) .
107 -
حديث: "سَبُّ أَصْحَابِي ذَنْبٌ لا يُغْفَرُ.
قال ابن تيمية: موضوع.
108 -
حديث: "إِذَا اسْتَقَرَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ. قَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ أَلَسْتَ وَعَدْتَنِي أَنْ تُزَيَّنَنِي بِرُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَانِكَ؟ قَالَ: أَوَلَمْ أُزَيَّنْكِ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ؟ فَمَاسَتِ الْجَنَّةُ مَيْسًا كما تميس العروس".
(1) قد يثبت حالها والحمد لله
(2)
هو عند ابن النجار من حديث أنس، وفي سنده (حسين بن حميد العتكي عن زحموبة بن أيوب البغدادي) حسين تكلموا فيه، وشيخه مجهول فيما أرى. ثم ذكر رواية للخطيب من طريق (علي بن حماد بن السكن) وهو متروك (ثنا مجاعة بن ثابت الخراساني) لم أجده (ثنا ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إلخ) ابن لهيعة ضعيف مر في التعليق ص 215 وكان يسمع من بعض الهلكى عن عمرو بن شعيب فيرويه عنه تدليساً. ثم ذكره للعقيلي من طريق سليمان بن شعيب بن الليث عن ابن لهيعة. وسليمان هالك.
رواه الطبراني عن عقبة بن عامر مرفوعًا ، وفي إسناده: حميد بن علي البجلي وليس بشيئ. و [أحمد بن] رشدين بن سعد. وقد كذبوه، وأورد هذا الحديث: "ابن الجوزي في الموضوعات. وتعقبه في اللآلىء بأن [ابن] رشدين كان من حفاظ الحديث، وأنكر عليه أشياء، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه. وقد رواه الأزدي بإسناد فيه كذابان، ورواه ابن حبان، وفي إسناده: الحسن ابن صابر.
قال في الميزان، في ترجمته: هذا الحديث كذب.
109 -
حديث: "كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْسَرِ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَلَى فَخِذِهِ الأَيْمَنِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ. يُقَبِّلُ هَذَا تَارَةً. وَتَارَةً يُقَبِّلُ هَذَا ، فَهَبَطَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: لَسْتُ أَجْمَعُهُمَا لَكَ، فَافْدِ أَحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ فَدَيْتُ الْحُسَيْنَ بِإِبْرَاهِيمَ".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعًا.
قال الدارقطني: الحديث باطل (1) .
110 -
حديث: "أَوْحَى اللَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم. إِنِّي قد قتلت بيحيى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا، وَإِنِّي قاتل بابنك سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا.
قال ابْنُ حِبَّانَ: لا أَصْلَ لَهُ. وفي إسناده: محمد بن شداد، ضعيف جدًا.
وقد تابعه القاسم بن إبراهيم الكوفي، وهو منكر الحديث.
(1) تفرد به محمد بن الحسن النقاش المقرىء المفسر الكذاب، وحاول الدارقطني الاعتذار عنه بلا جدوى، مع جزمه بأن الحديث باطل
قال في اللآلىء: أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدَرِك مِنْ طريق ستة أنفس عن أبي نعيم. وقال: صحيح، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وقال: إنه على شرط مسلم (1) .
111 -
حَدِيثِ: "جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يفجج بَيْنَ فَخِذَيِ الْحُسَيْنِ، وَيُقَبِّلُ زَبِيبَتَهُ وَيَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَكَ. قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ قَاتِلُهُ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي يَبْغَضُ عِتْرَتِي وَلا تناله شفاعتي _ إلخ".
رواه الخطيب. وقال: موضوع إسنادًا ومتنًا.
ذكر فاطمة رضي الله عنها
112 -
حديث: " إن الله أمر النبي أَنْ يَأْكُلَ مِنْ طَبَقٍ جَاءَ بِهِ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ مِنْ رُطَبِ الْجَنَّةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُوَاقِعَ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ".
رواه أبو بكر الشافعي عن عمر بن الخطاب مرفوعًا، وقال ابن الجوزي: موضوع، وفي إسناده: وضاع، وهو عمرو بن زياد، وقال في الميزان: إنه واضعه، وقال ابن حجر فِي اللِّسَانِ: ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ في الثقات انتهى (2) .
والحديث _ لا شك _ أنه كذب. ففاطمة رضي الله عنها ولدت قبل النبوة.
113 -
حديث: "أَنَا وَفَاطِمَةُ وَعَلِيٌّ فِي حَظِيرَةِ الْقُدُسِ، فِي قُبَّةٍ بَيْضَاءَ سَقْفُهَا عرش الرحمن.
(1) الثمانية كلهم ما بين كذاب ومتروك ومجهول، أو في السند إليه من هو كذلك: وأبو نعيم بغاية الشهرة فكيف يكون هذا الخبر عنه ولا يوجد له سند واحد صحيح؟ وقول الذهبي (على شرط مسلم) أراد على فرض صحته عن أبي نعيم
(2)
ليست بأول زلة لابن حبان
هو موضوع. وقد رواه الطبراني (1) .
114 -
حديث: "لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، أَدْخَلَنِي جِبْرِيلُ الْجَنَّةَ. فَنَاوَلَنِي تُفَّاحَةً فَأَكَلْتُهَا فَصَارَتْ نُطْفَةً فِي صُلْبِي. فَلَمَّا نَزَلْتُ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ، فَفَاطِمَةُ مِنْ تِلْكِ النُّطْفَةِ".
رواه الخطيب عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: محمد بن الخليل مجهول (2) وقال ابن الجوزي: كذاب يضع، وفاطمة ولدت قبل النبوة، والعجب من الحاكم حيث يروى في المستدرك نحو هذا، وجعل مكان التفاحة سفرجلة، ولكنه قال بعد إخراجه: حديث غريب، وشهاب بن حرب مجهول (3) .
وقال الذهبي، في تلخيص المستدرك: هذا كذب جلي ، وقال ابن حجر: فاطمة ولدت قبل ليلة الإسراء بالإجماع، وقال الذهبي: فاطمة ولدت قبل النبوة فضلا عن الإسراء.
115 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ وحواء تبخترا في الجنة، وقالا: مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا أَحْسَنَ مِنَّا، فَبَيْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ هُمَا بِصُورَةِ جَارِيَةٍ لَمْ يَرَ الرَّاءُونَ أَحْسَنَ مِنْهَا، لَهَا نُورٌ شَعْشَعَانِيٌّ يَكَادُ يُطْفِئُ الأَبْصَارَ، عَلَى رأسها تاج، وفي أذنيها قرطان. فقال: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْجَارِيَةُ؟ فَقَالَ: صُورَةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ وَلَدِكَ. فَقَالا: مَا هَذَا التَّاجُ عَلَى رَأْسِهَا؟ قَالَ: بَعْلُهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالا:
(1) من طريق (زهير بن عباد ثنا وكيع عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن جبار الطائي عن أبي موسى إلخ) قال في اللآلىء (جبار ضعيف) أقول وأبو اسحاق يدلس، ولعلهما بريئان من الخبر والبلاء من زهير
(2)
بل كذاب وضاع مخذول
(3)
بل آفته غيره، قال الذهبي، (هو من وضع مسلم] بن عيسى [الصفار) .
فَمَا هَذَانِ الْقُرْطَانِ؟ قَالَ ابْنَاهَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وُجِدَ ذَلِكَ فِي غَامِضِ عِلْمِي قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ".
رواه جابر (1) مرفوعًا، وهو موضوع.
116 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فاطمة من علي ففعلت. فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَنَى جَنَّةً مِنْ لُؤْلُؤٍ _ إلخ".
رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مرفوعًا مطولًا. وقال في إسناده: عبد النور المسمعي.
117 -
حديث: " يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا الأَرْضَ. فَمَنْ مَشَى عَلَيْهَا مُبِغَضًا لَكَ يَمْشِي حراماً.
هو موضوع.
118 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ _ إلخ".
رواه الخطيب عن أنس مطولًا مرفوعًا، وهو موضوع، وضعه محمد
(1) لم يروه جابر، وإنما روى عنه وهو من طريق أبي الفرج الحسن بن أحمد ابن علي الهماني (ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر بن شاذان، ثنا أحمد بن محمد بن مهران بن جعفر الرازي بحضرة أبي حيثمة، حدثني مولاي الحسن بن علي صاحب صاحب العسكر إلخ) قال ابن الجوزي (موضوع، الحسن العسكري ليس بشيء) أقول: العسكري برئ منه، ولابن شاذان ترجمة مختصرة في الميزان واللسان وأحسبهما لم يعرفاه وهو مشهور موثق، ترجمته في تاريخ بغداد 10/128 وهو من شيوخ الدارقطني، وتوفي سنة 351 فعلى هذا لم يدرك أبا خيثمة، بل صاحب العسكر نفسه كان عمره عند وفاة أبي خيثمة ثلاث سنوات فقط، فالنظر في الهماني وله ترجمة في تاريخ بغداد 7/277 تدل أنه غير مشهور، ولم يذكر فيه الخطيب مدحاً ولا قدحاً وأرى البلاء منه
ابن دينار العوفي (1) .
