المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأولحياة المؤلف الشيخ عبد الله أبا بطين - الكافل بنيل السول في علم الأصول

[محمد بن يحيى بهران الزيدي]

الفصل: ‌المطلب الأولحياة المؤلف الشيخ عبد الله أبا بطين

‌المطلب الأول

حياةُ المؤلف الشيخ عبد الله أبا بطين

وفيه أربع مسائل:

المسألة الأولى: اسمه وأسرته ومولده ونشأته.

المسألة الثانية: شيوخه وتلاميذه.

المسألة الثالثة: أعماله وثناء العلماء عليه.

المسألة الرابعة: وفاته وأولاده ومؤلفاته.

***

ص: 11

المسألة الأولى

اسمه وأسرته ومولده ونشأته

اسمه:

هو العلامة الفقيه الأصولي: أبو عبد الرحمن، عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله أبا بطين.

من آل خميس من قبيلة عائذ (1).

أسرته:

آل أبا بطين من الأسر العلمية المعروفة في بلاد نجد. فوالده: الشيخ عبد الرحمن، وجده الأعلى الشيخ عبد الرحمن (ت1121هـ) صاحب كتاب المجموع فيما هو كثير الوقوع (2). وكلاهما من أهل العلم والفضل (3).

(1) قبيلة عائذ لها فرعان مؤتلفان، أحدهما: ذرية عائذ بن سعيد، من محارب، من مضر. والثاني: وهم الأكثر، ذرية عائذ الله بن سعد العشيرة، من مَذْحِج، من سبأ. وكان موطنهم القديم (الفرع الثاني) في بلاد الخرج ونعام، ثم تفرقوا بعد ذلك في سائر البلاد النجدية. والظاهر أن من في سدير منهم ينتمون إلى الفرع الأول. أما ذرية عائذ بن ثعلبه: فانتسب عامتهم إلى بني حنيفة، وبعضهم إلى الفضول. ينظر: الكلبي، الجمهرة 2/ 409 والمحقق، الأنساب 4/ 95.

(2)

له نسخة خطية في مكتبة الرياض السعودية.

(3)

ينظر: الفاخري، التاريخ 116، وابن حميد المكي، السحب الوابلة 2/ 502، 627، والقاضي، روضة الناظرين 1/ 336.

ص: 13

فكان لهذه الأسرة الصالحة المحافظة أثرها البالغ في حبه للعلم والتعلم. فجد واجتهد ولازم العلماء حتى أدرك علما جما وهو بعد في ميعة صباه وريعان شبابه ن وأعانه على ذلك ما حباه الله من ذهن وقّاد وفهم ثاقب وفطرة نقية (1).

مولده ونشأته:

ولد المؤلف في بلد الروضة (2) من إقليم سدير في أواخر عام 1194هـ، في وقت لم يستتب فيه الأمن هناك ولم يستقر للدعوة دولة (3). إلا أنه استطاع بفضل الله تعالى ثم بعناية أسرته أن يتلقى قسطا وافرا من العلم منذ صباه المبكر، وتربي على الأخلاق الكريمة والآداب الحسنة، ونعم بكنف أسرة كريمة فاضلة (4).

* * *

(1) عن الشعبي رحمه الله (ت بعد المائة) قال: إنما يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل والنسك. أخرجه الدارمي في السنن 1/ 104 وابن أبي الدنيا في العقل 59 ..

(2)

تقع بلد الروضة في أعلى وادي سدير (وادي الفي) إلى الشمال من مدينة الرياض (170كم) وقد كانت لبني العنبر، ثم عمرها آل مزروع في أواخر القرن العاشر، وسكنها معهم أسر كريمة من تميم وعائذ وباهلة والدواسر وغيرهم ينظر: الأصفهاني، بلاد العرب 262، وابن عيسى، تاريخ بعض الوقائع في نجد 47، والمحقق، البلدان النجدية 1/ 25. وينظر في بعض أخبار أمرائها آل ماضي: ابن بليهد، صحيح الأخبار 4/ 287.

(3)

ينظر بعض الوقائع بين أهل الروضة والبلدان المجاورة: الفاخري، التاريخ 147، 149.

(4)

قال ابن المظفر السمعاني رحمه الله (489هـ): إن أردتم الصادقين ففي البيوت القديمة. أخرجه السلفي في معجم السفر 367.

