المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب فضائل الأمكنة والأزمنة - الفوائد المجموعة

[الشوكاني]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌كتاب الطهارة

- ‌‌‌كتاب الصلاة

- ‌كتاب الصلاة

- ‌باب صلاة الجماعة

- ‌باب التطوع

- ‌كتاب صدقة الفرض والتطوع والهدية والقرض والضيافة

- ‌كتاب الصيام

- ‌كتاب الحج

- ‌كتاب النكاح

- ‌كتاب الطلاق

- ‌كتاب المعاملات

- ‌كتاب الأطعمة والأشربة

- ‌‌‌كتاب اللباس والتختم

- ‌كتاب اللباس والتختم

- ‌باب الخضاب

- ‌كتاب القضاء

- ‌كتاب الحدود

- ‌كتاب الجهاد

- ‌كتاب الأدب والزهد والطب وعيادة المريض

- ‌كتاب الفضائل

- ‌في فضائل العلم وما ورد فيه مما لم يصح

- ‌باب فضائل القرآن

- ‌باب فضائل النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم

-

- ‌بَابُ مَنَاقِبِ الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ وسائر الصحابة عمومًا وخصوصًا رضي الله عنهم ومناقب غيرهم من الناس

- ‌بحث فيمن ادعى الصحبة كذاباً

-

- ‌باب فضائل الأمكنة والأزمنة

- ‌أَحَادِيثُ الأَدْعَيَةِ وَالْعِبَادَاتِ فِي الشُّهُورِ

- ‌كتاب الصفات

- ‌كتاب الإيمان

- ‌خَاتِمَةٌ فِي ذِكْرِ أَحَادِيثَ مُتَفَرِّقَةٍ لا تختص بباب معين

الفصل: ‌باب فضائل الأمكنة والأزمنة

‌باب فضائل الأمكنة والأزمنة

1 -

حديث: "أربعة مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ الْجَنَّةِ فِي الدُّنْيَا: مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ، وَدِمَشْقُ، وَأَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مُدُنِ النار في الدنيا: القسطنطينية، وطبرية، وأنطاكية المحترقة، وَصَنْعَاءُ. وَإِنَّ الْمِيَاهَ الْعَذْبَةَ، وَالرِّيَاحَ اللَّوَاقِحَ، مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ".

رواه ابن عدي: عن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: الوليد بن محمد الموقري، وهو كذاب.

قال ابن عدي: هذا منكر لا يرويه عن الزهري غير الموقري.

وقد رواه أيضًا ابن عساكر من وجه آخر. قال عبد الله السقطي: ليس فيهما صنعاء اليمن، إنما هي صنعاء بأرض الروم.

وذكر البلاذري: أن أنطاكية المحترقة بأرض الروم. أحرقها العباس ابن الوليد. انتهي.

والحديث قد أورده ابن الجوزي في الموضوعات فأصاب.

2 -

حديث: "جِنَانُ هَذِهِ الدُّنْيَا. دِمَشْقُ مِنَ الشَّامِ، وَمَرْوُ مِنْ خُرَاسَانَ، وَصَنْعَاءُ الْيَمَنِ. وَجَنَّةُ هَذِهِ الْجِنَّانِ صَنْعَاءُ.

ذكره بعض المؤرخين من اليمنيين، ولم أقف عليه في كتاب من كتب الحديث.

3 -

حديث: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أفضل الرباط رباط جُدَّةَ".

رواه ابن عدي، عن ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: محمد بن عبد الرحمن البيلماني، وليس بشيء. حدث عن أبيه بمائتي حديث موضوعة.

ص: 428

4 -

حديث: "أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مُفَتَّحَةٌ فِي الدُّنْيَا. أَوَّلُهَا: الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، وَعَسْقَلانُ، وَقَزْوِينُ، وَفَضَلُ جُدَّةَ عَلَى هَؤُلاءِ. كَفَضْلِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ عَلَى سَائِرِ الْبُيُوتِ".

رواه ابن حِبَّانَ عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا، وَفِي إسناده: عبد الملك بن هرون وهوكذاب.

