الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك؛ إذ ظاهره جواز التطوع على الراحلة مطلقاً في السفر والحضر، وهذا محكي عن أنس بن مالك وأبي يوسف صاحب أبي حنيفة وأبي سعيد الإصطخري من الشافعية ومن وافقهم. (1)
(7-5)
الجماعة في صلاة التطوع
تشرع الجماعة في صلاة التطوع؛ بشرط أن لا تتخذ عادة راتبة، وفعلها في البيت أفضل.
ومما يدل على ذلك ما يلي:
أ) ما تقدم من مشروعية الجماعة في صلاة قيام الليل. (2)
ب) وما جاء عن أنس بن مالك؛ أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته له، فأكل منه، ثم قال:" قوموا؛ فلأصل لكم". قال أنس: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصففت واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، ثم انصرف. متفق عليه. (3)
قال ابن حجر رحمه الله: " في هذا الحديث من الفوائد
…
صلاة النافلة جماعة في البيوت، وكأنه صلى الله عليه وسلم أراد تعليمهم أفعال الصلاة بالمشاهدة لأجل المرأة؛ فإنها قد يخفى عليها بعض التفاصيل لبعد موقفها" (4) . اهـ.
(1) انظر: " شرح النووي على صحيح مسلم"(5/211) ، "فتح الباري"(2/575) .
(2)
انظر: ما سبق (8-3)
(3)
حديث صحيح.
أخرجه البخاري في مواضع منها في (كتاب الصلاة، باب الصلاة على الحصير، تحت رقم 380) ، ومسلم في (كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز الجماعة في النافلة والصلاة على الحصير وخمرة وثوب وغيرها من الطاهرات، تحت رقم 658) .
(4)
" فتح الباري"(1/490)
وما جاء عن محمود بن الربيع الأنصاري؛ أنه سمع عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه وكان ممن شهد بدراً مع رسول الله - يقول: " كنت أصلي لقومي ببني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إني أنكرت بصري، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه، فوددت أنك تأتي فتصلي من بيتي مكانا أتخذه مصلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سأفعل". فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه بعدما اشتد النهار، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: " أين تحب أن أصلي من بيتك؟ ". فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر، وصفننا وراءه، فصلى ركعتين، ثم سلم وسلمنا حين سلم، فحبسته على خزير يصنع له
…
" الحديث. أخرجه البخاري. (1)
وبوب البخاري: " باب صلاة النوافل جماعة، ذكره أنس وعائشة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم "، ثم ساق بسنده حديث محمود بن الربيع مطولاً.
قلت: أما حديث أنس الذي أشار إليه؛ فهو الذي قدمته قبل قليل، وفيه: " وصففت واليتيم وراءه
…
".
أما حديث عائشة؛ فأشار به إلى صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة قيام الليل
(1) حديث صحيح.
أخرجه البخاري: في مواضع منها في (كتاب التهجد، باب صلاة النوافل جماعة، حديث رقم 1185)
فائدة: قال ابن حجر في "فتح الباري"(3/62) في كلامه على فوائد هذا الحديث: " وفيه ما ترجم له هنا، وهو صلاة النوافل جماعة، وروى ابن وهب عن مالك: أنه لا بأس بأن يؤم النفر في النافلة، فأما أن يكون مشتهراً ويجمع له الناس؛ فلا، وهذا بناء على قاعدته في سد الذرائع لما يخشى من أن يظن من لا علم له أن ذلك فريضة، واستثنى ابن حبيب من أصحابه قيام رمضان لاشتهار ذلك من فعل الصحابة ومن بعدهم رضي الله عنهم". اهـ.