المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بأشراط الساعة - الموسوعة العقدية - جـ ٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني: كلام ابن تيمية في حاجة البشرية إلى الرسل

- ‌المبحث الأول: النبّوة منحة إلهيّة

- ‌المبحث الثاني: طريق إعلام الله أنبياءه ورسله

- ‌المبحث الثالث: مقامات وحي الله إلى رسله

- ‌المبحث الرابع: صفة مجيء الملك إلى الرسول

- ‌المبحث الخامس: بشائر الوحي

- ‌المبحث السادس: أثر الملك في الرسول

- ‌المبحث السابع: هل يمكن أن يستغني العقل عن الوحي

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أهلية البشر لتحمّل الرسالة

- ‌المطلب الثاني: لِمَ لَمْ يكن الرسل ملائكة

- ‌المطلب الثالث: مقتضى بشرية الأنبياء والرسل

- ‌المطلب الرابع: الكمال البشري

- ‌المبحث الثاني: نبوّة النساء

- ‌المطلب الأول: الوحي

- ‌المطلب الثاني: الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم

- ‌المطلب الثالث: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المطلب الرابع: لا يقبر نبي إلا حيث يموت

- ‌المطلب الخامس: لا تأكل الأرض أجسادهم

- ‌المطلب السادس: أحياء في قبورهم

- ‌المبحث الأول: العصمة في التحمل وفي التبليغ

- ‌المبحث الثاني: العصمة من الصغائر

- ‌المبحث الثالث: تكريم الأنبياء وتوقيرهم

- ‌المبحث الرابع: أمور لا تنافي العصمة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الآية والمعجزة

- ‌المبحث الثاني: أنواع الآيات

- ‌المطلب الأول: آية نبي الله صالح

- ‌المطلب الثاني: معجزة إبراهيم عليه السلام

- ‌المطلب الثالث: آيات نبي الله موسى عليه السلام

- ‌المطلب الرابع: معجزات نبي الله عيسى عليه السلام

- ‌المطلب الأول: القرآن

- ‌المطلب الثاني: انشقاق القمر

- ‌المطلب الثالث: حنين الجذع إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الرابع: تسبيح الطعام وتكثير القليل بإذن الله عز وجل، ونبع الماء من أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الخامس: الإسراء والمعراج

- ‌المطلب السادس: كف الأعداء عنه

- ‌المطلب السابع: إجابة دعوته

- ‌المطلب الثامن: إبراء المرضى

- ‌المطلب التاسع: إخباره بالأمور الغيبية

- ‌المطلب العاشر: انقياد الشجر وتسليمه وكلامه

- ‌المطلب الحادي عشر: تسليم الحجر

- ‌المطلب الثاني عشر: شكوى البعير

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: دعوة إبراهيم

- ‌المطلب الثاني: بشارة موسى

- ‌المطلب الثالث: بشارة عيسى

- ‌المبحث الثاني: بشائر التوراة وأسفار الأنبياء

- ‌المبحث الثالث: بشارات من الإنجيل

- ‌المبحث الرابع: شيوع هذه البشارات قبل البعثة

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: حضُور ملائكة الموت

- ‌المبحث الثالث: مع ملك الموت ملائكة يعاونونه في قبض الروح

- ‌المبحث الرابع: حضور الشيطان عند الموت

- ‌المبحث الأول: تحتم الموت على من كان في الدنيا من المخلوقات

- ‌المبحث الثاني: الإيمان بأن الأجل محدود

- ‌المبحث الثالث: الإيمان بأن الأجل لا يعلمه أحد إلا الله

- ‌المبحث الرابع: الإكثار من ذكر الموت

- ‌المبحث الخامس: التأهب للموت قبل نزوله

- ‌المطلب الأول: تعريف السكرات

- ‌المطلب الثاني: تعريف الغمرات

- ‌المبحث الثاني: الأدلة من الكتاب والسنة على سكرات الموت

- ‌المبحث الثالث: سكرات الموت تحصل لكل المخلوقات

- ‌المبحث الرابع: من يخفف عنه سكرات الموت

- ‌المبحث الأول: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: انقطاع التوبة بحضور الموت

- ‌المبحث الثالث: فرح المؤمن بلقاء ربه

- ‌المبحث الرابع: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المبحث الخامس: حال الكفار عند الموت