119 -
حديث: "خَطَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم حِينَ زَوَّجَ فَاطِمَةَ بِعَلِيٍّ. فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَحْمُودِ بِنِعْمَتِهِ، الْمَعْبُودِ بِقُدْرَتِهِ _ إلخ".
رواه ابن ناصر مطولا: وهو موضوع، وضعه محمد بن دينار العوفي
120 -
حديث: "إِنَّ جِبْرِيلَ خَطَبَ فِي السَّمَاءِ فَزَوَّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ، ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتْ مِنَ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، ثُمَّ أَمَرَ بها فَنَثَرَتْهُ عَلَى الْمَلائِكَةِ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ غَيْرُهُ افْتَخَرَ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وهو موضوع، والمتهم به رجلان وضاعان، في إسناده.
وقال في الميزان: هذا الحديث كذب. قال ابن الجوزي: إنه موضوع.
121 -
حديث: "لَمَّا زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أَمَامَهَا، وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهَا، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ خَلْفَهَا يُسَبِّحُونَ اللَّهَ ويقدسونه حتى طلح الْفَجْرُ".
رواه الخطيب عن ابن عباس مرفوعًا، وفي إسناده: كذاب، وهوعبد الرحمن بن محمد أخت عبد الرزاق. وقال ابن الجوزي: موضوع. وقال في الميزان: هذا كذب صراح.
122 -
حديث: "إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَطَبَ إِلَيْكَ فَاطِمَةَ ذَوُو الأَنْسَابِ وَالأَمْوَالِ فِي قُرَيْشٍ فَلَمْ تُزَوِّجْهُمْ، وَزَوَّجْتَ هَذَا الغلام. وذكر قصة، وفيها أن جبريل وميكائيل وإسرافيل وجمع مِنَ الْمَلائِكَةِ نَزَلُوا لِزِفَافِهَا".
رواه الآجري. قال ابن الجوزي: موضوع، وقال في الميزان: كذب.
(1) هو محمد بن شعيب بن دينار ينسب إلى جده
123 -
حديث: " ابْنَتِي فَاطِمَةُ حَوْرَاءُ آدَمِيَّةٌ، لَمْ تَحِضْ وَلَمْ تَطْمِثْ، وَإِنَّمَا سَمَّاهَا فَاطِمَةَ لأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَمُحْبِيهَا مِنَ النَّارِ".
رواه الخطيب عن ابن عباس مرفوعًا.
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة: إن الله فطم محبيها عن النار.
وفي إسناد الأول: أحمد بن جميع الغساني.
وفي إسناد الثاني: محمد بن زكريا الغلابي وهو واضعه. والحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
124 -
حديث: " إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا، فَحَرَّمَهَا اللَّهُ وَذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ".
رواه ابن عدي عن ابن مسعود مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: عُمَرُ (1) بْنُ غياث من شيوخ الشيعة. وقد ضعفه الدارقطني (2) . وقد حمل على أولادها، أعني: الحسين والحسن، كما قال محمد بن [علي بن] موسى الرضا.
وقال أبو كريب: هذا للحسن والحسين، ولمن أطاع الله منهم.
وقال العقيلي: في هذا الحديث نظر. وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق عمر المذكور، وقال: صحيح، وتعقبه الذهبي. فقال: بل ضعيف تفرد به معاوية ابن هشام، وفيه ضعف، عن عمر بن غياث، وهو واه بمرة. وأخرجه ابن شاهين، وابن عساكر من طريق أخرى، وفيه رافضي (3) .
(1) ويقال (عمرو) .
(2)
قال البخاري وأبو حاتم (منكر الحديث) وقال ابن حبان (يروي عن عاصم ما ليس من حديثه) .
(3)
هو تليد بن سليمان. والراوي عنه محمد بن إسحاق البلخي، وهو حافظ كبير متفنن، لكنه رمي بالكذب والوضع
ورواه المهرواني عن حذيفة بن اليمان. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَهَا الله وذريتها على النار (1) .
ورواه الخطيب أيضًا، من طريق أبي نعيم بلفظ: إنها أحصنت فرجها فحرم ذريتها على النار (2) .
وللحديث شاهد: أخرجه الطبراني عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: إنا الله غير معذبك ولا ولدك (3) .
125 -
حديث: "إِنَّ فَاطِمَةَ تَتَعَلَّقُ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ وَتَقُولُ: احْكُمْ بَيْنِي وَبَيْنَ قَاتِلِ وَلَدِيَّ.
قال في الميزان: باطل، وقال ابن الجوزي: موضوع.
126 -
حديث: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، يَا أَهْلَ الْجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ حَتَّى تَمُرَّ.
في إسناده: العباس بن الوليد بكار الضبي (4) . كذبه الدارقطني، وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريقه. وَقَالَ: صَحِيحٌ عَلى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ،
(1) سنده لا شئ، فيه بلايا أشدها حفص بن عمر الأيلي، وهو كذاب
(2)
ليست هذه طريقاً أخرى، إنما فيها سؤال ابن الرضا عن الحديث وقوله: خاص للحسن والحسين
(3)
هو من طريق عكرمة عن ابن عباس، وسنده إلى عكرمة غريب، فيه من يخطىء ويهم، ومن لم أعرفه
(4)
هو الذي يقال له (العباس بن بكار) كذاب مشهور
إلا أن العباس لم يخرجا له، ورواه بإسناد آخر من غَيْرِ طَرِيقِهِ (1) وَقَالَ: صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وتعقبه الذهبي، ولم يتعقبه ابن حجر، في الأطراف، وله طرق كثيرة (2) .
127 -
حديث: "إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ. قَالَ: سَأَلَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيٍّ ، وَفَاطِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ إِلا تُبْتَ عَلَيَّ، فَتَابَ عليه.
(1) في سنده عبد الحميد بن بحر. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ وَابْنُ حِبَّانَ: (كان يسرق الحديث) وقال الحاكم نفسه، وأبو سعيد النقاش:(يروي عن مالك بن مغول، وشريك أحاديث مقلوبة) روى الحاكم هذا الخبر من طريق أبي مسلم الكجي عن عبد الحميد وفيه (وعليها حلتان خضراوان) وقال (قال أبو مسلم: قال لي أبو قلابة وكان معنا عند عبد الحميد أنه قال: حمران) ومعنى هذا أن أبا مسلم وأبا قلابة سمعاه معاً من عبد الحميد فحفظ أبو مسلم (خضراوان) ثم ذاكر أبا قلابة بعد ذلك فقال أبو قلابة إنما قال عبد الحميد (حمراوان) فتنبه.
(2)
في اللآلىء (وجدت له شاهداً من حديث أبي هريرة، وأبي أيوب، وعائشة، وأبي سعيد. ثم ساقه عن أبي هريرة بسندين: في الأول (سمانة بنت حمدان بن موسى حدثني أبي ثنا عمرو بن زياد الثوباني) عمرو كذاب وضاع، وسمانة قال الذهبي (عن أبيها عن عمرو بن زياد بأباطيل
…
لعل البلاء من عمرو) وفي الثاني عمير ابن عمران) متروك، ومحمد بن عبيد الله العزرمي مجمع على تركه. وعن أبي أيوب بسند تالف فيه الكديمي متهم، والأشقر رافضي كثير الوهم، وقيس بن الربيع أدخلت عليه أحاديث فحدث بها فسقط، وسعد بن طريف رافضي متهم، والأصبغ بن نباتة رافضي متروك. وعن عائشة ينفرد به رجل يقال له: حسين بن معاذ بن حرب الأخفش الحجي، ترجمه الخطيب في التاريخ 8 / 141، ولم يصرح فيه بمدح ولا قدح، بل اكتفى بإيراد هذا الخبر على عادتهم أن يذكروا في ترجمة الرجال ما ينكر عليه رواه حسين مرة بسند قوي، ومرة بسند آخر فيه من لم يسم، فالحسين ذاهب، والخبر ليس بشيء، وعن أبي سعيد أخرجه الأزدي من طريق داود العقيلي، وقال (داود مجهول كذاب)
قال الدارقطني: تفرد به عمرو بن ثابت، وقد قال يحيى: إنه لا ثقة ولا مأمون، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.