قال في الميزان: والسند ظلمه إليه. فما أدري من افتعله.

5 -

حديث: "أَهْلُ مَقْبَرَةِ عَسْقَلانَ يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زوجها".

رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنِ ابْنِ عمر، وفي إسناده: بشير بن ميمون، وليس بشيء.

وقد رواه ابن حبان من وجه آخر، وفي إسناده: حمزة بن أبي حمزة، وهو وضاع.

وقد روى أحمد في المسند من حديث أنس مرفوعًا: عسقلان أحد العروسين، يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفًا لا حساب عليهم. ويبعث منها خمسون ألف شهيد وفود إلى الله، وبها صفوف الشهداء، رءوسهم مقطعة في أيديهم، تثج أوداجهم دما يقولون:(ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد) فيقول: صدق عبيدي، اغسلوهم بنهر البيضة فيخرجون منه أنقياء بيضا، فيسرحون في الجنة حيث شاءوا. هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات. وقال في إسناده: أبو عقال. هلال بن زيد، يروي عن أنس أشياء موضوعة.

وقال ابن حجر، في القول المسدد. وهذا الحديث في فضائل الأعمال والتحريض على الرباط، وما يحيله الشرع ولا العقل. فالحكم عليه بالبطلان بمجرد كونه من رواية أبي عقال لا يتجه.

ص: 429

وطريق الإمام أحمد معروفة في التسامح، في أحاديث الفضائل دون أحاديث الأحكام. هذا كلامه، ولا يخفاك أن هذه مراوغة من الحافظ ابن حجر، وخروج من الإنصاف. فإن كون الحديث في فضائل الأعمال، وكون طريقة أحمد رحمه الله معروفة في التسامح في أحاديث الفضائل: لا يوجب كون الحديث صحيحًا ولا حسنا، ولا يقدح في كلام من قال في إسناده وضاع. ولا يستلزم صدق ما كان كذبًا وصحة ما كان باطلًا. فإن كان ابن حجر يسلم أن أبا عقال يروي الموضوعات. فالحق ما قاله ابن الجوزي، وإن كان ينكر ذلك. فكان الأولى به التصريح بالإنكار والقدح في دعوى ان الجوزي (1) .

ثم ذكر ابن حجر بعد كلامه السابق: أن لهذا الحديث شاهدًا من حديث ابن عمر، وذكر الحديث المتقدم، وليس فيه سوى بشير بن ميمون ضعيف (2) .

وله شاهد أخرجه أبو يعلي عن عبد الله بن بحينة أنه صلى الله عليه وآله وسلم على تلك المقبرة. فسألوا بعض أزواجه فسألته. فقال: هي مقبرة أهل عسقلان (3) .

(1) ابن حجر لا ينكر ما قيل في ابي عقال، ولكنه يقول إن ذلك لا يستلزم ان يكون كل ما رواه موضوعاً، واذا كان الكذوب قد يصدق، فما بالك بمن لم يصرح بأنه كان يتعمد الكذب؟ فيرى ابن حجر ان الحكم بالوضع يحتاج الى امر آخر ينضم الى حال الراوي، كأن يكون مما يحيله الشرع او العقل. وهذا لا يكفي في رده ما ذكره الشوكاني. وقد يقال: انضم إلى حال ابي عقال ان المتن منكر ليس معناه من جنس المعاني التي عنى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ببيانها، اضف الى ذلك قيام التهمة هنا، فإن ابا عقال كان يسكن عسقلان، وكانت ثغرً عظيما، لا يبعد من المغفل ان يختلق ما يرغب الناس الرباط فيه، او يضعه جاهل ويدخله على مغفل، والحكم بالوضع قد يكفي فيه غلبة الظن كما لا يخفى.

(2)

بل هو هالك البتة لعله شر من ابي عقال. قال ابن حجر: نفسه في التقريب (متروك متهم) وقال البخاري (متهم بالوضع) .