- ‌المبحث السادس: حال الروح بعد فراق البدن

- ‌المبحث الأول: هول القبر وفظاعته

- ‌المبحث الثاني: ظلمة القبر

- ‌المبحث الثالث: ضمَّة القبرة

- ‌المطلب الأول: كيف تكون فتنة القبر

- ‌المطلب الثاني: هل يفتن الكافر في قبره

- ‌المطلب الثالث: هل يفتن غير المكلفين

- ‌المبحث الأول: أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة

- ‌المبحث الثاني: سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الثالث: سماع غير الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الرابع: صفة نعيم القبر وعذابه

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: من أسباب عذاب القبر عدم الاستتار من البول، والنميمة

- ‌المطلب الثاني: الغلول

- ‌المطلب الثالث: الكذب، هجر القرآن، الزنا، الربا

- ‌المطلب الرابع: حبس المدين في قبره بدينه

- ‌المطلب الخامس: عذاب الميت ببكاء الحي

- ‌المطلب السادس: عذاب الذي يأخذ القرآن ويرفضه، والنائم عن الصلاة المكتوبة

- ‌المبحث السادس: الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: استقلال الروح عن البدن

- ‌المبحث الثاني: مسكن الروح في الجسد

- ‌المبحث الثالث: الروح مخلوقة

- ‌المبحث الرابع: شبهات الذين زعموا أن الروح غير مخلوقة

- ‌المبحث الخامس: هل تموت النفوس

- ‌المطلب الأول: مستقر الأرواح في البرزخ

- ‌المطلب الثاني: هل العذاب في البرزخ على الروح أم على البدن أم على كليهما

- ‌المبحث السابع: هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته

- ‌المبحث الثامن: التفاضل في البرزخ

- ‌المبحث الأول: معنى الأشراط والعلامات لغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الأشراط والعلامات شرعا

- ‌المطلب الأول: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: موت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثالث: انشقاق القمر

- ‌المطلب الرابع: نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى

- ‌المطلب الخامس: فتح بيت المقدس

- ‌المطلب السادس: طاعون عمواس

- ‌المطلب السابع: توقف الجزية والخراج

- ‌المطلب الأول: الفتوحات والحروب

- ‌المطلب الثاني: خروج الدجالين أدعياء النبوة

- ‌المطلب الثالث: ظهور الفتن

- ‌المطلب الرابع: إسناد الأمر إلى غير أهله

- ‌المطلب الخامس: اتباع سنن الأمم الماضية

- ‌المطلب السادس: ولادة الأمة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان

- ‌المطلب السابع: استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة

- ‌المطلب الثامن: تداعي الأمم على الأمة الإسلامية

- ‌المطلب التاسع: ضياع الأمانة

- ‌المطلب العاشر: قبض العلم وظهور الجهل

- ‌المطلب الحادي عشر: الخسف والقذف والمسخ

- ‌المطلب الثاني عشر: انتشار الزنا

- ‌المطلب الثالث عشر: انتشار الربا

- ‌المطلب الرابع عشر: ظهور المعازف واستحلالها

- ‌المطلب الخامس عشر: كثرة شرب الخمر واستحلالها

- ‌المطلب السادس عشر: زخرفة المساجد والتباهي بها

- ‌المطلب السابع عشر: تقارب الزمن

- ‌المطلب الثامن عشر: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق

- ‌المطلب الأول: عودة جزيرة العرب جنات وأنهاراً

- ‌المطلب الثاني: انتفاخ الأهلة

- ‌المطلب الثالث: تكليم السباع والجماد الإنس

- ‌المطلب الرابع: انحسار الفرات عن جبل من ذهب

- ‌المطلب الخامس: إخراج الأرض كنوزها المخبوءة

- ‌المطلب السادس: محاصرة المسلمين إلى المدينة

- ‌المطلب السابع: إحراز الجهجاه الملك

- ‌المطلب الثامن: فتح القسطنطينية

- ‌المطلب التاسع: فتنة الأحلاس وفتنة الدهيماء

- ‌المطلب العاشر: خروج المهدي

- ‌الفرع الأول: اسمه وصفته

- ‌الفرع الثاني: مكان خروجه

- ‌الفرع الثالث: الأدلة من السنة على ظهوره

- ‌الفرع الرابع: العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي وصححوها

- ‌الفرع الخامس: في نقل كلام أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي

- ‌1 - عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌2– عقيدة الشيعة الإمامية

