الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما جاء في كثرة الحلف
وقول الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} 1.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للكسب" أخرجاه2.
وعن سلمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه" رواه الطبراني بسند صحيح3.
وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم- قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه مرتين أو ثلاثة؟ - ثم إن بعدكم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن"4.
1 سورة المائدة آية: 89.
2 رواه البخاري: كتاب البيوع، باب يمحق الله الربا ويربي الصدقات (2 /735) حديث رقم (1981) . ومسلم: كتاب المساقاة باب النهي عن الحلف في البيع (3 /1228) حديث رقم (1606) . في البخاري: (ممحقة للبركة)، وفي مسلم:(ممحقة للربح) .
(المعجم الكبير) 6 /301 حديث رقم (6111)، و (المعجم الصغير) 2 /21 من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي حدثنا حفص بن غياث عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي مرفوعا وقال: لم يروه عن عاصم الأحفص. قال الهيثمي (مجمع الزوائد) 4 /78: (رواه الطبري في الثلاثة إلا أنه قال في (الصغير) و (الأوسط) : (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) . فذكره ورجاله رجال الصحيح) . اهـ ولفظه في (الكبير) : (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: أشيمط زان
…
) الحديث.
4 رواه البخاري: كتاب فضائل أصحاب النبي (، باب فضائل أصحاب النبي ((3 /1335)، حديث رقم (3450) . ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (4 /1964) حديث رقم (2535) .
وفيه عن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته"1.
وقال إبراهيم: "كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار".
فيه مسائل:
الأولى: الوصية بحفظ الأيمان.
الثانية: الإخبار بأن الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة.
الثالثة: الوعيد الشديد فيمن لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه.
الرابعة: التنبيه على أن الذنب يعظم مع قلة الداعي.
الخامسة: ذم الذين يحلفون ولا يستحلفون.
السادسة: ثناؤه صلى الله عليه وسلم على القرون الثلاثة أو الأربعة وذكر ما يحدث بعدهم.
السابعة: ذم الذين يشهدون ولا يستشهدون.
الثامنة: كون السلف يضربون الصغار على الشهادة والعهد.
[التعليق:]
باب: ما جاء في كثرة الحلف
أصل اليمين إنما شرعت تأكيدا للأمر المحلوف عليه، وتعظيما للخالق، ولهذا وحب أن لا يحلف إلا لله، وكان الحلف بغيره من الشرك.
ومن تمام هذا التعظيم أن لا يحلف بالله إلا صادقا.
ومن تمام هذا التعظيم أن يحترم اسمه العظيم عن كثرة الحلف بالكذب، وكثرة الحلف تنافي التعظيم الذي هو روح التوحيد.
1 رواه البخاري: كتاب فضائل أصحاب النبي (، باب فضائل أصحاب النبي (3 /1335) حديث رقم (3451) . ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (4 /1962-1963) حديث رقم (2533)(210) .