المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية - الموسوعة العقدية - جـ ٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث الثاني: كلام ابن تيمية في حاجة البشرية إلى الرسل

- ‌المبحث الأول: النبّوة منحة إلهيّة

- ‌المبحث الثاني: طريق إعلام الله أنبياءه ورسله

- ‌المبحث الثالث: مقامات وحي الله إلى رسله

- ‌المبحث الرابع: صفة مجيء الملك إلى الرسول

- ‌المبحث الخامس: بشائر الوحي

- ‌المبحث السادس: أثر الملك في الرسول

- ‌المبحث السابع: هل يمكن أن يستغني العقل عن الوحي

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أهلية البشر لتحمّل الرسالة

- ‌المطلب الثاني: لِمَ لَمْ يكن الرسل ملائكة

- ‌المطلب الثالث: مقتضى بشرية الأنبياء والرسل

- ‌المطلب الرابع: الكمال البشري

- ‌المبحث الثاني: نبوّة النساء

- ‌المطلب الأول: الوحي

- ‌المطلب الثاني: الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم

- ‌المطلب الثالث: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المطلب الرابع: لا يقبر نبي إلا حيث يموت

- ‌المطلب الخامس: لا تأكل الأرض أجسادهم

- ‌المطلب السادس: أحياء في قبورهم

- ‌المبحث الأول: العصمة في التحمل وفي التبليغ

- ‌المبحث الثاني: العصمة من الصغائر

- ‌المبحث الثالث: تكريم الأنبياء وتوقيرهم

- ‌المبحث الرابع: أمور لا تنافي العصمة

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الآية والمعجزة

- ‌المبحث الثاني: أنواع الآيات

- ‌المطلب الأول: آية نبي الله صالح

- ‌المطلب الثاني: معجزة إبراهيم عليه السلام

- ‌المطلب الثالث: آيات نبي الله موسى عليه السلام

- ‌المطلب الرابع: معجزات نبي الله عيسى عليه السلام

- ‌المطلب الأول: القرآن

- ‌المطلب الثاني: انشقاق القمر

- ‌المطلب الثالث: حنين الجذع إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الرابع: تسبيح الطعام وتكثير القليل بإذن الله عز وجل، ونبع الماء من أصابعه الشريفة صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الخامس: الإسراء والمعراج

- ‌المطلب السادس: كف الأعداء عنه

- ‌المطلب السابع: إجابة دعوته

- ‌المطلب الثامن: إبراء المرضى

- ‌المطلب التاسع: إخباره بالأمور الغيبية

- ‌المطلب العاشر: انقياد الشجر وتسليمه وكلامه

- ‌المطلب الحادي عشر: تسليم الحجر

- ‌المطلب الثاني عشر: شكوى البعير

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: دعوة إبراهيم

- ‌المطلب الثاني: بشارة موسى

- ‌المطلب الثالث: بشارة عيسى

- ‌المبحث الثاني: بشائر التوراة وأسفار الأنبياء

- ‌المبحث الثالث: بشارات من الإنجيل

- ‌المبحث الرابع: شيوع هذه البشارات قبل البعثة

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: تعريف الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: حضُور ملائكة الموت

