المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما جاء في التباعد للخلاء - المنتقى - ابن الجارود - قسم من أوله

[ابن الجارود]

الفصل: ‌ما جاء في التباعد للخلاء

‌ما جاء في التباعد للخلاء

ص: 39

27 -

(30) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدٌ -يَعْنِي: ابْنَ عَمْرٍو-، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم-فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ

(1)

.

(1)

رجال الإسناد:

محمد بن يحيى: هو الذهلي، وقد تقدم.

يزيد بن هارون: وهو بن زاذي، (وقيل: ابن زاذان) بن ثابت السُّلَمِىّ مولاهم، أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، روى عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة والثوري وابن أبي عروبة وشعبة ومالك ومحمد بن عمرو بن علقمة، وروى عنه ابن راهويه وإسحاق الكوسج والذهلي وابن المديني وابن أبي شيبة. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (32/ 261)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (11/ 366)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 606 رقم 7789)].

محمد بن عمرو: وهو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني، صدوق له أوهام، روى له البخاري مقرونا بغيره، ومسلم في المتابعات، روى عن أبيه عمرو، وسالم بن عبد الله بن عمر وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وروى عنه شعبة ومالك ويحيى القطان والثوري وابن عيينة ويزيد بن هارون. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (26/ 212)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (9/ 375)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 499 رقم 6188)].

أبو سلمة: وهو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني، قيل: اسمه عبد الله قاله الترمذي [الترمذي، السنن، ط 1، (1/ 32)]، وقيل غير ذلك، ثقة مكثر، روى عن أنس بن مالك وثوبان والمغيرة بن شعبة ورافع بن خديج وابن عمر وابن عباس وابن عمرو رضي الله عنهم، وروى عنه الشعبي وعروة بن الزبير وعمرو بن دينار وعطاء بن السائب والزهري ومحمد بن عمرو بن علقمة. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (33/ 370)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (12/ 115)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 645 رقم 8142)].

المغيرة بن شعبة: وهو الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة بن أبى عامر بن مسعود بن معتب الثقفي، روى عنه المسور بن مخرمة رضي الله عنه، والحسن البصري وعروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. [المزي، تهذيب الكمال، ط 1، (28/ 369)، ابن حجر، تهذيب التهذيب، ط 1، (10/ 262)، تقريب التهذيب، ط 1، (ص 543 رقم 6840)].

وهذا إسناد حسن؛ لحال محمد بن عمرو بن علقمة، وهو ممن يكتب حديثه، وقد توبع كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

التخريج:

أخرجه أحمد في المسند (30/ 106)(ح 18171) وأبو داود في السنن (كتاب الطهارة-باب التخلي عند قضاء الحاجة-1/ 1 - ح 1) والترمذي في السنن (كتاب الطهارة-باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب-1/ 31 - ح 20) والنسائي في السنن (كتاب الطهارة-باب الإبعاد عند قضاء الحاجة-1/ 18 - ح 17) وابن ماجه في السنن (كتاب الطهارة وسننها-باب التباعد للفراز في الفضاء-1/ 120 - ح 331) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، به.

ولفظ الترمذي: «كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم حاجته، فأبعد في المذهب» .

وقال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» .

قال ابن رجب في معنى حسن صحيح: «وبشرط أن يكون معناه قد روي من وجوه متعددة، فإن كان مع ذلك من رواية الثقات العدول الحفاظ، فالحديث حينئذ (حسن صحيح)» [ابن رجب، شرح العلل، ط 1، (2/ 606)]، ومعناه: أن الحديث يكون صحيحا يروى من غير وجه، وهذا التوجيه هو أقوى ما قيل في معنى هذه اللفظة عند الترمذي، ولا أعلم يصح غير هذا المعنى، والله أعلم.

وقد جاء الحديث من طرق أخرى غير طريق محمد بن عمرو بن علقمة، فقد رواه أحمد في المسند (30/ 119) (ح 18182) بلفظ: «

ثم انطلق فتغيب عني حتى ما أراه» وابن المنذر في الأوسط (كتاب آداب الوضوء-باب ذكر تباعد من أراد الغائط عن الناس-1/ 321 - ح 251) وعبد بن حميد كما في المنتخب (1/ 319)(ح 395) والدارمي في المسند (ح 687) كلاهما بلفظ: «

إذا تبرز تباعد» كلهم من طريق محمد بن سيرين عن عمرو بن وهب الثقفي عن المغيرة، بنحوه.

وأصل الحديث أخرجه البخاري في أكثر من موضع في الصحيح، منه:(كتاب الصلاة-باب الصلاة في الجبة الشامية-1/ 81 - ح 363) ومسلم في الصحيح منه: (كتاب الطهارة-باب المسح على الخفين-1/ 230 - ح 274/ 79)، في رواية البخاري: «

فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ

»، وفي رواية مسلم بلفظ: «

فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى فِي سَوَادِ اللَّيْلِ

».

وهو عند المصنف (83، 84، 85) عن المغيرة ببعضه، وليس فيها ذكر تباعده صلى الله عليه وسلم عند قضاء الحاجة.

ثم إن الحديث روي بمعناه عن جماعة من الصحابة، كما قال الترمذي:«وَفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ، وَجَابِرٍ، وَيَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَبِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ» .

وقد ذكر مظان هذه الوجوه مَن تَعَرَّض للحديث كالمباركفوري [التحفة، ط 1، (1/ 79)] والحويني [بذل الإحسان، ط 1، (1/ 178)] فجزاهما الله خيرا، لكنهما لم يقفا على طريق أبي قتادة، وقد ذكره الترمذي معلقا، فقال:«وَيُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَرْتَادُ لِبَوْلِهِ مَكَانًا كَمَا يَرْتَادُ مَنْزِلاً» ، ووجدته كذلك مسندا عند ابن أبي عدي في الكامل (6/ 59) وابن حبان في المجروحين (2/ 91) كلاهما في ترجمة عمر بن هارون البلخي وهو متروك الحديث، والحديث من طريقه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه.

طرف الحديث: [ابن حجر، إتحاف المهرة، ط 1، (13/ 450، 451) برقم (16991)].

الفوائد الفقهية للباب:

استحباب التباعد عند قضاء الحاجة.

الاستتار عند قضاء الحاجة.

[القاضي عياض، إكمال المعلم، ط 1، (2/ 89)، ابن سبد الناس، النفح الشذي، ط 1، (1/ 234)، ابن حجر، فتح الباري، ط 1، (1/ 307)، العيني، عمدة القاري، ط 1، (3/ 100)]

ص: 40