الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا علقمه يا علقمه يا علقمه
…
خير تميم كلّها وأكرمه
وقال «1» [من الرجز وهو الشاهد السادس والسبعون] :
إذا اعوججن قلت صاحب قوّم
…
بالدّوّ أمثال السّفين العوّم «2»
ويكون «رسلنا» على الإدغام «3» ، يدغم اللام في النون ويجعل فيها غنّة.
والإسكان في (بارئكم) على البدل لغة الذين قالوا: «أخطيت» وهذا لا يعرف «4» .
باب الفعل
أمّا قوله تعالى حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً [الآية 55] فيقال: «جهارا» أي: «عيانا يكشف ما بيننا وبينه» كما تقول:
«جهرت الرّكيّة» إذا كان ماؤها قد غطّاه الطين فنفي ذلك حتّى يظهر الماء، ويصفو «5» .
وأمّا قوله تعالى وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى [الآية 57] ، ف «الغمام» واحدته «غمامة» ، مثل «السّحاب» واحدته «سحابة» «6» .
وأما «السّلوى» ، فهو طائر لم يسمع له بواحد، وهو شبيه أن يكون واحده «سلوى» ، مثل جماعته، كما قالوا:
«دفلى» للواحد والجماعة، و «سلامى» للواحد والجماعة، وقد قالوا «سلاميات» ، وقالوا «حبارى» للواحد، وقالوا للجماعة:«حباريات» ، وقال بعضهم للجماعة «حبارى» . قال الشاعر «7» [من الطويل وهو الشاهد السابع والسبعون] :
وأشلاء لحم من حبارى يصيدها
…
إذا نحن شئنا صاحب متألّف «8»
وقالوا: «شكاعى» للواحد
(1) . هو «أبو نخيلة» الخصائص 1/ هـ 75» . [.....]
(2)
. الكتاب وتحصيل عين الذهب 2: 297، ومعاني القرآن 2: 12 و 371.
(3)
. وهو من الإدغام الكبير، إذ حذف حركة اللام، فسكّنت أولا، ثمّ أدغمها في النون ثانيا.
(4)
. لم نجد من يأخذ بهذه اللغة، لولا ما يتكرّر دائما من أنّ أهل الحجاز يتخفّفون من الهمزة.
(5)
. في الصحاح «جهر» ، نقل لهذه الفقرة مع تقديم وتأخير.
(6)
. في الجامع 1: 405، نقل عنه هذه العبارة.
(7)
. هو الفرزدق همّام بن غالب، ديوانه 2: 555، وشرح المفصّل 5:90.
(8)
. في شرح المفصّل، العجز: لنا قانص من بعض ما يتخطّف.
والجماعة «1» ، وقال بعضهم للواحد:
«شكاعاة» «2» .
وقوله تعالى وَقُولُوا حِطَّةٌ [الآية 58] أي: «قولوا» «لتكن منك حطة لذنوبنا» ، كما تقول للرجل:«سمعك إليّ» . كأنّهم قيل لهم:
قولوا: «يا ربّ لتكن منك حطّة لذنوبنا» . وقد قرئت نصبا، على أنّه بدل، من اللفظ بالفعل. وكلّ ما كان بدلا من اللفظ بالفعل، فهو نصب الفعل، كأنّه قال:«احطط عنّا حطّة» «3» فصارت بدلا من «حطّ» ، وهو شبيه بقولهم:«سمع وطاعة» ، فمنهم من يقول:«سمعا وطاعة» ، إذا جعله بدل:
«أسمع سمعا وأطيع طاعة» . وإذا رفع، فكأنّه قال:«أمري سمع وطاعة» . قال الشاعر [من الطويل وهو الشاهد الثامن والسبعون] :
أناخوا بأيدي عصبة وسيوفهم
…
على أمّهات الهام ضربا شاميا
وقال الاخر «4» [من الوافر وهو الشاهد التاسع والسبعون] :
تركنا الخيل وهي عليه نوحا
…
مقلّدة أعنّتها صفونا «5»
وقال بعضهم: «وهي عليه نوح» ، جعلها في التشبيه هي النوح، لكثرة ما كان ذلك منها، كما تقول:«إنّما أنت شرّ» و «إنّما هو حمار» في الشّبه، أو تجعل الرفع، كأنّه قال:«وهي عليه صاحبة نوح» ، فألقى الصاحبة، وأقام النوح مقامها. ومثل ذلك قول الخنساء «6» [من البسيط وهو الشاهد الثمانون] :
(1) . هو رأي سيبويه «اللسان» «شكع» .