- ‌المبحث الثالث: مع ملك الموت ملائكة يعاونونه في قبض الروح

- ‌المبحث الرابع: حضور الشيطان عند الموت

- ‌المبحث الأول: تحتم الموت على من كان في الدنيا من المخلوقات

- ‌المبحث الثاني: الإيمان بأن الأجل محدود

- ‌المبحث الثالث: الإيمان بأن الأجل لا يعلمه أحد إلا الله

- ‌المبحث الرابع: الإكثار من ذكر الموت

- ‌المبحث الخامس: التأهب للموت قبل نزوله

- ‌المطلب الأول: تعريف السكرات

- ‌المطلب الثاني: تعريف الغمرات

- ‌المبحث الثاني: الأدلة من الكتاب والسنة على سكرات الموت

- ‌المبحث الثالث: سكرات الموت تحصل لكل المخلوقات

- ‌المبحث الرابع: من يخفف عنه سكرات الموت

- ‌المبحث الأول: سؤال الرجعة إلى الدنيا عند الاحتضار

- ‌المبحث الثاني: انقطاع التوبة بحضور الموت

- ‌المبحث الثالث: فرح المؤمن بلقاء ربه

- ‌المبحث الرابع: تخيير الأنبياء عند الموت

- ‌المبحث الخامس: حال الكفار عند الموت

- ‌المبحث السادس: حال الروح بعد فراق البدن

- ‌المبحث الأول: هول القبر وفظاعته

- ‌المبحث الثاني: ظلمة القبر

- ‌المبحث الثالث: ضمَّة القبرة

- ‌المطلب الأول: كيف تكون فتنة القبر

- ‌المطلب الثاني: هل يفتن الكافر في قبره

- ‌المطلب الثالث: هل يفتن غير المكلفين

- ‌المبحث الأول: أحاديث عذاب القبر ونعيمه متواترة

- ‌المبحث الثاني: سماع الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الثالث: سماع غير الرسول صلى الله عليه وسلم أصوات المعذبين

- ‌المبحث الرابع: صفة نعيم القبر وعذابه

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: من أسباب عذاب القبر عدم الاستتار من البول، والنميمة

- ‌المطلب الثاني: الغلول

- ‌المطلب الثالث: الكذب، هجر القرآن، الزنا، الربا

- ‌المطلب الرابع: حبس المدين في قبره بدينه

- ‌المطلب الخامس: عذاب الميت ببكاء الحي

- ‌المطلب السادس: عذاب الذي يأخذ القرآن ويرفضه، والنائم عن الصلاة المكتوبة

- ‌المبحث السادس: الذين يعصمون من فتنة القبر وعذابه

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: استقلال الروح عن البدن

- ‌المبحث الثاني: مسكن الروح في الجسد

- ‌المبحث الثالث: الروح مخلوقة

- ‌المبحث الرابع: شبهات الذين زعموا أن الروح غير مخلوقة

- ‌المبحث الخامس: هل تموت النفوس

- ‌المطلب الأول: مستقر الأرواح في البرزخ

- ‌المطلب الثاني: هل العذاب في البرزخ على الروح أم على البدن أم على كليهما

- ‌المبحث السابع: هل يعلم الإنسان شيئاً عن أحوال الدنيا بعد موته

- ‌المبحث الثامن: التفاضل في البرزخ

- ‌المبحث الأول: معنى الأشراط والعلامات لغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الأشراط والعلامات شرعا

- ‌المطلب الأول: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: موت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثالث: انشقاق القمر