ص: 14

المسألة الثانية

شيوخه وتلاميذه

شيوخه:

تلقى المؤلف العلم منذ نعومة أظفاره، فحفظ القرآن الكريم على يد والده، وأخذ العلم عن علماء بلده ثم عن علماء الوشم والدرعية. ولم يزل مجدا في الطلب والتحصيل، ولم يمنعه اشتغاله بأعباء القضاء من مواصلة القراءة على من يلقاه من العلماء (1).

ومن أبرز شيوخه:

1 -

الشيخ محمد بن عبد الله بن طراد أبا حسين (ت1225هـ).

وأخذ عنه في الروضة: الفقه والأصول والحديث (2).

2 -

الشيخ حمد بن ناصر بن معمر (ت1225هـ).

وأخذ عنه في الدرعية: الفقه والتوحيد (3).

3 -

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين (ت1237هـ).

وأخذ عنه في شقراء الوشم: الفقه والأصول والتفسير والحديث والتوحيد (4).

(1) قرأ على الشيخ حسين الجعفري الشافعي النحو، أثناء توليه للقضاء في الطائف ينظر: ابن حميد السحب الوابلة 2/ 632.

(2)

ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 628 وابن عيسى، عقد الدرر 56.

(3)

ينظر: ابن عيسى، عقد الدرر 56.

(4)

ينظر: ابن بشر، عنوان المجد 1/ 464، وابن عيسى، عقد الدرر 56.

ص: 15

4 -

الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ت1242هـ).

وأخذ عنه في الدرعية: الحديث والفقه والتوحيد (1).

5 -

الشيخ أحمد بن حسن بن رشيد (ت1257هـ).

وأخذ عنه في الدرعية: الفقه والأصول والتفسير والحديث والنحو البلاغة، وأجازة (2).

6 -

الشيخ حسين بن عبد الرحمن الجعفري (ت1258هـ).

وأخذ عنه في بلد الطائف: النحو (3).

تلاميذه:

أخذ عن المؤلف طائفة كبيرة من الطلاب في كل بلد أقام فيه، وذلك لما كان يتمتع به من العلم الواسع والأدب الجم والعناية الفائقة بالطلاب والصبر على التعليم. فأحبوه وانتفعوا بعلمه، وتسابقوا على القراءة عليه وحضور مجالسه العلمية، وتوافدوا عليه من كل مكان (4).

وكان مما قرأ عليه الطلاب: صحيح البخاري، وصحيح مسلم،

(1) ينظر: القاضي، روضة الناظرين 1/ 336.

(2)

ينظر: ابن عيسى، عقد الدرر 56، وكانت الإجازة بتاريخ 29/ 10/1256هـ.

(3)

ينظر: ابن حميد ن السحب الوابلة 2/ 632، وابن عيسى، عقد الدرر 56. وفيه: الجعفري.

(4)

ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 631، وابن بشر، عنوان المجد 2/ 37، 139.

ص: 16

والمنتقي للمجد بن تيمية، وشرح عقيدة السفاريني (1)، وشرح المنتهى في الفقه (2)، وشرح مختصر التحرير في أصول الفقه، وبعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية: كالتدمرية والحموية والواسطية.

أما دروسه العامة: فبعد العصر وبين العشائين (3).

ومن أشهر من تتلمذ عليه:

1 -

الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع (ت1291هـ).

لازمه في شقراء وعنيزة، وتزوج ابنته، وقرأ عليه: في الفقه والحديث والتفسير وغيرها (4).

2 -

الشيخ علي بن محمد بن علي بن راشد (ت1303هـ).

أخذ عنه في عنيزة وأجازه: في الفقه والأصول والتفسير والحديث وأصوله والنحو والبلاغة (5).

(1) للشيخ تعليقات (ستة عشر تعليقة) على هذا الشرح، مطبوعة عام 1382هـ.

(2)

ينظر: حاشيته على شرح المنتهى، في مؤلفاته.

(3)

ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 630.

(4)

ينظر: ابن عيسى، عقد الدرر 57. وكان مما قرأ عليه: الإقناع، قرأه عليه عام 1258 هـ كما جاء في آخر نسخته الخطية. ينظر: ابن بسام، علماء نجد 6/ 215.

