المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار - الموسوعة العقدية - جـ ٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني: كلام ابن تيمية في حاجة البشرية إلى الرسل

- ‌المبحث الأول: النبّوة منحة إلهيّة

- ‌المبحث الثاني: طريق إعلام الله أنبياءه ورسله

- ‌المبحث الثالث: مقامات وحي الله إلى رسله

- ‌المبحث الرابع: صفة مجيء الملك إلى الرسول

- ‌المبحث الخامس: بشائر الوحي

- ‌المبحث السادس: أثر الملك في الرسول

- ‌المبحث السابع: هل يمكن أن يستغني العقل عن الوحي

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أهلية البشر لتحمّل الرسالة

- ‌المطلب الثاني: لِمَ لَمْ يكن الرسل ملائكة

- ‌المطلب الثالث: مقتضى بشرية الأنبياء والرسل

- ‌المطلب الرابع: الكمال البشري

- ‌المبحث الثاني: نبوّة النساء

- ‌المطلب الأول: الوحي

- ‌المطلب الثاني: الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم

- ‌المطلب الثالث: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المطلب الرابع: لا يقبر نبي إلا حيث يموت

- ‌المطلب الخامس: لا تأكل الأرض أجسادهم

- ‌المطلب السادس: أحياء في قبورهم

- ‌المبحث الأول: العصمة في التحمل وفي التبليغ

- ‌المبحث الثاني: العصمة من الصغائر

- ‌المبحث الثالث: تكريم الأنبياء وتوقيرهم

- ‌المبحث الرابع: أمور لا تنافي العصمة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الآية والمعجزة

- ‌المبحث الثاني: أنواع الآيات

- ‌المطلب الأول: آية نبي الله صالح

- ‌المطلب الثاني: معجزة إبراهيم عليه السلام

- ‌المطلب الثالث: آيات نبي الله موسى عليه السلام

- ‌المطلب الرابع: معجزات نبي الله عيسى عليه السلام

- ‌المطلب الأول: القرآن

- ‌المطلب الثاني: انشقاق القمر

- ‌المطلب الثالث: حنين الجذع إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الرابع: تسبيح الطعام وتكثير القليل بإذن الله عز وجل، ونبع الماء من أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الخامس: الإسراء والمعراج

- ‌المطلب السادس: كف الأعداء عنه

- ‌المطلب السابع: إجابة دعوته

- ‌المطلب الثامن: إبراء المرضى

- ‌المطلب التاسع: إخباره بالأمور الغيبية

- ‌المطلب العاشر: انقياد الشجر وتسليمه وكلامه

- ‌المطلب الحادي عشر: تسليم الحجر

- ‌المطلب الثاني عشر: شكوى البعير

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: دعوة إبراهيم

- ‌المطلب الثاني: بشارة موسى

- ‌المطلب الثالث: بشارة عيسى

- ‌المبحث الثاني: بشائر التوراة وأسفار الأنبياء

- ‌المبحث الثالث: بشارات من الإنجيل

- ‌المبحث الرابع: شيوع هذه البشارات قبل البعثة

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: حضُور ملائكة الموت

- ‌المبحث الثالث: مع ملك الموت ملائكة يعاونونه في قبض الروح

- ‌المبحث الرابع: حضور الشيطان عند الموت

- ‌المبحث الأول: تحتم الموت على من كان في الدنيا من المخلوقات

- ‌المبحث الثاني: الإيمان بأن الأجل محدود

- ‌المبحث الثالث: الإيمان بأن الأجل لا يعلمه أحد إلا الله

- ‌المبحث الرابع: الإكثار من ذكر الموت

- ‌المبحث الخامس: التأهب للموت قبل نزوله

- ‌المطلب الأول: تعريف السكرات

- ‌المطلب الثاني: تعريف الغمرات

- ‌المبحث الثاني: الأدلة من الكتاب والسنة على سكرات الموت

- ‌المبحث الثالث: سكرات الموت تحصل لكل المخلوقات

- ‌المبحث الرابع: من يخفف عنه سكرات الموت

- ‌المبحث الأول: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: انقطاع التوبة بحضور الموت

