المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌522 - (8) باب عقوبة من أراد أهل المدينة بسوء والترغيب فيها عند فتح الأمصار وبيان حين يتركها أهلها - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ١٥

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌515 - (1) باب فرض الحج في العمر مرة واشتراط وجود المحرم في جواز سفر المرأة لحج أو غيره

- ‌516 - (2) باب ما يقول المحرم إذا سافر للحج وإذا قفل منه والتعريس بذي الحليفة والصلاة بها إذا صدر من حج أو عمرة

- ‌517 - (3) باب لا يحج البيت مشرك ولا يطوف به عريان وفضل يوم عرفة وثواب الحج والعمرة

- ‌518 - (4) باب نزول الحاج بمكة وتوريث دورها وجواز إقامة المهاجر بمكة ثلاثة أيام بعد فراغه من الحج أو العمرة

- ‌519 - (5) باب تحريم مكة وصيدها وشجرها ولقطتها والنهي عن حمل السلاح فيها وجواز دخولها بلا إحرام

- ‌520 - (6) باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة وبيان تحريمها وتحريم صيدها وشجرها وبيان حدود حرمها

- ‌521 - (7) "باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها وأن الطاعون والدجال لا يدخلانها وأنها تنفي شرارها

- ‌522 - (8) باب عقوبة من أراد أهل المدينة بسوء والترغيب فيها عند فتح الأمصار وبيان حين يتركها أهلها

- ‌523 - (9) باب فضل ما بين القبر والمنبر وفضل جبل أحد وفضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة

- ‌524 - (10) باب فضل المساجد الثلاثة وبيان المسجد الذي أُسس على التقوى وفضل مسجد قباء

- ‌ كتاب النكاح

- ‌525 - (11) باب الترغيب في النكاح وكراهية التبتل ودفع ما يقع في النفس بمواقعة الزوجة

- ‌526 - (12) باب الترخيص في نكاح المتعة في أول الإسلام ثم نسخه وتحريمه التي يوم القيامة

- ‌527 - (13) باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها وما جاء في نكاح المُحْرِم وخِطْبته

- ‌528 - (14) باب النهي عن خطبة الرجل على خطبة أخيه وعن الشغار وعن الشرط في النِّكَاح

- ‌529 - (15) باب استئمار الثيب واستئذان البكر، والصغيرة البكر يزوجها أبوها واستحباب النكاح في شوال

- ‌530 - (16) باب النظر إلى المخطوبة واشتراط الصداق في النكاح وجواز كونه منافع وأقل قليل والأمر بالوليمة

- ‌531 - (17) باب عتق الرجل أمته ثم تزوجها وهل يصح أن يجعل العتق صداقًا وذكر الوليمة

- ‌532 - (18) باب زواج زينب بنت جحش، ونزول الحجاب فيه، والهدية للعروس في حال خلوته، والأمر بإجابة دعوة النِّكَاح، وقوله شر الطعام طعام الوليمة

- ‌533 - (19) باب ما يحل للمطلقة ثلاثًا وما يقال عند الجماع وجواز وطء المرأة في قبلها من خلفها

الفصل: ‌522 - (8) باب عقوبة من أراد أهل المدينة بسوء والترغيب فيها عند فتح الأمصار وبيان حين يتركها أهلها

‌522 - (8) باب عقوبة من أراد أهل المدينة بسوء والترغيب فيها عند فتح الأمصار وبيان حين يتركها أهلها

3239 -

(1303)(53) حدثني مُحَمدُ بن حَاتِم وإبْرَاهِيمُ بن دِينَارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا حَجاجُ بْنُ مُحَمدِ. ح وَحَدثَنِي مُحَمدُ بْنُ رَافِع. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاقِ كِلاهُمَا، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ. أَخْبَرَنِي عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ بنِ يُحَنسَ، عَن أَبِي عَبْدِ الله الْقَرَّاظِ؛ أَنهُ قَال: أشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيرَةَ أَنهُ قَال: قَال أبُو القَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: "مَن أَرَادَ أَهْلَ هذِهِ الْبَلدَةِ بِسُوءٍ (يَعْنِي المدِينَةَ) أَذَابَهُ الله كَمَا يَدُوبُ الْمِلْحُ فِي الماءِ"

