الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما جاء في ترك الوضوء مما مست النار
22 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: ثَنَا يَحْيَى -يَعْنِي: ابْنَ سَعِيدٍ-، عَنْ هِشَامٍ -يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ -، قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
(1)
.
(23)
ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
(2)
.
(24)
ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه
(3)
.
(1)
رجال الإسناد:
عبد الله بن هاشم: تقدم.
يحيى بن سعيد: وهو القطان، تقدم.
هشام بن عروة: تقدم.
وهب بن كيسان: وهو القرشي مولاهم، أبو نعيم المدني المُعَلِّم، مولى آل الزبير بن العوام، وقيل: مولى عبد الله بن الزبير، ثقة، روى عن أنس بن مالك وابن الزبير وابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وروى عنه أيوب السختياني ومالك ابن أنس وعبيد الله العمري وهشام بن عروة. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (31/ 137)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (11/ 166)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 585 رقم 7483)].
محمد بن عمرو بن عطاء: وهو ابن عيَّاش بن علقمة القرشي العامري، أبو عبد الله المدني، قيل: مولى بنى عامر بن لؤي، ثقة، روى عن ابن عباس وأبي هريرة وأبي حميد الساعدي رضي الله عنهم، وروى عنه وهب بن كيسان وهشام بن عروة والزهري وأبو الزناد. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (26/ 210)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (9/ 373)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 499 رقم 6187)].
ابن عباس: رضي الله عنهما، تقدم ذكره.
وهذا إسناد رجاله ثقات.
التخريج:
أخرجه مسلم في الصحيح (كتاب الحيض-باب نسخ الوضوء مما مست النار-1/ 273 - ح 354/ 91 م) من طريق يحيى بن سعيد، به.
وأخرجه كذلك في الصحيح (كتاب الحيض-باب نسخ الوضوء مما مست النار-1/ 275 - ح 359) من طريق محمد بن عمرو ابن عطاء، به.
وأخرجه كذلك في الصحيح (كتاب الحيض-باب نسخ الوضوء مما مست النار-1/ 273 - ح 354/ 91 م) من طريق هشام ابن عروة عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أبيه، عن جده ابن عباس رضي الله عنهما، به، وهو الإسناد الآتي (23).
وأخرجه كذلك في الصحيح (كتاب الحيض-باب نسخ الوضوء مما مست النار-1/ 273 - ح 354/ 91 م) من طريق هشام ابن عروة عن الزهري، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه ابن عباس رضي الله عنهما، به، وهو الإسناد بعد الآتي (24).
وأخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الوضوء- باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق-1/ 52 - ح 207)، ومسلم في الصحيح (كتاب الحيض-باب نسخ الوضوء مما مست النار-1/ 273 - ح 354) من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس.
وأخرجه البخاري كذلك في الصحيح (كتاب الأطعمة- باب النهس وانتشال اللحم-7/ 73 - ح 5404) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين!، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.
وأخرجه البخاري كذلك في الصحيح (كتاب الأطعمة- باب النهس وانتشال اللحم-7/ 73 - ح 5405) من طريق أيوب السختياني وعاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، به.
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط 1، (8/ 54) برقم (8897)].
(2)
رجال الإسناد:
محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: وهو ابنُ ابنِ الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو الخلائف من بنى العباس، فهو والد أبى العباس السفاح، وأبي جعفر المنصور، ثقة، روى عن أبيه علي، وابن جبير وعمر بن عبد العزيز، وروى عنه ابناه عبد الله السفاح وعبد الله المنصور، وأخوه عيسى، وهشام بن عروة. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (26/ 153)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (9/ 355)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 497 رقم 6158)].
علي بن عبد الله بن عباس: وهو أصغر أبناء الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أجملَ قرشي على وجه الأرض وأوسمَه وأكثرَ صلاة، وكان يدعى السَّجَّاد، ثقة عابد، روى عن أبيه ابن عباس، وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم، وروى عنه أبناؤه محمد وسليمان وعبد الصمد وصالح وعيسى وداود، وروى عنه كذلك الزهري وحبيب بن أبي ثابت. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (21/ 35)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (7/ 357)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 403 رقم 4761)].
ابن عباس: رضي الله عنهما، وقد تقدم.
وهذا إسناد رجاله ثقات.
التخريج:
انظر الحديث السابق.