- ‌المبحث الثالث: فرح المؤمن بلقاء ربه

- ‌المبحث الرابع: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المبحث الخامس: حال الكفار عند الموت

- ‌المبحث السادس: حال الروح بعد فراق البدن

- ‌المبحث الأول: هول القبر وفظاعته

- ‌المبحث الثاني: ظلمة القبر

- ‌المبحث الثالث: ضمَّة القبرة

- ‌المطلب الأول: كيف تكون فتنة القبر

- ‌المطلب الثاني: هل يفتن الكافر في قبره

- ‌المطلب الثالث: هل يفتن غير المكلفين

- ‌المبحث الأول: أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة

- ‌المبحث الثاني: سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الثالث: سماع غير الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الرابع: صفة نعيم القبر وعذابه

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: من أسباب عذاب القبر عدم الاستتار من البول، والنميمة

- ‌المطلب الثاني: الغلول

- ‌المطلب الثالث: الكذب، هجر القرآن، الزنا، الربا

- ‌المطلب الرابع: حبس المدين في قبره بدينه

- ‌المطلب الخامس: عذاب الميت ببكاء الحي

- ‌المطلب السادس: عذاب الذي يأخذ القرآن ويرفضه، والنائم عن الصلاة المكتوبة

- ‌المبحث السادس: الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: استقلال الروح عن البدن

- ‌المبحث الثاني: مسكن الروح في الجسد

- ‌المبحث الثالث: الروح مخلوقة

- ‌المبحث الرابع: شبهات الذين زعموا أن الروح غير مخلوقة

- ‌المبحث الخامس: هل تموت النفوس

- ‌المطلب الأول: مستقر الأرواح في البرزخ

- ‌المطلب الثاني: هل العذاب في البرزخ على الروح أم على البدن أم على كليهما

- ‌المبحث السابع: هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته

- ‌المبحث الثامن: التفاضل في البرزخ

- ‌المبحث الأول: معنى الأشراط والعلامات لغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الأشراط والعلامات شرعا

- ‌المطلب الأول: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: موت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثالث: انشقاق القمر

- ‌المطلب الرابع: نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى

- ‌المطلب الخامس: فتح بيت المقدس

- ‌المطلب السادس: طاعون عمواس

- ‌المطلب السابع: توقف الجزية والخراج

- ‌المطلب الأول: الفتوحات والحروب

- ‌المطلب الثاني: خروج الدجالين أدعياء النبوة

- ‌المطلب الثالث: ظهور الفتن

- ‌المطلب الرابع: إسناد الأمر إلى غير أهله

- ‌المطلب الخامس: اتباع سنن الأمم الماضية

- ‌المطلب السادس: ولادة الأمة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان

- ‌المطلب السابع: استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة

- ‌المطلب الثامن: تداعي الأمم على الأمة الإسلامية

- ‌المطلب التاسع: ضياع الأمانة

- ‌المطلب العاشر: قبض العلم وظهور الجهل

- ‌المطلب الحادي عشر: الخسف والقذف والمسخ

- ‌المطلب الثاني عشر: انتشار الزنا

- ‌المطلب الثالث عشر: انتشار الربا

- ‌المطلب الرابع عشر: ظهور المعازف واستحلالها

- ‌المطلب الخامس عشر: كثرة شرب الخمر واستحلالها

- ‌المطلب السادس عشر: زخرفة المساجد والتباهي بها

- ‌المطلب السابع عشر: تقارب الزمن

- ‌المطلب الثامن عشر: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق

- ‌المطلب الأول: عودة جزيرة العرب جنات وأنهاراً

- ‌المطلب الثاني: انتفاخ الأهلة

- ‌المطلب الثالث: تكليم السباع والجماد الإنس

- ‌المطلب الرابع: انحسار الفرات عن جبل من ذهب

- ‌المطلب الخامس: إخراج الأرض كنوزها المخبوءة

- ‌المطلب السادس: محاصرة المسلمين إلى المدينة

- ‌المطلب السابع: إحراز الجهجاه الملك

- ‌المطلب الثامن: فتح القسطنطينية

- ‌المطلب التاسع: فتنة الأحلاس وفتنة الدهيماء

- ‌المطلب العاشر: خروج المهدي

- ‌الفرع الأول: اسمه وصفته

- ‌الفرع الثاني: مكان خروجه

- ‌الفرع الثالث: الأدلة من السنة على ظهوره

- ‌الفرع الرابع: العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي وصححوها

