الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الرابع
صور من رحمات الله
وما دام السياق عن رحمة الله فدعونا نعرج على هذا الموضوع سريعًا؛ فلا يظن الظان أن رحمة الله متعلقة بشفاء من مرض أو إرجاع تائه إلى أهله فحسب، هي ليست لمن يشعر بالوحدة ويتذكر أن الله رحيم به فقط، هي ليست لمن يذنب ويذكر رحمة ربه فقط، أو الصور المعهودة والتي تجعل حيز الرحمة ضيقًا .. لا بالعكس، فرحمة الله وسعت كل شيء، يعني في كل شيء ولجميع البشر ليس شيئًا خاصًّا لأحد، وكون أن الرحمن الرحيم جاءت بعد الحمد لله رب العالمين، هذا يعني أن رحمة الله شاملة لجميع أركان الحياة فهو رب العالمين (جميع العوالم ليس في الدنيا والآخرة فقط .. ! ! ) فرحمته شاملة لكثير من الأمور، وهاكم أمثلة على ما أريد التنويه إليه.
ومن الصعوبة بمكان الإطالة كثيرًا لكن سوف أذكر عدة أمثلة على رحمة الله التي يكون تفكير المرء بعيدًا عن التدبر فيها.
فمن أعظم رحمات الله علينا إرسال رسوله الكريم ــ عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم ــ في سورة الأنبياء، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}
ومن رحمة الله إنزال القرآن الكريم {(56) يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
(1)
ومن رحمة الله أن جعل نبيه لينًا {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا. (159)}
(2)
ومن رحمة الله استخراج كنز اليتيمين، {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}
(3)
ومن رحمة الله تعالى أنه عز وجل عصم الرسول صلى الله عليه وسلم من الوقوع في الخطأ
(4)
(5)
(1)
سورة يونس.
(2)
سورة آل عمران.
(3)
سورة الكهف.
(4)
التحرير والتنوير (5/ 195).
(5)
سورة النساء.
ومن رحمته تعالى إبعادنا عن الشيطان، {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)}
(1)
ويقول تعالى
(2)
ومن رحمة الله أنه ينصر عباده، {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
…
(3)
كانت هذه وقفة يسيرة لتوضيح أن رحمة الله وسعت كل شيء، وإلا فالمقام عظيم ويحتاج إلى إسهاب أكثر ولعل فيما ذكر إشارة تغني عن العبارة.
(1)
سورة النساء.
(2)
سورة النور.
(3)
سورة البقرة.