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط 1، (7/ 638) برقم (8654)]، ولم ينسبه الحافظ ابن حجر لابن الجارود، ولم يستدركه محققو الإتحاف.
(3)
رجال الإسناد:
الزهري: وهو محمد بن مسلم بن شهاب، وقد تقدم.
علي بن عبد الله بن عباس: تقدم.
ابن عباس: رضي الله عنهما، وقد تقدم.
وهذا إسناد رجاله ثقات.
التخريج:
انظر الحديث السابق.
23 -
(25) ح قَالَ: وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ لَحْمًا أَوْ عَرْقًا
(1)
فَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً
(2)
.
(1)
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 220): «العَرْق (بالسكون):العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم، وجمعه: عُرَاق، وهو جمع نادر» .
(2)
رجال الإسناد:
الزهري: وهو محمد بن مسلم بن شهاب، وقد تقدم.
فلان بن عمرو بن أمية: وهو جعفر بن عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس الضمري المدني، وهو أخو عبد الملك بن مروان من الرضاعة، ثقة، روى عن أبيه عمرو، وابن عباس ووحشي بن حرب رضي الله عنهم، وروى عنه سليمان بن يسار والزهري وأبو قلابة وأبو سلمة بن عبد الرحمن. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (5/ 67)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (2/ 100)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 140 رقم 946)].
عمرو بن أمية: وهو الصحابي الجليل عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس، أبو أمية الضمري رضي الله عنه، روى عنه ابناؤه جعفر وعبد الله والفضل، وروى عنه كذلك الشعبي وأبو سلمة بن عبد الرحمن. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (21/ 545)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (8/ 6)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 418 رقم 4990)].
وهذا الإسناد من رواية هشام بن عروة عن الزهري، به، ورجاله كلهم ثقات.
التخريج:
أخرجه البخاري في الصحيح (كتاب الوضوء- باب من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق-1/ 52 - ح 208)، ومسلم في الصحيح (كتاب الحيض-باب نسخ الوضوء مما مست النار-1/ 273 - ح 355) من طريق الزهري، به.
و «فلان بن عمرو بن أمية» ، اسمه: جعفر كما صرح باسمه عند البخاري ومسلم.
وهذا الحديث أورده المصنف بأربعة أسانيد كلها من طريق هشام بن عروة:
الأول: عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس، وهو عند مسلم كما سبق بيانه.
وقد تابع وهبًا محمد بن عمرو بن حلحلة والوليد بن كثير كما عند مسلم، وتابعه غيره كذلك.
الثاني: عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس، كما عند مسلم.
الثالث: عن الزهري عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه، كما عند مسلم.
وتابع هشامًا فليح بنُ سليمان كما عند أحمد في المسند (5/ 220)(ح 3108).
الرابع: عن الزهري عن فلان [وهو جعفر كما بيَّنَّا] بن عمرو بن أمية عن أبيه، وقد تقدم تخريجه.
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط 1، (12/ 445) برقم (15909)، وانظر (8/ 54) رقم (8897)، (12/ 444) رقم (15908)].
24 -
(26) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيِّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوْيَهَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحِمْصِيُّ، / قَالُوا: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ آخِرُ الأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرْكَ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ.
وَقالَ ابْنُ عَوْفٍ: عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
(1)
.
(1)
رجال الإسناد:
محمد بن عوف الطائي: وهو محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي، شيخ المصنف، ثقة حافظ، روى عن أبيه عوف، وعلي بن عياش وحيوة بن شريح وأحمد بن حنبل، وروى عنه المصنف وأبو داود والنسائي في مسند علي، وذكره النسائي ووثقه [المشيخة، ط 1، (ص 99 رقم 196)] وأبو حاتم الرازي وأبو عوانة الإسفراييني. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (26/ 236)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (9/ 383)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 500 رقم 6202)].