128 -
حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم سَجَدَ خَمْسَ سَجَدَاتٍ لَيْسَ فِيهِنَّ رُكُوعٌ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فَاطِمَةَ. فَسَجَدْتُ، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِي، ثُمَّ أَتَانَي. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فَاطِمَةَ فَسَجَدْتُ، ثُمَّ أَتَانِي. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَسَجَدْتُ، ثُمَّ أَتَانِي. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُمَا فَسَجَدْتُ، ثُمَّ أَتَانِي: فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُمَا فَسَجَدْتُ.
قال ابن عدي: باطل وكذب بارد.
129 -
حديث: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ عَلِيًّا، وَمَنْ أَحَبَّ عَلِيًّا فَلْيُحِبَّ فَاطِمَةَ، وَمَنْ أَحَبَّ فَاطِمَةَ فَلْيُحِبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَبَاشَرُونَ وَيُسَارِعُونَ إِلَى رُؤْيَتِهِمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ: مَحَبَّتُهُمْ إِيمَانٌ، وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ، وَمَنْ أَبْغَضَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي. فَقَدْ حُرِمَ شَفَاعَتِي، فَإِنِّي نَبِيٌّ مُكَرَّمٌ بَعَثَنِي اللَّهُ بِالصِّدْقِ فَأَحِبُّوا أَهْلِي وَأَحِبُّوا عَلِيًّا.
قال ابن عدي: باطل، وفي إسناده وإسناد الذي قبله عبد الله بن حفص، وهو الواضع لهما
130 -
حديث: "إِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وآل الرحمة، وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ.
هو موضوع، في إسناده: متروكان بمرة.
131 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ: ادْنُ مِنِّي أَضَعْ خَمْسَكَ فِي خَمْسِي، يَا عَلِيُّ خُلِقْتُ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ: أَنَا أَصْلُهَا، وَأَنْتَ فَرْعُهَا، والحسن والحسين إغضانها، مَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، يَا عَلِيُّ، لَوْ أَنَّ
أُمَّتِي صَامُوا حَتَّى يَكُونُوا كَالْحَنَايَا، وَصَلُّوا حَتَّى يَكُونُوا كَالأَوْتَارِ، ثُمَّ أَبْغَضُوكَ، كَبَّهُمُ اللَّهُ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ.
قال ابن عدي: هذا لا يرويه غير عثمان بن عبد الله الشامي، وله أحاديث موضوعة.
132 -
حديث: "من أبغضنا أَهْلَ الْبَيْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَهُودِيًّا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ _ إلخ.
قال العقيلي: لا أصل له وفي إسناده: سديف المكي غال في الرفض. وقال حنان (1) دخلت مع أبي علي جعفر ين محمد فحدثه أبي بهذا الحديث عن أبيه محمد بن علي الباقر. فقال: ما كنت أرى أن أبي حدث بهذا الحديث.
133 -
حديث: "إن شيعتنا يخرجون من قبورهم يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْعُيُوبِ، كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ_ إلخ.
هو موضوع، وفي إِسْنَادِهِ: مَنْ لا يُحْتَجُّ بِهِ (2)
134 -
حديث: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أهراق دَمِي وَأَذَانِي فِي عِتْرَتِي.
قال في المختصر: هو موضوع.
(1) هو حنان بن سدير، راوي الخبر عن سديف، وهو أيضاً مثل شيخه رافضي محترق.
(2)
هو من طريق (يحيى بن بشر، ثنا محمد بن سالم عن جعفر] الصادق [إلخ، قال ابن الجوزي (موضوع، الكندي وشيخه ضعيفان) أقول: أما محمد بن سالم فكأنه الهمداني متروك، وأما يحيى فلم أعرفه، نعم في الميزان واللسان (يحيى ابن بشار الكندي) له خبر من هذا الضرب.
135 -
حديث: "أَرْبَعَةٌ أَنَا لَهُمْ شَفِيعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْمُكْرِمُ لِذُرِّيَّتِي، وَالْقَاضِي لَهُمْ حَوَائِجَهُمْ، وَالسَّاعِي لَهُمْ فِي أُمُورِهِمْ، ما اضْطَرُّوا إِلَيْهِ، وَالْمُحِبُّ لَهُمْ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ.
هو موضوع، كما قال في المختصر.
136 -
حديث: "يَا عَلِيُّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، أَخَذْتُ بِحُجْزَةِ اللَّهِ، وَأَخَذْتَ أَنْتَ بِحُجْزَتِي، وَأَخَذَ وَلَدُكَ بِحُجْزَتِكَ، وَأَخَذَتْ شِيعَةُ وَلَدِكَ بِحُجُزِهِمْ.
قال في المختصر: موضوع.
137 – حديث: "أَهْلُ بَيْتِي كَالنُّجُومِ، بَأَيِّهِمُ اقْتَدَيْتُمُ اهْتَدَيْتُمْ.
قال في المختصر: هو من نسخة نبيط المكذوبة (1) .
138 -
حديث: "كُلُّ بَنِي آدَمَ يَنْتَمُونَ إِلَى عَصَبَةِ أَبِيهِمْ، إِلا وَلَدُ فَاطِمَةَ فَإِنَّنِي أَنَا أَبُوهُمْ، وَأَنَا عَصَبَتُهُمْ.
قال في المقاصد: فيه إرسال وضعف، ولكن له شاهد عن جابر، رفعه: إن الله جعل ذرية كل نبي من صلبه، وإن الله جعل ذريتي في صلب علي، وبعضها يقوي بعضا.
وقال ابن الجوزي: إنه لا يصح.
(1) في اللأصلين (الكذاب) وهو وهم، نبيط صحابي، وإنما جاء الكذب من بعض ذريته، وهو أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط، لفق نسخة رواها عن أبيه عن جده عن نبيط. وقد ذكرها السيوطي في أواخر الذيل
ذكر إبراهيم رضي الله عنه
139 -
حديث: "لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَكَانَ نَبِيًّا.
قال النووي: ما روي عن بعض المتقدمين: لو عاش _ إلخ فباطل وجسارة على الغيب، وقال ابن عبد البر: لا أدرى ما هذا، فقد ولد نوح غير نبي.
وقال ابن حجر: لا يلزم من الحديث المذكور ما ذكر، لما لا يخفي، وكأنه سلف النووي، وهو عجيب من النووي، مع وروده عن ثلاثة من الصحابة، وكأنه لم يضهر له تأوليه، فإن الشرطية لا تستلزم الوقوع، ولا يظن بالصحابي الهجوم على مثله بالظن (1) .
ذكر عائشة رضي الله عنها
140 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكَ: تَزَوَّجِ ابْنَةَ أَبِي بَكْرٍ، فَمَضَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَزَوَّجَ هَذِهِ الجارية، وهي عائشة، فتزوجها.
قال الخطيب: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، غَيْرَ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن الأزهري، ونراه من عمله، وقال في الميزان: هذا كذب.
(1) استشكال ابن عبد البر مبني على لفظ (لو بقي إبراهيم لكان نبياً، لكن لم ليكن ينبغي فإن نبيكم آخر الأنبياء) فإن قضية هذا امتناع أن يبقى ولا يكون نبياً فأما لفظ (لو قضيى لأن يكون بعد محمد نبي عاش ابنه إبراهيم ولكن لا نبي بعده) فقريب، وحاصلها أن قائل هذا علم أن الله تعالى أكرم جماعة من أنبيائه بأن جعل من أبنائهم لصلبهم نبياً أوأكثر، فرأى أنه لولا أن الله تعالى جعل محمداً آخر الأنبياء لقضى أن يعشي ابنه ليكون نبياً. وكأن هذا هو المقصود من اللفظ الأول والتصرف من بعض الرواة
141 -
حديث: "قَوْلُ عَائِشَةَ: أَسْقَطْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم سَقْطًا، فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَتْ تُكْنَى بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ.
هو موضوع.
142 -
حديث: "يَا عَائِشَةُ أَنْتِ أَطْيَبُ مِنَ اللَّبَنِ بِالتَّمْرِ.
وفي لفظ: أنت أحب إلى من الزبد بالعسل.
قيل: لا يصح (1)، وفي إسناده: رجلان ليسا بشيء (2) .
143 -
حديث: "خُذُوا شَطْرَ دِينِكُمْ عَنِ الْحُمَيْرَاءِ.
قال ابن حجر: لا أعرف له إسنادًا، ولا رأيته في شيء من كتب الحديث! إلا في نهاية ابن الأثير، وإلا في الفردوس بغير إسناد، وسئل المزي والذهبي فلم يعرفاه. كذا في المقاصد.
144 -
حديث: "إِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم كَيْفَ حُبُّكَ لِي؟ فَيَقُولُ: كَعَقْدِ الْحَبْلِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَقُولُ: كَيْفَ الْعُقْدَةُ؟، فَيَقُولُ: عَلَى حَالِهَا.
قال في الذيل: هو حديث باطل.
