الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معاجم المستشرقين:
لقد أدلى المستشرقون بنصيبهم في تأليف معاجم لشرح المفردات العربية، فمنهم من وضع معجمة باللغة الأوربية1 وأشهر هؤلاء "لين LANE" إذ كتب معجمًا أسماء "مد القاموس"، ومنهم من أخذ الأهبة لوضع معجم باللغة العربية مثل "فيشر" الذي أراد أن يضع معجمًا تاريخيًّا للغة العربية.
أ- معجم لين:
لقد ذكر لين في المقدمة أنه قد استعان بمعظم القواميس العربية المخطوط منها، والمطبوع كما أنه كتب فقرات صغيرة عن كل معجم ومؤلفه. كذلك عالج بعض المسائل اللغوية الهامة مثل "ما هو الفصيح، نظرية الاحتجاج وغيرهما".
ولأول مرة نرى قاموسًا مطولًا ينقل عن الرواة، واللغويين المتقدمين نقلًا يعتبر من أول درجة، فلم يفعل كصاحب القاموس أو اللسان مثلًا، عندما يذكران رواية عن الكسائي أو الخليل. إذ لم يكن هذا يعني أنهما رأيا مؤلفات هذين اللغويين ليقتبسا عنهما.
وعلى هذا حينما يذكر "لين" عبارة قال ابن سيده، أو قال الأزهري فمعنى هذا أنه قد رأى بنفسه كتابي "المحكم، والتهذيب"، وفي حالة النقل عن رواة لم يستطع هو أن يرى كتبهم، فإنه يذكر المصدر الذي نقل عنه هذه الرواية.
1 من أوائل هذه المعاجم معجم عربي لاتيني وضعه "فربتاغ" في أربعة أجزاء عام 1837م، وقبله ترجم قاموس الفيروزآبادي إلى اللاتينية عمله "ججاي" في ميلانو سنة 1632م.
كما وضع كريمرسكي قاموسًا "عربي فرنسي" في باريس عام 1860م كما يوجد كثير غيرها.
وبهذه المناسبة نورد هنا ما كتبه "لين" عن كتاب العين. إذ قال بأنه حاول جاهدًا الحصول على المخطوطة فلم يستطع، وقد جعل للكتاب قسمًا كبيرًا في مقدمته التي استعرض فيها أمهات المعاجم، فذكر طريقته الصوتية وشرحها وقد اكتفى بترديد ما قاله السيوطي في موضوع مؤلف العين، ولكن باختصار، وعلى العموم نستطيع أن نستنتج رأيه من تعبيره في المقدمة بقوله:"كتاب العين للخليل بن أحمد".
ب- معجم فيشر:
قد يكون هذا تجاوزًا في التعبير إذ عرفنا أن هذا المعجم لم ير النور بعد؛ لأن الموضوع لا يزال مشروعًا، ونظر للمجهود الكبير الذي قام به فيشر في سبيل إعداد البطاقات الخاصة بمشروعه، وما وضعه من مبادئ تعد أساسًا صالحًا لمعجم واف، مع شيء من التعديل فإنا قد نتساهل في وصفه بالمعجم.
كيف وضع فيشر معجمه؟
يحدثنا فيشر عن ذلك في رسالة منفردة نشرها المجمع اللغوي المصري1، فيقول بأن اهتمامه الجدي في تلك المسألة يرجع من الناحية الرسمية إلى عام 1907م عندما عرض على المؤتمر العام في مدينة "باسل BASEL" للمستشرقين الألمان.
وقد نشر تقرير عن هذا الاجتماع جاء فيه ما يلي:
"تكلم الأستاذ الدكتور فيشر من ليزج" عن مشروع قاموس عصري للغة العرب الفصحى، وقد أبان أن القواميس العربية الموجودة التي ألفها الغربيون، وبخاصة تلك التي عالجت الفصحى لعهدها القديم لا نفي مجال
1 معجم فيشر مقدمة ونموذج منه سنة 1950م.
