الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة:
شهد القرن الثاني للهجرة أولى المؤلفات الكاملة التي ظهرت في مختلف العلوم الإسلامية والعربية. ففي ميدان الحديث ظهر موطأ مالك، كما ظهر بجانبه من ناحية أخرى سيرة ابن إسحاق، أما النحو فقد ألف فيه سيبويه "الكتاب"، ومن قبله أستاذه الخليل الذي وضع معجم "العين" في اللغة كما كان له الفضل في وضع علم العروض كذلك.
وكانت هناك محاولات فردية لكثير من العلماء، والرواة واللغويين يمكن رؤيتها فيما تتأثر من آرائهم في كتب المتأخرين الذين نقلوا عنهم. ولكن هذه الكتب التي أشرنا إليها كانت أول المؤلفات التي وصلت إلينا رغم تقادم العهد، وبعد أن صارعت إغارات التتر، وتيمورلنك والمغول وغيرهم ممن دمرت على أيديهم أغلب المخطوطات العربية القديمة.
وترى هنا إلى بيان الطريقة التي بنى عليها الخليل بن أحمد كتابه في اللغة الأمر الذي كان من شأنه وضع المبادئ الرئيسية لما عرف بعد ذلك باسم المعجم أو القاموس.
وقد كان علماء اللغة أيام الخليل ومن قبله مهتمين كذلك بجمع مفردات اللغة، ولكن هذا الجمع اقتصر فقط على المفردات الصعبة المعاني لشرحها وتوضيحها، وهي التي عرفت باسم "الغريب". وقد كان النظام الذي ساروا، عليه في شرح الغريب مبنيًّا على أساس الرسائل والمكتبات التي تعالج موضوعًا معينًا، فمثلًا ظهر كتاب الخليل، وكتاب المطر وكتاب النوادر وغيرها.
ويبدو أن الذي دعاهم إلى الاقتصار على الغريب هو أن هذا النوع من المفردات
هو الذي كان يحتاج فقط -في نظرهم- إلى توضيح، وتفسير أما المفردات الأخرى فقد كان من السهل على القارئ العادي -في رأيهم- أن يعرف معناها، أو يستنتجه من سياق الكلام. ولم يتبعوا في سرد المفردات في تلك الرسائل نظامًا معينًا. وإن على القارئ أن يخمن موضع الكلمة ليعرف معناها أو يقرأ الكتاب جميعه ليقف على ضالته. وقد سهلت تلك المهمة بعض الشيء حينما عنى المستشرقون بإخراج هذه الكتب، وطبعها ووضع الفهارس المنظمة التي اشتملت على فهرس خاص بالمفردات.
وقد أدرك الخليل من أول الأمر أنه لو ألفت مئات من الكتب على ذلك الطراز لما أمكن حصر يضيع مفردات اللغة، ولما سلمت المسألة من التكرار.
وقد أمكن للخليل أن يحل هذه المشكلة، ويخترع نظامًا من شأنه أن يحصر جميع المفردات مع عدم التكرار. وإنا لنزداد إكبارا للخليل حين نعلم أنه ابتدع نظامه المعجمي في وقت لم يكن فيه لأية لغة أوربية ما يعرف باسم القاموس.
حقيقة لقد سبق الصينيون العرب بوضع معجم للغتهم، ولكن ليس هناك من دليل على أن الخليل، وعبقريته الفذة في علوم النحو والأصوات اللغوية، وعلوم الحساب جمله يكتشف بعض الخصائص الهامة التي يخضع لها موسيقا اللفظ العربي، فمن ذلك نظريته الهامة في تجانس حروف الكلمة، وفي عدم تجانس بعض الأصواب فيها، فمثلًا قد ذكر أنه لا تجتمع في كلمة واحدة ثلاثة حروف أصلية من مخرج واحد، كالحروف الشفوية "ف ب م"، فإنها لا ترى مجتمعة في كلمة واحدة على أنها تكون أصول تلك الكلمة، ولكن إذا تباعدت الحروف الأصول فإن اجتماعها في الكملة جائز، فمثلًا الحروف "ك ب ر" يجتمع بعضها مع بعض في أي وضع من الأوضاع، فيتألف منها نظريًّا ستة ألفاظ، اثنان مبدوءان بالكاف، واثنان بالياء واثنان بالراء. وقد تولى ابن دريد في الجمهرة توضيح هذه النظرية بأن افترض
أن هناك مثلثًا تمثل كل زاوية من زواياه حرفًا من الحروف الهجائية وليكن هكذا:
فإذا ابتدأنا في هذا المثلث من زاوية الرأس متجهين نحو الزاوية اليمنى، فإننا نحصل على "ض ر ب" أما إذا اتجهنا نحو الزاوية اليسرى، فإننا نحصل على "ض ب ر"، وكذلك الحال فيما لو ابتدأنا بزاوية ر فإننا نحصل على "ر ض ب"، "ر ب ض"، وأخيرًا يتأتى لنا "ب ر ض"، "ب ض ر" إذا ابتدأنا بالزاوية ب.