ــ

522 -

(8) باب عقوبة من أراد أهل المدينة بسوء والترغيب فيها عند فتح الأمصار وبيان حين يتركها أهلها

3239 -

(1303)(53)(حدثني محمد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي، صدوق، من (10)(وإبراهيم بن دينار) البغدادي أبو إسحاق التمار، ثقة، من (10) (قالا: حدثنا حجاج بن محمد) المصيصي الأعور أبو محمد البغدادي، ثقة، من (9)(ح وحدثني محمد بن رافع) القشيري النيسابوري، ثقة، من (11)(حدثنا عبد الرزاق) بن همام الحميري الصنعاني ثقة، من (9)(كلاهما) أي كل من حجاج بن محمد وعبد الرزاق رويا (عن) عبد الملك (ابن جريج) الأموي المكي، ثقة، من (6)(أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس) بوزن يعلم الأسدي مولاهم المدني، روى عن أبي عبد الله القراظ في الحج، ويروي عنه (م د) وابن جريج والدراوردي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: مقبول، من السادسة (عن أبي عبد الله) دينار بن عبد الله (القراظ) الخزاعي مولاهم المدني، ثقة ولكنه يرسل (أنه) أي أن أبا عبد الله (قال: أشهد على أبي هريرة أنه قال): وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد مكي واثنان بغداديان وواحد نيسابوريّ وواحد صنعاني (قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: من أراد أهل هذه البلدة بسوء) أي بشر، قيل: يحتمل أن المراد من أرادها غازيًا مغيرًا عليها، ويحتمل غير ذلك، وقد سبق بيان هذا الحديث قريبًا في الأبواب السابقة، قال الراوي:(يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بالبلدة (المدينة) المنورة (أذابه الله) تعالى أي أهلكه الله تعالى ويعدمه كما يدوب) أي كما ينماع وينعدم (الملح في الماء) أي يعدمه

ص: 154

3240 -

(00)(00) وحدثني مُحَمدُ بن حَاتِمٍ وَإبراهِيمُ بن دِينَارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا حَجاجٌ. ح وَحَدثَنِيهِ مُحَمدُ بن رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاقِ. جَمِيعا عَنِ ابْنِ جُرَيج. قَال: أخبَرَنِي عَمرُو بْنُ يَحيَى بنِ عُمَارَةَ؛ أَنهُ سَمِعَ القَرَّاظَ (وَكَانَ مِن أَصحَابِ أبِي هُرَيرَةَ) يَزعُمُ أَنهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ:

ــ

إعدامًا كانعدام الملح في الماء أي أهلكه الله بكليته عبر عنه بالذوب تهويلًا في إيلامه لأن ألم الهلاك بالتدريج أشد مما يكون بغتة اهـ من المبارق، قال الطيبي:(قوله كما يذوب الملح) فيه معنى قوله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلا بِأَهْلِهِ} شبه أهل المدينة لوفور علمهم وصفاء قريحتهم بالماء، وشبه من يريد الكيد بهم بالملح لأن نكاية كيدهم لما كانت راجعة إليهم شبهوا بالملح الذي يريد إفساد الماء فيذهب بنفسه. فإن (قلت): يلزم على هذا كدورة بسبب فنائهم (قلت): المراد في التشبيه مجرد الإفناء ولا يلزم في وجه الشبه أن يكون شاملًا جميع أوصاف المشبه به، ونحوه قولهم: النحو في الكلام كالملح في الطعام اهـ من السنوسي، وفي شرح النووي عن القاضي: قال قوم وهو مختص بمدة حياته صلى الله عليه وسلم، وقال آخرون: هو عام وهذا أصح ألا ترى أن مسلم بن عقبة لما حارب المدينة هلك في منصرفه عنها، ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على إثر ذلك وغيرهما ممن صنع صنعهما اهـ. وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى ولكن شاركه أحمد [2/ 279].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:

3240 -

(00)(00)(وحدثني محمد بن حاتم) بن ميمون البغدادي (وإبراهيم بن دينار) البغدادي (قالا: حدثنا حجاج) بن محمد الأعور المصيصي البغدادي (ح وحدثناه محمد بن رافع) القشيري النيسابوري (حدثنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني (جميعًا) أي كل من حجاج وعبد الرزاق رويا (عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة) بن أبي حسن المازني المدني، ثقة، من (6)(أنه سمع) أبا عبد الله دينار بن عبد الله (القراظ) نسبة إلى القرظ الذي يدبغ به، قال ابن أبي حاتم: لأنه كان يبيعه، الخزاعي المدني، ثقة، من (3) ولكنه يرسل (وكان) القراظ (من أصحاب أبي هريرة) أي ممن يلازمه، كلام مدرج من عمرو بن يحيى أي سمع القراظ حالة كون القراظ (يزعم) أي يقول:(أنه سمع أبا هريرة يقول): والزعم بمعنى القول الصحيح لا القول الفاسد.

ص: 155

قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ (يُرِيدُ الْمَدِينَةَ) أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ".

قَال ابْنُ حَاتِمٍ، فِي حَدِيثِ ابْنِ يُحَنَّسَ، بَدَلَ قَوْلِهِ بِسُوءٍ: شَرًّا.

3241 -

(00)(00) حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَن أَبِي هَارُونَ مُوسَى بْنِ أَبِي عِيسَى. ح وَحَدثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا الدرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمدِ بْنِ عَمْرٍو، جَمِيعًا سَمِعَا أَبَا عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظَ. سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِهِ

ــ

وهذا السند من سداسياته، غرضه بسوقه بيان متابعة عمرو بن يحيى لعبد الله بن عبد الرحمن في الرواية عن القراظ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أهلها بسوء يريد المدينة أذابه الله) تعالى (كما يذوب الملح في الماء، قال) محمد (بن حاتم في حديث) أي في رواية عبد الله بن عبد الرحمن (بن يحنس بدل قوله) أي بدل قول ابن حاتم هنا (بسوء) قال هناك (شرًّا) أي بشر، والذي قال هناك بسوء هو ابن دينار.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

3241 -

(00)(00)(حدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (حدثنا سفيان) بن عيينة (عن أبي هارون موسى بن أبي عيسى) ميسرة الحناط الغفاري المدني، ثقة، من (6)(ح وحدثنا ابن أبي عمر) أيضًا (حدثنا) عبد العزيز بن محمد بن عبيد (الدراوردي) الجهني مولاهم المدني (عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي أبي عبد الله المدني، صدوق له أوهام، من (6) روى عنه في (5) أبواب (جميعًا) أي كل من أبي هارون ومحمد بن عمرو (سمعا أبا عبد الله) دينار بن عبد الله (القراظ) الخزاعي المدني (سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وساقا (بمثله) أي بمثل ما روى عمرو بن يحيى بن عمارة عن القراظ، غرضه بيان متابعة أبي هارون ومحمد بن عمرو لعمرو بن يحيى بن عمارة.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي هريرة يحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهما فقال:

ص: 156

3242 -

(1304)(54) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا حَاتِم (يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ) عَنْ عُمَرَ بْنِ نُبَيهٍ. أَخْبَرَنِي دِينَارٌ الْقَرَّاظُ. قَال: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقاص يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ الله كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ".

3243 -

(00)(00) وحدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ (يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ) عَنْ عُمَرَ بْنِ نُبَيهٍ الْكَعْبِي، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الْقَراظِ؛ أَنهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ. غَيرَ أَنهُ قَال:"بِدَهْمٍ أَوْ بِسُوءٍ"

ــ

3242 -

(1304)(54)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل) مولى بني عبد الدار أبو إسماعيل المدني، صدوق، من (8) روى عنه في (12) بابا (عن عمر بن نبيه) مصغرًا الخزاعي الكعبي المدني، روى عن دينار القراظ أبي عبد الله في الحج، ويروي عنه (م س) وحاتم بن إسماعيل وإسماعيل بن جعفر، له عندهما حديث واحد، قال ابن المديني: شيخ ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: مقل، وقال في التقريب: لا بأس به، من السادسة (أخبرني دينار) بن عبد الله أبو عبد الله (القراظ) الخزاعي المدني (قال: سمعت سعد بن أبي وقاص) مالك بن أُهَيب سنان الزهري المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته رجاله كلهم مدنيون إلا قتيبة بن سعيد (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أهل المدبنة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء). وهذا الحديث انفرد به المؤلف رحمه الله تعالى ولكن شاركه أحمد [1/ 169].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة فيه فقال:

3243 -

(00)(00)(وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر) بن أبي كثير الزرقي المدني، ثقة، من (8)(عن عمر بن نبيه) الخزاعي (الكعبي) المدني (عن أبي عبد الله) دينار بن عبد الله (القراظ) المدني (أنه سمع سعد بن) أبي وقاص (مالك) بن أُهَيب الزهري المدني رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة إسماعيل بن جعفر لحاتم بن إسماعيل (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وساق إسماعيل بن جعفر (بمثله) أي بمثل ما حدث حاتم بن إسماعيل (غير أنه) أي لكن أن إسماعيل بن جعفر (قال) في روايته إذا به الله (بدهم) أي بمصيبة عظيمة (أو) قال الراوي: أذابه الله (بسوء) أي

ص: 157

3244 -

(00)(00) وحدثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيدُ الله بن مُوسَى، حَدَّثَنَا أسَامَةُ بن زَيدٍ، عَن أَبِي عَبْدِ الله القَراظِ. قَال: سَمِعتُهُ يَقُولُ: سَمِعتُ أَبَا هُرَيرَةَ وَسَعْدًا يَقُولانِ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بَارِكْ لأَهلِ المدِينَةِ فِي مُدِّهِم" وَسَاقَ الحدِيثَ. وَفِيهِ: "مَن أَرَادَ أَهلَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ الله كَمَا يَذُوبُ الملحُ فِي الماءِ".

3245 -

(1305)(55) حدثنا أبُو بَكرِ بن أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيع، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَن أَبِيهِ، عَن عَبدِ الله بنِ الزبَيرِ، عَن سُفيَانَ بْنِ أَبِي زُهَير

ــ

بشر، والشك من عمر ابن نبيه فيما قاله سعد، والدهم بفتح الدال وإسكان الهاء أي بغائلة وأمر عظيم اهـ نووي.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة وسعد رضي الله عنهما فقال:

3244 -

(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبيد الله بن موسى) العبسي الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا أسامة بن زيد) الليثي مولاهم المدني، صدوق، من (7) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي عبد الله القراظ) الخزاعي المدني (قال) أسامة:(سمعته) أي سمعت أبا عبد الله القراظ (يقول: سمعت أبا هريرة وسعدًا) ابن أبي وقاص (يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أسامة بن زيد لعبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس وعمر بن نبيه في رواية هذا الحديث عن أبي عبد الله القراظ عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة (اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم وساق) أسامة بن زيد (الحديث) السابق عن ابن يحنس وعمر بن نبيه (وفيه) أي وفي ذلك الحديث الذي ساقه أسامة (ومن أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء).

ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة بحديث سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه فقال:

3245 -

(1305)(55)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير) الشنائي

ص: 158

قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يُفْتَحُ الشامُ. فَيَخرُجُ مِنَ المدِينَةِ قَوْم بِأهْلِيهِمْ. يَبُسُّونَ وَالمدِينَةُ خَير لَهُم لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