145 -
حديث: "إِنَّهُ قِيلَ لأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ، يَا أَبَا أَيُّوبَ: إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِكَذَا وَكَذَا، ثُمَّ جِئْتَ بِسَيْفِكَ عَلَى عَاتِقِكَ، تَضْرِبُ أَهْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ فَقَالَ: يَا هَذَا، إِنَّ الرَّائِدَ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا بِقِتَالِ ثَلاثَةٍ مَعَ عَلِيٍّ، بِقِتَالِ النَّاكِثِينَ، والقاسطين، والمارقين. فأما
(1) أما أنه لا يصح: فهذا محقق، وإنما النظر في الحكم بوضعه
(2)
هما خالد بن يزيد وزكريا بن منظور، وأحسب البلاء ممن دونهما، فالسند إلى خالد مظلم، وفي السند إلى زكريا، الحسن بن عثمان كذاب يضع
النَّاكِثُونَ: فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ يَوْمَ الْجَمَلِ، طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وأما القاسطون: فهذا منصرفنا من عندهم، يعني: معاوية وعمرًا، وأما المارقون: فهم أهل الطرفاوات، وأهل السعيفات، وأهل النخيلات، وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم، ولكن لا بد من قتلهم إن أراد الله.
ذكر عمار وغيره
146 _
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعمار: يا عمار: تقتلك الفئة الباغية، وأنت _ إذ ذاك _ مع الحق، والحق معك، يا عمار بن ياسر: إن رأيت عليا قد سلك واديًا، وسلك الناس واديًا غيره، فاسلك مع علي _ إلخ.
قال ابن الجوزي: هو موضوع، وفي إسناده: المعلى بن عبد الرحمن، وهو وضاع، وفيه أيضًا: أن أبا أيوب لم يشهد صفين، وقد روى من طريق أخرى فيها وضاع، وله طريق أخرى، رواها الحاكم في الأربعين (1) .
ورواه أيضًا الطبراني، والخطيب، وغيرهما، مقتصرين علي أول الحديث (2) .
وأما حديث: "تقتل عمارًا الفئة الباغية. فهو في صحيح البخاري.
(1) في سنده محمد بن كثير الكوفي هالك، تصنع لابن معين بأحاديث مستقيمة فظن ابن معين أن ذلك شأنه فأثنى عليه، ثم ذكر له بعض مناكيره فقال (فإن كان هذا الشيخ روى هذا فهو كذاب) وقال أحمد (حرقنا حديثه) وقال ابن المديني (كتبنا عنه عجائب وخططت على حديثه) روى هذا عن الحارث بن حصيرة، رافضي يخطىء، ورواه من وجه آخر سنده مظلم، راجع اللسان 4/127 رقم 283. وله عن ابن مسعود بسند فيه زكريا بن يحيى عن إسماعيل بن عباد، زكريا ضغيف، وإسماعيل تالف. وله عن أبي سعيد الخدري بسند فيه (إسماعيل بن أبان، ثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن أبي هارون العبدي) ثلاثتهم هلكى
(2)
للطبراني بسند فيه شيعيان ومجهولان، عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود. ومن وجه آخر عن إبراهيم فيه مجهولان، وفيه مسلم الملائي شيعي واه متروك مختلط. ولأبي يعلي عن علي بسند فيه الربيع بن سهل منكر الحديث ليس=.
ذكر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
147 -
حديث: "قَدْ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَبْوًا".
رواه أحمد، وفي إسناده: عمارة، وهو يروى المناكير، وقد قال أحمد: هذا الحديث كذب منكر.
قا ل ابن حجر: لم يتفرد به عمارة بن زاذان، فقد رواه البزار من طريق أغلب بن تميم، وأغلب شبيه عمارة بن زاذان في الضعف، لكن لم أر من اتهمه بالكذب (1) ، وقد روى من طريق أخرى فيها متروك (2) .
وقال النسائي: الحديث موضوع.
وقال في اللآلىء: إن رجال إسناد البزار ثقات (3) .
= بشيء. ولعبد الغني عن علي بسند فيه من لم أعرفه، عن أبي مريم الأنصاري غال متروك يضع، عن عدي بن ثابت عن أبي سعيد مولى الرباب، وهو دينار الملقب عقيصاً شيعي غال تالف. وللطبراني عن عمار بسند فيه مجروح، عن متهم، وفيه أبو سعيد عقيصاً أيضاً. وللخطيب عن علي بسند فيه من لم أجده، وغير واحد من الشيعة، وأبان بن أبي عياش المتروك. وللطبراني عن عمار، بسند فيه الخليل بن مرة، ضعيف، عن القاسم بن سليما ن عن أبيه عن جده، ثلاثتهم مجهولون
(1)
كلامهمم فيه شديد، فإن كان لا يكذب عمداً، فقد كثر كذبه خطأ
(2)
هو الجراح بن المنهال، وهذه الرواية غير التي في القول المسدد من طريق الجراح بن مليح البهراني، ووهم السيوطي
(3)
إنما قيل: هذه في رواية أخرى نقلت عن تاريخ السراج، وبعض رواتها قدماء لم يوثقوا، إلا أن ابن حبان ذكرهم في الثقات، وقاعدته معروفة، والخبر مع ذلك، مرسل، وفي القول المسدد رواية أخرى ذكر أن سندها قوي، وهي من طريق جعفر ابن ثابت الأنصاري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن حفصة أم المؤمنين، وجعفر لم=
وقال المنذري في الترغيب والترهيب: ورد من حديث جماعة من الصحابة، أن عبد الرحمن بن عوف: يدخل الجنة حبوًا لكثرة ماله، ولا يسلم أجودها من مقال. ولا يبلغ شيء منها بانفراده درجة الحسن، انتهي.
ذكر العباس
148 -
حديث: "الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَبِي، وَعَمِّي، وَوَصِيِّي، وَوَارِثِي".
رواه ابن حبان، عن ابن عباس، وفي إسناده: جعفر بن عبد الواحد، وهو وضاع.
149 -
حديث: "عَمِّي الْعَبَّاسُ، حَصَّنَ فَرْجَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ، فَحَرَّمَ اللَّهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ، وَوَلَدَهُ، اللَّهُمَّ هَبْ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ.
هو موضوع، وفي إسناده: مجاهيل.
150 -
حديث: "إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلا: كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْجَنَّةِ تجاهين، والعباس بينا، مؤمن بين خليلين".
= أجده وعبد الحميد لم يدرك حفصة، والمتن في هاتين الروايتين ليس بالمنكر، إنما هي رؤيا رآها النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: رأى فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل اللأغنياء، ورأى عبد الرحمن دخلها قبل اللأغنياء على بطء، فإن صح هذا فهي فضيلة لعبد الرحمن إنما تمثل ما يكون عليه حاله لو قصر، فاستحثه الله بهذه الرؤيا كيلا يقصر فلم يقصر، كما رأى ابن عمر أنه يذهب به إلى النار ثم رد عنها، فلما قصت عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال (نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل) فلزم ابن عمر قيام الليل بعد ذلك، والله أعلم
رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو مرفوعًا، وهو موضوع، وقال ابن عدي: ليس لهذا الحديث أصل عن ثقة، وقد أخرجه ابن ماجة.
ذكر معاوية
151 -
حديث: "إِنَّ جَمَاعَةً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، أَنْ يُحَوِّلَ الْكِتَابَةَ مِنْ مُعَاوِيَةَ، فَنَزَلَ الْوَحْيُ باختياره.
وهو موضوع.
152 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم، أَخَذَ الْقَلَمَ مِنْ يَدِ عَلِيٍّ فَدَفَعَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
هو موضوع.
153 -
حديث: "أول من يخصم مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلِيٌّ وَمُعَاوِيَةُ.
موضوع.
154 -
حديث: "هَبَطَ عَلَيَّ جِبْرِيلُ، وَمَعَهُ قَلَمٌ مِنْ ذَهَبٍ إِبْرِيزٍ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ الْعَلِيَّ الأَعْلَى يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: حَبِيبِي: قَدْ أُهْدَيْتُ هَذَا الْقَلَمَ مِنْ فَوْقِ عَرْشِي، إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَوْصِلْهُ إِلَيْهِ، وَمُرْهُ أَنْ يَكْتُبَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ بِخَطِّهِ بِهَذَا الْقَلَمَ، وَيُشَكِّلَهُ، وَيُعْجِمَهُ، وَيُعْرِضَهُ عَلَيْكَ، فَإِنِّي قَدْ كَتَبْتُ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ بِعَدَدِ كُلِّ مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ سَاعَةِ يَكْتُبُهَا إِلَى يوم القيامة _ إلخ. هو موضوع، وأكثر رجاله مجاهيل، وقد رواه ابن عساكر من وجه آخر، قال في الميزان: الخبر باطل، ورواه النقاش من وجه آخر، وفي إسناده: وضاع.