من الأحوال بالمطالب العملية، وذلك لأسباب أهمها أنها لم تعتمد على كتب الأدب الموجودة بل نشأت من القواميس التي ألفها العرب، وإن كانت هذه قيمة جدًّا.
ويرى الأستاذ فيشر أنه لا ينبغي أن ينفرد بالعمل بل يجب إشراك غيره من العلماء معه.
ثم عرض تقرير آخر على مؤتمر المستشرقين الدولي الذي عقد في "كوبنهاجن" عام 1908، وكذلك عندما عقد المؤتمر في "أثينا" عام 1912م.
وعندما أتيحت الفرصة لفيشر أن يصح ما يرا للقسم العربي الإسلامي لمعهد أبحاث الاستشراق في "ليبزج" أمكنه أن يتفرغ هو، ونخبة من تلاميذه لإعداد الأبحاث الخاصة بالمشروع.
ويحدثنا فيشر بأنه في عام 1924 أبدى ناشر ألماني استعداده لطبع المعجم ونشره، وعندما رأى هذا الناشر ضخامة المشروع، وعجزه عن تمويله تراجع عن فكرته.
وفي عام 1936 أبدى المجمع اللغوي المصري استعداده لتقديم كل معونة ممكنة لفيشر، فاستدعى للقاهرة، وقدم له عدد من الشبان المصريين ليساعدوه، كما أمدته مكتبة المجمع بالقواميس العربية بعد أن اشترت ما كان ينقصها منها، وكان جزء كبير من المعاجم لا يزال مخطوط في الخارج، فصورت نسخ من تلك المخطوطات، ووضعت تحت يده في المجمع.
ثم عرض نماذج من معجمه على اللجنة المختصة بالمجمع لمناقشتها، واستمرت تلك المناقشة مدة طويلة يمكن تتبعها في مجلة المجمع. وكان فيشر عند ما استدعي إلى مصر يظن أنه يمكن إتمام المشروع في ست سنوات، أو سبع ولكن كان كلما تقدم به الزمن كلما تفرعت أمامه نواحي البحث، فرأى أخيرًا أن يقدم الأنموذج النهائي ليدرسه المختصون ويبدوا رأيهم فيه، ولكن عاجلته المنية قبل أن يتم المشروع.
مبادئ المعجم الرئيسية:
لقد نشر التقرير الرسمي الذي قدمه فيشر، وأقره المجمع بشأن المبادئ الرئيسية لتأليف معجم تاريخي كبير للغة العربية1 في عام 1949. ونظرًا لأهمية تلك المبادئ فإننا نلخصها هنا:
1-
المفردات:
ينبغي أن يسجل من مفردات اللغة ما يعرف باسم الفصيح. ومصدره ثلاثة:
أ- كتب الأدب والحديث والتفسير الأولى إذ إنها تحتوي على مفردات لا توجد في القواميس، كذلك دواوين الشعراء جميعهم في عصر الاحتجاج.
وأيضًا كتب التراجم والطبقات، والمخطوطات. وبعض أوراق البردي التي عثر عليها أخيرًا تحمل نصوصًا عربية قديمة.
ب- المفردات التي دونها المعاجم العربية خصوصًا تلك التي وردت لها شواهد.
ج- كما يمكن الاعتماد أيضًا على المعاجم الأوربية الكبيرة التي وضعت للغة العربية.
2-
جمع المواد:
ينبغي أن توضع جزازات تسجل عليها الكلمات المختلفة، وكل كلمة تكتب في جزازة خاصة على الجهة العلوية من اليمين، ثم تكتب في بقية الجزازة كل المشتقات التي وردت من تلك المادة، ثم تكتب جزازات أخرى فرعية لكل
1 المقتطف مارس 1949.
صيغة يذكر فيها معناها، واستعمالها وأول من استعملها بذلك المعنى كما يذكر بالدقة اسم الكتاب، ورقم الصفحة التي يوجد بها الشاهد.