- ‌الفرع الخامس: في نقل كلام أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي

- ‌1 - عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌2– عقيدة الشيعة الإمامية

- ‌3 - المكذبون بوجود المهدي

- ‌4 - رجال من الحكام الماضين ادّعوا المهدية أو ادعاها لهم أقوام

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: الدخان

- ‌المطلب الأول: معنى المسيح

- ‌المطلب الثاني: معنى الدجال

- ‌المطلب الثالث: فتنة الدجال من أعظم الفتن

- ‌الفرع الأول: سرعة انتقاله في الأرض

- ‌الفرع الثاني: جنته وناره

- ‌الفرع الثالث: استجابة الجماد والحيوان لأمره

- ‌الفرع الرابع: قتله ذلك الشاب ثم إحياؤه إياه

- ‌الفرع الخامس: عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح الدجال

- ‌المطلب الأول: هل ابن صياد هو الدجال الأكبر

- ‌المطلب الثاني: أقوال العلماء في ابن صياد

- ‌المبحث الرابع: نزول عيسى بن مريم عليه السلام

- ‌المبحث الخامس: خروج يأجوج ومأجوج

- ‌المطلب الأول: أصل تسميتهما ونسبهما

- ‌المطلب الثاني: هلاك يأجوج ومأجوج وطيب العيش وبركته بعد موتهم

- ‌المبحث السادس: دروس الإسلام ورفع القرآن وفناء الأخيار

- ‌المبحث السابع: عودة البشرية إلى الجاهلية وعبادة الأوثان

- ‌المبحث الثامن: هدم الكعبة على يد ذي السويقتين

- ‌المبحث التاسع: الخسوفات الثلاثة

- ‌المطلب الأول: طلوع الشمس من مغربها

- ‌المطلب الثاني: غلق باب التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها

- ‌المبحث الحادي عشر: خروج الدابة

- ‌المبحث الثاني عشر: النار التي تحشر الناس

- ‌المطلب الأول: كيفية حشرها للناس

- ‌المطلب الثاني: أرض المحشر

- ‌المطلب الثالث: هذا الحشر في الدنيا

- ‌الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بأشراط الساعة

- ‌تمهيد في سر تعدد أسماء يوم القيامة:

- ‌ يوم القيامة:

- ‌ اليوم الآخر:

- ‌ يوم الآزفة:

- ‌ يوم البعث:

- ‌ يوم التغابن:

- ‌ يوم التلاق:

- ‌ يوم التناد:

- ‌ يوم الجمع:

- ‌ يوم الحساب:

- ‌ الحاقة:

- ‌ يوم الحسرة:

- ‌ يوم الخلود:

- ‌ يوم الخروج:

- ‌ يوم الدين:

- ‌ الساعة:

- ‌ الصاخة:

- ‌ الطامة:

- ‌ الغاشية:

- ‌ يوم الفصل:

- ‌ يوم الفتح:

- ‌ القارعة:

- ‌ الواقعة:

- ‌ يوم الوعيد:

- ‌الفصل الثاني: البعث والنشور

- ‌المبحث الأول: تعريف البعث والنشور

- ‌المطلب الأول: البعث في اللغة

- ‌المطلب الثاني: البعث في الشرع

- ‌المطلب الثالث: النشور في اللغة

- ‌المطلب الرابع: النشور في الاصطلاح

- ‌المطلب الخامس: المعاد في اللغة

- ‌المطلب السادس: المعاد في الاصطلاح

- ‌المبحث الثاني: حكم الإيمان بالبعث وأدلته

- ‌ الإقسام على وقوع البعث:

- ‌ التنبيه بالنشأة الأولى على النشأة الثانية:

- ‌ التنبيه بإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الموتى:

- ‌ التنبيه بخلق السموات والأرض على إحياء الموتى:

- ‌ إخبار الله تعالى بما وقع من البعث الحسي المشاهد في الحياة الدنيا

- ‌المطلب الثاني: أدلة البعث من السنة

- ‌المطلب الأول: الصنف الأول أنكروا المبدأ والمعاد

- ‌المطلب الثاني: الصنف الثاني من الدهرية طائفة يقال لهم الدوريَّة

- ‌المطلب الثالث: الصنف الثالث الدهرية من مشركي العرب ومن وافقهم

- ‌المطلب الرابع: الصنف الرابع ملاحدة الجهمية ومن وافقهم

- ‌المطلب الخامس: الرد على منكري البعث

- ‌المطلب الأول: معنى النفخ في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى النفخ اصطلاحاً

- ‌المطلب الثالث: معنى الصور

- ‌المبحث الثاني: صفة النفخ في الصور

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على إثبات النفخ في الصور

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة على إثبات النفخ في الصور

- ‌المبحث الرابع: النفخات الثلاث الثابتة

- ‌المبحث الخامس: النفخة الثانية نفخة الصعق

- ‌المبحث السادس: النفخة الثالثة نفخة البعث والنشور

- ‌الفصل الرابع: حشر الخلائق وصفته

- ‌المبحث الأول: معنى الحشر في اللغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الحشر في الاصطلاح

- ‌المبحث الثالث: صفة الحشر

- ‌المبحث الرابع: صفة حشر الخلق وأنهم على صور شتى

- ‌المبحث الخامس: أول من يحشر من الخلق

- ‌المبحث السادس: التفاضل في المحشر

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الموقف لغةً واصطلاحاً

- ‌المبحث الثاني: صفته في القرآن الكريم

- ‌المبحث الثالث: صفته في السنة النبوية

- ‌المبحث الرابع: صفة الأرض التي يقف الخلق عليها

- ‌المبحث الأول: أحوال الناس يوم القيامة

- ‌المطلب الأول: قبض الأرض وطي السماء

- ‌المطلب الثاني: دك الأرض ونسف الجبال

- ‌المطلب الثالث: تفجير البحار وتسجيرها

- ‌المطلب الرابع: موران السماء وانفطارها

- ‌المطلب الخامس: تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: معنى الشفاعة في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى الشفاعة في الشرع

- ‌المبحث الثاني: شروط الشفاعة

- ‌المبحث الثالث: أنواع الشفاعة: (الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية)

- ‌المبحث الرابع: الشفاعات التي لم يثبت بها نص صحيح

- ‌المطلب الأول: شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: شفاعة الأنبياء الآخرين غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌المطلب الثالث: شفاعة الملائكة

- ‌المطلب الرابع: شفاعة الشهداء

- ‌المطلب الخامس: شفاعة الولدان

- ‌المطلب السادس: شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض

- ‌المطلب السابع: شفاعة القرآن الكريم

- ‌المطلب الأول: معنى العرض في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى العرض في الاصطلاح

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌الفصل التاسع: الصحف

- ‌المبحث الأول: الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على ذلك

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: تعريف الحساب في اللغة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الحساب في الشرع

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: العدل التام الخالي من الظلم

- ‌المطلب الثاني: لا يؤخذ أحد بجريرة غيره

- ‌المطلب الثالث: اطلاع العباد على سجلات أعمالهم

- ‌المطلب الرابع: مضاعفة الحسنات دون السيئات

- ‌المطلب الخامس: إقامة الشهود

- ‌المبحث الرابع: متى يكون الحساب؟ وأين يكون المحاسبون

- ‌المبحث الخامس: من يشملهم الحساب

- ‌المطلب الأول: الكفر والشرك

- ‌المطلب الثاني: ما عمله في دنياه

- ‌المطلب الثالث: النعيم الذي يتمتع به

- ‌المطلب الرابع: العهود والمواثيق

- ‌المطلب الخامس: السمع والبصر والفؤاد

- ‌المبحث السابع: أول من يحاسب من الناس

- ‌المطلب الأول: أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله

- ‌المطلب الثاني: أنواع الحساب

- ‌المطلب الثالث: أمثلة من السنة للمناقشة والعرض والمعاتبة

- ‌المبحث التاسع: التفاضل في الحساب

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: كيف يكون الاقتصاص في يوم القيامة

