المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الترغيب فى السواك - بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن - جـ ١

[أبو إسحق الحويني]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الطَّهَارَةِ

- ‌باب تَأْوِيلِ قَوْلِهِ عز وجل (إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ)

- ‌باب السِّوَاكِ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ

- ‌كَيف يَسْتَاكُ

- ‌باب هَلْ يَسْتَاكُ الإِمَامُ بِحَضْرَةِ رَعِيَّتِهِ

- ‌باب التَّرْغِيبِ فِى السِّوَاكِ

- ‌باب الإِكْثَارِ فِى السِّوَاكِ

- ‌باب الرُّخْصَةِ فِى السِّوَاكِ بِالْعَشِىِّ لِلصَّائِمِ

- ‌باب السِّوَاكِ فِى كُلِّ حِينٍ

- ‌باب ذِكْرِ الْفِطْرَةِ

- ‌أ - الاِخْتِتَانُ

- ‌ب: "تَقْلِيمُ الأَظْفَارِ

- ‌ نتْفُ الإبطِ

- ‌ حَلْقُ العَانَةِ

- ‌ قَصُّ الشَّارِبِ

- ‌التَّوْقِيتُ فِى ذَلِكَ

- ‌إِحْفَاءُ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحَى

- ‌الإِبْعَادُ عِنْدَ إِرَادَةِ الْحَاجَةِ

- ‌الرُّخْصَةُ فِي تَرْكِ ذَلِكَ

- ‌الْقَوْلُ عِنْدَ دُخُولِ الْخَلَاءِ

- ‌باب النَّهْىِ عَنِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ عِنْدَ الْحَاجَةِ

- ‌باب النَّهْىِ عَنِ اسْتِدْبَارِ الْقِبْلَةِ عِنْدَ الْحَاجَةِ

- ‌باب الأَمْرِ بِاسْتِقْبَالِ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ عِنْدَ الْحَاجَةِ

- ‌باب الرُّخْصَةِ فِى ذَلِكَ فِى الْبُيُوتِ

- ‌باب النَّهْىِ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ بِالْيَمِينِ عِنْدَ الْحَاجَةِ

- ‌باب الرُّخْصَةِ فِى الْبَوْلِ فِى الصَّحْرَاءِ قَائِمًا

- ‌باب الْبَوْلِ فِى الْبَيْتِ جَالِسًا

- ‌الْبَوْلُ إِلَى السُّتْرَةِ يَسْتَتِرُ بِهَا

- ‌التَّنَزُّهُ مِنَ الْبَوْلِ

- ‌باب الْبَوْلِ فِى الإِنَاءِ

- ‌الْبَوْلُ فِى الطَّسْتِ

- ‌كَرَاهِيَةُ الْبَوْلِ فِى الْجُحْرِ

- ‌النَّهْيُ عَنِ الْبَوْلِ فِى الْمَاءِ الرَّاكِدِ

- ‌كَرَاهِيَةُ الْبَوْلِ فِى الْمُسْتَحَمِّ

- ‌السَّلَامُ عَلَى مَنْ يَبُولُ

- ‌رَدُّ السَّلَامِ بَعْدَ الْوُضُوءِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ الاِسْتِطَابَةِ بِالْعَظْمِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ الاِسْتِطَابَةِ بِالرَّوْثِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ الاِكْتِفَاءِ فِى الاِسْتِطَابَةِ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ

- ‌الرُّخْصَةُ فِى الاِسْتِطَابَةِ بِحَجَرَيْنِ

- ‌باب الرُّخْصَةِ فِى الاِسْتِطَابَةِ بِحَجَرٍ وَاحِدٍ

- ‌الاِجْتِزَاءُ فِى الاِسْتِطَابَةِ بِالْحِجَارَةِ دُونَ غَيْرِهَا

- ‌الاِسْتِنْجَاءُ بِالْمَاءِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ الاِسْتِنْجَاءِ بِالْيَمِينِ

- ‌باب دَلْكِ الْيَدِ بِالأَرْضِ بَعْدَ الاِسْتِنْجَاءِ

الفصل: ‌باب الترغيب فى السواك

‌باب التَّرْغِيبِ فِى السِّوَاكِ

5 -

أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ يَزِيدَ - وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ - قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى عَتِيقٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ» .