3-
ترتيب الكلمات:
ينبغي أن يتبع في ذلك ترتيب الأبجدية العادية، مثل الترتيب الذي استعمله البستاني في المحيط، والشرتوني في أقرب الموارد، وينبغي أن تذكر صيغ المادة الواحدة تبعًا لنظام خاص، فمثلًا نذكر الأفعال أولًا. ثم الأسماء. أما من ناحية التشكيل فينبغي أن تتبع في ذلك "المفاتيح أو الرموز" كتلك التي اتبعها الشرتوني في معجمه.
4-
الاصطلاحات:
بجانب التشكيل ينبغي أن يكتفى بقدر الحاجة من الشواهد، ولا بد في هذه الحالة من ذكر المرجع الذي أخذ منه الشاهد "يقصد ديوان الشاعر نفسه لا نقل الشاهد عن المعاجم"، كما أن المعاني الفرعية العامة يجب أن يكون لها "بنط" خاص في الطباعة، أو توضع لها علامات ترقيم مميزة.
أما الناحية التاريخية فيمكن ملاحظتها بذكر بالنص على أول شاعر، أو أديب استعمل تلك الكلمة في المعنى الجديد.
وحيث إن العربية إحدى اللغات السامية، فينبغي أن يذكر أصل الكلمة في إحدى تلك اللغات كلما أمكن ذلك.
وكذلك أسماء الأماكن، والكلمات التي تعبر عن النباتات، والمعادن وغيرها ينبغي أن توضح توضيحًا كاملًا "لعله يشير بهذا إلى عدم الاكتفاء بعبارة "نبات أو مكان معروف" التي شاع استعمالها في القواميس العربية".
ولا ينبغي إغفال الاصطلاحات العامة، ولكن بدون إسهاب في ذلك.
5-
اللغات الأوربية:
اختتم التقرير بأنه يحسن ترجمة المادة الرئيسية إلى اللغات الأوربية الهامة كالإنجليزية، والفرنسية والألمانية، أو إحداها ليسهل البحث على المستشرقين.
منهج فيشر:
لقد ذكر لنا فيشر في النموذج الذي نشره المجتمع الخطة التي سار عليها في ذلك، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
1-
الناحية التاريخية:
نظر فيشر توجد أن كل كلمة في اللغة العربية لها تطورها الخاص، فذكر أنه عني بتوضيح هذا التطور، فقال: "والأهمية العظمى -مهما كان الحال- هي للموضع الذي وردت فيه الكلمة في آداب اللغة لأول مرة.... ويجب أن تقيد على حسب الترتيب التاريخي بين أقدم الشواهد، وأحدثها المواضع التي يتبين منها أنها تعطي أوضح صورة من التطور التاريخي للكلمة ومعانيها.
أما النواحي الأخرى فهي -الاشتقاقية والصرفية، والتعبيرية والنحوية، والبيانية والأسلوبية1.
2-
تتناول ناحية الاشتقاق بحث أصل الكلمة، ويرتبط بهذا علم ضبط الهجاء أما المعربات، فترد إلى أصولها على قدر الإمكان، "ولتحقيق هذه الغاية لا بد لمؤلف المعجم أن يكون متمكنًا من اللغات السامية، وكذلك الفارسية والتركية واليونانية" مما له صلة باللغة العربية.
1 أهم هذه النواحي الناحية التاريخية فقط؛ لأنها الميزة لمعجم فيشر، والتي يراد إدخالها لأول مرة في المعاجم العربية، أما النواحي الأخرى فما هي إلا تهذيب لما انتهجه أصحاب المعاجم السالفة كما سبق بيانه.
3-
أما الناحية التصريفية فتشمل تصريف الأسماء، والأفعال مع ذكر الصيغ المختلفة لكل. كما ينبه على تمييز الكلمة من ناحية الإفراد، والجمع أو التذكير والتأنيث إذ كثيرًا ما يغير بذلك معنى الكلمة، كما يختلف كذلك هذا الاستعمال باختلاف الزمان والمكان.
