الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 ـ هؤلاء القوم أماتهم الله ثم أحياهم؛ ليعتبروا ويعلموا أنه لا مفر من حكم الله وقضائه
(1)
، فليفعل الإنسان ما بوسعه ولا يعترض على أقدار الله، ولا يخشى شيئاً إلا الله، وأن أمور الابتلاء يجب أن تكون بالتسليم والرضا، فقد تم الأمر، لا نقول لو ولو، فقد نهينا عن ذلك
(2)
، ومنها أيضًا لا تكونوا مع نبيكم كما كان هؤلاء الذين من قبلكم مع نبيهم فعصوه.
قياس ذلك على الرؤية القلبية
إن الاستعداد لأمور المستقبل يلزمه الرؤية القلبية، وكذلك الاتعاظ من قصص الأولين يلزمه الرؤية القلبية أيضًا، ولا يكفي قراءة الأخبار الماضية في كتاب الله عينًا وعقلًا فقط، فهذه الوقفات تحتاج إلى تقوى الله في التعامل معها.
وهنا سؤال: لماذا كان تفسير ألم تر بمعنى الرؤية القلبية؟
(1)
الكشاف (1/ 290).
(2)
(المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) صحيح مسلم [2664](4/ 2052).
لأن هذا فيه دلالة على أن الرؤية القلبية لا بد منها؛ لذلك جاءت الآيات السابقة بتلك الصيغة لا بغيرها.
وفي ذلك دلالة على أن هذه الآيات تحتاج زيادة في التمعن، واستنباط العبر التي لا تبنى على التفكير بالعقل.
وسؤال آخر، لماذا المثل كان لبني إسرائيل دون غيرهم؟ لعل ذلك لأننا سوف نتعامل معهم، وحتى نعرف طبائعهم أيضًا، وأن التعامل معهم من الرؤية القلبية، والتي هي من الضرورة بمكان، وسنجد ذلك كثيرًا في السنة النبوية، فقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي
(1)
، والحديث له إسهاب في شرحه ليس هذا محله.
(1)
(نص الحديث توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي، بثلاثين صاعًا من شعير) البخاري، (4/ 41)[2916]. وانظر أيضًا عند البخاري بَاب الْمُزَارَعَةِ مع الْيَهُودِ، وللشيخ ابن باز -يرحمه الله- شرحًا وافيًا في هذه المسائل، فأفاد وأجاد -يرحمه الله- يُرجع إلى فتاواه.
انظر الخرائط الذهنية في آخر الكتاب (ص 150)، الرؤية القلبية والتعامل مع اليهود بالرؤية القلبية.