ونسمي نظرية استنباط الأوجه الستة من الأصول الثلاثة بالترتيب التقليبي:
anagramatical -order
وهذه الأوجه الستة نظرية فقط أما من ناحية الواقع فقد تكون كلها مستعملة، وقد تكون كلها مهملة وقد يكون البعض مستعملًا والبعض مهملًا. وتسمية ما نطقت به العرب فعلًا بالمستعمل، وما لم تنطق به العرب بالمهمل هي من وضع الخليل بن أحمد. وقد يكون اللفظ مهملًا ليس؛ لأن العرب لم تستعمله فقط بل؛ لأن القوانيين الصوتية لانسجام حروف المفردات العربية تأبى احتمال وقوعه كما أسلفنا في "ف ب م"، ونظيرها ع خ هـ التي يترتب عليها القول بأن كلمة "الهعخع" مصنوعة.
وهكذا نرى أن الخليل قد اعتمد في بيان المهمل، وتمييزه عن غيره على ما يعرف باسم القوانين الصوتية "PHORETIC RULES"، وهي القوانين التي اتخذها.
ضمن الأسس التي بنى عليه نظام معجمة "كتاب العين" إذ نجد أنه قد قسم الحروف الهجائية إلى مجموعات صوتية بدأها بحروف الحلق، وختمها بالحروف الشفوية. وهذا الترتيب قد وافق من بعض الوجوه ترتيب أحرف الهجاء في اللغة السنسكريتية. وقد فهم بعض المحدثين1 من هذا أن الخليل قد أخذ ترتيبه عن هجاء تلك اللغة، ولكن إذا عرفنا أن الخليل كان مبرزًا في كل علوم اللغة خاصة ما يتعلق بالنحو، والأصوات اللغوية وأن ترتيبه كان على أساس علمي ولغاية محددة، فلا ينبغي أن نأخذ التشابه دليلًا على الاقتباس، هذا فضلًا عن أن ترتيب الحروف في السنسكريتية لا ينطبق تمامًا على الترتيب الصوتي للحروف العربية.
وقد اتفق اللغويون العرب جميعًا على أن التنظيم الرئيسي لكتاب العين من وضع الخليل نفسه، وأن الخليل بهذا اتخذ له فضل السبق في وضع المفردات العربية تبعًا لنظام هجائي معين اتخذ أساسًا لما عرف بعد ذلك باسم المعجم أو القاموس.
ولكن عبقرية الخليل لم تسلم من التقول عليها، فقد أثار الأزهري2 -لأسباب سنوضحها فيما بعد- مسألة التشكك في نسبة كتاب العين للخليل، وإن كان قد اعترف صراحة بأن مقدمة العين، وتنظيم الكتاب من وضع الخليل نفسه.
وفي العصور الوسطى نرى عالمًا كالسيوطي يجمع كل ما قيل حول هذه المسألة، ويعقد لذلك فصلًا بأكمله في إحدى مؤلفاته3 ثم يحاول أن يوفق بين وجهات
1 ممن قال بهذا جورجي زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية ج2 ص122. وقد نقلت عنه دائرة المعارف الإسلامية هذا الرأي عند الكلام على الخليل ج3 قسم 2 ص888.
2 مقدمة تهذيب اللغة.
3 الزهر، فصل الكلام على جمع اللغة.
النظر المختلفة. والذي حداه أن يركن إلى مبدأ التوفيق هو أنه قد وجد نفسه أمام روايات متعددة تختلف في حكمها على الموضوع، فلا بد إذن -على رأيه" من تأويل في بعضها حتى تتفق في جوهرها، وإن اختلفت في مظهرها. وإذا قبلنا هذا من السيوطي، وكان هينًا علينا أن نستمع منه إلى "التوفيق" بين مختلف الآراء التي تعتمد -أول ما تعتمد- على الرواية. فإننا وقد تقدمت في عصرنا طرق البحث العلمي لا يصح أن نلجأ إلى التوفيق تاركين نص كتاب العين ليدلنا على حقيقة أمره، كما فعل بعض الباحثين المعاصرين1.
