المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابع: الكمال البشري - الموسوعة العقدية - جـ ٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني: كلام ابن تيمية في حاجة البشرية إلى الرسل

- ‌المبحث الأول: النبّوة منحة إلهيّة

- ‌المبحث الثاني: طريق إعلام الله أنبياءه ورسله

- ‌المبحث الثالث: مقامات وحي الله إلى رسله

- ‌المبحث الرابع: صفة مجيء الملك إلى الرسول

- ‌المبحث الخامس: بشائر الوحي

- ‌المبحث السادس: أثر الملك في الرسول

- ‌المبحث السابع: هل يمكن أن يستغني العقل عن الوحي

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أهلية البشر لتحمّل الرسالة

- ‌المطلب الثاني: لِمَ لَمْ يكن الرسل ملائكة

- ‌المطلب الثالث: مقتضى بشرية الأنبياء والرسل

- ‌المطلب الرابع: الكمال البشري

- ‌المبحث الثاني: نبوّة النساء

- ‌المطلب الأول: الوحي

- ‌المطلب الثاني: الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم

- ‌المطلب الثالث: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المطلب الرابع: لا يقبر نبي إلا حيث يموت

- ‌المطلب الخامس: لا تأكل الأرض أجسادهم

- ‌المطلب السادس: أحياء في قبورهم

- ‌المبحث الأول: العصمة في التحمل وفي التبليغ

- ‌المبحث الثاني: العصمة من الصغائر

- ‌المبحث الثالث: تكريم الأنبياء وتوقيرهم

- ‌المبحث الرابع: أمور لا تنافي العصمة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الآية والمعجزة

- ‌المبحث الثاني: أنواع الآيات

- ‌المطلب الأول: آية نبي الله صالح

- ‌المطلب الثاني: معجزة إبراهيم عليه السلام

- ‌المطلب الثالث: آيات نبي الله موسى عليه السلام

- ‌المطلب الرابع: معجزات نبي الله عيسى عليه السلام

- ‌المطلب الأول: القرآن

- ‌المطلب الثاني: انشقاق القمر

- ‌المطلب الثالث: حنين الجذع إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الرابع: تسبيح الطعام وتكثير القليل بإذن الله عز وجل، ونبع الماء من أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الخامس: الإسراء والمعراج

- ‌المطلب السادس: كف الأعداء عنه

- ‌المطلب السابع: إجابة دعوته

- ‌المطلب الثامن: إبراء المرضى

- ‌المطلب التاسع: إخباره بالأمور الغيبية

- ‌المطلب العاشر: انقياد الشجر وتسليمه وكلامه

- ‌المطلب الحادي عشر: تسليم الحجر

- ‌المطلب الثاني عشر: شكوى البعير

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: دعوة إبراهيم

- ‌المطلب الثاني: بشارة موسى

- ‌المطلب الثالث: بشارة عيسى

- ‌المبحث الثاني: بشائر التوراة وأسفار الأنبياء

- ‌المبحث الثالث: بشارات من الإنجيل

- ‌المبحث الرابع: شيوع هذه البشارات قبل البعثة

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: حضُور ملائكة الموت

- ‌المبحث الثالث: مع ملك الموت ملائكة يعاونونه في قبض الروح

- ‌المبحث الرابع: حضور الشيطان عند الموت

- ‌المبحث الأول: تحتم الموت على من كان في الدنيا من المخلوقات

- ‌المبحث الثاني: الإيمان بأن الأجل محدود

- ‌المبحث الثالث: الإيمان بأن الأجل لا يعلمه أحد إلا الله

- ‌المبحث الرابع: الإكثار من ذكر الموت

- ‌المبحث الخامس: التأهب للموت قبل نزوله

- ‌المطلب الأول: تعريف السكرات

- ‌المطلب الثاني: تعريف الغمرات

- ‌المبحث الثاني: الأدلة من الكتاب والسنة على سكرات الموت

- ‌المبحث الثالث: سكرات الموت تحصل لكل المخلوقات

- ‌المبحث الرابع: من يخفف عنه سكرات الموت

- ‌المبحث الأول: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: انقطاع التوبة بحضور الموت

- ‌المبحث الثالث: فرح المؤمن بلقاء ربه

- ‌المبحث الرابع: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المبحث الخامس: حال الكفار عند الموت

