الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موضع المسجد وقيل اشتقاقها من بكة: إذا زحمه لازدحام الناس فيها، وقيل: هي تبك أعناق الجبابرة أي تدقها كذا في الكشاف. والتمكك: الاستقصاء، وسميت مكة لقلة الماء بها، وقيل بل كانت تمك من ظلم فيها أي تبكه وتنقصه كذا في المجمل.
والمدينة: فعيلة وتجمع على مدائن بالهمزة، وتجمع أيضا على مُدْن ومُدُن، ويقال: مَدَن بالمكان أقام به، ومنه سمي المدينة، وفيه قول آخر: أنه مفعلة من دنت أي ملكت.
وسألت أبا علي1 عن همز مدائن فقال فيه: قولان: من جعله فعيلة من قولك:
مدن بالمكان أي: أقام به: همزة، ومن جعله مفعلة من قولك دين أي: ملك لم يهمزه كما يهمز معايش.
وإذا نسبت إلى مدينة الرسول عليه السلام: قلت مدني وإلى مدينة المنصور: مديني وإلى مدائن كسرى: مدائني للفرق بين النسب لئلا يختلط ومدين قرية شعيب هكذا في الصحاح.
1 أبو علي "إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد بن سليمان بن القالي". كان أحفظ أهل زمانه للغة والشعر ونحو البصريين. ولد سنة 288هـ بمنازجرد من بلاد أرمينية وقدم بغداد سنة 303 وأخذ عن علمائها، ثم في سنة 330هـ ارتحل إلى قرطبة ونقل إليها علم الأدب واتخذها موطناً له وتوفي بها سنة 356هـ. ولقد ألف كتباً نافعة من بلاد أشهرها: كتاب "الأمالي، والمقصور والممدود، والبارع".
كتاب الزكاة
عقب الصلاة بالزكاة اقتداء بقوله تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} . [سورة البقرة: آية 43] . وقوله تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} . [سورة البقرة: من آية 3] .
وبالسنة لقوله عليه السلام: "بني الإسلام على خمس"1. الحديث.
وقيل: قدم الصلاة لأنها تجب على جميع البالغين العاقلين بخلاف الزكاة.
1 يرجع إلى البخاري مع الفتح 8/184 وصحيح مسلم 1/45 كتاب الإيمان والترمذي مع التحفة 7/340 كتاب الإيمان وسنن النسائي 8/95 كتاب الإيمان.
وهي طهارة لغة، والقدر المخرج من النصاب الحولي إلى الفقير شرعاً، وقيل على الزيادة والنماء وهو الظاهر كذا في المغرب.
وسميت الزكاة شرعا زكاة؛ لأنها يزكو بها المال بالبركة ويطهر المرء بالمغفرة كذا في الطلبة.
وزكى ماله تزكيةً: إذا أدى عنه زكاته، وزكى نفسه أي: مدحها، وزكاه أيضا: إذا أخذ زكاته، وتزكى تصدق وزكى الزرع يزكو زكاء أي: نما كذا في الصحاح.
النصاب من المال: القدر الذي يجب فيه الزكاة إذا جمعه نحو مائتي درهم وخمس من الإبل.
الركاز: المعدن، وهو أعم من المعدن.
والكنز والمعدن: ما خلق الله تعالى في الأرض. والكنز اسم لما دفنه بنو آدم. وفي الصحاح الركاز المعدن أو الكنز لأن كلا منهما مركوز في الأرض.
جنات عدن: جنات إقامة لأن الناس يقيمون فيه، وفي الحديث:"عدن دار الله تعالى التي لم ترها عين ولا تخطر على قلب بشر لا يسكنها غير ثلاثة النبيين والصديقين والشهداء يقول الله تعالى: طوبى لمن دخلك"1. عن تفسير القاضي في سورة التوبة في آية: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} . [سورة التوبة: آية 72] . الآية.
العُشُر: بالضم أحد الأجزاء العَشْرَة والعَشِير في معناه كذا في المغرب.
وفي الصحاح: وجمع العشير مثل نصيب وأنصباء، وفي الحديث:"تسعة أعشراء الرزق في التجارة وجزء في السابياء"2. أي في النتاج.
قال صاحب الدرر: وفي التمر تاشي: ما يوجد في الجبال والبراري والموات من العسل والفاكهة إن لم يحمه الإمام فهو كالصيد وإن حماه ففيه العشر لأنه مال مقصود.
1 هذا الحديث من رواية أبي الدرداء على ما ذكره الزمخشري في تفسيره.
2 ذكره الجوهري في صحاحه لكني لم أقف على تخريجه في كتب الحديث انظر الصحاح 2/746.