عبد الله بن أحمد بن شبويه: وهو عبد الله بن أحمد بن محمد بن ثابت الخزاعي، أبو عبد الرحمن المروزي، مولى بديل بن ورقاء الخزاعي، ويعرف بـ «ابن شبويه» ، وهو ثقة حافظ، قال عنه ابنُ أبي حاتم:«حافظ حديث الزهري، ومالك» ، وقال الدارقطني:«مشهور» [المؤتلف والمختلف، ط 1، (3/ 1417)]، وهذا الراوي مما فات أصحاب موسوعة أقوال الدارقطني، فليستدرك!، وقال أبو سعد الإدريسي:«كان من أفاضل الناس، ممن له الرحلة في طلب العلم» [الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ط 1، (11/ 6)]، روى عن أبيه أحمد، وأحمد بن حنبل وقتيبة بن سعيد وعبدان وابن راهويه وعلي بن حُجْر وأبي اليمان الحكم بن نافع وأبي الوليد الطيالسي، وروى عنه المصنف وعبد الله بن أحمد بن حنبل والطبري وابن أبي خيثمة والبزار. [ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط 1، (5/ 6)، الخليفة النيسابوري، تلخيص تاريخ نيسابور، ط 1، (ص 48)، ابن حيان، الثقات، د. ط، (8/ 366)، ابن الجوزي، المنتظم، ط 1، 12/ 270، السمعاني، الأنساب، ط 1، (8/ 55)، الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ط 1، (11/ 6)، الذهبي، تاريخ الإسلام، ط 1، (6/ 100، 559)، الصفدي، الوافي بالوفيات، ط 1، (17/ 14)، ابن قطلو بغا، الثقات، ط 1، (5/ 470)].
عبد الصمد بن عبد الوهاب الحمصي: وهو عبد الصمد بن عبد الوهاب الحضرمي النصري الحمصي، ولقبه «صُمَيْد» ، صدوق، روى عن الحكم بن نافع وعلي بن عياش ويحيى الوُحَاظِيّ، وروى عنه المصنف والنسائي في عمل اليوم والليلة، وابن صاعد وابن أبي حاتم. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (18/ 103)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (6/ 328)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 356 رقم 4081)].
علي بن عَيَّاش: وهو ابن مسلم الأَلْهَانِيّ، أبو الحسن الحمصي البَكَّاءُ، ثقة ثبت، روى عن ابن عيينة والليث بن سعد وشعيب بن أبي حمزة، وروى عنه البخاري وابن شبويه ومحمد بن عوف الطائي وعبد الصمد بن عبد الوهاب الحمصي. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (21/ 81)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (7/ 368)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 404 رقم 4779)].
شعيب بن أبي حمزة: وهو شعيب بن أبي حمزة: دينار الأموي مولاهم، أبو بشر الحمصي، ثقة عابد، روى عن، وروى عنه. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (12/ 516)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (4/ 351)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 267 رقم 2798)].
محمد بن المنكدر: وهو ابن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي المدني، ثقة، روى عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وابن عمر وأبي أيوب الأنصار وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم، وروى عنه هشام بن عروة وأيوب السختياني وشعيب بن أبي حمزة والثوري وابن عيينة وشعبة ومالك بن أنس. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (26/ 503)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (9/ 473)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 508 رقم 6327)].
جابر بن عبد الله: الصحابي الجليل جابر ابن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ، روى عنه محمد بن المنكدر وأبو صالح السمان وابن المُسَيَّب. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (4/ 444)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (2/ 42)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 136 رقم 871)].
وهذا إسناد رجاله ثقات، وقد تُكُلِّمَ في سماع ابن المنكدر من جابر، وقد توبع، وسيأتي مزيد بيان في التخريج إن شاء الله تعالى.
التخريج:
أخرجه أبو داود في السنن (كتاب الطهارة- باب في ترك الوضوء مما مست النار-1/ 49 - ح 192) والنسائي في السنن (كتاب الطهارة- باب ترك الوضوء مما غيرت النار-1/ 108 - ح 185) كلاهما من طريق ابن عياش عن شعيب به، بنحوه.
وأخرجه أحمد في المسند (22/ 203)(ح 14299)، وأبو داود في السنن (كتاب الطهارة- باب في ترك الوضوء مما مست النار-1/ 49 - ح 191) والترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء مما مست النار-1/ 116 - ح 80) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها-باب الرخصة في ذلك-1/ 164 - ح 489) من طريق محمد بن المنكدر عن جابر، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحما ولم يتوضأ.
وأخرجه أحمد كذلك في المسند (22/ 203)(ح 14299)، والترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء مما مست النار-1/ 116 - ح 80) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها-باب الرخصة في ذلك-1/ 164 - ح 489) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر، بنحو السابق.