ــ

بمعجمة ثم نون من أزد شنوءة بفتح المعجمة وبضم النون وبعد الواو همزة، الصحابي المشهور المدني رضي الله عنه، روى عنه عبد الله بن الزبير في الحج، والسائب بن يزيد في البيوع، له خمسة أحاديث اتفقا على حديثين، ويروي عنه (خ م س ق) وابن الزبير والسائب بن يزيد وعروة بن الزبير. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون واثنان كوفيان وفيه رواية صحابي عن صحابي. وقوله:(عن سفيان بن أبي زهير) كذا للأكثر ورواه حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه كذلك، وقال في آخره: ثم لقيت سفيان بن أبي زهير عند موته فأخبرني بهذا الحديث، واسم أبي زهير القَرِد بفتح القاف وكسر الراء بعدها مهملة، وقيل: نمير وهو الشنوئي من أزد شنوءة بفتح المعجمة وضم النون وبعد الواو همزة مفتوحة، وفي النسب كذلك، وقيل بفتح النون بعدها همزة مكسورة بلا واو، وشنوءة هو عبد الله بن كعب بن مالك بن نضر بن الأزد، وسُمي شنوءة لشنآن كان بينه وبين قومه اهـ فتح الملهم (قال) سفيان بن أبي زهير:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُفتح الشام) للمسلمين بالتذكير والتأنيث أي يغلبونها ويأخذونها من أهلها (فيخرج من المدينة قوم) من المسلمين (باهليهم) أي مع أهليهم بقصد التحول إلى الشام، حال كونهم (يبسون) أي يسيرون إلى الشام سيرًا شديدًا ويسرعون إليها إسراعًا بليغًا ليستوطنوها، والجملة صفة لقوم، وأصل البَس سوق الإبل كما في النهاية، وذكر النووي في ضبطه ثلاثة أوجه ضم الباء وكسرها مع فتح الياء على أنه ثلاثي من بابي قتل وضرب، وضم الياء مع كسر الباء على أنه من مزيد الثلاثي من باب أعلم، قال أبو عبيد: والبس سوق الإبل تقول بس بسًا عند السوق وإرادة السرعة؛ ومعناه يسوقون دوابهم، وقال الداودي: معناه يزجرون دوابهم فيبسون ما يطؤونه من الأرض من شدة السير فيصير غبارًا، قال تعالى:{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)} أي سالت سيلًا (والمدينة) أي والحال أن المدينة (خير لهم) من الشام أي والحال أن الإقامة بالمدينة خير لهم من الإقامة في البلاد التي ينتقلون إليها لأن المدينة حرم الرسول صلى الله عليه وسلم ومهبط الوحي ومنزل البركات الدنيوية والأخروية اهـ مبارق مع زيادة من المرقاة (لو كانوا يعلمون) أي ما في الإقامة فيها من الفوائد؛ من فضل الصلاة في المسجد النبوي وثواب

ص: 159

ثُمَّ يُفْتَحُ الْيَمَنُ. فيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ بِأهْلِيهِمْ. يَبُسُّونَ. وَالْمَدِينَةُ خَير لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. ثُمَّ يُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْم بِأهْلِيهِمْ. يَبُسُّونَ. وَالْمَدِينَةُ خَير لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"

ــ

الإقامة فيها وغير ذلك، جوابه محذوف تقديره لما ارتحلوا منها اهـ ابن الملك، ويحتمل أن تكون لو للتمني فلا تحتاج إلى جواب أي ليتهم يعلمون خيريتها، وعلى كلا الوجهين ففيه تجهيل لمن فارقها وآثر غيرها قالوا: والمراد الخارجون من المدينة رغبة عنها كارهين لها، وأما من خرج لحاجة أو تجارة أو جهاد أو نحو ذلك فليس بداخل في معنى الحديث، قال الطيبي: والذي يقتضيه هذا المقام أن ينزل (يعلمون) منزلة اللازم لينتفي عنهم المعرفة بالكلية، ولو ذهب مع ذلك إلى التمني لكان أبلغ لأن التمني طلب ما لا يمكن حصوله أي ليتهم كانوا من أهل العلم تغليظًا وتشديدًا (ثم يفتح اليمن) بالتذكير والتأنيث (فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) وقال البيضاوي: المعنى أنه يفتح اليمن فيُعجب قومًا بلادها وعيش أهلها فيحملهم ذلك على المهاجرة إليها بأنفسهم وأهليهم حتى يخرجوا من المدينة، والحال أن الإقامة في المدينة خير لهم لأنها حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجواره ومهبط الوحي ومنزل البركات لو كانوا يعلمون ما في الإقامة بها من الفوائد الدينية بالعوائد الأخروية التي يستحقر دونها ما يجدونه من الحظوظ الفانية العاجلة بسبب الإقامة في غيرها، قال الطيبي: تنكيرُ قوم ووصفهم بكونهم يبسون ثم توكيده بقوله لو كانوا يعلمون لأنه يشعر بأنهم ممن ركن إلى الحظوظ البهيميّة والحطام الفاني وأعرضوا عن الإقامة في جوار الرسول ولذلك كرر قومًا ووصفه في كل قرينه بقوله يبسون استحضارًا لتلك الهيئة القبيحة والله أعلم (ثم يفتح العراق) بالتذكير فقط (فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) قوله: (يفتح الشام) إلخ هكذا هو في رواية وكيع هذه البداية بذكر الشام، وفي رواية ابن جريج الآتية بعدها بدأ باليمن ثم ذكر الشام ثم العراق ووافقه على هذا الترتيب مالك عند البخاري ولكن لا بلفظة ثم بل بالواو وهذا هو الأرجح، قال ابن عبد البر وغيره: افتتحت اليمن في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وفي أيام أبي بكر وافتتحت الشام بعدها والعراق بعدها، وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة فقد وقع على وفق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم على ترتيبه ووقع تفرق