- ‌3 - المكذبون بوجود المهدي

- ‌4 - رجال من الحكام الماضين ادّعوا المهدية أو ادعاها لهم أقوام

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: الدخان

- ‌المطلب الأول: معنى المسيح

- ‌المطلب الثاني: معنى الدجال

- ‌المطلب الثالث: فتنة الدجال من أعظم الفتن

- ‌الفرع الأول: سرعة انتقاله في الأرض

- ‌الفرع الثاني: جنته وناره

- ‌الفرع الثالث: استجابة الجماد والحيوان لأمره

- ‌الفرع الرابع: قتله ذلك الشاب ثم إحياؤه إياه

- ‌الفرع الخامس: عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح الدجال

- ‌المطلب الأول: هل ابن صياد هو الدجال الأكبر

- ‌المطلب الثاني: أقوال العلماء في ابن صياد

- ‌المبحث الرابع: نزول عيسى بن مريم عليه السلام

- ‌المبحث الخامس: خروج يأجوج ومأجوج

- ‌المطلب الأول: أصل تسميتهما ونسبهما

- ‌المطلب الثاني: هلاك يأجوج ومأجوج وطيب العيش وبركته بعد موتهم

- ‌المبحث السادس: دروس الإسلام ورفع القرآن وفناء الأخيار

- ‌المبحث السابع: عودة البشرية إلى الجاهلية وعبادة الأوثان

- ‌المبحث الثامن: هدم الكعبة على يد ذي السويقتين

- ‌المبحث التاسع: الخسوفات الثلاثة

- ‌المطلب الأول: طلوع الشمس من مغربها

- ‌المطلب الثاني: غلق باب التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها

- ‌المبحث الحادي عشر: خروج الدابة

- ‌المبحث الثاني عشر: النار التي تحشر الناس

- ‌المطلب الأول: كيفية حشرها للناس

- ‌المطلب الثاني: أرض المحشر

- ‌المطلب الثالث: هذا الحشر في الدنيا

- ‌الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بأشراط الساعة

- ‌تمهيد في سر تعدد أسماء يوم القيامة:

- ‌ يوم القيامة:

- ‌ اليوم الآخر:

- ‌ يوم الآزفة:

- ‌ يوم البعث:

- ‌ يوم التغابن:

- ‌ يوم التلاق:

- ‌ يوم التناد:

- ‌ يوم الجمع:

- ‌ يوم الحساب:

- ‌ الحاقة:

- ‌ يوم الحسرة:

- ‌ يوم الخلود:

- ‌ يوم الخروج:

- ‌ يوم الدين:

- ‌ الساعة:

- ‌ الصاخة:

- ‌ الطامة:

- ‌ الغاشية:

- ‌ يوم الفصل:

- ‌ يوم الفتح:

- ‌ القارعة:

- ‌ الواقعة:

- ‌ يوم الوعيد:

- ‌الفصل الثاني: البعث والنشور

- ‌المبحث الأول: تعريف البعث والنشور

- ‌المطلب الأول: البعث في اللغة

- ‌المطلب الثاني: البعث في الشرع

- ‌المطلب الثالث: النشور في اللغة

- ‌المطلب الرابع: النشور في الاصطلاح

- ‌المطلب الخامس: المعاد في اللغة

- ‌المطلب السادس: المعاد في الاصطلاح

- ‌المبحث الثاني: حكم الإيمان بالبعث وأدلته

- ‌ الإقسام على وقوع البعث:

- ‌ التنبيه بالنشأة الأولى على النشأة الثانية:

- ‌ التنبيه بإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الموتى:

- ‌ التنبيه بخلق السموات والأرض على إحياء الموتى:

- ‌ إخبار الله تعالى بما وقع من البعث الحسي المشاهد في الحياة الدنيا

- ‌المطلب الثاني: أدلة البعث من السنة

- ‌المطلب الأول: الصنف الأول أنكروا المبدأ والمعاد

- ‌المطلب الثاني: الصنف الثاني من الدهرية طائفة يقال لهم الدوريَّة

- ‌المطلب الثالث: الصنف الثالث الدهرية من مشركي العرب ومن وافقهم

- ‌المطلب الرابع: الصنف الرابع ملاحدة الجهمية ومن وافقهم

- ‌المطلب الخامس: الرد على منكري البعث

- ‌المطلب الأول: معنى النفخ في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى النفخ اصطلاحاً