ــ

5 -

إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَهُوَ حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ.

* حميدُ بنُ مسعدة، هو ابنُ المبارك الباهليُّ.

أخرج له الجماعة، حاشا البخاريّ.

وثقه المصنف، وروى عنه (55) حديثًا، وابنُ حِبَّان.

قال أبو حاتم:

"كان صدوقًا".

* محمد بْنُ عبد الأعلى، هو الصنعاني البصري.

روى عنه المصنفُ (160) حديثًا.

ووثقه الرازيان، وابنُ حِبَّان.

روى عنه الجماعة إلا البخاريَّ، وأبا داود، وروى له الأخير في "كتاب القدر".

قال المصنفُ في "أسماء شيوخه":

"كتبنا عنه"، وأثنى عليه خيرًا.

* يزيد بنُ زريعٍ، هو العيشيّ، أبو معاوية البصريُّ.

أخرج له الجماعة. =

ص: 53

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= أطنب أحمدُ في الثناء عليه.

ووثقه ابنُ معين، وأبو حاتم، وغيرُهُما.

* عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق.

لم يخرج له من الجماعة سوى المصنف، والبخاريّ، في "الأدب المفرد".

أما المصنفُ رحمه الله فلم يخرج له سوى هذا الحديث الواحد، وأما البخاريُّ رحمه الله فلم يخرج له في "الأدب" إلا حديثًا واحدًا برقم (984) عن نافع، عن ابن عمر، في فضيلة البدء بالسلام.

وثقه ابنُ حبَّان.

وقال أحمدُ: -كما في "علل ولده"(2/ 44):

"لا أعلمُ إلا خيرًا".

* وأبوه: عبد الله بنُ أبي عتيق، واسمُ أبي عتيق: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر.

أخرج له الشيخان، وابنُ ماجة.

ووثقه العجليُّ، وابنُ حبان.

وقال مصعبُ الزبيريُّ:

"كان امرأً صالحًا، وكانت فيه دعابةٌ".

والحديث أخرجه البخاريُّ (4/ 158 - فتح) مُعلَّقًا (1)، ووصله =

(1) قال المنذري في "الترغيب"(1/ 101): "رواه البخاري معلقًا مجزومًا. وتعليقاته المجزومة صحيحة" وقال النووي في "المجموع"(1/ 268): "وهذا التعليق صحيح لأنه مجزوم به".

ص: 54

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= أحمدُ (6/ 124)، وأبو يعلى (ج8 / رقم 4916)، وأبو بكر المروزيّ في "مسند أبي بكر"(109)، وابنُ حِبَّان (143)، والمعمريُّ في "عمل اليوم والليلة"، والبيهقيُّ (1/ 34)، والمزيُّ في "تهذيب الكمال"(ج 2/ لوحة 799)، والحافظُ في "التغليق"(3/ 164) من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة به. قال البغوي في "شرح السُّنة" (1/ 394):"حديثٌ حسنٌ" وقال النووي في " المجموع"(1/ 267): "حديث صحيح".

وقد توبع عبد الرحمن بن أبي عتيق عليه.

تابعه محمد بنُ إسحق، حدثني عبدُ الله بنُ محمدٍ، عن عائشة به.

أخرجه الشافعيُّ في "المسند"(ج1/ رقم/71)، وفي "الأم"(1/ 23)، وأحمدُ (6/ 47، 62، 238)، والحميديُّ في "المسند"(162)، وأبو يعلى (ج8/ رقم 4598) وابنُ المنذر في "الأوسط"(ج1/ رقم 338)، والبيهقي (1/ 34)، وأبو نُعيم في "الحلية"(7/ 159)، وابنُ الدُّبيثي في "ذيل تاريخ بغداد"(1/ 284).

وسندُهُ حسنٌ.

وتصريح ابن إسحق بالتحديث، وقع في رواية لأحمد.

وقد اختُلف فيه عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، وابن إسحق معًا.

فأما عبد الرحمن:

فرواه عنه يزيد بن زريعٍ، على الوجه السابق.

وخالفه حمادُ بنُ سلمة، فرواه عن عبد الرحمن، عن أبيه، عن =

ص: 55

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= أبي بكر الصديق مرفوعًا به.

فجعل الحديث من "مسند أبي بكر".

