الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (1).
ودليلها الثالث:
هذا الدين الكامل الجامع الذي هدى به النوع الإنساني أفراداً وجماعات إلى ما فيه سعادته، فاطلق فكره وسدد نظره وقوم عقائده وهذب أخلاقه ونظم اجتماعه، ووضع له قواعد الحياة والعمران على العدل والإحسان ووجههم إلى خالقهم وما أعدَّ لهم عنده- ان آمنوا وعملوا الصالحات- من النعيم المقيم والرضوان التام.
ودليلها الرابع:
سلوكه هو في حياته على هذا الصراط المستقيم من يوم عرف الدنيا حتى فارقها، فكان يمثله على اكمل وجه لا يخل بشيء منه ثابتا عليه لا يحيد قيد شعرة عنه دون أن تحفظ عنه زلة. ولا تعرف منه في القيام به والدعوة اليه فترة، ولا تقف أمامه قوة، ولا ترد له حادثة عزمة ولا تحمله على هوادة فيه رغبة ولا رهبة، ولا تبدل حاله رخاء ولا شدة، فكان في كرم خلقه وتمام زهده وعظيم تألهه وتوجهه لربه بعدما فتح الله له الفتح المين ودخل الناس أفواجا في الدين كما كان أيام كان وحيدا بين أعظم أعدائه من المشركين، وما هذا من شأن البشر وطبعهم لولا عصمة وتأييد رب العالمين.
العيقدة الثانية:
القرآن كلام الله ووحيه، ودليلها أنه حكيم فما فيه من العلم وأصول العمل. لا يمكن أن يكون الا من عند الله في عقائده ودلائلها وأحكامه وحكمها وآدابه وفوائدها، إلى ما فيه من حقائق كونية كانت مجهولة عند جميع البشر وما عرفت لهم إلاّ في هذا العصر الأخير، ومن أشهرها مسألة الزوجية الموجودة في جميع هذا الكون حتى أصغر جزء منه وهو الجوهر الفرد المركب من قوتين موجبة وسالبة، جاءت هذه المسألة في آيات كثيرة منها
(1) 4/ 162 النساء.