(5)

ينظر: ابن عيسى ن عقد الدرر 57، وأجازه بتاريخ 2/ 9/1257هـ، وكان مما قرأ عليه: شرح المنتهى، قرأه عليه قراءة بحث ومراجعة مرتين: الأولى عام 1256هـ، والثانية عام 1261هـ كما ذكر ذلك في آخر نسخته من هذا الكتاب. ينظر: ط/ مؤسسة الرسالة عام1421هـ.

ص: 17

3 -

الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم (ت1326هـ).

وأخذ عنه: في شقراء وعنيزة (1).

4 -

الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى (ت1329هـ).

وأخذ عنه: في شقراء وعنيزة (2).

(1) ينظر: ابن عيسى، عقد الدرر 57.

(2)

ينظر: ابن عيسى، عقد الدرر 57.

ص: 18

المسألة الثالثة

أعماله وثناء العلماء عليه

أعماله:

تولى المؤلف أعمالاً كثيرة، وكان مرجع القضاة والمفتين في زمنه. وأول عمل زاوله في شقراء، فقد كان شيخه الشيخ عبد العزيز الحصين يحيل عليه في كثير من القضايا (1).

وبعد عام 1220هـ أسند إليه الإمام سعود (ت1229هـ) قضاء الطائف، وفي عهد عبد الله بن سعود (ت1234هـ) أرسله إلى عمان قاضيا هناك فلم يطل البقاء فولاه القضاء في بلدان الوشم، ثم أضاف إليه الإمام تركي بن عبد الله (ت1249هـ) في عام 1240هـ قضاء سدير، فكان يمضي في الروضة شهرين ثم يعود للقضاء في شقراء (2).

وفي عام 1248هـ عينه قاضيا في عنيزة وجميع بلدان القصيم.

ثم كلفه الإمام فيصل بن تركي (ت1282هـ) عام 1251هـ بالقضاء في عنيزة، إلى عام 1270هـ. حيث اعتزل القضاء، وعاد إلى شقراء.

وكان طيلة هذه المدة الطويلة يقوم بالإمامة والخطابة والإفتاء، إلى آخر حياته (3).

(1) ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 630.

(2)

ينظر: ابن بشر، عنوان المجد 1/ 364، 424، 466، 2/ 37، 123.

(3)

ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 630، وابن بشر، عنوان المجد 1/ 466، 2/ 139، وابن عيسى، عقد الدرر 57، 58.

ص: 19

ثناء العلماء عليه:

تمتع المؤلف بمكانة سامية عند الخاصة والعامة: فكان المستشار المؤتمن للولاة في زمنه (1)، ومرجع أهل العلم (2)، وصاحب الرأي السديد والنظر الرشيد فيما كان يعرض للناس من أزمان ومشكلات (3).

وقد نال الثناء من أهل عصره.

يقول الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر (ت1290هـ): الشيخ العالم النسك العالم، المحقق الأوحد الفاضل، مالك قياد أدب العلم سالك سير الورع والحلم، افتخار العلماء الراسخين ومفيد الطالبين (4).

وقال الشيخ محمد بن عبد الله بن حميد (ت1295هـ): فقيه الديار النجدية في القرن الثالث عشر بلا منازع. جعل الله فيه من الفهم والذكاء وبطء النسيان، فمهر في الفقه وفاق أهل عصره.

وكان يقرر تقريرا حسنا ويستحضر استحضارا عجيبا، وكان جلدا على التدريس لا يمل ولا يضجر ولا يرد طالبا في أي كتاب، كريما

(1) ينظر: ابن بشر، عنوان المجد 2/ 130، 227.

(2)

ينظر: ما كان يرده من استفتاءات من الشيخ عبد الرحمن بن حسن وغيره من العلماء: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 2/ 233، 4/ 363، 375.

(3)

ينظر: ابن بشر، عنوان المجد 2/ 267، 209.

(4)

ابن بشر، عنوان المجد 1/ 465، 2/ 37.

ص: 20

سخيا ساكنا وقورا دائم الصمت كثير العبادة والتهجد، وبموته فقد التحقيق في مذهب الإمام أحمد (1).

(1) ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 629 - 633.

ص: 21

المسألة الرابعة

وفاته وأولاده ومؤلفاته

توفي - رحمه الله تعالى - في شقراء حاضرة بلاد الوشم، في السابع من جمادى الأولى عام 1282هـ، عن عمر ناهز التسعين. قضاها في العلم والتعليم، والدعوة والإمامة، والقضاء والنصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. فوافاه الأجل وهو على هذه الحالة الحسنة والسيرة العطرة.

