الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن: هدم الكعبة على يد ذي السويقتين
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يبايع لرجل ما بين الركن والمقام ولن يستحل البيت إلا أهله فإذا استحلوه فلا يسأل عن هلكة العرب ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه)) (1). وعن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله)) (2). وقد يقال كيف يهدمها وقد جعل الله مكة حرما آمنا؟ الجواب: أن معناه آمنا إلى قرب يوم القيامة وخراب الدنيا. هكذا قال النووي، وهذا صحيح إذا كان الهدم في ذلك الوقت، وإلا فإن الأمر حكم شرعي ألزم الله به عباده فإذا تمرد متمرد وانتهك حرمة الحرم فقد يمنعه الله كما فعل بأبرهة وقد لا يمنعه لحكمة يعلمها كما فعل القرامطة. القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر - ص 283
(1) رواه أحمد (2/ 291)(7897)، وابن حبان (15/ 239)، والحاكم (4/ 499). وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وقال الذهبي في ((التلخيص)): ما خرجا لابن سمعان شيئاً. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/ 298): في (الصحيح) بعضه رواه أحمد ورجاله ثقات. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (579): وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سمعان وهو ثقة.
(2)
رواه أحمد (2/ 220)(7053). وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/ 298): رواه أحمد والطبراني وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. وقال ابن كثير في ((نهاية البداية والنهاية)) (ص187): وهذا إسناد جيد قوي. وصححه أحمد شاكر في ((عمدة التفسير)) (1/ 184) - كما أشار إلى ذلك في مقدمته -. وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (6/ 242): فيه عنعنة ابن إسحاق، فلعل تقويته إياه بالنظر لشواهده. والحديث أوله في (الصحيحين) عن أبي هريرة رضي الله عنه.