4-
الناحية التعبيرية. ويقصد بها تحقيق معنى الكلمة أو معانيها، وينبغي أن يعتبر "دائمًا المعنى الأول لكلمة لها معان مختلفة ذلك الذي يؤخذ من اشتقاق الكلمة" كما يجب في ترتيب المعاني تقديم المعنى العام على المعنى الخاص، والحسي على العقلي والحقيقي على المجازي، وحروف الأدوات النحوية ينبغي أن تشرح استعمالاتها المختلفة إذ كثيرًا ما يتغير المعنى بتغير الاستعمال، وذلك "كي يتسنى لمن يستعمل المعجم أن يجد فيه ما يساعده على فهم الكتب العربية".
5-
تتناول الناحية النحوية ترتيب كلمات لها مواضع معينة مثل فقط، وإنما وأيضًا وغيرها، وكذلك مراعاة المضمر والمحذوف، واللازم والمتعدي، مع بيان متى وأين ظهر هذا التركيب، أو ذاك للكلمة لأول مرة مرة أو آخرها وهكذا.
6-
الناحية البيانية -وهي ناحية لها أهميتها في الذوق اللغوي، وقد يكون ذلك يذكر شيء عنها من علم البيان مما يعين على فهمها مثل الإتباع والمزاوجة، وكذلك المشاكلة وصيغ المبالغة. ومه ما أسماه فيشر "بازدواج عبارتين متضادتين للتعبير عن معنى واحد مبالغ فيه مثل: لله الأمر من قبل ومن بعد، ما بين أيديهم وما خلفهم، السراء والضراء، ما تقدم من ذنبك وما تأخر، ومن هذا أيضًا التراكيب التي جرت مجرى الأمثال مثل: قضى نحبه، بذل جهده، مثل بين يديه.
7-
الناحية الأسلوبية، وهي تتمثل في بيان مدى سعة استعمال الكلمة.
كما يبين إذا كان استعمالها محصورًا في أمة القرآن، أو الشعر الجاهلي أو في غرض معين من أغراض الشعر، أو النثر وهلم جرا.
أما من ناحية ترتيب المشتقات المختلفة فقد وضع لها فيشر هذا التنظيم: يبدأ في المادة بإيراد الفعل المجرد، ثم المزيد بحرف، وحرفين، وثلاثة أحرف. ويكون ترتيب أبنية الأفعال كما يلي:-
فعل-فعِل-فعُل-فَاعَل-أفْعل-تفعَّل-تفاعَلَ-انفَعَل-افتعَل-افعلَّ-استفعَل-افعالَّ، وهكذا.
وتذكر الأسماء كلها بعد الأفعال سواء أكانت مشتقة أم جامدة، وترتب على نظام ترتيب الأفعال، فيذكر المجرد منها أولًا، ويتبعه المزيد، فيكون ترتيب أبنية الأسماء كما يلي:-
فعْل-فِعْل-فُعْل-فَعَل-فَعُل-فِعَل-فِعِل-فِعَل-فُعُل-فاعِلٌ-فاعَلٌ، وهكذا".
تلك هي المبادئ الرئيسية التي وضعها فيشر ليبني عليها معجمه التاريخي، ولم تتضح لنا تمامًا تلك الناحية التاريخية في النموذج الذي أورده لنا من حرف الهمزة. إلا أنه يمكن تلمسها، واستنتاجها في غالب الأحوال.
ولكن فيشر قد أسرف في توضيح المعاني النحوية في النموذج الذي أورده، فعند ذكره للهمزة أورد أن معانيها النداء وذكر أمثلة لذلك، وإلى هنا كان ينبغي أن ينتهي، ولكنه استطرد فذكر بقية حروف النداء كما ذكر أحكام المنادى المختلفة، ولكنه أحسن صنعًا بإيراده الشواهد عن مصادرها الأولى
وهي دواوين الشعراء أنفسهم، وقد بالغ في الدقة حين ذكر رقم الصحيفة، والسطر حيث يوجد الشاهد في الديوان.
