الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث:
البسملة قاعدة من قواعد الاتزان في الحياة
من إجمال فوائد البسملة، أنها تشمل كثيرًا من القواعد في الحياة لمن تمعن في معناها وتدبرها.
ولنا هنا وقفتان يسيرتان:
الوقفة الأولى: اجتمع في البسملة العظمة مع الرحمة، وهذا درس عظيم نأخذ منه الكثير من العبر، وهذا أساس النجاح في حياة البشرية، كن عظيمًا وكن رحيمًا، ولله المثل الأعلى، فكتاب الله هو توجيه لنا.
الوقفة الثانية: أن المواقف التي نمر بها في حياتنا تحتاج إلى قوة ورحمة، فالبسملة مختصر لما يحتاجه الإنسان في حياته لأهم الأمور؛ التربية، الرزق، التعلم، العمل، مخالطة الناس
…
إلخ، اسم الجلالة الله
…
للعظمة، واسما الرحمن الرحيم
…
للرحمة.
مثال عملي:
البسملة توجيه أنك تقول: اللهم إني أستعين بعظمتك على قضاء أموري، وبرحمتك على تخفيف كل عبء وكرب علَيَّ، لأن الإنسان في حياته يسعى إلى إنجاز أعماله ومهامه، وهذا بحد ذاته بحاجة إلى قوة وقدرة، وفي نفس الوقت هو يحتاج إلى عدم الشعور بألم تبعات هذا الإنجاز ومضايقاته، أو على الأقل شيء ما يهون عليه آثار المشقة والعناء، وهذا يحتاج إلى الرحمة والرفق.
لذلك نجد أن هناك أدعية خاصة لزمنٍ ما، أو موقفٍ حاضر، على سبيل المثال: دعاء الخروج من المنزل، لندرس هذا الدعاء ونوضحه، من قال (إذا خرج من بيته: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت، ووقيت، وتنحى عنه الشيطان)
(1)
لاحظ أن الدعاء بدأ بـ (بسم الله)، تُرى لماذا هذا الدعاء؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ كل ما في الأمر أنني خرجت من منزلي، هذا في الفكر الضيق عندنا، ولكن فعليًّا أنك خارج إلى
(1)
سنن الترمذي (5/ 490) حديث رقم [3426]، صححه الألباني صحيح الترمذي (7/ 429).
قدر لا تعلم عنه شيئًا، خروج لعلم أو عمل وتعايش مع الناس، فتوجب عليك أخذ الحيطة والحذر الشديدين، وحتى لا يضيق الإنسان بأمرٍ في مسألة الحيرة، فهو يتوكل على الله ويقول الأذكار ويمضي، فهذا الذكر يختصر لك كثيرًا من الأمور
…
حتى الإنسان عند نومه يقول: ( .... باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها)
(1)
، كل ما في الأمر أننا سوف ننام، لكن تفاصيل الدعاء فيها أمور عظيمة (باسمك رب وضعت جنبي)، هذا لأننا سوف ندخل عالمًا لا نعلم عنه إلا أننا نضع رؤوسنا على الوسادة، لكنه عالم مخيف، فتطلب ذلك منا أن نستعين بالله باسمه الأعظم.
وفي الصباح، ندعوه جل وعلا فنقول:(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، وأغلب المواقف تقتضي منا ذكر (بسم الله) فقط من غير إضافة (الرحمن الرحيم).
(1)
صحيح البخاري (8/ 70) حديث رقم [6320].