- ‌المبحث السادس: حال الروح بعد فراق البدن

- ‌المبحث الأول: هول القبر وفظاعته

- ‌المبحث الثاني: ظلمة القبر

- ‌المبحث الثالث: ضمَّة القبرة

- ‌المطلب الأول: كيف تكون فتنة القبر

- ‌المطلب الثاني: هل يفتن الكافر في قبره

- ‌المطلب الثالث: هل يفتن غير المكلفين

- ‌المبحث الأول: أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة

- ‌المبحث الثاني: سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الثالث: سماع غير الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الرابع: صفة نعيم القبر وعذابه

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: من أسباب عذاب القبر عدم الاستتار من البول، والنميمة

- ‌المطلب الثاني: الغلول

- ‌المطلب الثالث: الكذب، هجر القرآن، الزنا، الربا

- ‌المطلب الرابع: حبس المدين في قبره بدينه

- ‌المطلب الخامس: عذاب الميت ببكاء الحي

- ‌المطلب السادس: عذاب الذي يأخذ القرآن ويرفضه، والنائم عن الصلاة المكتوبة

- ‌المبحث السادس: الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: استقلال الروح عن البدن

- ‌المبحث الثاني: مسكن الروح في الجسد

- ‌المبحث الثالث: الروح مخلوقة

- ‌المبحث الرابع: شبهات الذين زعموا أن الروح غير مخلوقة

- ‌المبحث الخامس: هل تموت النفوس

- ‌المطلب الأول: مستقر الأرواح في البرزخ

- ‌المطلب الثاني: هل العذاب في البرزخ على الروح أم على البدن أم على كليهما

- ‌المبحث السابع: هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته

- ‌المبحث الثامن: التفاضل في البرزخ

- ‌المبحث الأول: معنى الأشراط والعلامات لغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الأشراط والعلامات شرعا

- ‌المطلب الأول: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: موت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثالث: انشقاق القمر

- ‌المطلب الرابع: نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى

- ‌المطلب الخامس: فتح بيت المقدس

- ‌المطلب السادس: طاعون عمواس

- ‌المطلب السابع: توقف الجزية والخراج

- ‌المطلب الأول: الفتوحات والحروب

- ‌المطلب الثاني: خروج الدجالين أدعياء النبوة

- ‌المطلب الثالث: ظهور الفتن

- ‌المطلب الرابع: إسناد الأمر إلى غير أهله

- ‌المطلب الخامس: اتباع سنن الأمم الماضية

- ‌المطلب السادس: ولادة الأمة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان

- ‌المطلب السابع: استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة

- ‌المطلب الثامن: تداعي الأمم على الأمة الإسلامية

- ‌المطلب التاسع: ضياع الأمانة

- ‌المطلب العاشر: قبض العلم وظهور الجهل

- ‌المطلب الحادي عشر: الخسف والقذف والمسخ

- ‌المطلب الثاني عشر: انتشار الزنا

- ‌المطلب الثالث عشر: انتشار الربا

- ‌المطلب الرابع عشر: ظهور المعازف واستحلالها

- ‌المطلب الخامس عشر: كثرة شرب الخمر واستحلالها

- ‌المطلب السادس عشر: زخرفة المساجد والتباهي بها

- ‌المطلب السابع عشر: تقارب الزمن

- ‌المطلب الثامن عشر: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق

- ‌المطلب الأول: عودة جزيرة العرب جنات وأنهاراً

- ‌المطلب الثاني: انتفاخ الأهلة

- ‌المطلب الثالث: تكليم السباع والجماد الإنس

- ‌المطلب الرابع: انحسار الفرات عن جبل من ذهب

- ‌المطلب الخامس: إخراج الأرض كنوزها المخبوءة

- ‌المطلب السادس: محاصرة المسلمين إلى المدينة

- ‌المطلب السابع: إحراز الجهجاه الملك

- ‌المطلب الثامن: فتح القسطنطينية

- ‌المطلب التاسع: فتنة الأحلاس وفتنة الدهيماء

- ‌المطلب العاشر: خروج المهدي

- ‌الفرع الأول: اسمه وصفته

- ‌الفرع الثاني: مكان خروجه

- ‌الفرع الثالث: الأدلة من السنة على ظهوره

- ‌الفرع الرابع: العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي وصححوها

- ‌الفرع الخامس: في نقل كلام أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي

- ‌1 - عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌2– عقيدة الشيعة الإمامية