(3)

هو عن عطاف بن خالد عن اخيه المسور عن علي بن عبد الله بن بحينة عن ابيه عطاف صدوق يتهم، واخوه وشيخه لا يعرفان إلا في هذا الخبر

ص: 430

وله شاهد آخر. ذكره الدولابي، في الكنى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً، يبعثب بمقبرة عسقلان سبعون ألف شهيد، يشفع كل منهم بعدد ربيعة ومصر (1) .

وروى سعيد بن منصور مرسلًا عن عطاء الخراساني. قال: بلغني أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قال: رحم الله أهل المقبرة _ ثلاث مرات. فسئل عن ذلك. فقال: تلك مقبرة تكون بعسقلان (2)، وروى نحوه: عبد الرزاق في مصنفة، عن عائشة مرفوعًا (3) .

وقد روى ابن النجار، عن أنس مرفوعًا (4) . والطبراني عن ابن عباس مرفوعًا (5) . في فضل رباط عسقلان.

(1) - في كنى الدولابي 2/63 وقال (منكر جداً، وهو شبه حديث الكذابين) وفي سنده الهذيل بن مسعر الانصاري، لم اجده، وليس هو بهزيل اوهذيل بن مسعدة، الذي ذكره البخاري وابن ابي حاتم، فانهما وصفاه بانه اخو علي بن مسعدة وعلي باهلي.

(2)

عطاء هذا من أتباع التابعين، ومع ذلك فراوي هذا عنه إسماعيل بن عياش وليس، من اهل بلده، واسماعيل اذا روى عن غير اهل بلده كثر تخليطه

(3)

هو من طريق إسحاق بن رافع قال (بلغنا- إلخ) وهو من اتباع التابعين، وفيه كلام.

(4)

الشطر الاول من سنده مظلم جداً، والثاني كالشمس وهذا يدل على بطلانه حتما.

(5)

بسندين في احدهما سعيد بن حفص النفيلي، تغير في آخر عمره، والمتن الذي ساقه وفي آخره ذكر عسقلان، قد رواه غيره عن عمر من قوله، بدون ذكر عسقلان، راجع المستدرك 4/473، وفي سند الثاني يحيى بن سليمان ابو سليمان، لا يوجد، وبنى الهيثمي على انه يحيى بن ابي سليمان ابو صالح المدني المنكر الحديث، وفيه ما فيه، وفي السند أيضاً ابن إسحاق غير مصرح بالسماع. ثم ذكر في اللآلىء عن ابن عساكر خبراً عن ابي أمامة، وفي سنده جماعة لم أعرفهم ورجل لم يسم، ثم هو عن أبي طيبة الجرجاني عن أبي أمامة وأبو طيبة الجرجاني ليس بشيء ولم يدرك أبا أمامة. قال ابن عساكر (كذا قال – وهو ابو طيبة الكلاعي الحمصي) اقول هذا ظن يرده صريح الخبر ولم يذكر حجة

ص: 431

6 -

حديث: "يحول الله ثلاث قوي يوم القيامة بزبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن: عسقلان، والإسكندرية، وقزوين".

رواه أبو نعيم، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: عبد الله بن عمر الأصبهاني، وضاع.

7 -

حديث: "سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمُ الآفَاقُ، وَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا: قَزْوِينُ مَنْ رابط فيها أربعين [يوما ً أو أربعين لَيْلَةً] كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَمُودٌ مِنْ ذَهَبٍ عَلَيْهِ زَبَرْجَدَةٌ خضراء، فيها قُبَّةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى كُلِّ مِصْرَاعٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ".

رواه ابن ماجه عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا، وَفِي إِسْنَادِهِ: داود بن المحبر، وهو وضاع، وفي إسناده أيضاً: ضعيف ومتروك.

قد أورده ابن الجوزي في الموضوعات فأصاب. ولعل هذا هو الحديث الذي يقال: إن في سنن ابن ماجه حديثًا موضوعًا.

8 -

حديث: "رُفِعَتْ لِي الأَرْضُ، فَرَأَيْتُ مَدِينَةً أَعْجَبَتْنِي. فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، أَيُّ مَدِينَةٍ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ نَصِيبِينَ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَتْحَهَا، وَاجْعَلْ فِيهَا لِلْمُسْلِمِينَ بَرَكَةً".