- ‌المطلب الثالث: معنى الصور

- ‌المبحث الثاني: صفة النفخ في الصور

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على إثبات النفخ في الصور

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة على إثبات النفخ في الصور

- ‌المبحث الرابع: النفخات الثلاث الثابتة

- ‌المبحث الخامس: النفخة الثانية نفخة الصعق

- ‌المبحث السادس: النفخة الثالثة نفخة البعث والنشور

- ‌الفصل الرابع: حشر الخلائق وصفته

- ‌المبحث الأول: معنى الحشر في اللغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الحشر في الاصطلاح

- ‌المبحث الثالث: صفة الحشر

- ‌المبحث الرابع: صفة حشر الخلق وأنهم على صور شتى

- ‌المبحث الخامس: أول من يحشر من الخلق

- ‌المبحث السادس: التفاضل في المحشر

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الموقف لغةً واصطلاحاً

- ‌المبحث الثاني: صفته في القرآن الكريم

- ‌المبحث الثالث: صفته في السنة النبوية

- ‌المبحث الرابع: صفة الأرض التي يقف الخلق عليها

- ‌المبحث الأول: أحوال الناس يوم القيامة

- ‌المطلب الأول: قبض الأرض وطي السماء

- ‌المطلب الثاني: دك الأرض ونسف الجبال

- ‌المطلب الثالث: تفجير البحار وتسجيرها

- ‌المطلب الرابع: موران السماء وانفطارها

- ‌المطلب الخامس: تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: معنى الشفاعة في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى الشفاعة في الشرع

- ‌المبحث الثاني: شروط الشفاعة

- ‌المبحث الثالث: أنواع الشفاعة: (الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية)

- ‌المبحث الرابع: الشفاعات التي لم يثبت بها نص صحيح

- ‌المطلب الأول: شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: شفاعة الأنبياء الآخرين غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌المطلب الثالث: شفاعة الملائكة

- ‌المطلب الرابع: شفاعة الشهداء

- ‌المطلب الخامس: شفاعة الولدان

- ‌المطلب السادس: شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض

- ‌المطلب السابع: شفاعة القرآن الكريم

- ‌المطلب الأول: معنى العرض في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى العرض في الاصطلاح

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌الفصل التاسع: الصحف

- ‌المبحث الأول: الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على ذلك

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: تعريف الحساب في اللغة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الحساب في الشرع

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: العدل التام الخالي من الظلم

- ‌المطلب الثاني: لا يؤخذ أحد بجريرة غيره

- ‌المطلب الثالث: اطلاع العباد على سجلات أعمالهم

- ‌المطلب الرابع: مضاعفة الحسنات دون السيئات

- ‌المطلب الخامس: إقامة الشهود

- ‌المبحث الرابع: متى يكون الحساب؟ وأين يكون المحاسبون

- ‌المبحث الخامس: من يشملهم الحساب

- ‌المطلب الأول: الكفر والشرك

- ‌المطلب الثاني: ما عمله في دنياه

- ‌المطلب الثالث: النعيم الذي يتمتع به

- ‌المطلب الرابع: العهود والمواثيق

- ‌المطلب الخامس: السمع والبصر والفؤاد

- ‌المبحث السابع: أول من يحاسب من الناس

- ‌المطلب الأول: أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله

- ‌المطلب الثاني: أنواع الحساب

- ‌المطلب الثالث: أمثلة من السنة للمناقشة والعرض والمعاتبة

- ‌المبحث التاسع: التفاضل في الحساب

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: كيف يكون الاقتصاص في يوم القيامة

- ‌المبحث الثاني: عظم شأن الدماء

- ‌المبحث الثالث: الاقتصاص للبهائم بعضها من بعض

- ‌المبحث الرابع: متى يقتص للمؤمنين بعضهم من بعض

- ‌الفصل الثاني عشر: الميزان

- ‌المبحث الأول: تعريف الميزان لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الميزان في اللغة

- ‌المطلب الثاني: الميزان في الاصطلاح

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أدلة إثبات الميزان من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية

- ‌المبحث الثالث: وجوب الإيمان بالميزان، وإجماع الأمة على ذلك

- ‌المبحث الرابع: حقيقة الميزان عند أهل السنة

- ‌المبحث الخامس: صفات الميزان

- ‌المطلب الأول: ما الذي يوزن في الميزان

- ‌المطلب الثاني: الأعمال التي تثقل في الميزان

- ‌المبحث السابع: حكمة الله تعالى في وزن أعمال العباد والرد على من ينكره

- ‌المبحث الأول: كل أمة تتبع الإله الذي كانت تعبده

- ‌المبحث الثاني: حشر الكفار إلى النَّار

الفصل: ‌الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بأشراط الساعة

‌الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بأشراط الساعة

إن قيام الساعة الذي يعني نهاية هذا العالم، هو من أعظم الأحداث بعد خلق العالم، بل إن تغيير النظام الكوني وإيجاد نظام آخر حدث يعدل خلق العالم أول مرة؛ ولذلك تسبقه أحداث كبرى خارقة للعادة، تكون كالمقدمة له. ولهذا الإيمان ثمرات وفوائد نحاول أن نجملها فيما يلي:

أولاً: تحقيق ركن من أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان باليوم الآخر، باعتبار أن أشراط الساعة من مقدماته، كما أنها من الإيمان بالغيب الذي قال فيه عز وجل: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [البقرة: 3]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)) (1)

ثانياً: إشباع الرغبة الفطرية في الإنسان التي تتطلع لاستكشاف ما غاب عنه، واستطلاع ما يحدث في المستقبل من وقائع وكائنات، وإذا كان الإسلام سد طرق الدجالين الذين يدعون الاطلاع عليها؛ كالمنجمين، والعرّافين، والكهان، ونحوهم إلا أنه - استجابة لأشواق الفطرة - أطلعنا - من خلال نافذة الوحي- على كثير من هذه الأحداث (2).

ثالثاً: أن الإخبار عن الغيوب المستقبلة - باعتبار ما فيها من خرقٍ للعادة - من أهم دلائل النبوة؛ حيث إنها تتضمن تحدياً لعقول البشر أجمعين، فهذه أمور غيبية لا تدرك بالعقل، ولا يمكن معرفة كنهها على الحقيقة إلا من خلال الوحي الصادق من الله تعالى، إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد صدرت منه لا على أنها توقعات تعتمد على مقدمات تؤدي إلى نتائجها، وإنما هي حديث دقيق قاطع عن تفاصيل المستقبل المجهول، حديثاً لا يحرمه المستقبل، ولا في جزء من أجزائه، وحينئذ فلا شك أنها النبوة، وأن صاحبها متصل بالله- تعالى- عالم الغيب والشهادة؛ كما قال عز وجل: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ [الجن:26 - 27] ، ومن ثمرات وقوع تلك المغيبات - على كثرتها - مطابقة لخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن يثبت إيمان المؤمن، ويطمئن قلبه، ويزداد يقينه، ويقول كما قص الله عن المؤمنين: هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب: 22] ومن ثمرات ذلك أيضاً إقامة الحجة على الكافرين، وإقناعهم بصدق نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالمين.

رابعاً: تعلم الكيفية الصحيحة التي دلنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كي نتعامل بها مع بعض الأحداث المقبلة التي قد يلتبس علينا وجه الحق فيها.

(1) رواه البخاري (25)، ومسلم (22). من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

(2)

انظر: ((مقدمة ابن خلدون)) (ص: 587 - 588).

ص: 274

قال تعالى: لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة: 128]، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:((كنا مع رسول الله صلى عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلاً))

الحديث وفيه: ((إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه لم يكن نبي قبلي، إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجئ فتنة، فيرفق بعضها بعضاً، وتجئ الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجئ الفتنة، فيقول المؤمن: هذه، هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه))

الحديث (1).

لقد نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين عاصروه نصائح انتفعوا بها كثيراً:

- فقد بشر عثمان رضي الله عنه بالجنة على بلوى تصيبه (2).

- وأخبر عماراً رضي الله عنه أنه تقتله الفئة الباغية (3).

- وأمر أبا ذر رضي الله عنه بأن يعتزل الفتنة، وأن لا يقاتل ولو قتل (4).

- وكان حذيفة رضي الله عنه يسأله عن الشر، مخافة أن يدركه، ودلَّه صلى الله عليه وسلم كيف يفعل في الفتن (5).

- ونهى المسلمين عن أخذ شيء من جبل الذهب الذي سوف ينحسر عنه الفرات (6).