- ‌3 - المكذبون بوجود المهدي

- ‌4 - رجال من الحكام الماضين ادّعوا المهدية أو ادعاها لهم أقوام

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: الدخان

- ‌المطلب الأول: معنى المسيح

- ‌المطلب الثاني: معنى الدجال

- ‌المطلب الثالث: فتنة الدجال من أعظم الفتن

- ‌الفرع الأول: سرعة انتقاله في الأرض

- ‌الفرع الثاني: جنته وناره

- ‌الفرع الثالث: استجابة الجماد والحيوان لأمره

- ‌الفرع الرابع: قتله ذلك الشاب ثم إحياؤه إياه

- ‌الفرع الخامس: عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح الدجال

- ‌المطلب الأول: هل ابن صياد هو الدجال الأكبر

- ‌المطلب الثاني: أقوال العلماء في ابن صياد

- ‌المبحث الرابع: نزول عيسى بن مريم عليه السلام

- ‌المبحث الخامس: خروج يأجوج ومأجوج

- ‌المطلب الأول: أصل تسميتهما ونسبهما

- ‌المطلب الثاني: هلاك يأجوج ومأجوج وطيب العيش وبركته بعد موتهم

- ‌المبحث السادس: دروس الإسلام ورفع القرآن وفناء الأخيار

- ‌المبحث السابع: عودة البشرية إلى الجاهلية وعبادة الأوثان

- ‌المبحث الثامن: هدم الكعبة على يد ذي السويقتين

- ‌المبحث التاسع: الخسوفات الثلاثة

- ‌المطلب الأول: طلوع الشمس من مغربها

- ‌المطلب الثاني: غلق باب التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها

- ‌المبحث الحادي عشر: خروج الدابة

- ‌المبحث الثاني عشر: النار التي تحشر الناس

- ‌المطلب الأول: كيفية حشرها للناس

- ‌المطلب الثاني: أرض المحشر

- ‌المطلب الثالث: هذا الحشر في الدنيا

- ‌الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بأشراط الساعة

- ‌تمهيد في سر تعدد أسماء يوم القيامة:

- ‌ يوم القيامة:

- ‌ اليوم الآخر:

- ‌ يوم الآزفة:

- ‌ يوم البعث:

- ‌ يوم التغابن:

- ‌ يوم التلاق:

- ‌ يوم التناد:

- ‌ يوم الجمع:

- ‌ يوم الحساب:

- ‌ الحاقة:

- ‌ يوم الحسرة:

- ‌ يوم الخلود:

- ‌ يوم الخروج:

- ‌ يوم الدين:

- ‌ الساعة:

- ‌ الصاخة:

- ‌ الطامة:

- ‌ الغاشية:

- ‌ يوم الفصل:

- ‌ يوم الفتح:

- ‌ القارعة:

- ‌ الواقعة:

- ‌ يوم الوعيد:

- ‌الفصل الثاني: البعث والنشور

- ‌المبحث الأول: تعريف البعث والنشور

- ‌المطلب الأول: البعث في اللغة

- ‌المطلب الثاني: البعث في الشرع

- ‌المطلب الثالث: النشور في اللغة

- ‌المطلب الرابع: النشور في الاصطلاح

- ‌المطلب الخامس: المعاد في اللغة

- ‌المطلب السادس: المعاد في الاصطلاح

- ‌المبحث الثاني: حكم الإيمان بالبعث وأدلته

- ‌ الإقسام على وقوع البعث:

- ‌ التنبيه بالنشأة الأولى على النشأة الثانية:

- ‌ التنبيه بإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الموتى:

- ‌ التنبيه بخلق السموات والأرض على إحياء الموتى:

- ‌ إخبار الله تعالى بما وقع من البعث الحسي المشاهد في الحياة الدنيا

- ‌المطلب الثاني: أدلة البعث من السنة

- ‌المطلب الأول: الصنف الأول أنكروا المبدأ والمعاد

- ‌المطلب الثاني: الصنف الثاني من الدهرية طائفة يقال لهم الدوريَّة

- ‌المطلب الثالث: الصنف الثالث الدهرية من مشركي العرب ومن وافقهم

- ‌المطلب الرابع: الصنف الرابع ملاحدة الجهمية ومن وافقهم

- ‌المطلب الخامس: الرد على منكري البعث

- ‌المطلب الأول: معنى النفخ في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى النفخ اصطلاحاً

