الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: قول الله تعالى: {فلا تجعلو لله أندادآ وأنتم تعلمون}
…
باب
قول الله تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 1
قال ابن عباس في الآية: "الأنداد: هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لآتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لآتانا اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلانا، هذا كله به شرك". رواه ابن أبي حاتم2. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك" رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم3.
1 سورة البقرة آية: 22.
2 قال ابن كثير (التفسير) 1 /57-58: قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم حدثنا أبو عمرو حدثنا أبو الضحاك ابن مخلد أبو عاصم حدثنا شبيب بن بشر حدثنا عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل: (فلا تجعلوا لله أندادا) الحديث بنحوه. وفي إسناده (شبيب ابن بشر) وهو النجلي. قال ابن حجر (تهذيب التهذيب) 4 /306: (قال الدوري عن ابن معين ثقة
…
وقال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ كثيرا) . اهـ.
3 لم أقف عليه عند الترمذي والحاكم عن (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، وإنما وقفت عليه عندهما عن ابن عمر، رواه الترمذي (السنن) 4 /110 (كتاب النذور والأيمان) (باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله) حديث رقم (1535) وقال:(هذا حديث حسن) . اهـ. والحاكم في (المستدرك) 1 /18 (كتاب الأيمان) وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بمثل هذا الإسناد وخرجاه في الكتاب، وليس له علة ولم يخرجاه) . ورواه في موضع آخر (المستدرك) 4 /297 (كتاب الأيمان والنذور) وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) . اهـ.
وقال ابن مسعود: "لأن أحلف بالله كاذبا، أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا"1. وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان" رواه أبو داود بسند صحيح2.
وجاء عن إبراهيم النخعي: أنه يكره: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك، قال: ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة في الأنداد.
الثانية: أن الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر بأنها تعم الأصغر.
الثالثة: أن الحلف بغير الله شرك.
الرابعة: أنه إذا حلف بغير الله صادقا فهو أكبر من اليمين الغموس.
الخامسة: الفرق بين الواو وثم في اللفظ.
1 رواه عبد الرزاق (المصنف) 8 /469 (كتاب الأيمان والنذور)(باب الأيمان ولا يحلف إلا بالله) . حديث رقم (15929) من طريق الثوري عن أبي سلمة عن وبرة قال: قال عبد الله- لا أدري ابن مسعود أو ابن عمر-: لأن أحلف بالله كاذبا
…
مثله. قال الهيثمي (مجمع الزوائد) 4 /177: (رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح) . اهـ. وأبو سلمة المذكور في إسناد عبد الرزاق لم أهتد إليه. ورواية الطبراني المشار إليها في (المعجم الكبير) 9 /205 حديث رقم (8902) من طريق مسعر بن كدام عن وبرة بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله: لأن أحلف
…
الحديث.
(السنن) 5 /259 (كتاب الأدب)(باب لا يقال خبثت نفسي) حديث رقم (4980) وسكت عليه أبو داود ثم المنذري في (مختصر سنن أبي داود) 7 /274.
[التعليق:]
باب: قول الله تعالى:
{فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} 1.
الترجمة السابقة على قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً} 2 الآية، يقصد بها الشرك الأكبر بأن يجعل لله ندا في العبادة والحب والخوف والرجاء وغيرها من العبادات. وهذه الترجمة المراد بها الشرك الأصغر كالشرك في الألفاظ كالحلف بغير الله، وكالتشريك بين الله وبين خلقه في الألفاظ ك: لولا الله وفلان وهذا بالله وبك، وكإضافة الأشياء ووقوعها لغير الله كلولا الحارس لآتانا اللصوص، ولولا الدواء الفلاني لهلكت، ولولا حذق فلان في المكسب الفلاني لما حصل فكل هذا ينافي التوحيد.
والواجب أن تضاف الأمور ووقوعها ونفع الأسباب إلى إرادة الله وإلى الله ابتداء، ويذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه، فيقول: لولا الله ثم كذا ليعلم أن الأسباب مربوطة بقضاء الله وقدره. فلا يتم توحيد العبد حتى لا يجعل لله ندا في قلبه وقوله وفعله.
1 سورة البقرة آية: 22.
2 سورة البقرة آية: 165.