- وبصر أمته بفتنة الدجال، وأفاض في وصفها، وبين لهم ما يعصمهم منها؛ ومن ثم قال عبد الرحمن المحاربي:(ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتاب)، وقال السفاريني رحمه الله:(مما ينبغي لكل عالم أن يبث أحاديث الدجال بين الأولاد، والنساء والرجال، ولا سيما في زماننا هذا الذي اشرأبت فيه الفتن، وكثرت فيه المحن، واندرست فيه معالم السنن)(7).اهـ.

(1) رواه مسلم (1844).

(2)

رواه البخاري (3674)، ومسلم (2403). من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

(3)

رواه البخاري (447) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. ورواه مسلم (2916) من حديث أم سلمة رضي الله عنها.

(4)

رواه أبو داود (4261)، وابن ماجه (3958)، وأحمد (5/ 149)(21363)، وابن حبان (15/ 78)(6685)، والحاكم (2/ 169)، والبيهقي (8/ 191) (16575). قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث إلا حماد بن زيد، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (279)، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند: إسناده صحيح على شرط مسلم.

(5)

رواه البخاري (3606)، ومسلم (1847).

(6)

رواه البخاري (7119)، ومسلم (2894). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(7)

((لوامع الأنوار البهية)) (2/ 106 – 107).

ص: 275

وامتدت شفقته صلى الله عليه وسلم؛ لتشمل إخوانه الذين يأتون من بعده، ولم يروه؛ فبذل لهم النصح، ودلهم على ما فيه نجاتهم، وحسن عاقبتهم. فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:((اتركوا الترك ما تركوكم)) (1)

الحديث. فمن ثم أمسك المسلمون عن استفزاز واستثارة الترك، فسلموا من غائلتهم، إلى أن خالفوا التوجيه النبوي، قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى-:(وقد قتل جنكيزخان من الخلائق ما لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم، ولكن كان البداءة من (خوارزم شاه)، فإنه لما أرسل جنكيز خان تجاراً من جهته معهم بضائع كثيرة من بلاده، فانتهوا إلى إيران، فقتلهم نائبها من جهة خوارزم شاه، وأخذ جميع ما كان معهم، فأرسل جنكيزخان إلى خوارزم شاه يستعلمه: هل وقع هذا الأمر عن رضى منه، أو أنه لا يعلم به فأنكره؟ وقال فيما أرسل إليه:(من المعهود من الملوك أن التجار لا يقتلون؛ لأنهم عمارة الأقاليم، وهم الذين يحملون إلى الملوك ما فيه التحف والأشياء النفيسة، ثم إن هؤلاء التجار كانوا على دينك، فقتلهم نائبك، فإن كان أمراً أمرت به، طلبنا بدمائهم، وإلا فأنت تنكره، وتقتص من نائبك)، فلما سمع خوارزم شاه ذلك من رسول جنكيز خان، لم يكن له جواب سوى أنه أمر بضرب عنقه، فأساء التدبير، وقد كان خرف وكبرت سنه، وقد ورد الحديث:((اتركوا الترك ما تركوكم)) (2) ، فلما بلغ ذلك جنكيز خان، تجهز لقتاله، وأخذ بلاده، فكان بقدر الله - تعالى- ما كان من الأمور التي لم يسمع بأغرب منها، ولا أبشع) (3) ، فهنا نرى أن المسلمين لما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترك الترك جاءت العاقبة عنيفة مريرة؛ حيث اجتاح التتار ديار الإسلام في كارثة لم يسبق لها مثيل في التاريخ (4) ، وفي أكثر من موضع ذكر الحافظ ابن كثير وقائع القتال بين المسلمين والتتار، وبيَّن أن المسلمين لم يكونوا يتعقبون التتار إذا فروا هاربين أمامهم، ولو كانت الرماح تنالهم؛ ومثال ذلك ما ذكره في حوادث سنة ثلاث وأربعين وست مئة:(وفي هذه السنة كانت وقعة عظيمة بين جيش الخليفة وبين التتار - لعنهم الله - فكسرهم المسلمون كسرة عظيمة، وفرقوا شملهم، وهزموا من بين أيديهم، فلم يلحقوهم؛ ولم يتبعوهم، خوفاً من غائلة مكرهم، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ((اتركوا الترك ما تركوكم)) (5)(6).