وأخرج البخاري في الصحيح (كتاب الأطعمة-باب المنديل-7/ 82 - ح 5457) من طريق سعيد بن الحارث بن أبي سعيد المعلى، أنه سأل جابرَ بنَ عبد الله رضي الله عنهما، عن الوضوء مما مست النار؟، فقال جابر:«لا، قد كنا زمان النبي صلى الله عليه وسلم لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلا، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ» .
ويظهر والله أعلم أن هذا الحديث وحديث جابر الآخر: «
…
أَكَلَ لَحْمًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» حديثٌ واحدٌ، لذا عزوت الحديث لأحمد؛ فإنه عند أحمد من طريق محمد بن المنكدر مرة عن جابر ومرة عن ابن عقيل عن جابر، بنحو حديث ابن عباس السابق، وفيه:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ لَحْمًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» ، وليس فيه الإشارة إلى آخر الأمرين، وهذا القول هو قول جماعة من الحفاظ، فقد أشار أبو داود إلى أن هذه الرواية مختصرة من الحديث الذي قبله (191)، فقال:«هَذَا اخْتِصَارٌ مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ» ، ولفظه:«قَرَّبْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا وَلَحْمًا فَأَكَلَ، ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ طَعَامِهِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» ، فيكون المعنى: آخر الفعلين في الجلسة، ويؤيد ذلك اللفظ الذي جاء عند الدارقطني [ابن القيسراني، أطراف الغرائب، ط 1، (1706)]: «كان آخر الفعلتين
…
».
وقال أبو حاتم الرازي بأنهما حديث واحد كذلك، إلا أنه حكم على حديثنا بالاضطراب [ابن أبي حاتم، العلل، ط 1، (1/ 644)].
ومما يدل على ذلك، ما جاء عند البيهقي في السنن الكبرى (كتاب الطهارة-باب ترك الوضوء مما مست النار-1/ 241 - ح 722) بإسناده من طريق علي بن عياش به، وفيه:«كَانَ آخِرُ الْأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَكَلَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ» .
وقال البخاري: «حَدَّثَنَا عَلِيٌّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ أَبَا عَلْقَمَةَ الْفَروِي، قَالَ: عَن ابن الْمُنْكَدر عَن جَابر رضي الله عنه أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يتَوَضَّأ فَقَالَ أحسن، سَمِعت ابن الْمُنْكَدِرِ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرًا: أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ بَعضهم عَن ابن الْمُنْكَدر: سَمِعت جَابِرا، وَلا يَصح» . [البخاري، التاريخ الأوسط، ط 1، (2/ 250)]
وقال البيهقي: «رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي سُنَنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، مُخْتَصَرًا، ثُمَّ قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جَابِرٍ، إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ
…
،وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الشَّافِعِيُّ مُحْتَمَلٌ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ صَاحِبَيِ الصَّحِيح لَمْ يُخَرِّجَا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جِهَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ فِي الصَّحِيحِ، مَعَ كَوْنِ إِسْنَادِهِ مِنْ شَرْطِهِمَا، وَلِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَدْ رَوَاهُ أَيْضًا عَنْ جَابِرٍ، وَرَوَاهُ عَنْهُ جَمَاعَةٌ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. فَذَكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذِكْرُ السَّمَاعِ فِيهِ وَهَمًا مِنَ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَالْحَدِيثُ صَحِيح عَلَى شَرْطِ صَاحِبَيِ الصَّحِيحِ». [البيهقي، المعرفة، ط 1، (1/ 445)]
وقال بذلك أيضا ابن تيمية [مجموع الفتاوي، ط 1، (21/ 263)] وابن القيم [تهذيب السنن، ط 1، (1/ 137)].
وردَّ قولَ هؤلاء الحفاظ:
- ابنُ دقيق العيد، قال:«الذي ذكره أبو داود أقرب مما ذكره أبو حاتم فإن المتنين متباعدا اللفظ، -أعني قوله: (كان آخر الأمر)، وقوله: (أكل كتفا، ثم صلى ولم يتوضأ) -، ولا يجوز التعبير بأحدهما عن الآخر. والانتقال من أحدهما إلى الآخر إنما يكون عن غفلة شديدة. وأما ما ذكره أبو داود: أنه اختصار من حديث الأول فأقرب؛ لأنه يمكن أن يعبر بهذه العبارة عن معنى الرواية الأولى، والله عز وجل أعلم» [ابن دقيق، الإمام، ط 1، (2/ 404)]، وتعقبه ابن الملقن، قائلا:«وفي التعبير أَيْضا بذلك نظر، إلا أَن تكون تلك الحالة آخر الأمر عنده؛ فعبّر بها» . [ابن الملقن، البدر المنير، ط 1، (2/ 413)].