وكان له من الأولاد أربعة أبناء: وهم عبد الرحمن (ت1281هـ) وعبد العزيز (1301هـ) وإبراهيم وعمر، وللثلاثة الأول عقب كثير (1).

مؤلفاته:

كتب كتبا كثيرة، وكان حسن الخط مضبوطة (2) وترك مكتبة من أشهر المكتبات الخاصة في نجد (3).

(1) ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 633، وابن عيسى، عقد الدرر 58، وشجرة هذه الأسرة.

(2)

ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 632، وابن عيسى ن عقد الدرر 57.

(3)

ينظر: الوصية التي كتبها الشيخ في الثاني عشر من ربيع الثاني عام 1282هـ. وقد جاء فيها ما نصه (وجميع الكتب وقف، والناظر عليها عبد الرحمن بن مانع).

ص: 22

ومن أشهر مؤلفاته:

1 -

حاشية شرح المنتهى للبهوتي.

وتقع في مجلد ضخم، قال ابن عيسى (ت1343هـ): حاشية نفيسة، جردها من حواشي نسخته تلميذة وابن بنته الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مانع (ت1286هـ)، فجاءت في مجلد ضخم (1). ولها نسخة خطية في مكتبة الصالحية بعنيزة.

2 -

حاشية الروض المربع للبهوتي:

ولها نسخة في مكتبة الشيخ عبد الله العنقري (2).

3 -

حاشية على زاد المستقنع للحجاوي.

ولها نسخة خطية في مكتبة جامعة الملك سعود.

4 -

شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب.

له نسخة خطية في إحدى المكتبات الخاصة (3).

(1) ابن عيسى، عقد الدرر 57، ولها نسخة أخرى نقلت من حواشي نسخة تلميذه الشيخ علي بن عبد الله بن عيسى، كما في حاشية العنقري 1/ 3.

(2)

نقل عنها الشيخ عبد الله العنقري في حاشيته على الروض المربع ن وسماها تقريرات على شرح الزاد. ينظر: حاشية العنقري 1/ 3. ولها نسخة أخرى في مكتبة الملك فهد، بقلم الشيخ علي بن عبد الله بن عيسى.

(3)

وذكره ابن قاسم (ت1392هـ) في مقدمة حاشيته على كتاب التوحيد، وسماه تعليقا.

ص: 23

5 -

تأسيس التقديس في الرد على ابن جرجيس.

طبع عام 1344هـ، وله نسخ خطية في عدد من المكتبات الخاصة والعامة (1).

6 -

الانتصار في الرد على ابن جرجيس.

طبع محققا عام 1409هـ، بعناية المحقق.

7 -

مختصر بدائع الفوائد لابن القيم.

له نسخة خطية في إحدى المكتبات الخاصة (2).

8 -

مختصر إغاثة اللهفان لابن القيم.

مطبوع، وله نسخه خطية في إحدى المكتبات الخاصة.

9 -

مختصر في علم أصول الفقه.

وهو هذا الكتاب، ويأتي الحديث عنه في المطلب الثاني.

10 -

الرد على قصيدة البردة للبوصيري.

طبع عام 1422هـ، وله نسخ خطية في بعض المكتبات الخاصة والعامة.

(1) ينظر: ابن عيسى، عقد الدرر 57.

(2)

ينظر: ابن حميد، السحب الوابلة 2/ 632، وقال: اختصر بدائع الفوائد في نحو نصفه. وابن عيسى، عقد الدرر57.

ص: 24

11 -

الحجة والبرهان في الرد على من قال بخلق القرآن.

طبع ضمن كتاب الدرر السنية (3/ 231 - 255)(1).

12 -

مجموعة كبيرة من الفتاوى والمسائل والرسائل والردود.

قال ابن عيسى: له فتاوى لو جمعت لجاءت في مجلد ضخم لكنها لا توجد مجموعة، ويا ليتها جمعت فإنها عظيم النفع (2).

وقد طبع بعضها في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، والدرر السنية. وبقي كثيرة منها مفرقا في المكتبات العامة والخاصة.

(1) وله نسخة خطية، بقلم تلميذه عبد العزيز بن عبد اللطيف، كتبها عام 1261هـ.

(2)

ابن عيسى، عقد الدرر 58.

ص: 25