خامساً: فتح باب الأمل، والاستبشار بحسن العاقبة لأهل الإيمان، إذا ادلهمت الخطوب، وضاقت الصدور، مما يعطي المسلمين طاقة يصارعون بها ما يسميه المتخاذلون (الأمر الواقع) ، ليصبح عزهم ومجدهم هو الأمر الواقع؛ وذلك بناء على البشارات النبوية بالتمكين للدين، وظهوره على الدين كله، ولوكره الكافرون.

(1) رواه أبو داود (4302)، والنسائي (6/ 43)، والبيهقي (9/ 176)(18378). عن رجل من الصحابة. والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (5/ 110)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).

(2)

رواه أبو داود (4302)، والنسائي (6/ 43)، والبيهقي (9/ 176)(18378). عن رجل من الصحابة. والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (5/ 110)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).

(3)

((البداية والنهاية)) (13/ 119)

(4)

((البداية والنهاية)) (13/ 86 - 91)

(5)

رواه أبو داود (4302)، والنسائي (6/ 43)، والبيهقي (9/ 176)(18378). عن رجل من الصحابة. والحديث سكت عنه أبو داود، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (5/ 110)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).

(6)

((البداية والنهاية)) (13/ 168)

ص: 276

سادساً: قد تمر بالمسلمين وقائع في مقبل الأيام تحتاج إلى بيان الحكم الشرعي فيها، ولو ترك المسلمون إلى اجتهادهم؛ فإنهم قد يختلفون، وربما يكون نقصاً تنزه الشريعة عنه. فمن ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن الدجال يمكث في الأرض أربعين يوماً، يوم من أيامه كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وبقية أيامه كأيامنا، وقد سأل الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلك الأيام الطويلة: أتكفي في الواحد منها صلاة يوم؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا، اقدروا له قدره)) (1) ، ولو وكل العباد إلى اجتهادهم، لاقتصروا على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غير هذه الأيام.

وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن عيسى- عليه السلام بعد نزوله لا يقبل الجزية من اليهود والنصارى، ولا يقبل منهم إلا الإيمان (2)، وهذا البيان من الرسول صلى الله عليه وسلم ضروري؛ لأن عيسى يحكم بهذا الشرع، وهذا الشرع فيه قبول الجزية ممن بذلها إلى حين نزول عيسى ابن مريم، وحين ذاك توضع الجزية، ويقتل كل من رفض الإيمان، ولو بذل الجزية (3).

كما أن نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفات معينة لأشخاص معينين؛ كالمهدي - مثلاً - يمدنا بالمعيار اللازم للحكم على الدجالين المدعين المهدية، حتى لا نتورط في فتنهم.

لا يعلم متى الساعة إلا الله وحده:

قال- تعالى -: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَاّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الأعراف: 187]

فقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي، وقوله عز وجل: إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا [النازعات: 44] (فيه إيذان بأن ما هو من شأن الرب لا يكون للعبد، فهو تعالى قد رباه ليكون منذراً ومبشراً، لا للإخبار عن الغيوب بأعيانها وأوقاتها، والإنذار إنما يناط بالإعلام بالساعة وأهوالها، وسلاسلها وأغلالها، ولا تتم الفائدة منه إلا بإبهام وقتها؛ ليخشى أهل كل زمن إتيانها فيه، والإعلام بوقت إتيانها، وتحديد تاريخها، ينافي هذه الفائدة، بل فيه مفاسد أخرى، فلو قال الرسول صلى الله عليه وسلم للناس: إن الساعة تأتي بعد ألفي سنة من يومنا هذا - مثلاً -، وألفا سنة في تاريخ العالم، وآلاف السنين تعد أجلاً قريباً، لرأى المكذبين يستهزئون بهذا الخبر، ويلحون في تكذيبه، والمرتابين يزدادون ارتياباً، حتى إذا ما قرب الأجل وقع المؤمنون في رعب عظيم ينغص عليهم حياتهم، ويوقع الشلل في أعضائهم، والتشنج في أعصابهم، حتى لا يستطيعون عملاً، ولا يسيغون طعاماً ولا شراباً، ومنهم من يخرج من ماله وما يملكه، في حين يكون الكافرون آمنين، يسخرون من المؤمنين

فالحكمة البالغة - إذاً - في إبهام أمر الساعة للعالم، وكذا الساعة الخاصة بأفراد الناس، أو بالأمم والأجيال، أو جعلها من الغيب الذي استأثر الله - تعالى - به) (4).

(1) رواه مسلم (2937). من حديث النواس بن سمعانا لكلابي رضي الله عنه.