- ‌المبحث الثاني: عظم شأن الدماء

- ‌المبحث الثالث: الاقتصاص للبهائم بعضها من بعض

- ‌المبحث الرابع: متى يقتص للمؤمنين بعضهم من بعض

- ‌الفصل الثاني عشر: الميزان

- ‌المبحث الأول: تعريف الميزان لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الميزان في اللغة

- ‌المطلب الثاني: الميزان في الاصطلاح

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أدلة إثبات الميزان من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية

- ‌المبحث الثالث: وجوب الإيمان بالميزان، وإجماع الأمة على ذلك

- ‌المبحث الرابع: حقيقة الميزان عند أهل السنة

- ‌المبحث الخامس: صفات الميزان

- ‌المطلب الأول: ما الذي يوزن في الميزان

- ‌المطلب الثاني: الأعمال التي تثقل في الميزان

- ‌المبحث السابع: حكمة الله تعالى في وزن أعمال العباد والرد على من ينكره

- ‌المبحث الأول: كل أمة تتبع الإله الذي كانت تعبده

- ‌المبحث الثاني: حشر الكفار إلى النَّار

الفصل: ‌المبحث الأول: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار

‌المبحث الأول: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار

الكافرون والمفرّطون في أمر الله تعالى يسألون الله عز وجل حال الاحتضار الرجعة إلى الحياة الدنيا؛ ليصلحوا ما كان أفسدوه في مدة حياتهم، قال تعالى عنهم: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [المؤمنون: 99، 100].

فالكافرون يسألون الرجعة عند الاحتضار؛ ليسلموا، والعصاة ليتوبوا ويعملوا صالحاً، فلا يجابون إلى ذلك، كما قال تعالى كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وكَلا حرف ردع وزجر، أي لا نجيبه إلى ما طلب ولا نقبل منه، وقوله: إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا أي لابد أن يقولها لا محالة كل محتضر ظالم، ولو رُدّ لما عمل صالحاً ولكن يكذب في مقالته.

يقول الطبري في تفسيره للآية السابقة: (يقول تعالى ذكره حتى إذا جاء أحد هؤلاء المشركين الموت، وعاين نزول أمر الله به، قال لعظيم ما يعاين، مما يقدم عليه من عذاب الله تندماً على ما فات، وتلهفاً على ما فرط فيه قبل ذلك من طاعة الله ومسألته للإقالة: رَبِّ ارْجِعُونِ إلى الدنيا فرّدوني إليها، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا، يقول: كي أعمل صالحاً فِيمَا تَرَكْتُ قبل اليوم، من العمل، فضيّعته، وفرطت فيه)(1).

ويقول السعدي: (يخبر تعالى عن حال من حضره الموت من المفرطين الظالمين أنه يندم في تلك الحال، إذا رأى مآله، وشاهد قبح أعماله، فيطلب الرجعة إلى الدنيا، لا للتمتع بلذاتها واقتطاف شهواتها، وإنما ذلك ليقول: لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ من العمل، وفرطت في جنب الله، كَلَّا أي: لا رجعة له ولا إمهال، قد قضى الله أنهم إليها لا يرجعون إِنَّهَا أي: مقالته التي تمنى فيها الرجوع إلى الدنيا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا أي مجرد قول اللسان لا يفيد صاحبه إلا الحسرة والندم، وهو أيضاً غير صادق في ذلك؛ فإنه لو رُدّ لعاد لما نُهِي عنه)(2).

ويدل على سؤال الرجعة وتمنيها حين الاحتضار قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 9 - 11].