نموذج من معجم فيشر:
"أبد":
"قد يكون أصل الكلمة ساميًا عامة، ومن المؤكد أن لها قرابة من "أبد -ضل وسار على غير هدى- بالأثيوبية". ولكن قد تكون لها قرابة أيضًا من "أيات = تضييع"، وكذلك "ثابت = هروب" بالأكديه. ومن "آبد = ضاع، هلك" بالعبرية، ومن "أبد = ضاع، هلك" بالآرامية. ويظهر أن المعنى الأصلي لهذه هو الدخول في غير المحدود من الزمان أو المكان"، ثم ابتدأ يذكر المعاني المختلفة تللك الكلمة فرتبها هكذا.
أَبَد:
"1-أ" أبدت البهيمة تأبِدْ وتأبدُ أبدًا وأبُودا..... ثم ذكر بعض الشواهد.
"1-ب" من المجاز أبد الشاعر بأيد أو أبودا أي أتى في شعره بالغرائب
…
2 أبد بالمكان = أقام....
أبِد:
1 أبِد يأبَد مثل تأبّد = توحش.....
2 أبِد الرجل عليه = غضب.....
أبَّد: "1" أبَّد بهمية..... "2" أبد الرجل.
تأبد: "1-أ" تأبد المنزل = تخرب "1-د" تأبَّد المنزل = خلا من أهله.
"2-أ" تأبد = عاش في القفار "2-ب" تأبد = تعزب، مجاز. وكان تطور هذا المعنى: تأبد = توحش عاش في القفار، ثم عاش كالراهب المتأبد ثم تعزب كالراهب.
3-
تأبد الوجه = كلف ونمش.
إبد: آن:
أَبَدٌ: 1 = الدهر، الطويل غير المحدود.
"1-ج" أو أبد الكلام = غرائبة، ج = جمع.
"1-ج" أو أبد = مضحكات.
ثم أخذ يسرد استعمال أبدًا في النفي والإيجات، وأبدا كذلك عند بعض العرب العرباء لم يستقبل من الزمان، وأتبع كل ذلك بالشواهد.
2-
الأبد الدهر مطلقًا- "TIME "ABSOLUTE" ،TEMPS "ABSOLU".
3-
أبَدٌ = ذو أبد = دائم.
أبٍدٌ: 1- حمار الوحشي. 2- الرجل متوحشًا. 3- المنزل 4- لغة في إبد.
إِبِد: صفة للمؤنث، أمة وناقة إبد = ولود
ثم ذكر أبدى، أبدية، آبد آبده. أوابد وذكر معها أن معناها مضحكات، وهي تخص العصر المتأخر، ثم ذكر المصدر الذي يقصد به أول من
استعملها "ش: الكشاف 2-1631-11 "ليبين الجزء ورقم الصفحة وعدد السطر"- وقرئ وبل لكل همزة لمزة بسكون الميم، وهو المسخرة الذي يأتي بالأوابد والأضاحيك".
ثم ذكر أبيد، أبود، أيبد، مؤبد، مؤبدة، متأبد. متبعًا في كل التنظيم السابق في نظائرها -من ذكر الأرقام التي يقصد بها تبيان المعاني العامة والفرعية، والمجاز والحقيقة لكل.
ومن هذا يتضح أن فيشر قد نظم ترتيب الصيغ، أو المفردات تحت المادة الواحدة كما أنه أبان العلاقة بين المادة العربية، ونظيرتها من اللغات السامية الأخرى.
أما الناحية التاريخية، وهي الشيء الجديد في معجمه، فقد ظهرت عند ذكره لكلمة الأوابد = المضحكات إذ نص على أن أول من استعملها بهذا المعنى هو الزمخشري، ولكن بقيت مسألة أخرى هل استعمال الزمخشري لها، وهو من أهل القرن السادس الهجري بهذا المعنى بعد استعمالًا فصيحًا أم لا؟ لقد وضح لنا فيشر في موضع آخر أنه لا ينبغي تحديد الفصيح بفترة معينة من الزمن.
وأيا ما كان فإن مشروع فيشر هذا كان أساس لقاموس المجمع اللغوي المصري فيما بعد.