الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهل الأفضل هو سؤاله بمخلوقاته أو سؤاله بأسمائه وصفاته وأعمال العبد في طاعاته؟
جوابه:
الأفضل هو سؤاله تعالى بأسمائه وصفاته وأعمال العبد في أنواع طاعاته، وذلك لوجهين: الأول: ان ذلك هو مقتضى النص القرءاني الصريح القطعي في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ويشمل ذلك تسميته بها ونداءه بها. الوجه الثاني: مما جاء في السنة العملية في أحاديث كثيرة ثابتة مستفيضة، كان سؤاله تعالى فيها كلها بأسمائه وصفاته منها حديث:«أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسد الخ» رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود، ومنها حديث رجل كان يصلي في المسجد فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم أسألك. فقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم: دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى. رواه أصحاب السنن الأربعة من طريق أنس، ومنها حديث: إني أسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق. رواه النسائي والحاكم من طريق عمار بن ياس، وهكذا سائر الأحاديث التي جاءت في هذا الباب كلها متواردة على دعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته، وهي كلها تحقيق وبيان لقوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} . هذا كله في دعائه تعالى بأسمائه وصفاته. وأما ما جاء في دعائه والتوسل إليه بعمل العبد في أنواع طاعاته، فمنها حديث بريدة: أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد (والشهادة عمل العبد) أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، فقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم: لقد سألت الله بالإسم الأعظم
الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب. رواه أبو داوود والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنه قال: لقد دعوت الله باسمه الأعظم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، قال الحافظ عبد العظيم المنذري، قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: وإسناده لا مطعن فيه. ومنها حديث الثلاثة الذي (1) آووا إلى غار فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعله يفرجها عنكم فدعا أحدهم ببروره والديه، فانفرجت منها فرجة، ودعا الثاني بعفته عن الزنا بعد ما كاد فانفرجت فرجة، ودعا الثالث بوفائه لأجيره، فانفرجت البقية. وهذا حديث صحيح مشهور رواه الشيخان وغيرهما (2). ومن ذلك حديث سارة زوج إبراهيم عليه السلام لما مدَّ الجبار الظالم إليها يده يريدها على السوء، قامت تتوضأ وتصلي وقالت: اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر، فغط حتى ركض برجله. فقالت: اللهم إن يمت يقال هي قتلته، فأرسل فعاد إليها وعادت إلى الدعاء كالمرة الأولى، وفي الثالثة تركها وقال: ارجعوها إلى إبراهيم. رواه مفصلا البخاري في كتاب البيوع من صحيحه من طريق أبي هريرة، فانظر إليها كيف توسلت لربها بإيمانها الذي هو أشرف أعمالها، وبعفتها
(1) كذا فى الأصل وجوابه: الذين.
(2)
رويت القصة باختلاف الالفاظ في كتاب الفرج بعد الشدة ص 28 - 29 وقال التنوخي صاحب الكتاب: هذا حديث مشهور رواه عن النبى- صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب، وعبد الله ابن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن أبى أوفى، والنعمان بن بشير الأنصاري، رضي الله عنهم. وعن كل واحد منهم عدة طرق. وقد اختلف في ألفاظه والمعنى واحد.