- ‌المطلب الرابع: نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببصرى

- ‌المطلب الخامس: فتح بيت المقدس

- ‌المطلب السادس: طاعون عمواس

- ‌المطلب السابع: توقف الجزية والخراج

- ‌المطلب الأول: الفتوحات والحروب

- ‌المطلب الثاني: خروج الدجالين أدعياء النبوة

- ‌المطلب الثالث: ظهور الفتن

- ‌المطلب الرابع: إسناد الأمر إلى غير أهله

- ‌المطلب الخامس: اتباع سنن الأمم الماضية

- ‌المطلب السادس: ولادة الأمة ربتها وتطاول الحفاة العراة رعاة الشاة في البنيان

- ‌المطلب السابع: استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة

- ‌المطلب الثامن: تداعي الأمم على الأمة الإسلامية

- ‌المطلب التاسع: ضياع الأمانة

- ‌المطلب العاشر: قبض العلم وظهور الجهل

- ‌المطلب الحادي عشر: الخسف والقذف والمسخ

- ‌المطلب الثاني عشر: انتشار الزنا

- ‌المطلب الثالث عشر: انتشار الربا

- ‌المطلب الرابع عشر: ظهور المعازف واستحلالها

- ‌المطلب الخامس عشر: كثرة شرب الخمر واستحلالها

- ‌المطلب السادس عشر: زخرفة المساجد والتباهي بها

- ‌المطلب السابع عشر: تقارب الزمن

- ‌المطلب الثامن عشر: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق

- ‌المطلب الأول: عودة جزيرة العرب جنات وأنهاراً

- ‌المطلب الثاني: انتفاخ الأهلة

- ‌المطلب الثالث: تكليم السباع والجماد الإنس

- ‌المطلب الرابع: انحسار الفرات عن جبل من ذهب

- ‌المطلب الخامس: إخراج الأرض كنوزها المخبوءة

- ‌المطلب السادس: محاصرة المسلمين إلى المدينة

- ‌المطلب السابع: إحراز الجهجاه الملك

- ‌المطلب الثامن: فتح القسطنطينية

- ‌المطلب التاسع: فتنة الأحلاس وفتنة الدهيماء

- ‌المطلب العاشر: خروج المهدي

- ‌الفرع الأول: اسمه وصفته

- ‌الفرع الثاني: مكان خروجه

- ‌الفرع الثالث: الأدلة من السنة على ظهوره

- ‌الفرع الرابع: العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي وصححوها

- ‌الفرع الخامس: في نقل كلام أهل العلم في إثبات حقيقة المهدي

- ‌1 - عقيدة أهل السنة والجماعة

- ‌2– عقيدة الشيعة الإمامية

- ‌3 - المكذبون بوجود المهدي

- ‌4 - رجال من الحكام الماضين ادّعوا المهدية أو ادعاها لهم أقوام

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: الدخان

- ‌المطلب الأول: معنى المسيح

- ‌المطلب الثاني: معنى الدجال

- ‌المطلب الثالث: فتنة الدجال من أعظم الفتن

- ‌الفرع الأول: سرعة انتقاله في الأرض

- ‌الفرع الثاني: جنته وناره

- ‌الفرع الثالث: استجابة الجماد والحيوان لأمره

- ‌الفرع الرابع: قتله ذلك الشاب ثم إحياؤه إياه

- ‌الفرع الخامس: عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح الدجال

- ‌المطلب الأول: هل ابن صياد هو الدجال الأكبر

- ‌المطلب الثاني: أقوال العلماء في ابن صياد

- ‌المبحث الرابع: نزول عيسى بن مريم عليه السلام

- ‌المبحث الخامس: خروج يأجوج ومأجوج

- ‌المطلب الأول: أصل تسميتهما ونسبهما

- ‌المطلب الثاني: هلاك يأجوج ومأجوج وطيب العيش وبركته بعد موتهم

- ‌المبحث السادس: دروس الإسلام ورفع القرآن وفناء الأخيار

- ‌المبحث السابع: عودة البشرية إلى الجاهلية وعبادة الأوثان

- ‌المبحث الثامن: هدم الكعبة على يد ذي السويقتين

- ‌المبحث التاسع: الخسوفات الثلاثة

- ‌المطلب الأول: طلوع الشمس من مغربها

- ‌المطلب الثاني: غلق باب التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها

- ‌المبحث الحادي عشر: خروج الدابة

- ‌المبحث الثاني عشر: النار التي تحشر الناس

- ‌المطلب الأول: كيفية حشرها للناس

- ‌المطلب الثاني: أرض المحشر

- ‌المطلب الثالث: هذا الحشر في الدنيا

- ‌الفصل الرابع: ثمرات الإيمان بأشراط الساعة

- ‌تمهيد في سر تعدد أسماء يوم القيامة:

- ‌ يوم القيامة:

- ‌ اليوم الآخر:

- ‌ يوم الآزفة:

- ‌ يوم البعث:

- ‌ يوم التغابن:

- ‌ يوم التلاق:

- ‌ يوم التناد:

- ‌ يوم الجمع:

- ‌ يوم الحساب:

- ‌ الحاقة:

- ‌ يوم الحسرة:

- ‌ يوم الخلود:

- ‌ يوم الخروج:

- ‌ يوم الدين:

- ‌ الساعة:

- ‌ الصاخة:

- ‌ الطامة:

- ‌ الغاشية:

- ‌ يوم الفصل:

- ‌ يوم الفتح:

- ‌ القارعة:

- ‌ الواقعة:

- ‌ يوم الوعيد:

- ‌الفصل الثاني: البعث والنشور

- ‌المبحث الأول: تعريف البعث والنشور

- ‌المطلب الأول: البعث في اللغة

- ‌المطلب الثاني: البعث في الشرع

- ‌المطلب الثالث: النشور في اللغة

- ‌المطلب الرابع: النشور في الاصطلاح

- ‌المطلب الخامس: المعاد في اللغة

- ‌المطلب السادس: المعاد في الاصطلاح

- ‌المبحث الثاني: حكم الإيمان بالبعث وأدلته

- ‌ الإقسام على وقوع البعث:

- ‌ التنبيه بالنشأة الأولى على النشأة الثانية:

- ‌ التنبيه بإحياء الأرض بعد موتها على إحياء الموتى:

- ‌ التنبيه بخلق السموات والأرض على إحياء الموتى:

- ‌ إخبار الله تعالى بما وقع من البعث الحسي المشاهد في الحياة الدنيا

- ‌المطلب الثاني: أدلة البعث من السنة

- ‌المطلب الأول: الصنف الأول أنكروا المبدأ والمعاد

- ‌المطلب الثاني: الصنف الثاني من الدهرية طائفة يقال لهم الدوريَّة

- ‌المطلب الثالث: الصنف الثالث الدهرية من مشركي العرب ومن وافقهم

- ‌المطلب الرابع: الصنف الرابع ملاحدة الجهمية ومن وافقهم

- ‌المطلب الخامس: الرد على منكري البعث

- ‌المطلب الأول: معنى النفخ في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى النفخ اصطلاحاً

- ‌المطلب الثالث: معنى الصور

- ‌المبحث الثاني: صفة النفخ في الصور

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على إثبات النفخ في الصور

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة على إثبات النفخ في الصور

- ‌المبحث الرابع: النفخات الثلاث الثابتة

- ‌المبحث الخامس: النفخة الثانية نفخة الصعق

- ‌المبحث السادس: النفخة الثالثة نفخة البعث والنشور

- ‌الفصل الرابع: حشر الخلائق وصفته

- ‌المبحث الأول: معنى الحشر في اللغة

- ‌المبحث الثاني: معنى الحشر في الاصطلاح

- ‌المبحث الثالث: صفة الحشر

- ‌المبحث الرابع: صفة حشر الخلق وأنهم على صور شتى

- ‌المبحث الخامس: أول من يحشر من الخلق

- ‌المبحث السادس: التفاضل في المحشر

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: تعريف الموقف لغةً واصطلاحاً

- ‌المبحث الثاني: صفته في القرآن الكريم

- ‌المبحث الثالث: صفته في السنة النبوية

- ‌المبحث الرابع: صفة الأرض التي يقف الخلق عليها

- ‌المبحث الأول: أحوال الناس يوم القيامة

- ‌المطلب الأول: قبض الأرض وطي السماء

- ‌المطلب الثاني: دك الأرض ونسف الجبال

- ‌المطلب الثالث: تفجير البحار وتسجيرها

- ‌المطلب الرابع: موران السماء وانفطارها

- ‌المطلب الخامس: تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: معنى الشفاعة في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى الشفاعة في الشرع

- ‌المبحث الثاني: شروط الشفاعة

- ‌المبحث الثالث: أنواع الشفاعة: (الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية)

- ‌المبحث الرابع: الشفاعات التي لم يثبت بها نص صحيح

- ‌المطلب الأول: شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: شفاعة الأنبياء الآخرين غير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌المطلب الثالث: شفاعة الملائكة

- ‌المطلب الرابع: شفاعة الشهداء

- ‌المطلب الخامس: شفاعة الولدان

- ‌المطلب السادس: شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض

- ‌المطلب السابع: شفاعة القرآن الكريم

- ‌المطلب الأول: معنى العرض في اللغة

- ‌المطلب الثاني: معنى العرض في الاصطلاح

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌الفصل التاسع: الصحف

- ‌المبحث الأول: الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم على ذلك

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: تعريف الحساب في اللغة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الحساب في الشرع

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: الأدلة من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية

- ‌المطلب الأول: العدل التام الخالي من الظلم

- ‌المطلب الثاني: لا يؤخذ أحد بجريرة غيره

- ‌المطلب الثالث: اطلاع العباد على سجلات أعمالهم

- ‌المطلب الرابع: مضاعفة الحسنات دون السيئات

- ‌المطلب الخامس: إقامة الشهود

- ‌المبحث الرابع: متى يكون الحساب؟ وأين يكون المحاسبون

- ‌المبحث الخامس: من يشملهم الحساب

- ‌المطلب الأول: الكفر والشرك

- ‌المطلب الثاني: ما عمله في دنياه

- ‌المطلب الثالث: النعيم الذي يتمتع به

- ‌المطلب الرابع: العهود والمواثيق

- ‌المطلب الخامس: السمع والبصر والفؤاد

- ‌المبحث السابع: أول من يحاسب من الناس

- ‌المطلب الأول: أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله

- ‌المطلب الثاني: أنواع الحساب

- ‌المطلب الثالث: أمثلة من السنة للمناقشة والعرض والمعاتبة

- ‌المبحث التاسع: التفاضل في الحساب

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: كيف يكون الاقتصاص في يوم القيامة

- ‌المبحث الثاني: عظم شأن الدماء

- ‌المبحث الثالث: الاقتصاص للبهائم بعضها من بعض

- ‌المبحث الرابع: متى يقتص للمؤمنين بعضهم من بعض

- ‌الفصل الثاني عشر: الميزان

- ‌المبحث الأول: تعريف الميزان لغة واصطلاحاً

- ‌المطلب الأول: تعريف الميزان في اللغة

- ‌المطلب الثاني: الميزان في الاصطلاح

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: أدلة إثبات الميزان من القرآن الكريم

- ‌المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية

- ‌المبحث الثالث: وجوب الإيمان بالميزان، وإجماع الأمة على ذلك

- ‌المبحث الرابع: حقيقة الميزان عند أهل السنة

- ‌المبحث الخامس: صفات الميزان

- ‌المطلب الأول: ما الذي يوزن في الميزان

- ‌المطلب الثاني: الأعمال التي تثقل في الميزان

- ‌المبحث السابع: حكمة الله تعالى في وزن أعمال العباد والرد على من ينكره

- ‌المبحث الأول: كل أمة تتبع الإله الذي كانت تعبده

- ‌المبحث الثاني: حشر الكفار إلى النَّار

الفصل: ‌المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية

‌المطلب الثاني: أدلة إثبات الميزان من السنه النبوية

وأما أدلة إثبات الميزان من السنة وهي كثيرة – فمنها:

إخباره صلى الله عليه وسلم بالأمور التي تكون ثقيلة في ميزان العبد إذا فعلها مخلصاً من قلبه، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) (1)

وفي قوله: ((كلمتان)) إطلاق كلمة على الكلام، وهو مثل كلمة الإخلاص وكلمة الشهادة و (المعنى: محبوب قائلهما) ، (وخص لفظ الرحمن بالذكر لأن المقصود من الحديث بيان سعة رحمة الله تعالى على عباده؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الكثير).

ومعنى وصفهما بالخفة والثقل هو (لبيان قلة العمل وكثرة الثواب).

ومعنى وصفهما بالخفة (إشارة إلى قلة كلامهما وأحرفهما ورشقاتهما)

قال الطيبي: (الخفة مستعارة للسهولة، وشبه سهولة جريانها على اللسان بما خف من بعض الأمتعة، فلا تتعبه كالشئ الثقيل، وفيه إشارة إلى أن سائر التكاليف صعبة شاقة على النفس ثقيلة، وهذه سهلة عليها مع أنها تثقل الميزان كثقل الشاق من التكاليف.

وقد سئل بعض السلف عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة فقال: (لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها؛ فثقلت؛ فلا يحملنك ثقلها على تركها، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها؛ فلذلك خفت؛ فلا يحملنك خفتها على ارتكابها). (1)

وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السموات والأرض والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)) (2).