155 -
حديث: "كَانَ ابْنُ خَطَلٍ يَكْتُبُ قُدَّامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ: غَفُورٌ رَحِيمٌ: كَتَبَ رَحِيمٌ غَفُورٌ، وَإِذَا نَزَلَ: سَمِيعٌ عَلِيمٌ، كَتَبَ عَلِيمٌ سميع، فَقَالَ لَهُ صلى الله عليه وآله وسلم: أَعْرِضْ عَلَيَّ مَا كُنْتُ أُمْلِي عَلَيْكَ، فَلَمَّا عَرَضَهُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: مَا كَذَا أَمْلَيْتُ عَلَيْكَ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ يَسْتَكْتِبَ مُعَاوِيَةَ فَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيَ مِنْهُ مَا أُتِيَ مِنِ ابْنِ خَطَلٍ، فَاسْتَشَارَ جِبْرِيلَ فَقَالَ: اسْتَكْتِبْهُ فَإِنَّهُ أَمِينٌ.
هو موضوع، وفي إسناده: أصرم بن حوشب الهمداني، وهو كذاب.
ورواه ابن عساكر، من وجه آخر، وفي إسناده: متروك.
156 -
حديث: "الأُمَنَاءُ عِنْدَ اللَّهِ ثَلاثَةٌ: أَنَا، وَجِبْرِيلُ، وَمُعَاوِيَةُ.
قال النسائي، وابن حبان، والخطيب: إنه باطل، والواضع له: على بن عبد الله بن الفرج البرداني.
وروى من وجه آخر قال فيه النسائي، وابن حبان: باطل موضوع.
وقال ابن عدي: هو باطل من كل وجه.
وقد أطال صاحب اللآلىء، في ذكر طرق هذا الحديث: "وليس فيها شيء يصح.
ومن جملتها: عن ابن عباس، أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعنده معاوية يكتب بين يديه، فقال يا محمد: إن كاتبك هذا لأمين، وفي إسناده: مجاهيل.
ورواه الطبراني في الأوسط، وفي إسناده: من لا يعرف.
وقال في الميزان: هذا خبر باطل، وقال ابن عدي: باطل.
157 -
حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم اسْتَشَارَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أَمْرٍ فَقَالا: اللَّهُ ورسوله أعلم ، فقال: ادعوا لي مُعَاوِيَةَ. فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: أَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ، وَأَشْهِدُوهُ أَمْرَكُمْ فَإِنَّهُ قَوِيٌّ أَمِينٌ".
رواه الطبراني عن عبد الله بن بسر مرفوعًا، وفي إسناده: مروان ابن جناح (1) وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ فِي اللآلىء: مروان روى له أبو داود، وابن ماجه، وقال الدارقطني: لا بأس به (2) . وله شاهد ابن عساكر، عن ابن عمر مرفوعاً بنحوا (3) .
158 -
حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم نازل مُعَاوِيَةَ سَهْمًا. وَقَالَ: خُذْ هَذَا السَّهْمَ حَتَّى تَلْقَانِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ".
رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعًا، وابن حبان عن جابر مرفوعاً، وهوموضوع، وفي إسناده: من ليس بشيء (4) . وقد روى عن أنس (5) . وابن عمر مرفوعاً (6) .
(1) في الأصل (محمد) وفي المطبوعة (حبان) وكلاهما خطأ
(2)
بل وثقه أبو داود وغيره، ولكن ذلك لا يفيد، فإن الخبر من رواية يحيى بن عثمان بن صالح عن نعيم بن حماد، وفي كل منهما كلام يوجب التوقف عما ينفرد به، فكيف وقد اجتمعا، وقد ذكر ابن أبي حاتم هذا الخبر في العلل 2/373، وذكر عن أبيه أن نعيماً لم يتابع على وصله، وغيره يرويه عن مروان مرسلاً لا يذكر الصحابي، ومراسيل الشاميين في هذا الباب ساقطة البتة.
(3)
سنده ساقط، فيه جعفر بن محمد الأنطاكي المتهم في هذا الباب وغيره
(4)
وهم ثلاثة: الوضاح بن حسان عن وزير بن عبد الرحمن، عن غالب بن عبد الله.
(5)
فيه غالب بن عبد الله المذكور وغيره
(6)
فيه درست بن زياد تالف، وآخرون
159 -
حديث: "إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم سَفَرْجَلا، فَأَعْطَى مُعَاوِيَةَ ثَلاثَ سَفَرْجَلاتٍ. وَقَالَ: تَلْقَانِي بِهِنَّ فِي الْجَنَّةِ.
قال ابن حبان: موضوع.
وقال الخطيب: الحديث غير ثابت، وجعفر قتل في مؤتة، ومعاوية: إنما أسلم عام الفتح. فلعن الله الكذابين.
وقد روى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهدى له سفرجلات من الطائف _ إلخ.
وروى: إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم دفع إلى معاوية سفرجلة _ إلخ.
160 -
حديث: "يُبْعَثُ مُعَاوِيَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ مِنْ نُورِ الإِيمَانِ".
رواه ابن حبان عن حذيفة مرفوعًا. وقال: موضوع، وفي إسناده: جعفر ابن محمد الأنطاكي، يروى الموضوعات (1) .
161 -
حديث: "لا أَفْتَقِدُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِي غَيْرَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، لا أَرَاهُ ثَمَانِينَ عَامًا أَوْ سَبْعِينَ عَامًا، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى عَلَى نَاقَةٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ، حَشْوُهَا رَحْمَةُ اللَّهِ، قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ، فَأَقُولُ مُعَاوِيَةَ؟ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ. فَأَقُولُ: أَيْنَ كُنْتَ مُنْذُ ثَمَانِينَ عَامًا؟ فَيَقُولُ: فِي رَوْضَةٍ تَحْتَ عَرْشِ رَبِّي يُنَاجِينِي وَأُنَاجِيهِ. وَيَقُولُ: هَذَا عِوَضُ مَا كُنْتَ تُشْتَمُ فِي الدُّنْيَا".
رواه ابن عدي عن أنس مرفوعًا. وقال: موضوع. وقال الخطيب: باطل إسنادًا ومتنًا، ونراه مما وضعه الوكيل، يعني: عبد الله بن جعفر الوكيل. فإن رجال إسناده كلهم ثقات.
وقال ابن عساكر بعد حكاية كلام الخطيب
(1) هو التهم به، رواه بسندين، وتقدم له قريباً خبر آخر
وقد روى من رجه آخر، ثم ساق إسناده من طريق (1) ليس فيها الوكيل المذكور، ثم قال: هذا الحديث منكر، وفيه غير واحد من المجاهيل.
وقال الحاكم: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح في فضل معاوية حديث. انتهي.
قلت: قد ذكر الترمذي في الباب الذي ذكره في مناقب معاوية من سننه ما هو معروف فليراجع. وأما هذه الأكاذيب المذكورة هنا فأمرها بين.
162 -
حديث: "لِكُلِّ أُمَّةٍ فِرْعَوْنُ، وَفِرْعَوْنُ هَذِهِ الأمة معاوية.
هو موضوع.
163 -
حديث: "إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ".
رواه ابن عدي، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا، وَهُوَ موضوع، وفي إسناده: عباد بن يعقوب، وهو رافضي، آخر كذاب.
وقال العقيلي: لا يصح في هذا المتن شيء.
وقد رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا بلفظ: فاقبلوه _ بالباء الموحدة _ وزاد: فإنه أمين مأمون، وأكثر إسناده مجاهيل، كما قال الخطيب. وقال ابن عدي: هذا اللفظ مع بطلانه قد قرئ بالباء الموحدة، ولا يصح ايضاً.
164 -
حديث: " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم سَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ فَقَالَ: انْظُرُوا مَا هَذَا؟ قَالَ أَبُو بَرْزَةَ: فَصَعِدْتُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا مُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَتَغَنَّيَانِ، فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم. فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْكُسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا وَدُعَّهُمَا إلى النار دعاً".
(1) بل من طريقين بسندين مظلمين
رواه أبو يعلى عن أبي برزة مرفوعًا. وقد ذكره ابن الجوزي في موضوعاته. وقال: لا يصح: يزيد بن أبي زياد كان يتلقن.
قال في اللآلىء: هذا لا يقتضي الوضع (1) ، والحديث أخرجه أحمد في المسند.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن فضيل، حدثنا يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبي برزة فذكره، وله شاهد من حديث ابن عباس. ذكره الطبراني في الكبير بنحوه (2) .
ورواه من طريق أخرى عنه (3) وذكر فيه أن المتغنيين: معاوية بن رافع، وعمرو بن رفاعة بن التابوت.
قال في اللآلىء: وهذه الرواية أزالت الإشكال.
وثبت إن الوهم وقع في الحديث الأول في لفظة واحدة، هي قوله ابن العاص، وإنما هو ابن رفاعة أحد المنافقين. والله أعلم.