- ‌المطلب الثالث: معنى الصور

- ‌المبحث الثاني: صفة النفخ في الصور

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على إثبات النفخ في الصور

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة على إثبات النفخ في الصور

- ‌المبحث الرابع: النفخات الثلاث الثابتة

- ‌المبحث الخامس: النفخة الثانية نفخة الصعق

- ‌المبحث السادس: النفخة الثالثة نفخة البعث والنشور

- ‌الفصل الرابع: حشر الخلائق وصفته

- ‌المبحث الأول: معنى الحشر في اللغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الحشر في الاصطلاح

- ‌المبحث الثالث: صفة الحشر

- ‌المبحث الرابع: صفة حشر الخلق وأنهم على صور شتى

- ‌المبحث الخامس: أول من يحشر من الخلق

- ‌المبحث السادس: التفاضل في المحشر

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الموقف لغةً واصطلاحاً

- ‌المبحث الثاني: صفته في القرآن الكريم

- ‌المبحث الثالث: صفته في السنة النبوية

- ‌المبحث الرابع: صفة الأرض التي يقف الخلق عليها

- ‌المبحث الأول: أحوال الناس يوم القيامة

- ‌المطلب الأول: قبض الأرض وطي السماء

- ‌المطلب الثاني: دك الأرض ونسف الجبال

- ‌المطلب الثالث: تفجير البحار وتسجيرها

- ‌المطلب الرابع: موران السماء وانفطارها

- ‌المطلب الخامس: تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: معنى الشفاعة في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى الشفاعة في الشرع

- ‌المبحث الثاني: شروط الشفاعة

- ‌المبحث الثالث: أنواع الشفاعة: (الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية)

- ‌المبحث الرابع: الشفاعات التي لم يثبت بها نص صحيح

- ‌المطلب الأول: شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: شفاعة الأنبياء الآخرين غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌المطلب الثالث: شفاعة الملائكة

- ‌المطلب الرابع: شفاعة الشهداء

- ‌المطلب الخامس: شفاعة الولدان

- ‌المطلب السادس: شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض

- ‌المطلب السابع: شفاعة القرآن الكريم

- ‌المطلب الأول: معنى العرض في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى العرض في الاصطلاح

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌الفصل التاسع: الصحف

- ‌المبحث الأول: الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على ذلك

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: تعريف الحساب في اللغة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الحساب في الشرع

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: العدل التام الخالي من الظلم

- ‌المطلب الثاني: لا يؤخذ أحد بجريرة غيره

- ‌المطلب الثالث: اطلاع العباد على سجلات أعمالهم

- ‌المطلب الرابع: مضاعفة الحسنات دون السيئات

- ‌المطلب الخامس: إقامة الشهود

- ‌المبحث الرابع: متى يكون الحساب؟ وأين يكون المحاسبون

- ‌المبحث الخامس: من يشملهم الحساب

- ‌المطلب الأول: الكفر والشرك

- ‌المطلب الثاني: ما عمله في دنياه

- ‌المطلب الثالث: النعيم الذي يتمتع به

- ‌المطلب الرابع: العهود والمواثيق

- ‌المطلب الخامس: السمع والبصر والفؤاد

- ‌المبحث السابع: أول من يحاسب من الناس

- ‌المطلب الأول: أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله

- ‌المطلب الثاني: أنواع الحساب

- ‌المطلب الثالث: أمثلة من السنة للمناقشة والعرض والمعاتبة

- ‌المبحث التاسع: التفاضل في الحساب

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: كيف يكون الاقتصاص في يوم القيامة

- ‌المبحث الثاني: عظم شأن الدماء

- ‌المبحث الثالث: الاقتصاص للبهائم بعضها من بعض

- ‌المبحث الرابع: متى يقتص للمؤمنين بعضهم من بعض

- ‌الفصل الثاني عشر: الميزان

- ‌المبحث الأول: تعريف الميزان لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الميزان في اللغة

- ‌المطلب الثاني: الميزان في الاصطلاح

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أدلة إثبات الميزان من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية

