الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب بيان شيء من أنواع السحر
قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف عن حيان بن العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت".
قال عوف: العيافة: زجر الطير. والطرق: الخط يخط بالأرض. والجبت: قال الحسن: إنه الشيطان. إسناده جيد. ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه1.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد" رواه أبو داود وإسناده صحيح2.
1 رواه الإمام أحمد (المسند) 3 / 477 و 5 / 60 كما ذكر المؤلف، وأبو داود في (السنن) 4 / 228 (كتاب الطب)(باب في الخط وزجر الطير) حديث رقم (3907)، والنسائي في (الكبرى) في (كتاب التفسير) كما في (تحفة الأشراف) 8 / 275 وابن حبان (موارد الظمآن) ص 345 حديث رقم (1426) . قال النووي (رياض الصالحين) ص 591 حديث رقم (1678) :(رواه أبو داود بإسناد حسن) . وضعفه بالاضطراب الألباني في (غاية المرام في تخريج الحلال والحرام) ص 184 لاختلاف الرواة في إسناده عن عوف- وهو ابن أبي جميلة- حيث قال بعضهم: (حيان) لم ينسبه. وقال بعضهم: (حيان أبي العلاء) . وقال بعضهم: (حيان بن العلاء) . وقال بعضهم: (حبان بن مخارق أبي يعلى) .
(السنن) 4 / 226 (كتاب الطب)(باب في النجوم) حديث رقم (3905) ولفظه: (من اقتبس علما من النجوم) ولم يقل (شعبة) . ورواه- أيضا- ابن ماجه (السنن) 2 / 1228 (كتاب الأدب)(باب تعلم النجوم) . قال النووي (رياض الصالحين) ص 591 حديث رقم (1679) : (رواه أبو داود بإسناد صحيح) . وقال مثله الذهبي كما عزاه إليه المناوي في (فيض القدير) 6 / 80. وذكر أنه في (الكبائر) ، وقد ذكر الإمام الذهبي هذا الحديث في (الكبائر) في (الكبيرة السادسة والأربعون) ولم أقف على ما نسبه إليه المناوي رحمه الله.
وللنسائي من حديث أبي هريرة: "من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وُكِلَ إليه"1. وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا هل أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة: القالة بين الناس" رواه مسلم2. ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من البيان لسحرا"3.
فيه مسائل:
الأولى: أن العيافة والطرق والطيرة من الجبت.
الثانية: تفسير العيافة والطرق.
الثالثة: أن علم النجوم نوع من أنواع السحر.
الرابعة: أن العقد مع النفث من ذلك.
الخامسة: أن النميمة من ذلك.
السادسة: أن من ذلك بعض الفصاحة.
(السنن) 7 / 112 (كتاب تحريم الدم)(الحكم في السحرة) حديث رقم (4079) . قال الذهبي (ميزان الاعتدال) 2 / 378: (هذا الحديث لا يصح للين عباد وانقطاعه) . يريد بالانقطاع رواية الحسن له عن أبي هريرة، ولقوله:(من تعلق شيئا وكل إليه) . شاهد من حديث عبد الله بن عكيم يرتقي به المنزلة الحسن لغيره، وقد تقدم (باب ما جاء في الرقى والتمائم) .
2 رواه مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم النميمة (4 / 2012) حديث رقم (2606) وزاد فيه:(وأن محمدا (قال: أن الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا، ويكذب حتى يكتب كذابا) .
3 رواه البخاري: كتاب النكاح باب الخطبة (5 / 1976) حديث رقم (4851) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ومسلم: كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة (2 / 594) حديث رقم: (869) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه.
[التعليق:]
باب: السحر
وباب: شيء من أنواع السحر
وجه إدخال السحر في أبواب التوحيد أن كثيرا من أقسامه لا يتأتى إلا بالشرك، والتوسل بالأرواح الشيطانية إلى مقاصد الساحر، فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله قليله وكثيره. ولهذا قرنه الشارع بالشرك، فالسحر يدخل في الشرك من جهتين: من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب إليهم بما يحبون ليقوموا بخدمته ومطلوبه. ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب، ودعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، وذلك من شعب الشرك والكفر.
وفيه أيضا من التصرفات المحرمة والأفعال القبيحة كالقتل والتفريق بين المتحابين والصرف والعطف والسعي في تغيير العقول، وهذا من أفظع المحرمات، وذلك من الشرك ووسائله، ولذلك تعين قتل الساحر لشدة مضرته وإفساده. ومن أنواعه الواقعة في كثير من الناس النميمة، لمشاركتها للسحر في التفريق بين الناس، وتغيير قلوب المتحابين وتلقيح الشرور. فالسحر أنواع ودركات بعضها أقبح وأسفل من بعض.