فكل مفرّط يندم عند الاحتضار، ويتحسر على ما فرّط في وقت الإمكان، ويسأل الرجعة إلى الدنيا، ولو لمدة يسيرة، ليستعتب ويستدرك ما فاته وما فرّط فيه، ويتصدق ويكون من الصالحين، لكن هيهات فهذا السؤال والتمني قد فات وقته ولا يمكن تداركه؛ ولهذا قال تعالى: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 11] أي لا يؤخر أحداً بعد حلول أجله، وهو سبحانه أعلم وأخبر بمن يكون صادقاً في قوله وسؤاله ممن لو رُدّ لعاد إلى شر مما كان عليه (3)

(1)((تفسير الطبري)) (18/ 40).

(2)

((تفسير السعدي)) (ص: 508).

(3)

انظر: ((تفسير ابن كثير)) (4/ 373)، و ((تفسير السعدي)) (ص: 802).

ص: 123

قال أبو جعفر الطبري في تفسير هذه الآية: (يقول تعالى ذكره وَأَنْفِقُوا أيها المؤمنون بالله ورسوله، من الأموال التي رزقناكم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ إذا نزل به الموت: يا رب هلا أخرتني، فتمهل لي في الأجل إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ يقول فأزكي مالي، وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ أعمل بطاعتك وأؤدي فرائضك، وقيل: عني بقوله وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وأحج بيتك الحرام)(1).

وفي موضع آخر من كتاب الله تعالى يخبر جل وعلا عن حال الذين ظلموا أنفسهم عند معاينة العذاب وحلول الأجل أنهم يسألون الرجعة وتأخير الأجل؛ نادمين على ما فعلوا، قال تعالى مخبراً عنهم: وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ [إبراهيم: 44]؛ وهذا كله أمل في التخلص من العذاب الأليم وإلا فهم كاذبون في وعودهم؛ ولهذا يوبخون بأن يقال لهم أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ [إبراهيم: 44، 45]، فهم يوبخون بتذكيرهم بكذبهم حين أقسموا أنهم لن يزولوا عن الدنيا إلى الآخرة، وهم يرون ويعلمون ما أحل بالأمم المكذبة قبلهم وما نزل بهم من العقوبات ولكنهم لم يعتبروا ولم يتعظوا، بل أعرضوا واستمروا على باطلهم وظلمهم حتى وصلوا إلى اليوم الذي لا ينفع فيه اعتذار ولا تقبل فيه توبة (2).

قال الشنقيطي ت1393هـ: (قوله تعالى حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا .. [المؤمنون: 99 - 100] وما تضمنته الآية الكريمة من أن الكافر والمفرّط في عمل الخير إذا حضر أحدهما الموت طلبا الرجعة إلى الحياة؛ ليعملا العمل الصالح الذي يدخلهما الجنة، ويتداركا به ما سلف منهما من الكفر والتفريط، وأنهما لا يجابان إلى ذلك، كما دل عليه حرف الزجر والردع الذي هو كَلا، جاء موضحاً في مواضع أخر كقوله تعالى وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا الآية، وقوله تعالى: وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ [إبراهيم: 44] إلى غير ذلك من الآيات، وكما أنهم يطلبون الرجعة عند حضور الموت، ليصلحوا أعمالهم؛ فإنهم يطلبون ذلك يوم القيامة، ومعلوم أنهم لا يجابون إلى ذلك.

وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا الظاهر أن لعل فيه للتعليل أي ارجعون لأجل أن أعمل صالحاً، وقيل: هي للترجي والتوقع؛ لأنه غير جازم بأنه إذا رُدّ للدنيا عمل صالحاً، والأول أظهر، والعمل الصالح يشمل جميع الأعمال من الشهادتين والحج، الذي كان قد فرّط فيه، والصلوات والزكاة، ونحو ذلك، والعلم عند الله تعالى، وقوله كَلا كلمة زجر، وهي دالة على أن الرجعة التي طلبها لا يعطاها كما هو واضح)) (3). أحوال المحتضر لمحمد العلي مجلة الجامعة الإسلامية العدد 124 - ص 120

(1)((تفسير الطبري)) (28/ 76).

(2)

انظر: ((تفسير ابن كثير)) (2/ 522 - 523)، و ((تفسير السعدي)) (ص: 381 - 382).

(3)

((أضواء البيان)) (5/ 821، 822).

ص: 124