ص: 160

3246 (00)(00) حدثنا مُحَمدُ بْنُ رَافِع. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيج. أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُروَهٌ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الزبَيرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيرِ. قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَأتِي قَوْمْ يَبُسُّونَ. فَيَتَحَملُونَ بِأهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ. وَالْمَدِينَةُ خَير لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. ثم يُفْتَحُ الشامُ فَيَأتِي قَوْه يَبُسُّونَ فَيَتَحَمَلُونَ بِأهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ. وَالْمَدِينَةُ خَيرْ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ. ثم يُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَأتِي قَوْم يَبُسونَ. فَيَتَحَملُونَ بِأهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ. وَالْمَدِينَةُ خَير لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"

ــ

الناس في البلاد لما فيها من السعة والرخاء لو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرًا لهم، وفي هذا الحديث فضل المدينة على البلاد المذكورة وهو أمر مجمع عليه، وفيه دليل على أن بعض البقاع أفضل من بعض ولم يختلف العلماء في أن للمدينة فضلًا على غيرها وإنما اختلفوا في الأفضلية بينها وبين مكة اهـ فتح الملهم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 220]، والبخاري [1875].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه فقال:

3246 -

(00)(00)(حدثنا محمد بن رافع) القشيري النيسابوري (حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن سفيان بن أبي زهير) نمير أو قَرِد رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة ابن جريج لوكيع (قال) سفيان (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون) من اليمن إلى المدينة (فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم) أي ومن وافقهم في السفر معهم من غير أهليهم، وفي الحديث السابق يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلم إلى الرخاء (والمدينة) أي والحال أن المدينة (خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) والله أعلم.

ص: 161

3247 -

(1306)(56) حدثني زُهَيرُ بن حَرْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، عَن يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ. ح وَحَدثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحيَى (وَاللفظُ لَهُ) أَخبَرَنَا ابْنُ وَهبٍ. أَخبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن سَعِيدِ بْنِ المسَيبِ؛ أَنهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِلمَدِينَةِ:"لَيَتْرُكَنهَا أَهلُهَا عَلَى خَيرِ مَا كَانَتْ مُذلَّلَةَ لِلْعَوَافِي" يَعْنِي السبَاعَ وَالطيرَ

ــ

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى للجزء الأخير من الترجمة بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

3247 -

(1306)(56)(حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو صفوان) عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان أبو صفوان القرشي الأموي الدمشقي، روى عن يونس بن يزيد في الحج والبيوع وغيرهما وأبيه وثور بن يزيد وابن جريج، ويروي عنه (خ م س ق) وزهير ومحمد بن عباد وأحمد، وثقه ابن معين وابن المديني، وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق، وقال الدارقطني: ثقة، وقال في التقريب: ثقة، من التاسعة، مات على رأس المائتين (200)(عن يونس بن يزيد) الأيلي (ح وحدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (واللفظ له) أي لحرملة (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم البصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي الأموي (عن ابن شهاب) الزهري المدني (عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني (أنه سمع أبا هريرة) المدني رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد أيلي واثنان مصريان أو أحدهما دمشقي والآخر نسائي، وفيه رواية تابعي عن تابعي (يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة) أي في شأن المدينة: والله (ليتركنها) أي ليتركن المدينة (أهلها) أي سكّانها (على خير ما) أي على أحسن حال كانت) عليها حالة كونها (مذللة) أي مستقرًا ومأوى (للعوافي) غير محمية عنها ولا محفوظة منها من تذليل القطف وهو تسهيل اجتنائه وإدناؤه من قاطفه (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بالعوافي (السباع والطير) فتكون المدينة وحوشًا أي ذات وحش، والعوافي جمع العافية تأنيث العافي وهو كما في القاموس كل طالب فضل أو رزق يعني من إنسان أو بهيمة أو طائر، وفسر العوافي في الحديث بالسباع والطير، وهو كلام مدرج من الراوي؛ والمعنى أن أهل المدينة يتركونها مخلاة بحال أحسنيتها للوحوش والطير اهـ من بعض الهوامش، قوله: (على خير ما