وإن اختفاء مخطوطة العين مدة من الزمن ليعد السبب الرئيسي لهذا الاضطراب واشتباه الأمر. وآخر من أشار في كتبه أنه رأى نسخة العين من اللغويين العربي هو السيوطي إذ ذكر في المزهر ما يفيد هذا. ومن ناحية أخرى نجد متأخري اللغويين كصاحب القاموس، واللسان والتاج لم يذكروا كتاب العين في قائمة المراجع التي اعتمدوا عليها. ولكنهم جميعًا نقلوا عن الكتاب مصر حين في بعض المواضع باسم الخليل، وقد اقتبسوا هذه النقول عن الأزهري وغيره ممن استعمل كتاب العين في كتابه. حتى في عصرنا الحاضر نجد أن البستاني في معجمه "محيط المحيط"، قد نقل من الخليل في صلب كتابه دون أن يرى كتاب العين.
ومن الشائع الكثير أن نجد القواميس العربية محشوة بالعديد من أسماء الرواة كأبي عبيدة، وأبي عمرو وغيرها، وليس معنى هذا أن صاحب التاج مثلًا حين يذكر لنا "قال أبو عمرو" أنه رأى كتاب أبي عمرو بل إنه نقل عن مصدرآخر كان قد انتفع بآراء أبي عمرو، ودون جزءًا منها في كتابه، وهذا من الأسباب التي بها تشابهت تعبيرات أصحاب المعاجم حين شرحهم للمفردات. ويمكن بالمقارنة إرجاع هذه التعبيرات إلى الأصل الأول، وهو كتاب العين للخليل مع فارق يسير.
1 مجلة المجمع العلمي بدمشق عدد 18 لسنة 1941، مثال؟؟؟؟ المعاجم ليوسف عش.
وعندما اكتشفت مخطوطة العين أخيرًا في العراق ابتدأ العلامة أنستاس الكرملي في عام 1913م في طبع الكتاب، فأخرج قسمًا صغيرًا منه في 144 صفحة، وهي تعادل 58 صحيفة من مخطوطة ألمانيا البالغ عدد صفحاتها 840 صفحة.
ولكن ما حل ببغداد أثناء الحرب العالمية الأولى من اضطراب. كان سببًا في توقف الطبع بل وفي ضياع كثير من النسخ التي طبعت وهذا ما يفسر لنا عدم انتشار الكتاب.
وقد ذكرت دائرة المعارف الإسلامية عند الكلام على الخليل أن كتاب العين في حكم المفقود، وكذلك اقتصر بروكلمان1 على ذكر القسم المطبوع فقط، وقال: إنه لا توجد مخطوطات للعين يعرف مكانها، ولكن توجد لمختصر العين للزبيدي مخطوطات مختلفة، ثم بدأ في سر أماكنها وأرقامها.
وإن سلسلة المعاجم العربية لا تكون كاملة. بدون أول حلقة منها وهي كتاب العين. وكذلك الخلاف على نسبة الكتاب لا يحسم بالطريقة التقليدية، طريقة الرواية، ولا بالانقياد للنظرية التي تقول: إن الخليل كرأس لمدرسة البصرة ليجل مقامه من الخطأ اللغوي الأمر الذي حدا ببعض المتقدمين بناء على هذا الرأي أن يقولوا: إن في الكتاب أشياء ليست من عمل الخليل نفسه، وإن الطريق السديد لهذا هو الحكم على كتاب العين من الكتاب نفسه، من قسمه المطبوع ومن مخطوطاته.
أما القسم المطبوع فقد ذكر العلامة كربنكوف2 أنه رأى الصبية في بغداد بعد أن أحرقت الحرب معالمها، وهم يبيعون التمر في أوراق من نسخ الكتاب:
ولحسن الحظ توجد نسخة من هذا القسم المطبوع في كل من دار الكتب، والمجمع اللغوي بمصر.
1 بروكلمان تاريخ الأدب العربي ج2 س100.
2 المجلة الأسيوية بلندن العدد الممتاز لعام 1924 ص260 وما بعدها.
أما بالنسبة للمخطوط، فقد كدنا أول الأمر نيأس من الحصول عليها؛ لأن الأب أنستاس طبع ما طبع بلا مقدمة، أو تصدير فلم يشر للمخطوطة ولا لمكانها، وقد ذكر بروكلمان أن الكرملي كتب بحثًا عن هذا في صحيفة لغة العرب أغسطس سنة 1913م، ولكن هذا العدد ليس بين أصول الأعداد المحفوظة لهذه المجلة. ولحسن الحظ مرة أخرى عثرنا عليه مترجمًا في إحدى المحلات الألمانية1.
واستمر البحث بعد ذلك في قوائم المخطوطات العربية للمكتبات الشرقية، والأوربية ولم تجد أول الأمر أي إشارة للعين إلا في "كتالوج" مخطوطات برلين المطبوع سنة 1893، فقد ذكر أنه توجد قطعتان من معجم مرتب حسب مخارج الحروف بلا اسم أو عنوان، واختار جامع الكتالوج أنهما من كتاب العين المنسوب للخليل. وقد حصلت على مايكروفيلم"2 لهما وبدراستهما وجدت أنهما من الحكم.