(1) لكنه مظنة رواية الموضوع، فإن معنى قبول التلقين أنه قد يقال له: أحدثك فلان عن فلان بكيت وكيت؟ فيقول: نعم حدثني فلان ابن فلان بكيت وكيت. مع أنه ليس لذلك أصل، وإنما تلقنه، وتوهم أنه من حديثه. وبهذا يتمكن الوضاعون أن يضعوا ما شاءوا ويأتوا إلى هذا المسكين فيلقنونه فيتلقن ويروي ما وضعوه. وشيخ يزيد في هذا الخبر سليمان بن عمرو بن الأحوص، مجهول الحال، كما قال ابن القطان، ولا يدفع ذلك ابن حبان له في الثقات. ولا أرى البلاء إلا من يزيد، فإنه من أئمة الشيعة الكبار والراوي عنه لهذا الخبر شيعي، وله عنه خبر آخر باطل، وإذا كان من أئمة الشيعة فلا بدع أن يستحوذ عليه بعض دجاجلتهم فيلقنه الموضوعات، وجاء من وحه آخر عن يزيد هذا عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن ربيعة، وسنده مظلم، وفيه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي رافضي متهم، ولم يسم الرجلين في هذه الرواية.
(2)
ساق سنده في اللآلىء على خطأ فيه، وهو من طريق عيسى بن سوادة النخعي وهو كذاب.
(3)
ليس عن ابم عباس، وإنما هو عن شقران، وفي السند سيف بن عمر وهو هالك ومن لم أتحقق معرفته
165 -
حديث: "نِعْمَ الْعَبْدُ صُهَيْبٌ، لَوْ لَمْ يَخَفِ اللَّهَ لَمْ يَعْصِهِ.
قال السيوطي: لم نظفر به في شيء من كتب الحديث.
قال ابن حجر: إنه ظفر به لابن قتيبة، لكن بغير سند.
166 -
حديث: "إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَالَ لأبي موسى رضي الله عنهما سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَلْعَنُكَ. قَالَ: إِنَّهُ اسْتَغْفَرَ لِي. قَالَ عَمَّارٌ: شَهِدْتُ اللَّعْنَ وَلَمْ أَشْهَدِ الاسْتِغْفَارِ".
رواه ابن عدي. وقال: والبلاء من محمد بن علي العطار المذكور في إسناده، لا من حسين الأشقر.
قال في اللآلىء: العطار وثقه الخطيب في تاريخه (1) . وقد ذكر هذا الحديث ابن الجوزي في موضوعاته فأصاب.
167 -
حديث: "أَبُو بَكْرٍ أَوْزَنُ أُمَّتِي، وَأَرْحَمُهَا، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَيْرُ أُمَّتِي وَأَكْمَلُهَا، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَحْيَى أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَلِيُّ أُمَّتِي وَأَوْسَمُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَمِينُ أُمَّتِي وأوصلها، وأبو ذر أزهذ أُمَّتِي وَأَرَقُّهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْدَلُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سفيان أحلم أمتي وأجودها".
(1) إنما قال الخطيب 3/57 (أخبرنا محمد بن علي الدقاق قال: قرأنا على الحسن) الصواب الحسين (بن هارون عن أبي) الصواب: ابن (سعيد) وهو أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، يروي الخطيب من تاريخه بهذا الاسناد (قال) ابن عقدة:(محمد بن علي بن خلف العطار الكوفي سكن بغداد، سمعت محمد بن منصور يقول: كان محمد بن علي بن خلف ثقة مأموناً حسن العقل) فهذا قول محمد بن منصور، لم يتبين من هو، والظاهر أنه من تمام حكاية ابن عقدة، فعلى هذا: لا يثبت، عن محمد بن منصور، لأن ابن عقدة رافضي متهم؛ ومحمد بن علي بن خلف هذا رافضي، لأنه كوفي، وروايته تدل على ذلك، وعلى كل حال فكلام ابن عدي هو المعتمد
رواه العقيلي عن شداد بن أوس مرفوعًا. وقال: لا يتابع بشير بن زاذان على هذا الحديث: "ولا يعرف إلا به، وقال ابن الجوزي: فيه مجروحون، والمتهم به بشير. قال في اللآلىء راويا عن اللسان لابن حجر. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه. فقال: صالح الحديث (1) .
168 -
حديث: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَارَكْتَ لأُمَّتِي فِي أَصْحَابِي فَلا تَسْلُبْهُمُ الْبَرَكَةَ، وَبَارَكْتَ لأَصْحَابِي فِي أَبِي بَكْرٍ فَلا تَسَلُبْهُ الْبَرَكَةَ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَيْهِ، وَلا تنشر أمره. اللهم وأغز عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَصَبِّرْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَوُفِّقَ عَلِيًّا، وَاغْفِرْ لِطَلْحَةَ، وَثَبِّتِ الزُّبَيْرَ، وَسَلِّمْ سَعْدًا، وَوَقِّرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَلْحِقْ بِي السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالأَنْصَارِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ".
رواه الخطيب عن الزبير موفوعاً.
قال ابن الجوزي: موضوع، وفيه ضعفاء: أشدهم سيف بن عمر، وقال في اللآلىء: له طريق أخرى. رواها الخطيب (2) ، ورواه ابن عساكر.
169 -
حديث: "أَقْبَلَتْ رَايَاتُ وَلَدِ الْعَبَّاسِ مِنْ عقاب خراسان، جاءوا بنفي الإِسْلامِ، فَمَنْ سَارَ تَحْتَ لِوَائِهِمْ لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
(1) يعني: فالبلاء من شيخه عمر بن صبح وهو كذاب، وإنما حمل ابن الجوزي على بشير؛ لأنه قد روى هذا الخبر من وجه آخر عنه. ساقه في اللآلىء، وفي النسخة تحريف فلم يتبين لي حاله، غير أن في سنده يزيد الخلال صاحب ابن أبي الشوارب وهو يزيد بن مروان كذبه ابن معين. ثم قال في اللآلىء (قلت قال ابن عدي........) فساق بسند لم يتبين لي أمره، وأحسب فيه نقصاً وتحريفاً، وهو عن شداد بن أوس رفعه (معاوية أحلم أمتى وأجودها) .
(2)
في سندها جماعة من الضعفاء منهم الوليد بن محمد بن أبان يضع الحديث ويسرقه.
هو موضوع، وقال الجوزقاني: هذا حديث باطل، وقال في إسناده: عمرو بن واقد وليس بشيء.
قال في اللآلىء: رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ (1) .
170 -
حديث: "إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ، فَاسْتَوْصُوا بِالْفُرْسِ خَيْرًا. فَإِنَّ دَوْلَتَنَا مَعَهُمْ".
رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وروى عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق. فإن أولها فتنة، وأوسطها هرج، وآخرها ضلال.
وفي إسنادهما مجهول ومتروك.
وروى الأزدي عن ابن مسعود مرفوعًا: إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فأتوها. فإن فيها خليفة الله المهدي.
وقال ابن الجوزي: لا أصل له، وذكره في الموضوعات.
قال ابن حجر في القول المسدد: لم يصب ابن الجوزي. فقد أخرجه أحمد في مسنده من حديث، وفي طريقه على بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، لكنه لم يتعمد الكذب فيحكم على حديثه بالوضع إذا انفرد (2) ، فكيف، وقد توبع من طريق أخرى؟ أخرجه أحمد والبيهقي في الدلائل، من حديث أبي هريرة رفعه: يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيليل.
وفي إسناده: رشدين بن سعد وهو ضعيف (3) .
(1) هو على كل حال هالك
(2)
وضعه غيره وأدخله عليه، أو سمعه بسند آخر هالك، فغلط، فرواه بهذا السند.
(3)
جداً؛ ليس بشيء
وقد أخرج الحاكم في المستدرك مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِلَفْظِ: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأنه سيلقي أهل بيتي تطريدًا وتشريدًا، حتى ترفع رايات سود من المشرق. فيسألون الحق فلا يعطونه. فيقاتلون فينتصرون، فمن أدركهم منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلح. فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملؤها قسطًا وعدلا، كما ملئت جورًا وظلمًا
(1)
. وروى نحوه أبو الشيخ في الفتن (2) .