ص: 162

قَال مُسلِمٌ: أَبُو صَفوَانَ هذَا هُوَ عَبْدُ الله بن عَبدِ المَلِكِ يَتِيمُ ابْنِ جُرَيج عَشرَ سِنِينَ. كَانَ فِي حجرِهِ

ــ

كانت عليه) أي على أحسن حال كانت عليه فيما قبل من كثرة ثمارها وتشييد عمائرها وسعة قراها، قال القرطبي تبعًا لعياض: وقد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس وملجأهم وحملت إليها خيرات الأرض وصارت من أعمر البلاد فلما انتقلت الخلافة إلى الشام ثم إلى العراق وتغلبت عليها الأعراب تعاورتها الفتن وخلت من أهلها فقصدتها عوافي الطير والسباع، وقال النووي: والمختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة ويؤيده قصة الراعيين، فقد وقع عند مسلم بلفظ: ثم يحشر راعيان، وفي البخاري: إنهما آخر من يحشر، ورجحه الحافظ في الفتح، وقال بعد نقل الروايات وهذا لم يقع قطعًا، وقال المهلب: في هذا الحديث أن المدينة تسكن إلى يوم القيامة وإن خلت في بعض الأوقات لقصد الراعيين بغنمهما إلى المدينة، قوله:(العوافي) جمع عافية وهي التي تطلب أقواتها ويقال للذكر عاف، قال ابن الجوزي: اجتمع في العوافي شيئان أحدهما أنها طالبة لأقواتها من قولك عفوت فلانًا أعفوه فأنا عاف والجمع عفاة أي أتيته أطلب معروفه، والثاني من العفاء وهو الموضع الخالي الذي لا أنيس به فإن الطير والوحش تقصده لأمنها على نفسها فيه اهـ.

(قال) الإمام (مسلم) رحمه الله تعالى وهو من كلام بعض رواته أو من كلامه على سبيل التجريد البياني (أبو صفوان هذا) الذي ذكرناه في السند (هو عبد الله بن عبد الملك يتيم ابن جريج) أي ربيبه (عشر سنين كان في حجره) أي في حجر ابن جريج وتربيته وتعهده وحفظه، وعشر سنين ظرف متعلق بكان، وفي تهذيب التهذيب أبو صفوان هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي الدمشقي أبو صفوان، ذهبت به أمه أم جميل بنت عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية إلى مكة حين قُتل أبوه مع مروان بن محمد، روى عن أبيه وابن جريج ويونس بن يزيد الأيلي وأسامة بن زيد الليثي ومالك وابن أبي ذئب ومجالد وثور بن يزيد وغيرهم، قال ابن معين وعلي بن المديني وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي: ثقة، وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال علي بن المديني: قال لي أبو صفوان: كان مؤدبي يحيى بن يحيى الغساني، قال علي: وكان أفقه قرشي رأيته، وقال الدارقطني: من

ص: 163

3248 -

(00)(00) وحدّثني عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيبِ بْنِ الليثِ. حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدي. حَدَّثَنِي عُقَيلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَاب؛ أَنهُ قَال: أَخبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيبِ، أَن أَبَا هُرَيرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيرِ مَا كَانَتْ. لَا يَغْشَاهَا إلَّا الْعَوَافِي (يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطيرِ)

ــ

الثقات. (قلت): حكى بعضهم أنه توفي في حدود المائتين اهـ منه.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