-ابن حبان [الصحيح، ط 1، (3/ 416)].
-ابنُ حزم [المحلى، ط 1، (1/ 226، 227)]
-ابنُ التركماني [الجوهر النقي، ط 1، (1/ 156)].
-أحمد شاكر [تعليقه على مسند أحمد، ط 1، (1/ 117)].
وإيراد المصنف هذا الحديث هنا إشارة منه بالصحة، والله أعلم، وقد أورده كذلك ابن خزيمة في الصحيح (كتاب الوضوء-باب ذكر الدليل على أن تَرْكَ النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء مما مستِ النار أو غيرتْ ناسخ لوضوئه-1/ 28 - ح 43) وصححه النووي [خلاصة الأحكام، ط 1، (1/ 144)]، والجوزقاني [الأباطيل، ط 1، (1/ 527)] وابن الملقن [البدر المنير، ط 1، (2/ 412)]، وابن السكن [انظر: خلاصة البدر المنير، ط 1، (1/ 132)]، ولعله يريد أنه أخرجه في صحيحه.
ولم يرو هذا الخبر بهذا اللفظ غير شعيب بن أبي حمزة تفرد به عنه علي بن عياش، أشار إلى ذلك الطبراني [الأوسط، ط 1، (5/ 58)].
وقد تفرد بهذا الحديث بهذا اللفظ: شعيبٌ، وعنه تفرد عليُّ بن عياش، كما قال الطبراني [الأوسط، ط 1، (5/ 58)]، والدارقطني [ابن القيسراني، أطراف الغرائب، ط 1، (1706)]، لكنني وجدته بنحو هذا المعنى عند إبراهيم بن دحيم [الأمالي، مخطوط بالظاهرية، ق 26/أ) من رواية الأوزاعي عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:«أن التَّرْكَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مما مستِ النارُ أَحْدَثُ» .
وقد ورد الحديث من طرق عن ابن المنكدر، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل ولم يتوضأ، منها:
- مالك عنه، في الموطأ (رواية الزهري-كتاب وقوت الصلاة-باب الوضوء مما مست النار-1/ 30 - ح 68) إلا أنه جاء مرسلا، بدون ذكر جابر. [انظر ابن عبد البر، التمهيد، ط 1، (12/ 273)].
- طريق ابن جريج عنه، عند عبد الرزاق في المصنف (كتاب الطهارة-باب من قال لا يتوضأ مما مست النار-1/ 165 - ح 639) وأحمد في المسند (22/ 345)(ح 14453) وأبي داود في السنن (كتاب الطهارة- باب في ترك الوضوء مما مست النار-1/ 49 - ح 191).
- طريق ابن عيينة عنه، عند أحمد في المسند (22/ 203)(ح 14299) والترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب الوضوء مما مست النار-1/ 116 - ح 80) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها-باب الرخصة في ذلك-1/ 164 - ح 489)، على خُلْف في الإسناد.
- طريق علي بن زيد بن جدعان عنه، عند أحمد في المسند (22/ 164)(ح 14262).
- طريق أبي علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة، عنه، عند ابن حبان في الصحيح (كتاب الطهارة-باب نواقض الوضوء-3/ 418 - ح 1135).
- طريق إسماعيل بن مسلم عنه، عند إبراهيم بن دحيم [الأمالي، مخطوط، (ق 26/أ)].
- طريق معمر بن راشد عنه، عند عبد الرزاق في المصنف (كتاب الطهارة-باب من قال لا يتوضأ مما مست النار-1/ 165 - ح 639، 640)، وابن حبان في الصحيح (كتاب الطهارة-باب نواقض الوضوء-3/ 415 - ح 1132).
- طريق أيوب السختياني عنه، عند ابن حبان في الصحيح (كتاب الطهارة-باب نواقض الوضوء- ذكر البيان بأن هذا الطعام الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من أكله كان لحم شاة لا لحم إبل-3/ 418 - ح 1137).
- طريق جرير بن حازم عنه، عند ابن حبان في الصحيح (كتاب الطهارة-باب نواقض الوضوء-3/ 419 - ح 1138).