أخرجه أحمدُ (رقم 7، 62)، وأبو يعلى (ج1/ رقم 109، 110)، و (ج8 / رقم 4915)، وأبو بكر المروزيُّ في "مسند أبي بكر"(رقم 108، 110)، وتمام الرازي في "الفوائد"(ج2 / ق 21/ 2)، وأبو العباس السرَّاج في "المسند " -كما في " الفتح"(4/ 159) -، وفي "البيتوتة"(رقم 5) من طُرُقٍ عن حماد بن سلمة.

قال أبو يعلى:

"سألتُ عبد الأعلي بن حماد عنه، فقال: هذا خطأ".

وقال ابنُ أبي حاتم في "العلل"(ج1/ رقم 6):

"سألتُ أبي وأبا زرعة عن حديثٍ رواه حمادُ بنُ سلمة

فذكره. قالا: هذا خطأ، إنما هو: ابنُ أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة. قال أبو زرعة: أخطأ فيه حمَّادٌ. وقال أبي: الخطأ من حماد أو ابن أبي عتيقٍ" اهـ.

وقال الدارقطنيُّ في "العلل"(ج1 / ق 23/ 2):

"يرويه حمادُ بنُ سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكرٍ. وخالفه جماعةٌ من أهل الحجاز وغيرُهُم، فرووه عن ابن أبي عتيقٍ، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو الصوابُ (1) " اهـ. =

(1) وأعلَّهُ الهيثمي في "المجمع"(1/ 220) بأن عبد الله بن محمد لم يسمع من أبي بكرٍ رضي الله عنه، ولم يلتفت لعلة الاختلاف فيه. وطريقة الهيثمي أنه يجري على ظاهر السند، وغالبًا ما يُهمل العلة التي أشار إليها صاحب الكتاب. والله الموفق.

ص: 56

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= * قُلْتُ: فمقتضى كلام الدَّارقطنيّ أن الخطأ من حمَّادٍ، وليس من ابن أبي عتيق. وهو الأقربُ عندي، بل هو الصوابُ، وقد جزم أبو زرعة بذلك. فقد رواه عن ابن أبي عتيق جماعةٌ منهم:"يزيد بن زريع، والدراورديّ، وسليمانُ بنُ بلالٍ، وغيرُهُمْ"، وهم أثبتُ من حماد بن سلمة.

وقد قال الحافظُ في "التغليق"(3/ 166):

"شذَّ حمادُ بنُ سلمة فرواه .... وهو خطأ".

قال الدَّارقطنيُّ في "العلل":

"وابنُ أبي عتيقٍ هذا، هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر".

* قُلْتُ: كذا وقع في "العلل"، وذلك أن محمد بن عبد الرحمن كان يُكْنى:"أبا عتيقٍ"، فهو بهذا الاعتبار صحيحٌ لا محيد عنه كما قال الحافظُ في "التغليق"(3/ 164)، ولكن ابنُ أبي عتيقٍ، الواقعُ في السند، هو ولدُهُ عبد الرحمن، لا شك في ذلك. والله أعلمُ.

وقد أخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط"(ج1/ رقم 278) قال: حدثنا أحمد بن رشدين، قال: حدثنا روح بن صلاح، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا به.

قال الطبرانيُّ:

"لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن أبي أيوب إلا روحُ بْنُ صلاح".

* قُلْتُ: وسندُهُ ضعيف جدًّا.

وشيخ الطبرانيِّ واهٍ، بل كذَّبه غير واحدٍ كما وقع في كلام ابن =

ص: 57

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= عديٍّ. وروح بنُ صلاح مختلفٌ فيه.

فوثقه ابنُ حبان، والحاكمُ، وزاد:"مأمونٌ" وضعّفه ابنُ عدي، والدارقطنيُّ، وابنُ ماكولا.

وقال ابنُ يونس في "تاريخ الغرباء":

"رويت عنه مناكيرُ".

أمَّا محمدُ بنُ عبد الله بن أبي عتيقٍ، فلا أدرى هل هو أخٌ لعبد الرحمن أم لا؟ ولم أقف على ما يثبت ذلك أو ينفيه.

وقد ترجمه ابنُ أبي حاتمٍ في "الجرح والتعديل"(3/ 2/ 302 - 303)، وقال:"روى عن عمر بن عبد العزيز، روى جعفر بن ربيعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يوسف عنه".