قال النووي عن مزية هذا الحديث: هذا حديث عظيم، وأصل من أصول الإسلام، وقد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام.

أما معنى (الطهور شطر الإيمان) فإن الشطر معناه النصف، وإذا كان الشطر هو النصف فكيف كان الطهور – الذى أصله النظافة والتنزه – نصف الإيمان؟ اختلف العلماء في ذلك.

فقيل معناه:

1 -

إن الأجر ينتهي تضعيفه إلى النصف أجر الإيمان.

2 -

وقيل: معناه: إن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا، وكذلك الوضوء لأن الوضوء لايصح إلا مع الإيمان؛ فصار – لتوقفه على الإيمان – في معنى الشطر.

3 -

وقيل: المراد بالإيمان هنا: الصلاة، كما قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ [البقرة: 143] ، والطهارة شرط في صحة الصلاة؛ فصارت كالشطر، وليس يلزم في الشطر أن يكون نصفاً حقيقياً.

.. وقد رجح النووي القول الأخير من تلك الأقوال.

وزاد فذكر أنه (يحتمل أن يكون معناه أن الإيمان تصديق بالقلب، وانقياد بالظاهر، وهما شطران للإيمان، والطهارة متضمنة الصلاة، فهي انقياد في الظاهر). (3).

ولا يستبعد أن يكون القول الأول هو الراجح أيضاً؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عن هذه الفضائل في معرض الترغيب في الأجر.

وهذه الألفاظ التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم من أن ((الحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد الله تملأ ما بين السموات والأرض)). تفضل عظيم من الله تعالى على عباده، حيث جعل جزاء هذه الكلمات اليسيرة ذلك الأجر العظيم حينما يتقبل الله قولها من العبد، إذ أن ذلك شرط لابد منه.

فليس كل من قالها يحصل له هذا الفضل العظيم بمجرد القول وإن لم تتحقق فيه أهلية قبولها. والله تعالى كما أخبر في كتابه الكريم أنه لايقبل إلا من المتقين لا سواهم.

(1) رواه البخاري (6406)، ومسلم (2694).

(2)

انظر: ((شرح النووي بصحيح مسلم)) (1/ 501).

(3)

رواه مسلم (223).

ص: 484

وأخرج النسائي عن أبي مالك الأشعري أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان .. والتسبيح والتكبير يملأ السموات والأرض والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك)) (1).

وهذا الحديث دلالته كدلالة الحديث السابق، ومعنى إسباغ الوضوء: أن يتمه كاملاً.

والزكاة برهان على إيمان صاحبها، والصبر ضياء له يمشي مستضيئاً به في طريق الصواب.

وأخرج الترمذي بسند حسن عن جرير النهدي عن رجل من بني سليم قال: ((عدهن رسول صلى الله عليه وسلم في يدي أو في يده: التسبيح نصف الميزان والحمد يملأه، والتكبير يملأ ما بين السموات والأرض، والصوم نصف الصبر، والطهور نصف الإيمان)) (2).

قال أبو عيسي: هذا حديث حسن، وقد رواه شعبة وسفيان الثوري عن أبي اسحاق وفي رواية لأحمد:((والطهور نصف الميزان)) (3). وعن مولى لرسول صلى الله عليه وسلم أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: ((بخ بخ، خمس ما أثقلهن في الميزان: لاإله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه والده)) الحديث (4).

وهذا الحديث ظاهر في فضائل تلك الأمور التي ذكرت فيه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((بخ بخ)) (هي كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء، وتكرر للمبالغة)(5).

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً، قال: فأنا رأيت رسول صلى الله عليه وسلم يعقدهما بيده قال: فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره، وتحمده مائة، فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ قالوا: وكيف لا يحصيهما؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا؛ حتي ينتقل فلعله لا يفعل، ويأتيه وهو في مضجعه، فلا يزال ينومه حتى ينام)) (6).

وما دامت الحسنة بعشر أمثالها، فإن الحسنات ستكون كثيرة جداً أكثر من السيئات، إذ إن الشخص لا يمكن أن يفعل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة، كما أشار الحديث.