رواه ابن عَدِيٍّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا. وقال: حديث منكر، وفي إسناده: عبد السلام بن محمد الحضرمي، وهو لا يعرف، ومحمد بن كثير بن مروان، يروي عن الليث وغيره الأباطيل، والبلاء منه.

9 -

حديث: "مَا رَأَيْتُ فِي الرُّومِ مَدِينَةً مِثْلَ مَدِينَةِ أَنْطَاكِيَةَ، مَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَطَرًا مِنْهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: وَذَلِكَ أَنَّ فِيهَا التَّوْرَاةَ وَعَصَا مُوسَى، وَرَضَاضَ الأَلْوَاحِ، وَمَائِدَةَ سُلَيْمَانَ فِي غَارٍ مِنْ غِيرَانِهَا. إِلَى آخِرِهِ".

رواه ابن حبان عن تميم [الداري] وقال عبد الله بن السري المدائني،

ص: 432

يعني: الْمَذْكُورُ فِي إِسْنَادِهِ: يَرْوِي عَنِ أبي عمران الجوني العجائب التي لا شك أنها موضوعة.

10 -

حديث: "إِنَّ مِصْرَ سَتُفْتَحُ بَعْدِي، فَانَتَجِعُوا خَيْرَهَا، وَلا تَتَّخِذُوهَا قَرَارًا، فَإِنَّهُ يُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا".

رواه أبو سعيد عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده.

وقال: منكر جدًا، وفي إسناده: مطهر بن الهيثم، وهو متروك.

قال في اللآىء: روى له ابن ماجه، والحديث أخرجه البخاري في تاريخه وقال: لا يصح، وأخرجه ابن شاهين، وابن السكن في الصحابة، وابن السُّنِّيِّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الطِّبِّ.

11 -

حديث: "إِنَّ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْعِرَاقَ، فَقَضَى جاجته مِنْهَا، وَدَخَلَ الشَّامَ فَطُرِدَ حَتَّى بَلَغَ مِيسَانَ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ وَفَرَّخَ، وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّهُ".

رواه الأزدي عن ابن عمر مرفوعًا، وفي إسناده: ضعفاء، وفيه أحمد بن عبد الرحمن أخي ابن وهب.

قال ابن الجوزي: كذاب، وأدخل الحديث في الموضوعات، وقال في اللآلىء: كلا، بل أحمد ثقة، روى له مسلم، وقد تابعه حرملة، كما رواه الطبراني (1) .

12 _

قَوْلُ عُمَرَ: رضي الله عنه: لما فتحت خراسان، مالي ولخراسان، وما لخراسان ولي، وَدِدْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ خُرَاسَانَ جبال من نار، وَأَلْفَ سَدٍّ، كُلُّ سَدٍّ مِثْلُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَهْلا يَا ابْنَ الخطاب

(1) سند الخبر قوي، لكنه منقطع فإنه من طريق يعقوب بن عتبة] بن المغيرة [ابن الأخنس عن ابن عمر، ويعقوب لم يدرك عمر. وقد روى نحوه موقوفاً كما في اللآلىء، وهو أشبه، أراد ابن عمر الأمور التي أدت إلى قتل عثمان رضي الله عنه.

ص: 433

هَلْ أُتِيتَ بِعِلْمِ مُحَمَّدٍ، أَوِ اطَّلَعْتَ عَلَى عِلْمِ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ لله بِخُرَاسَانَ، يُقَالُ لَهَا: مَرْوُ، أَسَّسَهَا أَخِي ذُو الْقَرْنَيْنِ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلامًا طَوِيلا، عَدَّدَ فِيهِ كَثِيرًا مِنْ مَدَائِنِ خُرَاسَانَ، وهو موضوع بلا شك، وفي إسناده: أبو عصمة، نوح ابن أبي مريم، وهو واضعه.