- ‌المبحث الثالث: وجوب الإيمان بالميزان، وإجماع الأمة على ذلك

- ‌المبحث الرابع: حقيقة الميزان عند أهل السنة

- ‌المبحث الخامس: صفات الميزان

- ‌المطلب الأول: ما الذي يوزن في الميزان

- ‌المطلب الثاني: الأعمال التي تثقل في الميزان

- ‌المبحث السابع: حكمة الله تعالى في وزن أعمال العباد والرد على من ينكره

- ‌المبحث الأول: كل أمة تتبع الإله الذي كانت تعبده

- ‌المبحث الثاني: حشر الكفار إلى النَّار

الفصل: ‌المطلب الرابع: الكمال البشري

‌المطلب الرابع: الكمال البشري

لا شكّ أن البشر يتفاوتون فيما بينهم تفاوتاً كبيراً في الخَلْق والخُلُق، والمواهب، فمن البشر القبيح والجميل وبين ذلك، ومنهم الأعمى والأعور والمبصر بعينه، والمبصرون يتفاوتون في جمال عيونهم وفي قوة أبصارهم، ومنهم الأصم والسميع وبين ذلك، ومنهم ساقط المروءة، ومنهم ذو المروءة والهمة العالية. ولا شكّ أن الأنبياء والرسل يمثلون الكمال الإنساني في أرقى صوره، ذلك أنّ الله اختارهم واصطفاهم لنفسه، فلا بدّ أن يختار أطهر البشر قلوباً، وأزكاهم أخلاقاً، وأجودهم قريحة، اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام: 124].

والكمال البشري يتحقق فيما يأتي:

- الكمال في الخلقة الظاهرة:

لقد حذرنا الله تعلى من إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم كما آذى بنو إسرائيل موسى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب: 69].

وقد بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن إيذاء بني إسرائيل لموسى كان باتهامهم إياه بعيب خلقي في جسده، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ موسى كان رجلاً حيياً ستَّيراً لا يرى من جلده شيء استحياءً منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر إلاّ من عيب بجلده: إما برص، وإمّا أُدْرة، وإمّا آفة، وإنّ الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوماً وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثمّ اغتسل، فلمّا فرغ، أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملا من بني إسرائيل فرأوه عرياناً، أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ بثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضرباً بعصاه، فوالله إنّ بالحجر لندباً من أثر ضربه، ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً، فذلك قوله: يا أيَّها الَّذين آمنوا لا تكونوا كالَّذين آذوا موسى فبرَّأه الله ممَّا قالوا وكان عند الله وجيهاً [الأحزاب: 69])) (1).

قال ابن حجر العسقلاني معقباً على الحديث: (وفيه أن الأنبياء في خَلقهم وخُلُقهم، على غاية الكمال، وأن من نسب نبيّاً إلى نقص في خلقته فقد آذاه، ويخشى على فاعله الكفر)(2).

- الصور الظاهرة مختلفة:

ليس معنى كون الرسل أكمل الناس أجساماً أنهم على صفة واحدة صورة واحدة، فالكمال الذي يدهش ويعجب متنوع وذلك من بديع صنع الواحد الأحد وكمال قدرته. وقد وصف لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الأنبياء والرسل، يقول صلى الله عليه وسلم:((ليلة أسري بي رأيت موسى، وإذا هو رجل ضَرْبٌ من الرجال، كأنه من رجال شَنوءة)) (3).

وقال في عيسى: ((ورأيت عيسى، فإذا هو رجل ربعة أحمر، كأنما خرج من ديماس)) (4).

وقال فيه أيضاً: (ليس بيني وبينه نبيٌّ، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل)(5).

(1) رواه البخاري (3404)، ومسلم (339).

(2)

((فتح الباري)) (6/ 438).

(3)

رواه البخاري (3394)، ومسلم بنحوه (168). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(4)

رواه البخاري (3394)، ومسلم (168). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(5)

رواه أبو داود (4324)، وأحمد (2/ 437)(9630)، وابن حبان (15/ 233)، والحاكم (2/ 651). والحديث سكت عنه أبو داود. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وقال الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)): صحيح.

ص: 18

وقد وصف لنا الصحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم فمن ذلك قولهم: (كان ربعة من القوم، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، ليس بجعد قَطِطٍ، ولا سَبْطٍ رَجِلٍ)(1)، وقالوا فيه:(كان أحسن الناس. . ربعة، إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها، ليس له أخمص، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة)(2).

وكان الرسول أشبه الناس بنبي الله إبراهيم كما أخبرنا عليه السلام بذلك (3).

- الكمال في الأخلاق:

لقد بلغ الأنبياء في هذا مبلغاً عظيماً، وقد استحقوا أن يثني عليهم ربّ الكائنات فقد أثنى الله على خليله إبراهيم عليه السلام فقال: إِنّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّاهٌ مّنِيبٌ [هود: 75]. وقالت ابنة العبد الصالح تصف موسى: يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [القصص: 26].

