الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- وختمت أيضاً بهذا الوصف {آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقالوا سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ} . وهذا أيضاً إيمان بالغيب.
- وذلك لأن الإيمان بالغيب أساس الدِّين، فإن استقر في قلب العبد، اطمأَنَّ العبدُ وسَكَنتْ نَفْسُه، وصدَّق بموعود ربه، وخاف وعيده، وصبر على أقداره، حتى يكون عبداً ربَّانياً كما يحب الله ويرضى.
المحور الرئيسي للسورة:
الاستخلاف في الأرض بمنهج الله تعالى:
وقد عرضت السورة وبينت هذا (الهدف) وهذا (المنهج) بترتيب بديع وتسلسل رائع يصل إلى القلوب والعقول بسلاسة ويُسر.
مواضيع السورة المباركة:
بدأت السورة بتقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام (مؤمنين، كافرين، منافقين)، مع توضيح صفات كل منهم كما في الآيات (20: 2).
تجارب الاستخلاف في الأرض:
التجربة الأولى: عرضت السورة أول تجربة استخلاف في الأرض متمثلة في أبينا (آدم عليه السلام، فكانت بمثابة التمهيد، ومن خلال هذه التجربة تبين لنا الآيات عداوة إبليس القديمة وأنه لا يدَّخر وقتاً ولا جهداً لمحاربتنا وإغوائنا هو وقبيلُه، فنحن إذاً في حرب شرية ولا نجاة لنا منها ولا
نَصْر إلا بالاعتصام بالله، والانقياد لأوامره، واجتناب نواهيه، كما في الآيات (39: 30).
التجربة الثانية: عرضت السورة ثاني تجربة استخلاف في الأرض، متمثلة في (بني إسرائيل)، وبينت كيف أنعم الله عليهم وفضَّلهم على أهل زمانهم، وجعل فيهم الأنبياء، ووسَّع لهم من فضله وعطائه، وكيف قابلوا ذلك (بالكفر والعصيان والجحود)، فضيعوا الأمانة، وفشلوا في تحمل المسؤولية، كما في الآيات (123: 40).
التجربة الثالثة: عرضت السورة تجربة ناجحة للاستخلاف في الأرض، متمثلة في أبي الأنبياء (إبراهيم عليه السلام، فكان نموذجاً صالحاً رائعاً فأدَّى الأمانة، ونجح في المهمة، كما في الآيات (141: 124).
إذن: بدأت السورة بالتجربة الأولى؛ للتمهيد وخُتِمت بالتجربة الناجحة، لرفع المعنويات، وأتت بينهما بالتجربة الفاشلة؛ لنأخذ الدروس والعبر، ونتعلم من الأخطاء، (كان هذا الجزء الأول من السورة).
المنهج والدستور:
ثم جاء الجزء الثاني، يوضح للأمة المنهج والدستور الذي يسيرون عليه؛ لتحقيق مهمة الاستخلاف في الأرض، وجاء هذا المنهج وهذا الدستور مرتباً على مراحل مناسباً لأحوال الأمة، ونفوس وطبائع أفرادها، على النحو التالي:
1.
التميز عن الأمم السابقة والتخلص من التبعية (141، 106، 104).
2.
التوازن والوسطية في التميز (158).
3.
اختبارات عملية للطاعة (150: 142).
4.
تفصيل المنهج والتشريعات:
أ - إباحة طيبات الأرض كلها، إلا ما حرم الله، واستثنى (173: 172).
ب - جنائي (179: 178).
ت - التنبيه على أهمية (الوصية)(182: 181: 180).
ث - تشريع تعبدي (الصيام)(187: 183).
ج - تشريع الجهاد والقتال (216: 2018: 195: 190).
ح - تشريع الحج (203: 196: 189).
خ - تشريع أحكام الأسرة:
- الزواج (221).
- الإيلاء (226).
- الطلاق (227 إلى 232).
- الخُلع (229).
عند قوله تعالى فَإِن خِفتُم أَلّا يُقيما حُدودَ اللَّهِ. . . .}، إلى آخر الآية.
- العِدَّة للمطلقة والأرملة (234: 228).
- النفقة والمتعة (241: 240: 237: 236).
- الرضاع (233).
- الحيض (223: 222).
تأمل معي: تدرجت السورة تدرجاً رائعاً:
1 -
تحقيق التميز {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} .
2 -
التوازن في التميز {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ. . .} .
3 -
الإتجاه ليس كل شيء {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. . .} بل القضية إصلاح شامل والتزام كامل.
4 -
مفردات الإصلاح الشامل (التشريعات والأحكام).
وهنا سؤال (لماذا اختلطت التشريعات ولم تكن مرتبة؟ )
تشريع جنائي ثم تعبدي، لم يأت تشريع العبادات منفصلاً عن غيره من الأحكام؛ تأكيداً على شمولية المنهج، وأنه يتناول كل مظاهر الحياة.
وسؤال آخر (لماذا جاءت أحكام الأسرة متأخرة عن أحكام العبادات؟ )
- لأنه لا بد من إعداد النفوس والقلوب، عن طريق الالتزام بالعبادة والتقوى؛ لتتمكن من تلقي هذه الأحكام بالقبول، والانقياد ولتيسير الالتزام بها.
- ولذلك تجد هذه الآيات ختمت بتقوى الله، ومراقبته، والتذكير بعلمه سبحانه، كما في الآيات {231، 233، 234، 237، 241}
فالأخلاق والعمل مرتبطان دائماً في شريعتنا.