الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول
البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم)
ما عليه القول أن البسملة
(1)
هي آية من القرآن الكريم
(2)
، وهي أول آية في هذا الكتاب العزيز الحكيم والنسخة التي بين أيدينا من المصحف الشريف فيها أن البسملة هي الآية الأولى من الفاتحة، (وذلك عند عدد من القراء الذين يعدونها آية).
بل العجيب أن البعض جعلها سورة قصيرة من سور القرآن؛ ولا شك أن في هذا تنطع زائد ولا دليل عليه
(3)
.
والبسملة جملة من عدة كلمات اعتاد اللسان على قراءتها، ولكن فيها من الأمور ما هو كثير وعظيم، ولن نستطيع أن نقف على كل ما فيها من عظيم قدرها.
(1)
البسملة اختصار لـ (بسم الله الرحمن الرحيم) ويسمى هذا الاختصار في علم البلاغة النحت (انظر: الطاهر بن عاشور بداية شرح (البسملة) التحرير والتنوير، (1/ 137).
(2)
مصحف المدينة النبوية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (ص 1).
(3)
انظر: الرسالة الكبرى في البسملة للصبان ص (137).
فعلى سبيل المثال، لو وقفنا على حرف الباء، ذلك الحرف الصغير الذي جاء قبل كلمة اسم قد ألفت فيه مؤلفات ومباحث
(1)
ــ ولا غرابة، فكل حرف من حروف القرآن الكريم عظيم، وله معنى ومغزى ــ ولكن أغلب الشراح نهجوا نهج النحاة وأهل البلاغة وتركوا الفوائد الإشارية، والتي هي من منابع تدبر القرآن الكريم والقيمة الروحانية في تدبره. وحتى نكون على طرح متزن فأيضًا بعض التفاسير الإشارية أخذت منحىً آخر، لكنه غير صحيح
(2)
، وبعيدًا جدًّا عن التدبر القويم، وليس هذا مجال بحثنا.
وعن البسملة لك أن تعلم ما هو قدر عظمتها بقدر أن لها كثير من الوظائف، وكل ما في الأمر أننا نحتاج إلى التدبر حتى نكون أفضل مما نحن عليه في فهم آيات الله ..
(1)
حاشية الصبان على الأشموني، وكتاب الرسالة الكبرى للصبان، وانظر: كتاب البسملة لأبي شامة المقدسي وغيرها.
(2)
التفسير والمفسرون (2/ 261).
احتوت جملة البسملة على ثلاثة أسماء
(1)
لله عز وجل ويسبقها كلمة (اسم) المبتدئة بحرف الباء، وسوف نقف مع تفاصيل هذه الجملة العظيمة ونجعلها مقسمة لنشرحها بيسر وسهولة.
(1)
كتاب النهج الأسمى (63 - 75/ 1).