- طريق روح بن القاسم عنه، عند الطحاوي في شرح المعاني (كتاب الطهارة-باب أكل ما غيرت النار-1/ 65 - ح 382)، وابن حبان في الصحيح (كتاب الطهارة-باب نواقض الوضوء-3/ 420 - ح 1139).
- طريق أسامة بن زيد الليثي عنه، عند الطحاوي في شرح المعاني (كتاب الطهارة-باب الوضوء هل يجب لكل صلاة أم لا؟ -1/ 42 - ح 224).
- طريق عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان (وهو متروك) عنه، عند الطحاوي في شرح المعاني (كتاب الطهارة-باب الوضوء هل يجب لكل صلاة أم لا؟ -1/ 42 - ح 224).
- طريق يونس بن عبيد عنه، عند الطبراني في الأوسط (5/ 169)(ح 4974).
- طريق سهيل بن أبي صالح عنه، عند البيهقي في معرفة السنن والآثار (كتاب النكاح-باب الوليمة-10/ 258 - ح 14439).
- طريق سعيد بن سلمة المدني عنه، عند البيهقي في المعرفة (كتاب النكاح-باب الوليمة-10/ 258 - ح 14442).
- طريق عبد العزيز بن أبي سلمة عنه، عند الأثرم في السنن (باب في الوضوء مما مست النار-ص 279 - ح 157).
- طريق نجيح بن عبد الرحمن السندي، أبي معشر المدني (وهو ضعيف)، عند أبي يعلى في المسند (4/ 75)(ح 2098).
- طريق عبد الوارث بن سعيد عنه، عند الحارث في مسنده (زوائد المسند-كتاب الطهارة-باب فيمن أكل لحما أو شرب لبنا-1/ 231 - ح 99).
- قزعة بن سويد بن حجير عنه، عند أبي بكر ابن عبدويه البزاز في الغيلانيات (1/ 539)(ح 690).
- طريق محمد بن ثابت بن أسلم البناني (وهو ضعيف) عنه، عند الطبراني في المعجم الكبير (24/ 339)(ح 848)، إلا أنه جعله عن جابر عن عمرة بنت حزام الأنصارية.
وقال الحافظ: «وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ أَخَرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ!، وَلَفْظُهُ: (أَكَلَ آخِرَ أَمْرِهِ لَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)» . [التلخيص الحبير، ط 1، (1/ 329)].
قلت: هذا الحديث لم أجده في الأوسط، لكنني وجدته عند الطبراني [المعجم الكبير، ط 1، (19/ 234) (ح 521)]، وهو كذلك عند ابن المنذر في الأوسط (كتاب الطهارة-الوضوء مما مست النار-1/ 224 - ح 128)، من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن قريش بن حيان العجلي، عن يونس بن أبي خلدة، عن محمد بن مسلمة، به.
وقال الهيثمي: «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَفِيهِ يُونُسُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَلَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ» ، [الهيثمي، المجمع، ط 1، (1328)]، وصوابه: ابن أبي خلدة، كما في مصادر تخريج الحديث [وانظر: ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ط 1، (9/ 238)]، وجاء على الخطأ في مطبوعة التاريخ الكبير (8/ 409)(3509) وتهذيب الكمال (23/ 590)، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكروا في الرواة عنه إلا قريشا، وهو مجهول عين، وبه تُعل الرواية ولا تصلح شاهدا لحديث جابر، والعلم عند الله.
والذي يظهر مما سبق أن الحديث واحد، أخطأ فيه شعيب عند اختصاره له، والعلم عند الله تعالى.
طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط 1، (3/ 543) برقم (3701)].
الفوائد الفقهية للباب:
أورد المؤلف –رحمه الله تعالى- تحت باب «ترك الوضوء مما مست النار» حديثين، ليبين -والله أعلم- أن أحاديث الأمر بالوضوء مما مست النار منسوخة؛ لتركه –عليه الصلاة والسلام الوضوء منه، ولأنه آخر الفعلين من النبي –صلى الله عليه وسلم، وقد بينا في التخريج الكلام على حديث آخر الآمرين، والفائدة الرئيسة من هذين الحديثين تحت هذا الباب أنه لا يجب الوضوء من أكل شيء مسه النار.
[الخطابي، معالم السنن، ط 1، (1/ 68، 69)، القاضي عياض، إكمال المعلم، ط 1، (2/ 202)، النووي، المنهاج، ط 1، (4/ 43: 47)]