وأثنى الله على إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نّبِيّاً [مريم: 54].

وأثنى الله – جل جلاله، وتقدست أسماؤه – على خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثناءً عطراً، فقال: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4].

فقد وصف الله – سبحانه – خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأنّه عظيم، وأكّد ذلك بثلاثة مؤكدات: أكّد ذلك بالإقسام عليه بنون والقلم وما يسطرون، وتصديره بإنّ، وإدخال اللام على الخبر.

ومن خلقه الكريم صلى الله عليه وسلم الذي نوَّه الله به ما جبله عليه من الرحمة والرأفة لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: 128].

وقد كان لهذه الأخلاق أثر كبير في هداية الناس وتربيتهم، هذا صفوان بن أميّة يقول:(والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض خلق الله إليّ، فما زال يعطيني حتى إنّه من أحبِّ الناس إليّ)(4).

وفي صحيح مسلم عن أنس ((أنّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم غنماً بين جبلين فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أي قوم، أسلموا، فوالله إن محمداً ليعطي عطاءً، ما يخاف الفقر)) (5).

ولو لم يتصف الرسل بهذا الكمال الذي حباهم الله به لما انقاد الناس إليهم، ذلك أن الناس لا ينقادون عن رضاً وطواعية لمن كثرت نقائصه، وقلت فضائله.

- خير الناس نسباً:

الرسل ذوو أنساب كريمة، فجميع الرسل بعد نوح من ذريته، وجميع الرسل بعد إبراهيم من ذرية إبراهيم، قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ .. [الحديد: 26].

ولذلك فإنّ الله – سبحانه – يصطفي لرسالته من كان خيار قومه في النسب، وفي الحديث الذي يرويه البخاري، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:((بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً، حتى كنت من القرن الذي كنت منه)) (6).

(1) رواه البخاري (3547)، ومسلم (2347). من حديث أنس رضي الله عنه.

(2)

رواه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (1/ 275)، والبزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (8/ 283). وقال: رجاله وثقوا، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4633).

(3)

رواه البخاري (3394)، ومسلم (168). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(4)

رواه مسلم (2313).

(5)

رواه مسلم (2312).

(6)

رواه البخاري (3557). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 19

وفي مسند أحمد وسنن الترمذي عن الرسول، صلى الله عليه وسلم قال:((أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إنّ الله – تعالى – خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة، ثمّ جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثمّ جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً، وخيركم نفساً)) (1).

وفي صحيح مسلم عن واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)) (2).

- أحرار بعيدون عن الرق:

ومن صفات الكمال أنّ الأنبياء لا يكونون أرقاء. يقول السفاريني في هذا: (الرق وصف نقص لا يليق بمقام النبوة، والنبي يكون داعياً للناس آناء الليل وأطراف النهار، والرقيق لا يتيسر له ذلك، وأيضاً الرقّيَّة وصف نقص يأنف الناس ويستنكفون من اتباع من اتصف بها، وأن يكون إماماً لهم وقدوة، وهي أثر الكفر، والأنبياء منزهون عن ذلك)(3).

- التفرد في المواهب والقدرات:

الأنبياء أُعطوا العقول الراجحة، والذكاء الفذ، واللسان المبين، والبديهة الحاضرة، وغير ذلك من المواهب والقدرات التي لا بدّ منها لتحمل الرسالة ثم إبلاغها ومتابعة الذين تقبلوها بالتوجيه والتربية.

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحفظ ما يُلقى إليه ولا ينسى منه كلمة سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى [الأعلى: 6].

وقد كانوا يعرضون دين الله للمعارضين ويفحمونهم في معرض الحجاج، وفي هذا المجال أسكت إبراهيم خصمه فَبُهِتَ الّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ [البقرة: 258]، وقال الله معقباً على محاججة إبراهيم لقومه: وَتِلْكَ حُجّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَىَ قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ [الأنعام: 83].

وموسى كان يجيب فرعون على البديهة حتى انقطع، فانتقل إلى التهديد بالقوة قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مّوقِنِينَ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الأوّلِينَ قَالَ إِنّ رَسُولَكُمُ الّذِيَ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ قَالَ لَئِنِ اتّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأجْعَلَنّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ [الشعراء: 23 - 29].

- الكمال في تحقيق العبودية:

(1) رواه الترمذي (3608)، وأحمد (1/ 210) (1788). من حديث المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1472).