وأخبر رسول صلى الله عليه وسلم عن بعض الأعمال، وأنها تكون ثابتة في ميزان العبد؛ ثواباً على ما عمل من الأعمال التى يوضحها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((من احتبس فرساً في سبيل الله، إيماناً بالله وتصديقاً بوعده؛ فإن شبعه، وريه، وروثه، وبوله، في ميزانه يوم القيامة)) (7).

وفي هذا الحديث بيان فضل من احتبس فرساً في سبيل الله تعالى.

قال ابن حجر في معني كون روثه في ميزان العبد: (يريد ثواب ذلك، لا أن الأرواث بعينها توزن.

(1) رواه النسائي (5/ 5)، وابن ماجه (229)، وأحمد (5/ 343)(22959). وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).

(2)

رواه الترمذي (3519)، وأحمد (5/ 363) (23123). قال الترمذي: حسن، وصححه لغيره شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند.

(3)

رواه أحمد (5/ 370)(23188). وصححه لغيره شعيب الأرناؤوط في تحقيقه للمسند.

(4)

رواه أحمد (4/ 237)(18101). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/ 54): رواه أحمد ورجاله ثقات.

(5)

((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (1/ 101).

(6)

رواه الترمذي (3410)، والنسائي (3/ 492). قال الترمذي: حسن صحيح، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (2/ 476) كما قال ذلك في المقدمة.

(7)

رواه البخاري (2853).

ص: 485

وعن فائدة تنصيص رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذكر هذه الأمور، وأنها تكون في ميزان العبد؛ يقول ابن أبي جمرة: يستفاد من هذا الحديث أن هذه الحسنات تقبل من صاحبها؛ لتنصيص الشارع على أنها في ميزانه، بخلاف غيرها، فقد لا تقبل فلا تدخل الميزان) (1).

ومثل الحديث السابق أيضاً ما وراه معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفس محمد بيده: ما شحب وجه، واغبرت قدم في عمل تبتغي فيه درجات الجنة – بعد الصلاة المفروضة – كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله، أو يحمل عليها في سبيل الله)) (2).

وأخبر عن ذلك الميزان العظيم، وأنه لا يؤثر فيه الثقل المادي، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، اقرأوا: فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا [الكهف: 105])) (3)

وأخرج الترمذي والإمام أحمد، عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)) (4).

وفي هذين الحديثين إثبات وزن العامل وعمله أيضاً.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((توضع الموازين يوم القيامة، فيؤتى بالرجل فيوضع فى كفة، فيوضع ما أحصي عليه؛ فتمايل به الميزان، قال: فيبعث به إلى النار، قال: فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن يقول: لاتعجلوا لا تعجلوا، فإنه قد بقي له، فيؤتى ببطاقة فيها: لا إله إلا الله، فتوضع مع الرجل في كفة حتي يميل به الميزان)) (5).

وهذا الحديث _ كذلك دليل على وزن العامل، ووزن صحف الأعمال.

ومسألة وزن الله للإنسان وعمله وصحف الأعمال، وما قيل حول ذلك، سيأتي الكلام عنها إن شاء الله فيما بعد مفصلة بأدلتها.

وعندما ينصب الميزان يبلغ الخوف والهلع بالناس إلى أقصى حدوده، بحيث ينسي الحبيب حبيبه، ويذهل فيه كل ذي لب عن أهله وعن كل شئ إلا فكره في الميزان وماذا ستكون نتيجة وزن عمله.

(1)((فتح الباري)) (6/ 57).

(2)

رواه أحمد (5/ 246)(22175)، والطبراني (20/ 63) (115). قال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (2/ 254): رواه أحمد، والبزار من رواية شهر بن حوشب عن معاذ، ولا أراه سمع منه. وقال الهيثمى (5/ 275): فيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف وقد يحسن حديثه.

(3)

رواه البخاري (4729)، ومسلم (2785).