وقد استمر الاتصال بعد ذلك بمراسلة الهيئات التي يعنيها الأمر، وقد كتبت الجامعة العربية رسالة تقول فيها: إن مكتبتها ليس فيها مخطوطة العين، وإنها لا تعرف موضعها كما يسرها أن تحصل على المخطوطة أو صورة منها عند العثور عليها.
واتجه الظن بطبيعة الحال إلى العراق موطن الخليل، فكان الأمل ضعيفًا أول الأمر لعدم وجود فهارس مطبوعة للمخطوطات هناك. ولكن خيوط البحث، والتنقيب ظلت ممتدة، حتى أمكن آخر الأمر بعد الاتصال بالسفارة العراقية في لندن أن تعثر على مكان المخطوطة، ورقمها في المتحف العراقي ببغداد3.
وما هي إلا فترة وجيزة حتى ورد مايكروفيلم من هناك. وصورت منه نسخة.
1 der islam، xv، s. 205
2 سيأتي تفصيل هذا عند الكلام على مخطوطات العين.
3 كان الفضل في ذلك للجهود الذي بذله للمستشرق جيوم رئيس قسم الشرق الأوسط بجامعة لندن الذي كنت أدرس عليه.
وأودعت في خزانة المكتبة في معهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن كما احتفظت لنفسي بنسخة أخرى، وكم أثلج صدورنا أن نعثر على نسخة أخرى في ألمانيا، ويرجع الفضل في حصولنا عليها للدكتور كريمر إذ تفضل فأهداني نسخة "مايكروفيلم" لمخطوطة ألمانيا، وكان ذلك أثناء مؤتمر المستشرقين الدولي في مدينة كمبردج عام 1954.
وقابلت كذلك هناك المستشرق "ريتر" رئيس القسم العربي في فرانكفوت بألمانيا، فذكر كيف أنه سافر إلى بغداد عقب الحرب العالمية الأولى، وأشرف على شراء ونقل كثير من المخطوطات النادرة التي كان أهمها العين، وقد أودعت في مكتبة برلين، ولكنها نقلت من هناك إلى مكتة جامعة "نيوبنجن" خوفًا عليها من إغارات الحلفاء عندما صوبوا أهدافهم نحو برلين.
ولا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن عدم وجود كتالوج مطبوع لمخطوطات المتحف العراقي ببغداد يعد عاملًا كبير فيما ظنه بروكلمان. كذلك دائرة المعارف الإسلامية من أن المخطوطة مفقودة. وما ورد لألمانيا حديثًا بعد أن طبع الكتالوج الكبير في آخر القرن التاسع عشر مما لم يطبع بعد لم يتمكن بروكلمان رغم ولوعه بالبحث، والتنقيب من العثور عليه1 ومخطوطة بغداد تقع في 800 صفحة أما مخطوطة برلين فتزيد عنها بحوالي أربعين صفحة. وقد قدر العلامة الكرملي أن الطبع قد يستغرق ثلاثة أضعاف الخطوطة، ووضع عدد الصفحات 2500 من القطع المتوسط هذا طبعًا عدا جزء خاص بالفهارس.
والآن وقد أصبحت المخطوطة بين أيدينا، فإنه يمكنا الاعتماد عليها في بحث ومناقشة المسائل التي أثيرت حول تأليف الكتاب، كما يمكننا أن نرى إلى
1 وننتهز هذه المناسبة لتبعث برجالنا إلى الجامعة العربية أن توفد إلى ألمانيا، وإنجلترا وغيرهما بعثاتها لتصور أهم المخطوطات خصوصًا التي التي لم يرد لها ذكر في الكتالوج المطبوع. كما فعلت ذلك مشكورة. حين نقلت لمكتبتها في القاهرة كثيرًا من مخطوطات الحجاز، واستانبول وغيرهما.
أي حد اتبع اللغويون المتقدمون طريقة "العين"، وإلى أي حد اختلف اللغويون المتأخرون منها.
ولنشرع الآن في ذكر المراحل التي مر بها وضع المعجم العربي، وهي تتلخص في ثلاث مراحل:
أ- طريقة التقليب "ANAGRAMATICAL ORDER".
وهي الطريقة التي ابتكرها الخليل وسار عليها من بعد ابن دريد، والأزهري والتالي والزبيدي وابن سيده وغيرهم.
ب- طريقة القافية: وتعني تنظيم الكلمات حسب أواخرها. وقد سار عليها الجوهري والفيروزآبادي، وابن منظور والزبيدي وغيرهم.
ج- الطريقة الأبجدية العادية. وهي التي نظمت فيها الكلمات حسب أولها وثانيها وثالثها، وقد سار عليها إلى حد ما ابن فارس كما التزمها الزمخشري، والبستاني والشرتونى وغيرهم.