وروى الخطيب عن ثوبان مرفوعًا: ويل لأمتي من بني العباس إلى أن
(1) في اللآلىء أن الأزدي روى من طريق محمد بن ثواب عن حنان بن سدير، عن عمرو بن قيس عن الحسن عن عبيدة عن عبد الله يعني ابن مسعود مرفوعًا: إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي. قال ابن الجوزي (لا أصل له، عمرو لا شيء ولم يسمع من الحسن ولا سمع الحسن من عبيدة) قال السيوطي (أخرج الحاكم في المستدرك حديث ابن مسعود من طريق حنان بن سدير عن عمرو بن قيس الملائي عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله) فذكره مطولاً ثم قال (عمرو بن قيس ثقة روى له مسلم) أقول: بنى ابن الجوزي على أن عمرو بن قيس هو الكندي الكوفي، وهو غير الملائي فأما خبر المستدرك فهو فيه 4/464 ولم يصححه الحاكم، وقال الذهبي في تلخيصه (قلت: هذا موضوع) وأول سنده (أبو بدر بن] أبي [دارم بالكوفة: ثنا محمد بن عثمان ابن سعيد القرشي ثنا يزيد بن محمد الثقفي ثنا حنان إلخ) وابن أبي دارم رافضي كذاب، وقال الحاكم نفسه (رافضي غير ثقة) وشيخه وشيخه لم أعرفهما، وحنان رافضي غال، والخبر فيما أرى من وضع ابن أبي دارم
(2)
ليس نحوه، ولكنه في لعض معناه، وفي سنده يزيد بن أبي زياد، الذي تقدم الكلام فيه في التعليق ص 408. وذكر في اللآلىء خبراً عن عمرو بن مرة الجهني في سنده مجهولون. وخبراً عن ابي هريرة في سنده عمر بن راشد وهو هالك، وغيره
قال: هلاكهم على يد رجل من أهل بيت هذه. وأشار إلى أم حبيبة، وفي إسناده: منكر ومتروك.
171 -
حديث: "يا عباس. إذاكانت سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، فَهِيَ لَكَ وَلِوَلَدِكَ مِنْهُمْ: السَّفَّاحُ، وَمِنْهُمُ: الْمَنْصُورُ، ومنهم: المهدي.
وهو موضوع.
172 -
حديث: "أَكْرِمُوا الأَنْصَارَ. فَإِنَّهُمْ رَبُّوا الإِسْلامَ كَمَا يُرَبَّى الْفَرْخُ فِي وَكْرِهِ.
في إسناده: كذاب.
173 -
حديث: "أَحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلاثٍ؛ لأَنِّي عَرَبِيٌّ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ، وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ".
رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا، وَقَالَ: لا أَصْلَ لَهُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ في الموضوعات.
وقال في اللآلىء: الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ، وُالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ، وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ، وَتَعَقَّبَهُ الذَّهَبِيُّ، فَقَالَ يَحْيَى ين يَزِيدَ: ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَالْعَلَاءُ بن عمروالحنفي لَيْسَ بِعُمْدَةٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ متهم، فليس يصلح للمتابعات. قال: وَأَظُنُّ الْحَدِيثَ مَوْضُوعًا (1) ، وَلَهُ شَاهِدٌ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: أَنَا عَرَبِيٌّ، وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ، ولسان أهل الجنة عربي (2) .
(1) قال أبو حاتم الرازي (هذا حديث كذب) أنظر علل ابن أبي حاتم 2/376
(2)
في سنده عبد العزيز بن عمران متروك عن شبل بن العلاء، حمل عليه ابن عدي
174 -
حديث: "خَيْرُ النَّاسِ الْعَرَبُ، وَخَيْرُ الْعَرَبِ قُرَيْشٌ، وَخَيْرُ قُرَيْشٍ بَنُو هَاشِمٍ، وَخَيْرُ الْعَجَمِ فَارِسُ، وَخَيْرُ السُّودَانِ النُّوبَةُ _ إلخ.
هو موضوع، وفي إسناده: مجهولون.
175 -
حديث: "أَبْغَضُ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ الْفَارِسِيَّةُ.
هو موضوع.
176 _
حديث إِنَّ رَجُلا قُتِلَ بِالْمَدِينَةِ، لا يُدْرَى مَنْ قَتَلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: أَبْعَدَهُ اللَّهُ، إِنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ قُرَيْشًا".
رواه العقيلي عن جابر مَرْفُوعًا، وَقَالَ: لا أَصْلَ لَهُ، وذكره ابن الجوزي في الموضعات.
177 -
حديث: "إِنَّ الْحَبَشَةَ نَجُدٌ أَسْخِيَاءُ، وَإِنَّ فيهم لميناً، فَاتَّخِذُوهُمْ، وَامْتَهِنُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ أَقْوَى شَيْءٍ".
رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ جَابِرٍ مرفوعًا، وفي إسناده: حبيب: كاتب مالك، كذاب. قال ابن عدي: أحاديثه كلها موضوعة.
178 -
حديث: "دعوني من السوادان، إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ".
رواه الْخَطِيبُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا، وفي إسناده: يحيى بن أبي سليمان المدني، وهو منكر الحديث.
وقال في اللآلىء: روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثها، وليس بالقوي. وذكره ابن حبان في الثقات (1) والحديث:
(1) ليحيى هذا ترجمة في تاريخ بغداد 14/108 ذكر فيها هذا الخبر وخبراً آخر منكراً بهذا السند نفسه، وصنيع الخطيب يشعر بأنه غير يحيى بن أبي سليمان الذي أخرج له أهل السنن، وذكره ابن حبان، فإن الخطيب لم يذكر كنيته ولا ذكر=
"أخرجه الطبراني من طريقه. وقد رواه العقيلي عن أم أيمن مرفوعًا. وفي إسناده: خالد بن محمد بن خالد بن الزبير. قال أبو حاتم: هو مجهول. وقال في اللِّسَانِ: ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات (1) .
179 -
حديث: "إِنَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم رَأَى طَعَامًا. فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالَ الْعَبَّاسُ: لِلْحَبَشَةِ. أُطْعِمُهُمْ وَأَكْسُوهُمْ قَالَ: لا تَفْعَلْ، إِنَّهُمْ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا، وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا".
رواه الدارقطني عن ابن عباس مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: عُمَرُ بْنُ حفص المكي، وليس بشيء. وقد تفرد به. وقد روى ابن عدي نحوه عن عائشة مرفوعًا ولفظه: الزنجي إذا شبع _ إلخ. وفي إسناده: عنبسة البصري متروك.
وروى الطبراني نحوه عن ابن عباس مرفوعًا. وقال: لا خير في الحبش: إذا جاعوا سرقوا، وإذا شبعوا زنوا، وإن فيهم لخلتين حسنتين. إطعام الطعام، وبأس عند البأس، وهو من رواية عوسجة عن ابن عباس.
قال الذهبي في المغني: عوسجة عن ابن عباس. روى له أبو داود، مجهول.
180 -
حديث: "زَوِّجُوا الأَكْفَاءَ وَتَزَوَّجُوا الأَكْفَاءَ، وَاخْتَارُوا لنطفكم، وإياكم والزنجي فإنهم خلق مشوه".
= له شيخاً، ولا راوياً إلا ما تضمنه هذا السند، ولم يذكر فيه مدحاً، ولاقدحاً، سوى التنبيه على حاله بذكر هاذين المنكرين. ودونه في السند: أحمد بن محمد بن يوسف وهو ابن دوست، عن المطيري. وابن دوست تكلموا فيه ولا سيما في سماعه من المطيري، والذي أخرج له أهل السنن. قال فيه البخاري (منكر الحديث) وعلى كل حال فالخبر باطل
(1)
هذا لا ينفي الجهالة، فإنه من قاعدة ابن حبان: أن يذكر المجهولين في ثقاته بشرط قرره، ومع ذلك لا يفي به، فإن من شرطه أن لا يروي الرجل منكراً، وهذا قد روى هذا المنكر، بل قال البخاري (منكر الحديث) .
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا. وَفِي إِسْنَادِهِ مُحَمَّدُ بْنُ روان السدي، وهوكذاب. وله طريق أخرى عند أبي نعيم في الحلية (1) .
181 -
حديث: "اتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ.
قال ابن حبان: في إسناده مسلمة بن حفص الأسدي، يضع الحديث. وقال ابن الجوزي: موضوع. وقد أخرجه أبو الشيخ في كتاب الفتن.
ورواه الطبراني من طريق أخرى (2) .
182 -
حديث: "إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَأَى رَجُلا فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ. فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ النَّبَطِ قَالَ: تَنَحَّ عَنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: قتلة الأنبياء وأعوان الطلمة، فَإِذَا اتَّخَذُوا الرِّبَاعَ وَشَيَّدُوا الْبُنْيَانَ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ".
رواه العقيلي عن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَفِي إِسْنَادِهِ: عبد الرحمن بن مالك بن مغول قال أبو داود: كذاب يضع الحديث.