13 -

حديث: "إِنَّ النَّاسَ سَيُمَصِّرُونَ أَمْصَارًا، وَيُمَصِّرُونَ مِصْرًا، يُقَالُ لَهَا: الْبَصْرَةُ، فَإِنْ أَنْتَ أَتَيْتَهَا، فَسَكَنْتَ فِيهَا، فَاجْتَنِبْ مَسْجِدَهَا، وَسُوقَهَا وَأَحْسَبُهُ، قَالَ: وَعَلَيْكَ بِضَوَاحِيهَا، فَسَيَكُونُ بِهَا خَسْفٌ وَمَسْخٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَمِنْ هُنَاكَ سَكَنْتُ الْقَصْرَ".

رواه ابن عدي، عن أنس مرفوعًا، وفي إسناده: عمار بن زربي.

قال ابن الجوزي: كذاب، وأدخل الحديث في موضوعاته من أجله.

قال في اللآلىء: أخرجه أبو الشيخ في الفتن، وله طريق آخر، أخرجه أبو داود في سننه، فذكر نحوه، قال الحافظ العلائي: هذا الحديث ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ، وتعلق فيه بعمار بن زربي، ولم يتفرد به، بل له سند آخر، رواه أبو داود، ثم قال في إسناده أبي داود: رجاله رجال الصحيح كلهم (1) ، وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ، من طريق ثالثة (2) .

14 -

حديث: "تبنى مدينة بين دجلة، ودجبيل، لَهِيَ أَسْرَعُ ذِهَابًا فِي الأَرْضِ مِنَ الْوَتَدِ الْحَدِيدِ فِي الأَرْضِ الرَّخْوَةِ".

رواه الخطيب، وابن عدي، والطبراني عن أنس مرفوعًا، وفي إسناده:

(1) لكن فيه (......... ثنا موسى الحناط. لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس) قال المنذري في مختصره (لم يجزم الراوي به، قال: لا أعلنه إلا إلخ) وهذا إذا انضم إلى كون المتن منكراً

(2)

في سنده (عبد الخالق أبو هاني. حدثني زياد الأبرص ولم أجدهما) .

ص: 434

متروك ومجهول، والحديث منكر، وقال في الميزان: باطل، وللحديث طرق كثيرة جدًا، قد استوفاها صاحب اللآلىء، وفي بعضها التصريح بأنها بغداد.

15 -

حديث: "مِصْرُ أَطْيَبُ الأَرْضِينَ تُرَابًا، وَعَجَمُهَا أَكْرَمُ الْعَجَمِ أَنْسَابًا.

قال ابن حجر: لا أعرفه، مرفوعًا، وإنما يعرف عن عمرو بن العاص.

16 -

حديث: "الْجِيزَةُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، ومصر خزائن اللَّهُ فِي أَرْضِهِ.

قَالَ فِي الذيل: هو من نسخة نبيط المكذوبه (1) .

17 -

حديث: "الجفاء والبغي بالشام. لا يصح.

في إسناده: متروك.

18 -

حديث: "بَابَانِ مَفْتُوحَانِ فِي الْجَنَّةِ: عَبَّادَانُ وَقَزْوِينُ، وَأَوَّلُ بُقْعَةٍ آمَنَتْ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم عَبَّادَانُ، وَأَوَّلُ بُقْعَةٍ آمَنَتْ بِعِيسَى ين مَرْيَمَ نَصِيبِينَ.

في إسناده: متهم.

19 -

حديث: "لَوْلا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِيَمِينِهِ وعهده، لا يبعبث نَبِيًّا بَعْدِي لَبَعَثَ مِنْ قَزْوِينَ ألف نبي.

هو: موضوع.

20 -

حديث: "اللَّهُمَّ ارْحَمْ إِخْوَانِي بِقَزْوِينَ: لا يَصِحُّ.

وكذا لا يصح حديث: "يكون لأمتي مدينة يقال لها قزوين، الساكن فيها أفضل من ساكن الحرمين.

(1) في الأصلين (الكذاب) خطأ، مر مثله ص 216

ص: 435

وكذا: من بات بالري ليلة واحدة صلى فيها وصام. فكأنما بات ألف ليلة صامها وقامها.

