الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم
حمى التوحيد وسده طرق الشرك
عن عبد الله بن الشِّخِّير رضي الله عنه قال: "انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا. فقال: السيد: الله تبارك وتعالى. قلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا. فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان" رواه أبو داود بسند جيد1.
وعن أنس رضي الله عنه أن ناسا قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال:"يا أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله (" رواه النسائي بسند جيد2.
فيه مسائل:
الأولى: تحذير الناس من الغلو.
الثانية: ما ينبغي أن يقول من قيل له: "أنت سيدنا".
الثالثة: قوله: "لا يستهوينكم الشيطان" مع أنهم لم يقولوا إلا الحق.
الرابعة: قوله: "ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي".
(السنن) 5 /154-155 (كتاب الأدب)(باب في كراهية التمادح) حديث رقم (4806) قال ابن حجر (فتح الباري) 5 /179: (رجاله ثقات، وقد صححه غير واحد) . وقال المناوي (فيض القدير) 4 /152: (سكت عليه أبو داود ثم المنذري) . اهـ.
(عمل اليوم والليلة) ص250 حديث رقم (249)(ذكر اختلاف الأخبار في قول القائل سيدنا وسيدي) . من طريق أبي بكر بن نافع حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت عن أنس. الحديث بنحوه. وله طريق أخرى عن أنس عند الإمام أحمد (المسند) 3 /241 وطريقان آخران عن حماد به رواهما الإمام أحمد- أيضا- (المسند) 3 /153 و249. قال ابن عبد الهادي (الصارم المنكي) ص 246: (وفي المسند بإسناد صحيح على شرط مسلم عن أنس
…
الحديث) .
[التعليق:]
باب: ما جاء في حماية المصطفى حمى التوحيد وسده طرق الشرك
تقدم1 نظير هذه الترجمة وأعادها المصنف اهتماما بالمقام، فإن التوحيد لا يتم ولا يحفظ ولا يحصن إلا باجتناب جميع الطرق المفضية إلى الشرك، والفرق بين البابين أن الأول فيه حماية التوحيد بسد الطرق الفعلية، وهذا الباب فيه حمايته وسده بالتأدب والتحفظ بالأقوال.
فكل قول يفضي إلى الغلو الذي يخشى منه الوقوع في الشرك، فإنه يتعين اجتنابه ولا يتم التوحيد إلا بتركه.
والحاصل أن تمام التوحيد بالقيام بشروطه وأركانه ومكملاته ومحققاته، وباجتناب نواقضه ومنقصاته ظاهرا وباطنا، قولا وفعلا وإرادة واعتقادا.
وقد مضى من التفاصيل ما يوضح ذلك.
1 ص85 (باب ما جاء في حماية المصطفى (جناب التوحيد، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك) .