الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني (الاسمان الرفيقان)
ونقصد بهما اسميه جل وعلا (الرحمن الرحيم)، والرحمة من صفات أعظم رب في الوجود.
وهو قسمٌ آخر من أقسام البسملة، القسم الماضي كان عن العظمة، أما هذا القسم فيتكلم عن الرحمة.
يقول الإمام الرازي يرحمه الله: (إن التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وإن تأكيد كونه تعالى رحمانًا رحيمًا من أعظم المهمات)
(1)
.
يُحْكَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَجَلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: هُمَا اسْمَانِ رَفِيقَانِ أَحَدُهُمَا أَرْفَقُ مِنَ الْآخَرِ، وَالرِّفْقُ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى
(2)
، قال صلى الله عليه وسلم (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)
(3)
.
(1)
نقل هذا ابن عاشور في التحرير (1/ 141).
(2)
الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 139).
(3)
الحديث رواه مسلم برقم [2593].
والله عز وجل {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ (12)}
(1)
وهذه من الآيات القلائل التي جاءت بلفظ كتب على نفسه الرحمة
…
يعني ألزم نفسه بها سبحانه
(2)
.
(1)
سورة الأنعام
(2)
فالرحمة هنا مصدر، أي كتب على نفسه أن يرحم، وليس المراد الصفة، أي كتب على نفسه الاتصاف بالرحمة، أي بكونه رحيمًا، لأن الرحمة صفة ذاتية لله تعالى واجبة له. التحرير والتنوير (7/ 153).