الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم
جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" رواه أبو داود بإسناد حسن 2 ورواته ثقات.
وعن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني حيث كنتم" رواه في المختارة 3.
1 سورة التوبة آية: 128-129.
(السنن) 2 / 534 (كتاب المناسك)(باب في زيارة القبور) حديث رقم (2042) قال شيخ الإسلام ابن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم) ص 321 عقب ذكره للحديث بإسناد أبي داود: (وهذا إسناده حسن؛ فإن رواته كلهم ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع الصائغ الفقيه المدني صاحب مالك فيه لين لا يقدح في حديثه) . وصحح النووي إسناده في (الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار () ص 106. وفي تصحيح إسناده نظر؛ لأن فيه (عبد الله بن نافع) وهو ابن أبي نافع الصائغ. قال فيه الحافظ ابن حجر (تقريب التهذيب) 1 / 456: (ثقة صحيح الكتاب، وفي حفظه لين) .
(الأحاديث المختارة) للضياء المقدس 2 / 49 حديث رقم (428) دون قوله (وصلوا عليّ
…
) . وفي إسناده (علي بن عمر) وهو ابن علي بن الحسين) . قال ابن حجر (تقريب التهذيب) 2 / 41: (مستور) . ونسبه في المطبوع (علي بن عمر بن الحسين وجاء في أصله (تهذيب الكمال) 2 / 986 (علي بن عمر بن علي بن الحسين) .
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية براءة.
الثانية: إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد.
الثالثة: ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته.
الرابعة: نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص، مع أن زيارته من أفضل الأعمال.
الخامسة: نهيه عن الإكثار من الزيارة.
السادسة: حثه على النافلة في البيت.
السابعة: أنه متقرر عندهم أنه لا يصلي في المقبرة.
الثامنة: تعليل ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعد، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب.
التاسعة: كونه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه.
[التعليق:]
باب: ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
من تأمل نصوص الكتاب والسنة في هذا الباب، رأى نصوصا كثيرة تحث على القيام بكل ما يقوي التوحيد وينميه ويغذيه، من الحث على الإنابة إلى الله وانحصار تعلق القلب بالله رغبة ورهبة، وقوة الطمع في فضله وإحسانه والسعي لتحصيل ذلك، وإلى التحرر من رق المخلوقين وعدم التعلق بهم بوجه من الوجوه، أو الغلو في أحد منهم، والقيام التام بالأعمال الظاهرة والباطنة، وتكميلها وخصوصا حث النصوص على روح العبودية وهو الإخلاص التام لله وحده.
ثم في مقابلة ذلك نهى عن أقوال وأفعال فيها الغلو بالمخلوقين، ونهى عن التشبه بالمشركين؛ لأنه يدعو إلى الميل إليهم.
ونهى عن أقوال وأفعال يخشى أن يتوصل بها إلى الشرك، كل ذلك حماية للتوحيد.
ونهى عن كل سبب يوصل إلى الشرك، وذلك رحمة بالمؤمنين ليتحققوا بالقيام بما خلقوا له من عبودية الله الظاهرة والباطنة وتكميلها، لتكمل لهم السعادة والفلاح.
وشواهد هذه الأمور كثيرة معروفة.