ولم يزد فيه على ذلك، فهو مجهولٌ.

ووجه آخر من الاختلاف على عبد الرحمن بن أبي عتيقٍ فيه.

فرواه سليمان بنُ بلال، عنه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعًا به.

فصار شيخُ عبد الرحمن هو: القاسمُ بنُ محمد".

أخرجه البيهقيُّ (1/ 34) من طريق ابن وهبٍ، عن سليمان.

وسندُهُ قويٌّ، ويشبه أن يكون لعبد الرحمن فيه شيخان.

وقد توبع عبد الرحمن على هذا الوجه.

تابعه داودُ بنُ الحصين، عن القاسم به.

أخرجه أحمد (6/ 146)، والدَّارميُّ (1/ 140)، ومن طريقه الحافظُ في "التغليق"(3/ 165) -، وابنُ أبي شيبة (1/ 169)، وأبو يعلى (ج8/ رقم 4569) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن =

ص: 58

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= أبي حبيبة، أخبرني داود بن الحصين به.

* قُلْتُ: وسندُهُ ضعيفٌ لأجل إبراهيم هذا.

فقد ضعّفه ابنُ معين والمصنفُ، وغيرُهُما.

وهناك وجوهٌ أخرى من الاختلاف يأتي ذكرُها.

أما الاختلاف على ابن إسحق فيه.

قال الدارقطنيُّ في"العلل"(ج 5/ ق 101/ 1 - 2):

"يرويه محمدُ بنُ إسحق، واختُلف عنه. فرواه عبدُ الله بنُ إدريس، عن محمد بن إسحق، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة. ولم يُتابع عليه. ورواه مؤمَّلُ، عن شعبة والثوريّ، عن محمد بن إسحق، عن رجُلٍ، عن القاسم، عن عائشة (1). وكذلك رواه مصعبُ بن ()(2) عن الثوريّ، عن ابن إسحق.

واختُلف عن ابن عيينة. فرواه عليُّ بْنُ عبد الحميد الغضائريُّ (3) الحلبيُّ، عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن مسعرٍ، عن ابن إسحق، عن عبد الله بن أبي عيينة، عن عائشة. وخالفه الحميديُّ وغيرُهُ، فرووه عن ابن عيينة، عن ابن إسحق، ولم يذكروا فيه:"مسعرًا"، وقالوا فيه:"عن ابن أبي عتيق، عن عائشة"، وابنُ أبي عتيقٍ هو: عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصدِّيق، وقد سمع هذا الحديث =

(1) أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 94) ولكن عنده: "عن ابن إسحق عن ابن أبي عتيق عن القاسم".

(2)

بياضٌ بالمخطوطة، ولعله مصعب بن ماهان، أو مصعب بن المقدام، وكلاهما يروى عن الثوري. والله أعلمُ.

(3)

كما في "تبصير المنتبه"(ص- 1012).

ص: 59

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= من عائشة. وأبو محمد هو: أبو عتيق. وكذلك رواه ابن أبي عديٍّ، عن ابن إسحق. ورواه داود بن الزِّبْرقَان، عن ابن أبي عتيق، عن القاسم، عن عائشة، وليس هو بمحفوظٍ. ورواه يزيدُ بنُ زريع، عن عبد الرَّحمن بنْ أبي عتيقٍ، عن أبيه، عن عائشة، فإن كان حفظ اسمه، فهو عبد الرَّحمن بن عبد الله بن أبي عتيقٍ، والصوابُ أن ابن أبي عتيق سمعه من عائشة، وذكرُ القاسم عنه غيرُ محفوظٍ" اهـ.

* قُلْتُ: هذا كلُّهُ كلامُ الدَّارقطنيُّ رحمه الله، نقلتُهُ لنفاسته، وفيه كثيرٌ من الطرق التي غابت عنا مصادُرها.

وقد ذكر أبو نعيم في "الحلية"(7/ 94) بعض هذه الوجوه، والصحيحُ من هذه الوجوه هو:"محمد بن إسحق، عن عبد الله بن محمد، عن عائشة" والله أعلمُ.

وللحديث طريق آخر عن عائشة مرفوعًا.

يرويه عبيد بن عمير، عنها.

أخرجه ابنُ خزيمة في "صحيحه"(1/ 70)، والبيهقيُّ (1/ 34)، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 105) من طريق ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن عبيد بن عمير به.