3248 -

(00)(00)(وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث) بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم المصري، ثقة، من (11)(حدلني أبي) شعيب بن الليث بن سعد الفهمي أبو عبد الملك المصري، ثقة، من (15)(عن جدي) ليث بن سعد الفهمي أبي عبد الرحمن المصري ثقة، من (7)(حدثني عقيل بن خالد) بن عقيل مكبرًا الأموي مولاهم مولى عثمان أبو خالد المصري، ثقة، من (6) (عن ابن شهاب أنه قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال): وهذا السند من سباعياته رجاله أربعة منهم مصريون وثلاثة مدنيون، غرضه بسوقه بيان متابعة عقيل بن خالد ليونس بن يزيد، وفائدتها تقوية السند الأول (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يتركون المدينة) بالمثناة التحتية، وفي بعض روايات البخاري (تتركون) بالفوقية على الخطاب، قال الحافظ ابن حجر: الأكثر على الخطاب؛ والمراد بذلك غير المخاطبين لكنهم من أهل البلد أو من نسل المخاطبين أو من نوعهم أي يتركها سكانها حالة كونها (على خير) أي على أحسن (ما كانت) عليه فيما قبل من العمارة وكثرة الأثمار وحسنها (لا يغشاها) أي لا يسكنها (إلا العوافي) بفتح العين المهملة والواو جمع عافية التي تطلب أقواتها (يريد) النبي صلى الله عليه وسلم بالعوافي (عوافي السباع والطير) بنصب ياء عوافي، وهو مدرج من كلام الراوي، قال القاضي عياض: هذا جرى في العصر الأول وانقضى وقد تركت المدينة على أحسن ما كانت حين انتقلت الخلافة منها إلى الشام، وقال النووي: المختار أن هذا الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة ويوضحه قصة الراعيين، وقال الأبي: وهذا لم يقع ولو وقع لتواتر بل الظاهر أنه لم يقع بعد ودليل المعجزة يوجب القطع بوقوعه في المستقبل إن صح الحديث، وأن الظاهر أنه بين يدي

ص: 164

ثمَّ يَخْرج رَاعِيَان مِنْ مزَينَةَ. يُرِيدَان الْمَدِينَةَ. يَنْعِقَان بِغَنَمِهِمَا. فَيَجدَانِهَا وَحْشًا. حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنيَّةَ الْوَدَاعِ، خَرَّا عَلَى وجوهِهِمَا"

ــ

نفخة الصعق كما يدل عليه موت الراعيين المذكورين في قوله: (ثم يخرج راعيان مش مزينة) بضم الميم مصغرا قبيلة من مضر؛ أي ثم بعد ترك المدينة سكانها يخرج راعيان من بلدهما حالة كونهما (يريدان) أي يقصدان (المدينة) أي النزول فيها حالة كونهمما (ينعقان) بكسر العين المهملة وبعدها قاف ماضي نعق بفتحها أي يصيحان ويحدوان (بغنمهما) ليسوقاها وذلك عند قرب الساعة وصعقة الموت (فيجدانها) أي يجدان المدينة (وحشًا) أي ذات وحش خالية ليس بها أحد، والوحش من الأرض الخلاء من الأنيس وما لا يستأنس من دواب البر، وجمعه وحوش، وقد يعبر بواحده عن جمعه ويزاد في آخر واحده ياء النسبة كما يعلم بمراجعة كتب اللغة، وفي رواية البخاري (وحوشًا) بالجمع (حتى إذا بلغا) أي الراعيان (ثنبة الوداع) التي كان يشيع إليها ويودع عندها وهي من جهة الشام (خرَّا) بفتح المعجمة وتشديد الراء أي سقطا (على وجوههما) ميتين لإدراك قيام الساعة لهما وذلك قبل دخولهما المدينة بلا شك، وقد روى ابن حبان من طريق عروة عن أبي هريرة رفعه "آخر قرية في الإسلام خرابًا المدينة".

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب أربعة أحاديث، الأول: حديث أبي هريرة الأول ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعتين، والثاني: حديث سعد بن أبي وقاص ذكره للاستشهاد به لحديث أبي هريرة وذكر فيه متابعتين، والثالث: حديث سفيان بن أبي زهير ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع: حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة والله سبحانه وتعالى أعلم.

***

ص: 165