وكذا حديث: "أخاف علي الري وقزوين أن يغلب عليهم العدو.

21 -

حديث: "إِنِّي لأَجِدُ نَفَسَ الرَّحْمَنِ مِنَ الْيَمَنِ.

قال في المختصر: لم أجده (1) .

فائدة: الأحاديث التي يرويها المؤرخون من أهل اليمن في فضل صنعاء لا يصح منها بشيء. ولا أعرف له إسناداً في كتاب من كتب الحديث. وقد جمعها بعضهم. فكانت أربعين حديثًا.

وكذا ما يذكرونه من الأحاديث في فضل: زبيد. كحديث اللهم بارك في زبيد، وفي رمع.

وكذا الأحاديث التي يذكرونها في فضل: جامع صنعاء، وفضل البقعة المسماة بين المسورة والمنقورة في مؤخرة: كلها باطلة.

وكذا الأحاديث التي يذكرونها في: فضل جامع الجنة، من بلاد اليمن. وقد توسع المؤرخون في ذكر الأحاديث الباطلة في فضائل البلدان، ولا سيما بلدانهم. فإنهم يتساهلون في ذلك غاية التساهل، ويذكرون الموضوع، ولا ينبهون عليه، كما فعل الديبع في تاريخه الذي سماه: قرة العيون، بأخبار اليمن الميمون وتاريخه الآخر الذي سماه: بغية المستفيد، بأخبار مدينة زبيد، مع كونه من أهل الحديث.

(1) في الجامع الكبير للسيوطي بلفظ (إني أجد نفس الرحمن من ها هنا وأشار إلى اليمن........) ثم قال (طب عن سلمة بن نفيل) وفي مجمع الزوائد 10/56 في آخر حديث (...... وأجد نفس ربكم من قبل اليمن) قال (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير شبيب، وقد وثق) .

ص: 436

وممن لا يخفي عليه بطلان ذلك، فليحذر المتدين من اعتقاد شيء منها أوروايته، فإن الكذب في هذا قد كثر، وجاوز الحد. وسببه: ما جبلت عليه القلوب من حب الأوطان والشغف بالمنشأ.

22 -

حديث: "يَوْمُ السَّبْتِ: يَوْمُ مَكْرٍ وَمَكِيدَةٍ، وَيَوْمُ الأَحَدِ: يَوْمُ بِنَاءٍ وَعُرْسٍ، وَيَوْمُ الاثْنَيْنِ: يَوْمُ سَفَرٍ وَتِجَارَةٍ، وَيَوْمُ الثُّلاثَاءِ: يَوْمُ دَمٍ، وَيَوْمُ الأَرْبِعَاءِ: يَوْمُ نَحْسٍ، وَيَوْمُ الْخَمِيسِ: يَوْمُ دُخُولٍ عَلَى السُّلْطَانِ وَقَضَاءِ الْحَوَائِجِ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ: يَوْمُ خِطْبَةٍ وَنِكَاحٍ".

رواه ابن حبان عن أبي هريرة مرفوعًا. وفيه: أنهم كانوا يقولون له: في كل يوم: لم ذلك يا رسول الله؟ فيقول لكذا، وهو موضوع في إسناده: مجاهيل ، ضعفاء.

وَقَدْ رَوَاهُ تَمَّامٌ فِي فَوَائِدِهِ، من حديث أبي سعيد (1) .

23 -

حديث: "الْجُمُعَةُ حَجُّ الْمَسَاكِينِ.

وفي لفظ: حج فقراء أمتي.

لا أصل له.

24 -

حديث: "مَنْ أَصْبَحَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَائِمًا، وعاد مريضاً، وأطعم مسكينا ً، وَشَيَّعَ جِنَازَةً، لَمْ يَتْبَعْهُ ذَنْبٌ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

وهو موضوع، كما قال ابن الجوزي.

وروى من وجه آخر.

(1) في سنده (سلام بن سليمان أبو العباس، ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية) سلام: منكر الحديث، وفضيل على فضله، قال ابن حبان (يروي عن عطية الموضوعات) وعطية فيه، ما فيه راجع التعليق 244

ص: 437