وسندُهُ صحيحٌ لولا عنعنة ابن جريجٍ.

وحديثُ الباب صححه النوويُّ، وحسنه البغويُّ.

وقال ابنُ الصلاح:

"إسنادُهُ صالحٌ".

* قُلْتُ: وفي الباب عن أبي هريرة، وابن عمر، وابن عباسٍ، =

ص: 60

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= وأبي أمامة، رضي الله عنهم.

أولًا: حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.

أخرجه ابنُ حِبَّان (144) قال:

حدثنا ابنُ زهير، بتُستر، حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، حدثنا حجاجُ بنُ المنهال، حدثنا حماد بنُ سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة مرفوعًا:"عليكم بالسواك، فإنه مطهرةٌ للفم، مرضاة للربِّ".

* قُلْتُ: وهذا سندٌ ظاهرُهُ الصحةُ.

وشيخُ ابن حِبَّان هو: أحمد بن يحيى بن زهير التستريُّ.

لكني رأيتُ الحافظ أعلَّهُ في "التلخيص"(1/ 60) فقال:

"والمحفوظ عن حماد بغير هذا الإِسناد من حديث أبي بكرٍ، كما تقدَّم، والمحفوظ عن عبيد الله بن عمر بهذا الإِسناد بلفظ: "لولا أن أشقَّ

رواه النسائيُّ وابنُ حِبَّان" اهـ.

ويأتي الكلام عليه بعد حديثٍ إنْ شاء الله تعالى.

ثانيًا: حديث ابن عمر، رضي الله عنهما.

أخرجه أحمدُ (2/ 108) حدثنا قتيبةُ بنُ سعيد، ثنا ابنُ لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا:"عليكم بالسواك، فإنه مطيبةٌ للفم، ومرضاةٌ للرَّبِّ".

* قُلْتُ: وهذا سندٌ حسنٌ في الشواهد (1)، لأجل ابن لهيعة، =

(1) أما الشيخُ أبو الأشبال أحمد شاكر رحمه الله فقال في "شرح المسند"(8/ 134): "إسنادُهُ صحيح"!! وهذا جريًا منه على توثيق ابن لهيعة!، ولم يفعل الشيخ رحمه الله شيئًا!!

ص: 61

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= وقتيبة بنُ سعيد ليس من قدماء أصحابه.

وزعم بعضُ أصحابنا أن قتيبة بن سعيد يلتحق بقدماء أصحاب ابن لهيعة لجلالته!!

كذا قال!!، وسقوطُهُ أظهرُ من تكلُّف الردِّ عليه!

وهذا الحديث عزاه الهيثمي للطبرانيّ في "الأوسط" وقال (1/ 220): "فيه ابنُ لهيعة، وهو ضعيف"!

والحقُّ، أن الهيثمي مضطربٌ جدًّا في شأن ابن لهيعة، فمرَّةً يوثقُهُ مع غمز خفيفٍ، ومرةً يُحسِّنُ حديثه، ومرةً يضعِّفُهُ وقد ذكرتُ نماذج كثيرة تدلُّ على ذلك في كتابي:"كشف الوجيعة ببيان حال ابن لهيعة"، فلِلَّه الحمدُ.

ثالثًا: حديث ابن عباس، رضي الله عنهما.

أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير"(4/ 2/ 396)، والطبرانيُّ في "الكبير"(ج11/ رقم 12215) من طريق خليفة بن خياط، حدثنا حمرانُ بن عبد الله الدَّارميُّ، قال: نا يعقوب بن إبراهيم بن حنين، مولى ابن عباس، عن أبيه، عن جدِّه، عن ابن عباس مرفوعًا:"السِّواكُ يُطيِّبُ الفَمَ، وَيُرْضِى الرَّبَّ".

* قُلتُ: كذا وقع اسم شيخ خليفة: "حمران بن عبد الله الدارميّ " ووقع في "معجم الطبراني" أنه "حباب" بالمهملة ثم باء.

