الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول: بسم الله
(بسم) الباء
(1)
للاستعانة
(2)
وفيها كلام كثير طويل جدًّا.
وأصل كلمة (اسم) من غير الباء، السمو والعلو
(3)
، والاسم هو المسمى وعينه وذاته
(4)
.
توضيح ميسر
(5)
عندما نقول: (بسم الله) فهذا دلالته أننا نسأل الله ونستعين به
(6)
(6)
(1)
كان عمر بن عبدالعزيز يقول لكتّابه: (طولوا الباء، إلى أن قال: تعظيماً لكتاب الله) تفسير البغوي (1/ 1). إظهارًا للاستعانة بالله.
(2)
بمعنى أستعين بك يا الله.
(3)
وهو المسمى، انظر: الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين، كمال الدين الأنباري.
(4)
تفسير البغوي (1/ 2).
(5)
طبعاً المغزى من الوقوف على هذه المعاني أننا نتعرف أكثر على القرآن الكريم، وبالتعرف أكثر يكمن الفهم الواعي وهنا يكمن التدبر واستشعار معانيه.
(6)
يقول أحد المؤرخين؛ الإغريقي اليوناني (بلوتارك): (من الممكن أن توجد مدن بلا أسوار وبلا ثروة وبلا آداب وبلا مسارح، ولكن لم يَرَ الإنسان قط مدينة بلا معبد، أو لا يمارس أهلها الصلاة)، مجلة مجمع الفقه العدد إحدى عشر، وما سجل التاريخ هذه الحقيقة إلا لأن الاتجاه إلى الخالق الأعلى مركوز في الفطرة البشرية.
وندعوه
(1)
بأسماء من أسمائه
(2)
، بمعنى أنه تعالى وتقدس له أكثر من اسم، وليس اسمًا واحدًا فقط، ولكنه تعالى وتقدس اختار اسم لفظ الجلالة (الله) في بداية البسملة لأنه الأعظم
(3)
، والذي إذا دُعي به أجاب.
والله: لفظ الجلالة، غالبًا ما يطلق للتعظيم وللهيبة وللقوة
(4)
..
(1)
{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ
…
ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)} سورة الإسراء
(2)
والأمر فيه خلاف؛ فقيل فيه أربعين قولا، انظر الرسالة الكبرى ص (95)، قال ابن القيم يرحمه الله: اسم "الله" دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث "مدارج السالكين"(1/ 32).
(3)
ولقد دلت كثير من الأحاديث على ذلك بحسب بعض الأقوال؛ فعند الترمذي وغيره: (سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. قال: فقال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى)، النهج الأسمى (1/ 63). والحديث صححه الإمام الألباني، انظر صحيح وضعيف الترمذي حديث رقم [3475].
(4)
يظهر من استقراء الآيات التي ذكر فيها لفظ الجلالة - وهي كثيرة جدًّا - على سبيل المثال لا الحصر آية الكرسي {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} وهي أعظم آية .. ، وقوله تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ (35)} سورة النور من أعظم الآيات وفيها دلالة على عظمة الله ونوره، وتلفظ لفظ الجلالة مفخمة في الأصل.
وفي هذه البداية فقط
…
توجيه الله جل جلاله لمن يقرأ القرآن .. أن البسملة طمأنة لنا
…
بأننا نستعين بعظيم، بل بأعظم من كل عظيم، فلا نخاف أو نحزن من أي شيء، وعلينا أن نخرج كل ما في قلوبنا سوى الله بعد قراءة بسم الله، وكذلك علينا أن نعتاد على ذكرها والتفكر بها تمامًا كما يكررها القرآن الكريم حتى تطمئن نفوسنا أكثر، وما كُرِّرت إلا ولها سر من الأسرار.
بل المطلوب منا أننا نسمي الله في أي أمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع)
(1)
.
(1)
البال له عدة معانٍ، منها: القلب، مختار الصحاح ص (42)، ومنها الحال، ومنها الحوت العظيم (القاموس المحيط/969)، المقصود أنه قليل البركة، رسالة البسملة للصبان (ص 26)، قال الشيخ ابن باز يرحمه الله (إن درجة الحديث تقرب للحسن لغيره) بتصرف، مجموع فتاوى ابن باز (25/ 135)،