المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قال الحافظ العراقي ـ رحمه الله تعالى ـ: وسَمِّ بالمقطوع قَول - الكواكب الدرية على المنظومة البيقونية

[سليمان بن خالد الحربي]

الفصل: قال الحافظ العراقي ـ رحمه الله تعالى ـ: وسَمِّ بالمقطوع قَول

قال الحافظ العراقي ـ رحمه الله تعالى ـ:

وسَمِّ بالمقطوع قَول التابعي

وفعله، وقد رأَى للشافعي

تعبيره به عن المنقطعِ

قُلْت وعكسه اصطلاح البردعي

فلو جئت لحديث منقطع وقلت هو مقطوع فلا أحد يقول لك هذا غلط لا مشاحة في الاصطلاح، فكل حديث منقطع يصح أن تقول عنه أنه مقطوع لكن ليس عليه الاصطلاح، ولو جئت لحديث مرسل وقلت هذا مقطوع لا إشكال، لكنك تكلمت بغير الكلام المفهوم باصطلاح المحدثين لكن أنت مسبوق بذلك.

(الحديث المسند)

قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ:

والمسند المتصل الإسناد من

راويه حتى المصطفى ولم يبن

انتقل المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ إلى القسم السادس وهو (الحديث المسند) .

مسند: اسم مفعول من أسْنَدَ يُسْنِدُ إسناداً فهو مُسنَد، فالمؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر المسمى وهو المسند، وذكر التعريف، وهو قسم من أقسام الحديث.

والمسند: "هو ما اتصل إسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير انقطاع "، كما عرّفه المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ وهو الصحيح.

فقولنا " ما اتصل إسناده "، أخذناه من قول المؤلف "المتصل الإسناد ".

وقولنا " إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "، أخذناه من قول المؤلف " حتى المصطفى ".

وقولنا " من غير انقطاع "، أخذناه من قول المؤلف " ولم يَبِنْ "، من بانَ يبِينُ أي انقطع.

مسألة: هل قولنا "هو ما اتصل إسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير انقطاع" هو تعريف المرفوع؟

أما على كلام المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فلا، لأنه قال في المرفوع " وما أضيف للنبي المرفوع "، فلم يذكر الاتصال.

أما على القول الثاني: الذي ذكرناه في المرفوع وهو قولنا " أن ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم شرطه أن يرفعه الصحابي "ً فاشترطنا الاتصال والرفع، على هذا التعريف يكون المسند هو المرفوع.

فحديث (إنما الأعمال بالنيات) ماذا نصِفُه؟

ص: 45

نقول إنه حديث مرفوع ومسند ومتصل وموصول، هذه كلها أوصاف لهذا الحديث، إذاً لا تتداخل عندنا المسميات لأنها اصطلاحات واستخدمها المحدثون، وأنا ذكرت كثيرا في علم أصول الفقه وفي علم المصطلح وفي علم النحو، طالب العلم مشكلته في عدم الاهتمام بمعرفة المصطلحات، فكثير من طلبة العلم يدخل ويبحث في هذا العلم ولعلّه يؤلف والاصطلاح عنده غير دقيق ولا يفهم في الاصطلاحات، وهذا نقص كبير، فقد تجلس مع أحد يصحح ويضعف وتقول له عرّف الحديث الحسن؟ فلا يستطيع أن يأتي بتعريف واحد، وهو يبحث ويصحح ويجمع الطرق، لكن الحدود ليست في عقله، وهذا قصور كبيرا جدا في التصور، فلا بد أن تعرف الحدود وتتصورها وتضبطها، لأن هذا هو انطلاقك، والتلكؤ الذي يكون عند الكثير من طلبة العلم هو أخذ العلم بجملة كأنه حمّال حطب، ما يدري ما الذي معه، لكن لو كل إنسان يعرف ما هو الحد وما هو المصطلح هذا؟ ، فمتى استخدمها يجد أن العلم مضيء في كل زاوية يعرف ما الذي معه.

ولكن كيف نعرف الحدود وكيف نحفظها؟

من خلال هذه المنظومات، فإذا لم تحفظ منظومة لا يمكن أن تستقر الحدود في عقلك.

مسألة: ما الذي يختلف في تعريف المسند والمرفوع عند المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ؟

المسند: يكون متصلَا.

والمرفوع: لم يشترط فيه الاتصال.

فالمسند مرفوع متصل، والمرسل مرفوع ليس بمتصل، فلا يمكن أن نقول لحديث مرسل بأنه متصل، ولا يمكن أن نقول لحديث منقطع بأنه متصل، ويمكن أن نقول لحديث موقوف بأنه متصل، فبينهما عموم وخصوص مطلق، فكل مرفوع يكون متصلا وليس كل مرسل يكون متصلاً، وهذا عند المؤلف ـ رجمه الله تعالى ـ.

? لفتة لغوية:

قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ:

والمسند المتصل الإسنادِ من

.............................

كيف أضاف المؤلف إلى ما فيه " أل"، فهل تجتمع الإضافة مع " أل "؟

ص: 46