(2)

حديث نزول عيسى رواه البخاري (3448)، ومسلم (155). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

انظر: ((القيامة الصغرى)) د. عمر الأشقر (ص: 132).

(4)

((تفسير المنار)) (9/ 389 – 390).

ص: 277

وقوله تعالى: لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَاّ هُوَ [الأعراف:187]، معناه: لا يكشف حجاب الخفاء عنها، ولا يظهرها فيوقتها المحدود عن الرب تعالى إلا هو، فلا وساطة بينه وبين عباده في إظهارها، ولا في الإعلام بميقاتها، وإنما وساطة الرسل، عليهم السلام، في الإنذار بها) (1).

ونقل الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله عن الآلوسي، رحمه الله وله:(وإنما أخفى سبحانه، أمر الساعة لاقتضاء الحكمة التشريعية ذلك، فإنه أدعى إلى الطاعة، وأزجر عن المعصية، كما أن إخفاء الأجل الخاص للإنسان كذلك، ولو قيل بأن الحكمة التكوينية تقتضي ذلك أيضاً لم يبعد، وتدل الآيات على أنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم وقت قيامها، نعم علم صلى الله عليه وسلم قربها على الإجمال وأخبر صلى الله عليه وسلم به)(2)(3).

وقال صاحب المنار، رحمه الله، تعالى - أيضاً -:

(فيجب على المؤمنين أن يخافوا ذلك اليوم، وأن يحملهم الخوف على مراقبة الله تعالى، في أعمالهم؛ فيلتزموا فيها الحق، ويتحروا الخير، ويتقوا الشرور والمعاصي، ولا يجعلوا حظهم من أمر الساعة الجدال، والقيل والقال، وإننا نرى بعض المتأخرين قد شغلوا المسلمين عن ذلك ببحث افتجره بعض الغلاة، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبق طول عمره لا يعلم متى تقوم الساعة، كما تدل عليه آيات القرآن الكثيرة، بل أعلمه الله تعالى به، بل زعم أنه أطلعه على كل ما في علمه، فصار علمه كعلم ربه (4) ، أي صار نداً وشريكاً لله تعالى، في صفة العلم المحيط بالغيوب التي لا نهاية لها، ومن أصول التوحيد أنه تعالى، لا شريك له في ذاته، ولا في صفة من صفاته، والرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله، لا يعلم من الغيب إلا ما أوحاه الله تعالى إليه، لأداء وظيفة التبليغ، ولكن الغلاة يرون من التقصير في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه أن تكون صفاته دون صفات ربه وإلهه، وخالق الخلق أجمعين، فكذبوا كلام الله تعالى، وشبهوا به بعض عبيده، إرضاء لغلوهم، ومثل هذا الغلو لم يعرف عن أحد من سلف هذه الأمة، ولو أراد الله تعالى أن يعلم رسوله صلى الله عليه وسلم بوقت قيام الساعة بعد كل ما أنزله عليه في إخفائها واستئثاره بعلمه لما أكده كل هذا التأكيد في هذه السورة وغيرها، كقوله عز وجل: يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا [الأعراف:187] ا. هـ.

الحكمة في تقديم أشراط الساعة ودلالة الناس عليها:

ثبت في حديث جبريل المشهور أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فأخبرني عن الساعة)) فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) ، قال:((فأخبرني عن أمارتها)) (5) وفي رواية قال: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها

)) الحديث (6).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (والحكمة في تقدم الأشراط إيقاظ الغافلين، وحثهم على التوبة والاستعداد)(7).

ونقل القرطبي رحمه الله عن العلماء قولهم: (والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها، تنبيه الناس عن رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كي لا يباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانقطعوا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها، والله أعلم، وتلك الأشراط علامة لانتهاء الدنيا وانقضائها)(8) المهدي وفقه أشراط الساعة لمحمد أحمد المقدم - ص:589 - 597

(1)((تفسير المنار)) (9/ 390).

(2)

حديث السؤال عن الساعة رواه البخاري (50)، ومسلم (9). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

((تفسير المنار)) (9/ 393).

(4)

((تفسير المنار)) (282 - 283).

(5)

رواه البخاري (50)، ومسلم (9). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(6)

رواه البخاري (4777)، ومسلم (9). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(7)

((فتح الباري)) (11/ 350).

(8)

((التذكرة)) (ص: 624).

ص: 278