هكذا، بغير نسبة. وفي "الجرح والتعديل" (1/ 2/ 302):"حباب بن عبد الله الدارمي"، وفيه أيضًا (4/ 2/ 201):"حباب بن عبيد الله". وعلى كل حالٍ فهو مجهولُ الحال، وكذا يعقوبُ بنُ إبراهيم، وأبوه، وجدُّه، ترجمهم ابنُ أبي حاتم في "كتابه"، ولم يذكر فيهم =

ص: 62

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= جرحًا ولا تعديلًا. وله طريق آخر عند الطبراني في "الأَوسط" وفيه زيادة: "ومجلاةٌ للبصر".

قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 220):

"فيه بحر بن كُنيز السقاء، وقد أجمعوا على ضعفه".

وله طريق آخر عن ابن عباس مرفوعًا، بلفظ:

"عليكم بالسواك، فإنه مطهرةٌ للفم، ومرضاةٌ للرَّبِّ عز وجل، مفرحة للملائكة، يزيد في الحسنات، وهو السُّنَّة، يجلو البصر، ويشدُّ اللَّثة، ويُذهب البلغم، ويُطيب الفم".

أخرجه ابنُ عديٍّ في "الكامل"(3/ 929). والبيهقيُّ في "الشُعب" -كما في "طرح التثريب"(2/ 63) من طريق بقية، عن الخليل بن مرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس به.

* قُلتُ: وهذا حديث منكرٌ.

وبقيَّةُ بن الوليد، مدلسٌ وقد عنعنهُ.

والخليلُ بنُ مرة، ضعّفه المصنفُ، الساجي، والعقيليُّ، وابنُ الجارود وابنُ السكن، وأبو الحسن الكوفي وزاد:"متروك".

وقال البخاريُّ:

"منكرُ الحديث".

أمَّا أبو زُرعة فقال:

"شيخٌ صالحٌ".

وقال العراقي في "طرح التثريب"(2/ 63): "والحديث لا يصحُّ".

رابعًا: حديثُ أبي أمامة، رضي الله عنه. =

ص: 63

. . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= أخرجه ابنُ ماجة (289) من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، مرفوعًا:

"تسوَّكوا، فإن السواك مطهرةٌ للفم، مرضاةٌ للرب. ما جاء جبريلُ إلا أوصاني بالسواك، حتى لقد خشيت أن يُفرض عليَّ، وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أن أشقَّ على أمتي لفرضته عليهم، وإني لأستاك حتى لقد خشيتُ أن أُحفي مقادم فمي".

قال البوصيريُّ في "الزوائد"(126/ 1):

"هذا إسنادٌ ضعيف".

وكذا قال الحافظ في "التلخيص"(3/ 120). سبقهما العراقيُّ في "طرح التثريب"(2/ 70). وقال البدرُ العيني في "العمدة"(6/ 181): "لم يثبُتْ".

* قُلْتُ: عثمان بنُ أبي العاتكة، ضعيفُ الحفظ.

وروايتُه عن علي بن يزيد فيها نكارةٌ.

لكنه لم يتفرد به.

بل تابعه عبيدُ الله بنُ زَحْر، عن علي بن يزيد به، بلفظ:

"السواكُ مطيبةٌ للفم، مرضاة للرب عز وجل".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(ج 8/ رقم 7846) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بنُ زحر به.

وسندهُ ضعيف.

يحيى بن أيوب، وعبيد الله بن زحر فيهما مقالٌ. ويحيى أقوى الرجلين وعلي بنُ يزيد الألهاني ضعيفٌ (1) =

(1) وقال العراقي في "طرح التثريب"(2/ 63): "لا يصحُّ، وعلي بن يزيد =

ص: 64

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= لكنه توبع.

تابعه يحيى بن الحارث، عن القاسم به.

أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير"(ج 8 / رقم 7744) من طريق بقية، عن إسحق بن مالك الحضرمي، عن يحيى بن الحارث.

* قُلتُ: وسندهُ ضعيف.

بقيةُ بنُ الوليد مدلسٌ، وقد عنعنهُ.

وإسحق بنُ مالك الحضرمي، ضعَّفه الأزدي، وروى له هذا الحديث، وقال:"لا يصحُّ هذا".

وقال ابنُ القطان:

"لا يُعرف".

والقاسم بنُ عبد الرحمن صدوق له أوهامٌ، وكان يُغرب كثيرًا.

(تنبيه) هذا الحديث هو أولُ زوائد النسائي على أصحاب الكتب الخمسة.

= الألهاني ضعيفٌ جدًّا" اهـ.

ص: 65