183 -
حديث: "أنه جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم. فَقَالَ: فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّورِ وَالأَلْوَانِ وَالنُّبُوَّةِ. أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمنت
(1) فيه مجهولان: أحدهما: نقل في اللسان أن ابن حبان ذكره في الثقات، وقال (يغرب) وإذا كان يغرب مع جهالته وإقلاله فهو تالف
(2)
بسندين: في أحدهما مروان بن سالم متروك، رموه بالوضع، وفي الثاني:(أبو صالح الحراني ثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة) وابن لهيعة في مثل هذا ليس بشيء راجع التعليق ص 215. وفي سنن أبي داود من طريق أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من الصحابة مرفوعاً: دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم. أبو سكينة هذا رجل مجهول من الموالي، فليس بأبي سكينة المذكور في الإصابة الذي قيل أن له صحبة وإن اسمه محلم بن سوار
. وقد خلطهما في التهذيب. والله أعلم
بِمِثْلِ الَّذِي آمَنْتَ بِهِ. وَعَمِلْتُ بمثل الذي عَمِلْتَ بِهِ أَنِّي كَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ نَعَمْ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ".
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنِ ابْنِ عمر مرفوعًا وقال: باطل لا أصل له.
وقد رواه الطبراني، وروى له شاهدًا أحمد في المسند (1) .
184 -
حديث: "اتَّخِذُوا السُّودَانَ. فَإِنَّ فِيهِمْ ثَلاثَةً مِنْ سَادَاتِ الْجَنَّةِ: لُقْمَانُ الْحَكِيمُ، وَالنَّجَاشِيُّ، وَبِلالٌ".
رواه ابن حبان عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا. قِيلَ: لا يصح، في إسناده: من لا يحتج به.
وقد ذكره ابن الجوزي في موضوعاته.
وقد أخرجه الطبراني، وله شاهد أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث واثلة مرفوعًا. خير السودان ثلاثة: لقمان الحكيم، وبلال، ومهجع مولى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم. وقال: صحيح الإسناد.
185 -
حديث: "بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بفناء الكعبة؛ إذ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ. فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ: إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِكَ رَجُلٌ مُشَفَّعٌ، فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِي عدد ربيعة ومصر. فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ فَسَلْهُ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِكَ. قَالَ يَا جِبْرِيلُ: مَا اسْمُهُ وَمَا صِفَتُهُ؟ قَالَ: أَمَّا اسْمُهُ فأويس _ إلخ".
(1) بل في الزهد، كما في اللآلىء. ولفظه عن أحمد (محمد بن مطرف قال: حدثني الثقة أن رجل أسود كان يسأل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلخ) وهذا معضل، وليس فيه الألفاظ المتقدمة
رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنْ عُمَرَ مرفوعًا، وذكر حديثًا طويلًا. وقال: باطل. في إسناده: محمد بن أيوب: كان يضع، والذي صح في أويس كلمات يسيرة معروفة.
وقد رواه ابن عساكر، والروياني في مسنده، وأبو نعيم في الحلية.
قال في اللآلىء: وإسناده لا بأس به. وقد ساقه في الجامع الكبير في مسند أبي هريرة، ومسند عمر.
186 -
حديث: "أنه دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَضَمَّهُ وَأَقْعَدَهُ إِلَى جَنْبِهِ. فَقَالَ: يُولَدُ لابْنِي هَذَا ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: عَلِيٌّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ. أَلا لِيَقُمْ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ. فَيَقُومُ هُوَ، وَيُولَدُ لَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدٌ إِذَا رَأَيْتَهُ يَا جَابِرُ فَأَقْرَأْ عليه السلام. وَاعْلَمْ أَنَّ بَقَاءَكَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ قَلِيلٌ"، فَمَا لَبِثَ جَابِرٌ بَعْدَ ذَلِكَ إِلا بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا حَتَّى تُوُفِّيَ.
في إسناده: محمد بن زكريا الغلابي، وهو المتهم به، وقال ابن الجوزي: موضوع.
وقد رواه ابن عساكر عن جابر مرفوعًا (1) .
187 -
حديث: "إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ كَانَ يَقُولُ: وَلَدَتْنِي أُمِّي لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ، فَحَمَلُونِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فدعالي وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي وَقَالَ: اللهم نزهه في العلم".
(1) ذكر في الحلية خبر مسلم، ثم قال (ورواه الضحاك بن مزاحم، عن أبي هريرة بزياة ألفاظ لم يتابعه عليها أحد، تفرد به مخلد بن يزيد عن نوفل عنه، ثم ساقه من طريق مخلد عن نوفل بن عبد الله عن الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة. مخلد صدوق يهم، ونوفل لم أجده، والضحاك فيه مقال، ولم يسمع من أبي هريرة، وفي ذكر أويس خبر أعله أبو حاتم، كما تراه في العلل لابنه 2/353
رواه الخطيب عن جابر بن عبد الله اليمامي عنه. وقال: جابر كان كذابًا جاهلًا بما يقوله، وكلامه باطل من كل الوجوه، ولم يولد الحسن في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
188 -
حديث: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: يَزِيدُ ! لا بَارِكَ اللَّهُ فِي يَزِيدَ، الطَّعَّانِ اللَّعَّانِ. أَمَا إِنَّهُ نُعِيَ إِلَيَّ حَبِيبِي حُسَيْنٌ أُتِيتُ بِتُرْبَتِهِ، وَرَأَيْتُ قَاتِلَهُ، أَمَا إِنَّهُ لا يُقْتَلُ بين ظهر اني قَوْمٍ وَلا يَنْصُرُونَهُ إِلا عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ.
هو موضوع، واضعة عمر بن علي بن مالك الأشناني (1) .
وقد روى نحوه أبو الشيخ في الفتن وطوله (2) .
189 -
حديث: "سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: وَهْبٌ يَهَبُ، اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ، وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ غَيْلانُ. هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ".
رواه أبو يعلي عن عبادة بن الصامت مرفوعا ً، وهو موضوع. وقال ابن حبان: لا أَصْلَ لَهُ.
قَالَ فِي اللآلىء: أخرجه عبد بن حميد في مسنده، والطبراني (3) .
(1) في سنده (سويد بن سعيد، ثنا المفضل بن عبد الله) سويد عمي بآخره فصار يتلقن ما ليس من حديثه، والمفضل هو ابن صالح (منكر الحديث) قاله البخاري وأبو حاتم، غير سويد اسم أبيه تدليساً
(2)
رواه عن الحسين بن الكميت، عن سليم بن منصور، عن أبيه، عن ابن لهيعة عن أبي عبد الرحمن المقري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. (فقط) .
(3)
من طريق أخرى فيها من لم أعرفه عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله ابن عمرو عن معاذ. وفي اللآلىء أن الطبراني أخرجه من طريقين عن ابن لهيعة، الأولى: من طريق مجاشع بن عمرو. وهو وضاع. والثانية: عن الحسن بن العباس الخراساني (وهو ثقة ترجمته في تاريخ بغداد 7/397) عن سليم بن منصور عن أبيه. فبرىء الأشناني من عهدة الخبر، وزاد ابن الجوزي (وسليم ذاهب الحديث) =
190 -
حديث: "يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ، وَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أبو حنيفة، هو سراج أمتي.
هو موضوع، وفي إسناده: وضاعان. مأمون بن أحمد السلمي، وأحمد ابن عبد الله الجويباري، والواضع له أحدهما. وقد رَوَاهُ الْخَطِيبُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ واقتصر على ما ذكره في أبي حنيفة.
قال الخطيب: موضوع، وضعه محمد بن سعيد المروزي البورقي، ثم قال: هكذا حدث به في بلاد خراسان، ثم حدث به في العراق. وزاد فيه: وسيكون في أمتي رجل يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، فتنته أضر على أمتي من فتنتة إبليس. وهذا الإفك لا يحتاج إلى بيان بطلانه.
191 -
حديث: " عَالِمُ قُرَيْشٍ يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا، يعني: الشافعي.
هو موضوع. قاله الصنعاني (1) .
192 -
حديث: "يَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ كِرَامٍ، يُحْيِي السُّنَّةَ وَالْجَمَاعَةَ، هِجْرَتُهُ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، كَهَجْرَتِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ.
هو موضوع وفي إسناده: مجاهيل، وواضعه إسحاق بن محمشاد، على مذهب الكرامية. وله مصنف في فضائل محمد بن كرام. كله كذب.
= أقول: أبوه أذهب منه على فضله. وأحسب بعض الدجالين كتب صحيفة فيها عدة أخبار منها هذا الخبر فقرأها أو بعضها على ابن لهيعة، وسكت ابن لهيعة على عادته بأخرة كما في التعليق ص 215 فتلقفها من كان حاضراً من الضعفاء كمنصور. وغيره فانتسخوها وراحوا يروونها عن ابن لهيعة
(1)
تفرد به مروان بن سالم عن الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان هذا هو الصواب، ومروان هالك رمي بالوضع
تعقبه العراقي وغيره، راجع المقاصد (حديث عالم قريش) وليس في الخبر ذكر الشافعي، وإنما حمله بعض أهل العلم عليه