(2)

رواه مسلم (2276).

(3)

((لوامع الأنوار البهية)) (2/ 265).

ص: 20

بيّنا الكمال الذي حبا الله به رسله في صورهم الظاهرة، وأخلاقهم الباطنة، والمواهب والسجايا التي أعطاهم إياها في ذوات أنفسهم، وهناك نوع آخر من الكمال وفق الله رسله وأنبياءه لتحصيله، وهو تحقيق العبودية لله في أنفسهم. فكلّما كان الإنسان أكثر تحقيقاً للعبودية لله تعالى، كلَّما كان أكثر رقيّاً في سلّم الكمال الإنساني، وكلما ابتعد عن تحقيق العبودية لله كلما هبط وانحدر. والرسل حازوا السبق في هذا الميدان، فقد كانت حياتهم انطلاقة جادة في تحقيق هذه العبودية، وهذا خاتم الرسل وسيد المرسلين يثني عليه ربّه في أشرف المقامات بالعبودية، فيصفه بها في مقام الوحي فَأَوْحَىَ إِلَىَ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىَ [النجم: 10]، وفي مقام إنزال الكتاب تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان: 1]، وفي مقام الدعوة وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ [الجن: 19]، وفي مقام الإسراء سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَىَ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىَ الْمَسْجِدِ الأقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ .. [الإسراء: 1] وبهذه العبودية التامة استحق صلوات الله وسلامه عليه التقديم على الناس في الدنيا والآخرة، ولذلك فإن المسيح عليه السلام يقول للناس إذا طلبوا منه الشفاعة بعد طلبها من الرسل من قبله:((ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم، فقد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)) (1).

وإليك صورة من صور هذه العبودية ترويها لنا أمّنا عائشة – رضي الله عنها – قالت رضي الله عنها وعن أبيها: ((قلت: يا رسول الله، كُلْ – جعلني الله فداك – متكئاً، فإنّه أهون عليك، فأحنى رأسه حتى كاد أن تصيب جبهته الأرض، وقال: بل آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد)) رواه البغوي في (شرح السنة)، وابن سعد، والإمام أحمد في (الزهد)(2).

- الذكورة:

ومن الكمال الذي حباهم به أنه اختار جميع الرسل الذين أرسلهم من الرجال، ولم يبعث الله رسولاً من النساء يدلُّ على ذلك صيغة الحصر التي وردت في قوله تعالى: وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاّ رِجَالاً نّوحِيَ إِلَيْهِمْ [الأنبياء: 7]. الحكمة من كون الرسل رجالاً:

كان الرسل من الرجال دون النساء لحكم يقتضيها المقام فمن ذلك: 1 - أنّ الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة، ومخاطبة الرجال والنساء، ومقابلة الناس في السرّ والعلانية، والتنقل في فجاج الأرض، ومواجهة المكذبين ومحاججتهم ومخاصمتهم، وإعداد الجيوش وقيادتها، والاصطلاء بنارها، وكل هذا يناسب الرجال دون النساء.

2 -

الرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتابعه، فهو في أتباعه الآمر الناهي، وهو فيهم الحاكم والقاضي، ولو كانت الموكلة بذلك امرأة لَمْ يتم ذلك لها على الوجه الأكمل، ولاستنكف أقوام من الاتباع والطاعة.

3 -

الذكورة أكمل كما بينا آنفاً، ولذلك جعل الله القوامة للرجال على النساء الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء: 34] وأخبر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنّ النساء ناقصات عقل ودين.

4 -

المرأة يطرأ عليها ما يعطلها عن كثير من الوظائف والمهمات، كالحيض والحمل والولادة والنفاس، وتصاحب ذلك اضطرابات نفسية وآلام وأوجاع، عدا ما يتطلبه الوليد من عناية، وكل ذلك مانع من القيام بأعباء الرسالة وتكاليفها. الرسل والرسالات لعمر الأشقر - ص 78

(1) رواه البخاري (6565). من حديث أنس رضي الله عنه.

(2)

رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (1/ 381)، والبغوي في ((شرح السنة)) (11/ 287)، ورواه أبو يعلى (8/ 318)(4920)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (4/ 74). قال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (2/ 194): حسن غريب، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/ 22): رواه أبو يعلى وإسناده حسن، وحسن سنده العجلوني في ((كشف الخفاء)) (1/ 17)، وصححه الألباني ((صحيح الجامع)) (7).

ص: 21