(2)
. في الصحاح «سلا» ، والجامع 1: 408، والبحر 1: 205، نقلت آراء الأخفش في «السلوى» و «دفلى» و «سلامى» و «شكاعى» .
(3)
. في إعراب القرآن 1: 50 والجامع 1: 410، نقلت آراء الأخفش هذه.
(4)
. هو عمرو بن كلثوم التغلبي.
(5)
. هو من معلّقته المستفيضة الشهرة. وقد جاء في مجاز القرآن 1: 404، ب «تظل جياده نوحا عليه» ورفع أعنتها» ، وفي شرح القصائد السبع 389، وشرح القصائد التسع 2: 631، وشرح القصائد العشر 227، وشرح المعلّقات السبع 146، ب «عاكفة عليه» ونصب «أعنّتها» .
(6)
. هي تماضر بنت عمرو بن الشريد وانظر ترجمتها في الأغاني 13: 135، وطبقات الشعراء 1: 210، والشعر والشعراء 1:348.
ترتع ما رتعت حتّى إذا ذكرت فإنّما هي إقبال وإدبار «1» ومثله قراءة من قرأ: (قالوا معذرة الى ربّكم)«2» ، أي كأنّهم قالوا:
«موعظتنا إيّاهم معذرة» ، وقد نصب «3» على:«نعتذر معذرة» وقال تعالى فَأَوْلى لَهُمْ [محمد: 20] طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ [محمد: 21] على قوله إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ [محمد: 18] فَأَوْلى لَهُمْ طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ جعل الطاعة مبتدأ، فقال طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ خير من هذا، أو جعل طاع مبتدأ، فقال «طاعة وقول معروف خير من هذا» . وزعم يونس «4» أنّه قيل لهم «قولوا حطة» أي: تكلّموا بهذا الكلام.
كأنه فرض عليهم أن يقولوا هذه الكلمة مرفوعة.
وقال تعالى فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ [الآية 59] وقال أيضا وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5)[المدّثّر] وقرأ بعضهم (والرّجز)«5» . وذكروا أن «الرّجز» : صنم، كانوا يعبدونه فأما «الرجز» ، فهو: «الرجس. (والرّجس:
النّجس) قال تعالى إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة: 28] و «النجس» : القذر.
وقال تعالى
(1) . في الديوان 26 ب «اذكرت» ، وفي الكتاب وتحصيل عين الذهب 1: 169 أيضا. [.....]
(2)
. الأعراف 7: 164 وهي في السبعة 298 قراءة عاصم، وفي الكشف 1: 481، والتيسير 114، إلى غير حفص وفي معاني القرآن 1: 398 أنّها ما آثرته القرّاء، وفي البحر 4: 412 إلى الجمهور.
(3)
. والنّصب ما عليه رسم المصحف، وهو في السبعة 298 إلى ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية وفي الكشف 1: 481، والتيسير 114، إلى حفص وفي البحر 4: 412 إلى زيد بن علي وعاصم في رواية، وعيسى ابن عمر وطلحة بن مصرف.
(4)
. هو يونس بن حبيب وقد مرّت ترجمته فيما سبق.
(5)
. قراءة ضمّ الرّاء هي في معاني القرآن 3: 200 إلى السّلمي ومجاهد وأهل المدينة وفي الطّبري 29: 174 إلى بعض المكّيين والمدنيين وفي السّبعة 659 الى حفص والمفضّل عن عاصم وفي الكشف 2: 347 والتيسير 216 إلى حفص وفي الجامع 19: 67 الى الحسن وعكرمة ومجاهد وابن محيصن وحفص عن عاصم، وقال هي لغة وفي البحر 8: 371 إلى الحسن ومجاهد والسلمي وأبي شيبة وابن محيصن وابن وثاب وقتادة والنخعي وابن أبي إسحاق والأعرج وحفص. أمّا قراءة كسر الرّاء ففي معاني القرآن 3: 200 نسبت الى عاصم والأعمش والحسن وفي الطّبري 29: 147 إلى بعض قرّاء المدينة وعامّة قرّاء الكوفة وفي السّبعة 659 إلى غير حفص والمفضّل عن عاصم، والى عاصم في رواية وفي الكشف 2: 347 والتيسير 216 وفي الجامع 19: 67 والبحر 8: 371 الى الجمهور.