الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويُقَالُ: لَو أُعْطيتُ مِلْءَ الدَّهْناءِ رِجالاً قِياضاً بفُلانٍ مَا رَضِيتُهُمْ، كَمَا فِي الأَساس. قُلْتُ: ومِنْهُ حَدِيث مُعاويَةَ، قالَ لسعيدِ بنِ عثمانَ بنِ عفَّانَ: لوْ مُلِئَتْ لي غُوطَةُ دِمَشْقَ رِجالاً مِثْلَكَ {قِياضاً بيَزيدَ مَا قَبِلْتُهُمْ، أَي} مُقايَضَةً بِهِ. {والمُقْتاضُ من القَيْضِ: المُعاوَضَةُ. قالَ أَبُو الشِّيص:
(بُدِّلْتُ من بُرْدِ الشَّبابِ مُلاءةً
…
خَلَقاً وبِئْسَ مَثُوبَةُ} المُقْتاضِ)
(فصل الْكَاف مَعَ الضَّاد)
ك ر ض
الكِرَاضُ، بالكَسْرِ: الخِداجُ، بلغةِ طَيِّئٍ. والكِرَاضُ: الفَحْلُ نفسُهُ، أَو ماؤُهُ، هَكَذا فِي النُّسَخ وَهُوَ غلطٌ، والصَّواب: الَّذي تَلْفِظُهُ من رَحِمِها بعد مَا قَبِلَتْه. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن الأُمويّ. وَقَدْ كَرِضَتِ النَّاقَةُ تَكْرِضُ كُرُوضاً وكَرْضاً: قبِلَتْ ماءَ الفَحْلِ بعد مَا ضَرَبَها ثمَّ أَلْقَتْهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الكِرَاضُ حَلَقُ الرَّحِمِ، وَلَا واحِدَ لَهَا من لفظِها، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي العُبَاب: قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الكِرَاضُ: حَلَقُ الرَّحِمِ. وقالَ الأَصْمَعِيّ: لَا واحِدَ لَهَا من لفظِها. وأَنْشَدَ للطِّرِمَّاح:
(سوفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سبَنْتَا
…
ةٌ أَمَارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِرَاضِ)
(أَضْمَرَتْهُ عِشْرينَ يَوْمًا ونِيلَتْ
…
حينَ نِيلَتْ يَعَارَةً فِي عِراضِ)
قالَ الأّزْهَرِيّ: قالَ أَبو الهَيْثَم: خالفَ الطِّرِمّاح الأُمويّ فِي الكِرَاضِ، فجعَلَ الطِّرِمّاحُ الكِرَاضَ: الفحلَ،
وَجعله الأُمويّ: ماءَ الفحلِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: الكِرَاضُ: ماءُ الفَحْل فِي رَحِمِ النَّاقَةِ.
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الكِرَاضُ فِي شِعْرِ الطِّرِمّاح ماءُ الفَحْل. قالَ: فيكونُ عَلَى هَذَا القولِ من بابِ إِضافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نفسِهِ، مِثْلُ عِرْق النَّسَا، وحبّ الحَصيدِ. قالَ: والأَجوَدُ مَا قالَهُ الأَصْمَعِيّ من أَنَّهُ حلقُ الرَّحِمِ، ليَسْلَمَ من إِضافَةِ الشَّيْءِ إِلَى نفسِهِ، وصَفَ هَذَا النَّاقَةَ بالقُوَّةِ، لأنَّها إِذا لم تَحْمِلْ كانَ أَقْوى لَهَا. أَلا تراهُ يَقُولُ: أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِرَاضِ، بعد أَنْ أَضمرتهُ عشْرين يَوْمًا.
واليَعَارَةُ: أَنْ يُقادَ الفَحْلُ إِلَى النَّاقَةِ عِنْد الضِّرابِ مُعارَضَةً إِنِ اشْتَهَتْ، وإلاّ فَلَا، وَذَلِكَ لكَرَمِها.
وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: الصَّوابُ فِي الكِرَاضِ مَا قالَهُ الأُمويّ وابنُ الأَعْرَابيّ: وَهُوَ ماءُ الفَحْلِ إِذا أَرْتَجَتْ عَلَيْهِ رَحِمُ الطَّروقَةِ وَإِذا كانَ الكِرَاضُ بمَعْنَى حَلَقِ الرَّحِم فَفِيهِ ثلاثَةُ أَقْوالٍ: قيلَ إِنَّهُ لَا واحدَ لَهَا من لفظِها، كَمَا تَقَدَّم عَن الْأَصْمَعِي، وقيلَ هُوَ جمع كِرْضٍ، بالكَسْرِ، وَهُوَ قَوْلُ ابْن دُرَيْدٍ، كَمَا فِي التَّكْمِلَة، أَو جمع كُرْضَةٍ، بالضَّمِّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهِي نادرَةٌ، لأنَّ فُعْلَةَ تُجمع عَلَى فُعَلٍ وفِعَالٍ. والكِرَاضُ: الفُرَضُ الَّتِي فِي أَعلى القَوْسِ يُلقى فِيهَا عقْدُ الوَتَرِ، واحدُها كُرْضَةٌ، بالضَّمِّ. نَقَلَهُ أَبو الهَيْثَم عَن العَرَبِ. والكِرَاضُ: عملُ الكِرَاضِ، لضَرْبٍ من الأَقِطِ، وَقَدْ كَرَضُوا كِراضاً، وَهُوَ جُبْنٌ يَتَحَلَّبُ عَنهُ ماؤُهُ فَيَمْصُل، كَذَا فِي كتاب الْعين، وَهَذَا نصُّهُ فِي اللّسَان والعُبَاب، وأَخْطَأَ فِي الصِّلَةِ والتَّكْمِلَة حَيْثُ قالَ: قالَ اللَّيْثُ: الكِرَيضُ: ضربٌ من الأَقِطِ، وصَنْعَتُهُ الكَرْضُ، وَقَدْ كَرَضوا كَريضاً، وَهُوَ جُبْنٌ يَتَحَلَّبُ،) إِلَى آخِرِه، فَهَذَا مُخالفٌ نَصَّ العَيْن فتأَمَّلْ. أَو هُوَ، أَي الكَرِيضُ،