(4)

رواه الترمذي (2002)، وأحمد (6/ 446) (27557). قال الترمذي: حسن صحيح، وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (4/ 357): معنى صحيح جدا وإن لم يصححه تعضده الأحاديث والأصول، وصحح إسناده عبدالحق الإشبيلي في ((الأحكام الصغرى)) (852) كما أشار إلى ذلك في المقدمة

(5)

رواه أحمد (2/ 221)(7066). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/ 85): رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح، وحسن إسناده السيوطي في ((البدور السافرة)) (235)، والسفاريني في ((لوائح الأنوار السنية)) (2/ 198).

ص: 486

قال أبو داود في (باب ذكر الميزان): عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ما يبكيك؟ قالت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل؟ وعند الكتاب حين يقال: هاؤم اقرءوا كتابيه، حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه، أم في شماله، أم من وراء ظهره؟ وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم)) (1) الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/ 1090

روي (أن داود عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فلما رآه غشي عليه، فلما أفاق قال: إلهي من ذا الذي يقدر يملأ كفة حسنته فقال: إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة واحدة). ذكره الفخر (2)، والثعلبي. وقال عبد الله (3) بن سلام رضي الله عنه:(إن ميزان رب العالمين ينصب للجن والإنس، يستقبل به العرش، إحدى كفتيه على الجنة، والأخرى على جهنم لو وضعت السماوات والأرض في إحداهما لوسعتهن، وجبريل آخذ بعموده ينظر إلى لسانه).

قال العلامة (4): (في كلام ابن سلام إن أعمال الجن توزن كما توزن أعمال الإنس، وهو كذلك ارتضاه الأئمة) انتهى.

قال القرطبي: (المتقون توضع حسناتهم في الكفة النيرة، وصغائرهم في الكفة الأخرى، فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزناً، وتثقل الكفة النيرة حتى لا ترتفع، وترفع المظلمة ارتفاع الفارغة الخالية). قال: (وأما الكفار فيوضع كفرهم، وأوزارهم في الكفة المظلمة، وإن كان لهم أعمال بر وضعت في الكفة الأخرى فلا يقاومها إظهار لفضل المتقين، وذل الكافرين)(5). قلت: الحق أن الكفار لا يقيم الله لهم وزناً والله أعلم.

وأخرج الحاكم وصححه عن سلمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعهن، فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ فيقول: لمن شئت من خلقي فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك)) (6).

وأخرج البزار، والبيهقي عن أنس رضي الله عنه:(أن ملكاً من ملائكة الله عز وجل موكل يوم القيامة بميزان ابن آدم، فيؤتى به حتى يوقف بين كفتي الميزان، فيوزن عمله، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمعه الخلائق باسم الرجل: ألا سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خفت ميزانه نادى الملك: ألا شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً)(7).

وذكر الثعلبي، وغيره، وابن جرير في (تفسيره)، وابن أبي الدنيا عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال:(صاحب الميزان يوم القيامة جبريل عليه السلام (8). وقال الحسن (9): (هو ميزان له كفتان، ولسان، وهو بيد جبريل عليه السلام. البحور الزاخرة في علوم الآخرة لمحمد بن أحمد السفاريني – 2/ 851

(1) رواه أبو داود (4755)، والحاكم (4/ 622). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة على أنه قد صحت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله عنها وأم سلمة، ووافقه الذهبي. وجود إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (5/ 280).

(2)

ذكره الرازي في ((التفسير الكبير)) (22/ 176). و ((البغوي في تفسيره)) (5/ 321).

(3)

انظر ((تفسير الرازي)) (14/ 28).

(4)

((تحقيق البرهان)) (ص: 64).

(5)

ذكره في ((التذكرة)) (ص: 365).

(6)

رواه الحاكم (4/ 629). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

(7)

رواه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (10/ 353) وقال: فيه صالح المري وهو مجمع على ضعفه، وقال ابن كثير في ((تفسير القرآن)) (5/ 490): إسناده ضعيف [فيه] داود بن المحبر متروك.

(8)

رواه الطبري في تفسيره (12/ 310).

(9)

ذكره في ((زاد المسير)) (3/ 171)((فتح الباري)) (13/ 539) اللالكائي (2210).

ص: 487