المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني منالمجلد الأول

- ‌ملك‌‌ النبوةمجمع الحق والخير ومظهر الجمال والقوةالقسم الأول

- ‌ النبوة

- ‌تمهيد:

- ‌الملك:

- ‌الآية الأولى

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تنويه وتأصيل:

- ‌أحماض:

- ‌فقه وأدب:

- ‌إرشاد وإشادة:

- ‌ملك النبوة مجمع الحق والخير ومظهر الجمال والقوةالقسم االثاني

- ‌الآية الثانية

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌فقه وتحقيق:

- ‌تفرقة:

- ‌تفرقة أخرى:

- ‌عجائب الخلقة وحكمة العربية:

- ‌نظر وإيمان:

- ‌تمييز:

- ‌توجيه:

- ‌تنزيه وتبيين:

- ‌ترغيب واقتداء:

- ‌ملك النبوة مجمع الحق والخير ومظهر الجمال والقوةالقسم الثالث

- ‌الآية الثالثة

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تفصيل:

- ‌تاريخ وقدوة:

- ‌طبيعة وشريعة:

- ‌الآية الرابعة:

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌ المعنى

- ‌عبرة وتعليم:

- ‌واجب القائد والزعيم:

- ‌عظة بالغة:

- ‌الآية الخامسة

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه:

- ‌أدب من سرته النعمة:

- ‌النعمة المزدوجة:

- ‌الغاية المطلوبة:

- ‌جمع وتحقيق:

- ‌دقيقة روحية:

- ‌ملك النبوة مجمع الحق والخير ومظهر الجمال والقوةالقسم الرابع

- ‌الآية السادسة

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تعليم وقدوة:

- ‌تعليل وتحرير:

- ‌تدقيق لغوي وغوص علمي:

- ‌توجيه:

- ‌الآية السابعة

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه واستنباط:

- ‌صرامة الجندية:

- ‌تقدير العقوبة:

- ‌تنبيه وإرشاد:

- ‌الحق فوق كل أحد:

- ‌ملك النبوة مجمع الحق والخير ومظهر الجمال والقوةالقسم الخامس

- ‌الآية الثامنة

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌ المعنى:

- ‌توجيه واستنباط:

- ‌عزة العلم وسلطانه:

- ‌أدب واقتداء:

- ‌مدرك عقيدة:

- ‌تحقيق تاريخي:

- ‌معذرة إلى القراء الكرام

- ‌ملك النبوة مجمع الحق والخير ومظهر الجمال والقوةالقسم السادس

- ‌الآية التاسعة

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌عظمة المملكة العربية اليمنية:

- ‌تفوق العرب على الإسرئيليين:

- ‌ولاية المرأة للملك:

- ‌تعليل:

- ‌رفع اعتراض:

- ‌الآية العاشرة

- ‌الألفاظ والتركيب:

- ‌المعنى:

- ‌سلاح الشيطان وأصل الضلال:

- ‌الوقاية:

- ‌الآية الحادية عشر

- ‌الألفظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌استدلال وتوجيه:

- ‌حكم وانبناؤه:

- ‌تحذير:

- ‌تشويق القرآن إلى علوم الأكوان:

- ‌ترتيب في الاستدلال:

- ‌الآية الثانية عشر

- ‌تعميم:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه الترتيب:

- ‌بيان مراد:

- ‌العبرة والقدوة:

- ‌لمحة نفسية:

- ‌إشارة علمية:

- ‌يس

- ‌سؤال وجوابه:

- ‌توجيه وتنيظير:

- ‌بناء العمل على هذا العلم:

- ‌القول الثاني في فواتح السور:

- ‌اختلاف المتؤلين:

- ‌الفائدة العملية:

- ‌بيان المفردات:

- ‌المعنى:

- ‌أصل‌‌ المعرفةوالسلوك من هذه الآيات الكريمة:

- ‌ المعرفة

- ‌تمهيد:

- ‌تمهيد:

- ‌السلوك:

- ‌الحكمة في هذه الآية:

- ‌توجيه القسم في الآيات:

- ‌عقائد وأدلتها من هذه الآيات:

- ‌العقيدة الأولى:

- ‌دليلها الأول

- ‌ودليلها الثاني:

- ‌ودليلها الثالث:

- ‌ودليلها الرابع:

- ‌العيقدة الثانية:

- ‌العقيدة الثالثة:

- ‌اَلْوَحْيُ مَصْدَرُ الْإِسْلَامِ

- ‌الإسلام دين العز والرحمة:

- ‌اهتداء واقتداء:

- ‌النذارة ثمرة الرسالة:

- ‌إقتداء:

- ‌التدريج في الإنذار:

- ‌اندفاع إشكال:

- ‌إقتداء:

- ‌إستطراد واستنباط:

- ‌سبب الغفلة ودواؤها:

- ‌تطبيق:

- ‌لَا يُؤْمِنُ مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ عَدَمَ إِيمَانِهِ

- ‌المناسبة:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌سؤال:

- ‌‌‌جوابه:

- ‌جوابه:

- ‌سؤال على هذا الجواب:

- ‌لا حجة لمن مات على كفره بما سبق من علم الله:

- ‌توجيه للترتيب:

- ‌تقريب:

- ‌تعليم:

- ‌تمثيل حال المعرضين عن الحق المعاندين فيه:

- ‌المناسبة:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه التمثيل:

- ‌ترهيب:

- ‌تعليم:

- ‌من استوى عنده الانذار وعدم الانذار لا يرجى منه ايمان:

- ‌المناسبة:

- ‌الترتيب:

- ‌المفردات والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تحذير:

- ‌تحذير الانذار للمنتفعين وتبشيرهم:

- ‌المناسبة:

- ‌المفردات والتراكيب:

- ‌الترتيب:

- ‌المعنى:

- ‌دفع إشكال:

- ‌إرشاد:

- ‌صفة المؤمن من هذه الآيات:

- ‌الحياة بعد الموت

- ‌المناسبة:

- ‌سؤال:

- ‌الجواب:

- ‌المفردات:

- ‌التركيب:

- ‌المعنى:

- ‌إحصاء الأعمال المباشرة وغير المباشرة:

- ‌المناسبة:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تنظير:

- ‌تأييد وبيان:

- ‌تنبيه:

- ‌تحذير:

- ‌الاحصاء العام في الكتاب الإمام:

- ‌المناسبة:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌إعتبار:

- ‌الفرار إلى الله

- ‌تمهيد:

- ‌الآية الأولى:

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تحقيق آية كونية من الآيات القرآنية:

- ‌الآية الثانية:

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌‌‌المعنى:

- ‌المعنى:

- ‌دقيقة كونية في الآية القرآنية:

- ‌الآية الثالثة:

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌توسع في التذكر:

- ‌حقيقة نفسية، في نكتة بلاغية:

- ‌آية كونية في الآية القرآنية:

- ‌بلاغة التنويع والتنزيل:

- ‌الآية الرابعة:

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌نكتة التنويع:

- ‌بيان وتوحيد:

- ‌إرشاد وتعميم:

- ‌تنبيه على وهم:

- ‌تحذير من الجهالة:

- ‌تطبيق:

- ‌الآية الخامسة:

- ‌الألفاظ والتراكيب:

- ‌المعني:

- ‌نكتة التكرير:

- ‌تنبيه وتحذير:

- ‌بيان نبوي قولي:

- ‌بيان نبوي عملي:

- ‌خُلَاصَةُ تَفْسِيرِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ

- ‌كلمة بين يدي التلخيص:

- ‌سُورَةُ الْفَلَقِ:

- ‌قال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}

- ‌{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}

- ‌{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}

- ‌سُورَةُ النَّاسِ:

- ‌(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)

- ‌مَالِكِ النَّاسِ:

- ‌إِلَهِ النَّاسِ:

- ‌{مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ}

- ‌{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ}:

- ‌{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}:

- ‌حَوْلَ كَلِمَاتِ الْأُسْتَاذِ الْكَبِيرِ فِي تَفْسِيرِ آيَاتِ الزِّيْنَةِ وَالسَّتْرِ

- ‌المبحث الأول: في معنى الإدناء والجلابيب:

- ‌المبحث الثاني: في اختلاف المفسرين من السلف:

- ‌المبحث الثالث: في الترجيح:

- ‌كَلِمَةُ الْمُحْتَفَلِ بِهِ

- ‌كلمة الأستاذ الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس

- ‌قسم الحديث

- ‌الْفَنُّ الْأَدَبِيُّ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ

- ‌الأشخاص:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الفن:

- ‌الرد على المتشددين:

- ‌فقه:

- ‌الرَّاعِي الْغَاشُّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌الصحابي الجليل والأمير الظالم:

- ‌ترك الموعظة خوف المفسدة:

- ‌ما الراعي وما الرعية:

- ‌الواجب على الراعي في رعيته:

- ‌توجيه:

- ‌الوعيد- معناه وشرطه وعمومه:

- ‌تطبيق:

- ‌إِتِّحَادُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَعَاوُنِهِمْ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌زيادة بيان:

- ‌تبصر:

- ‌تفقه:

- ‌سلوك:

- ‌دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ أَوِ الْكَلِمَةُ الْمُنْتِنَةُ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الدعويان وأثرهما:

- ‌تفرقة وتمييز:

- ‌استدلال:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌تَكْثِيرُ السَّوَادِ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌المطابقة:

- ‌الأحكام:

- ‌الاهتداء:

- ‌مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي

- ‌السنة:

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى على الوجه الأول:

- ‌وعلى الوجه الثاني:

- ‌الأحكام:

- ‌توجيه:

- ‌تقييد وتعميم:

- ‌الآداب:

- ‌أصل عام في التربية:

- ‌نَظَافَةُ الطُّرُقِ وَالْمَجَالِسِأَوْ مَصْلَحَةٌ مِنْ مَصَالِحِ الْبَلَدِيَّةِ

- ‌المفردات:

- ‌المعنى:

- ‌الحكم:

- ‌تعميم:

- ‌تتميم:

- ‌تطبيق:

- ‌الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُإِسْتِغْلَالَهُمَا وَالاِسْتِفَادَةَ مِنْهُمَا

- ‌اللغة:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌فقه الحديث ومقصوده:

- ‌تفريغ على الحديث:

- ‌تفريغ آخر:

- ‌سلوك العاملين بهذه الأحديث:

- ‌نِظَامُ الْغِذَاءِ

- ‌ليس الخبز كل ما نريد:

- ‌أَثَرُ النِّيَّاتِ فِي الْأَعْمَالِ

- ‌الألفاظ:

- ‌التراكيب:

- ‌سبب الورود:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تفريع:

- ‌إرشاد وترغيب:

- ‌تنبيه وتحذير:

- ‌التَّوَجُّهُ إِلَى اللَّهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌السند:

- ‌مخرجو الحديث:

- ‌رتبة الحديث العلمية والعملية:

- ‌ألفاظ المتن:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌ سؤال

- ‌جوابه:

- ‌الأحكام:

- ‌سؤال:

- ‌‌‌جوابه:

- ‌جوابه:

- ‌سؤال آخر:

- ‌جوابه:

- ‌سؤال آخر:

- ‌جوابه:

- ‌سؤال آخر:

- ‌جوابه:

- ‌تلخيص وتحصيل:

- ‌حَقُّ النِّسَاءِ فِي التَّعْلِيمِ

- ‌الشرح:

- ‌الأحكام والفوائد:

- ‌اقتداء:

- ‌تَعْلِيمُ النِّسَاءِ الْكِتَابَةَ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام والفوائد:

- ‌توسع في الاستدلال:

- ‌الاقتداء:

- ‌سِتْرُ وَجْهِ الْمَرْأَةِ مِنَ الدِّينِ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ تَفْصِيلٍ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الاحتجاج:

- ‌التأييد:

- ‌الأحكام والاستدلال:

- ‌ حديث الخثعمية

- ‌المقصود منه:

- ‌تحصيل:

- ‌تطبيق:

- ‌تفرقة وتحذير:

- ‌توصية:

- ‌النساء والكمال

- ‌تمهيد:

- ‌الإرشاد النبوي:

- ‌إلى أي درجات الكمال بلغتا:

- ‌الاقتداء:

- ‌شَهِيدَةٌ فِي مَيْدَانِ الْوَغَى

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌العربية:

- ‌سؤال وجوابه:

- ‌تحقيق تاريخي:

- ‌تطبيق على هذا الحديث:

- ‌الأحكام:

- ‌الفوائد:

- ‌الموعظة:

- ‌خُرُوجُ النِّسَاءِ إِلَى الْمَسَاجِدِ

- ‌الشرح:

- ‌نفي تعارض:

- ‌قدوة:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌تَحْرِيمُ الْخُلْوَةِ بِالْأَجْنَبِيَّةِ خُصُوصًا عَلَى الْأَقَارِبِ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌العمل بالحديث:

- ‌خَيْرُ النِّسَاءِ

- ‌السند:

- ‌الكلمات:

- ‌التراكيب:

- ‌الأشخاص:

- ‌المعنى:

- ‌تنبيه على استلزام:

- ‌توجيه:

- ‌إرشاد:

- ‌الأحكام:

- ‌تصديق:

- ‌الآيه الخالدة لنبوة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليهم وسلم

- ‌تفرقة وترجيح:

- ‌تفريع:

- ‌إنفراده- صلى الله عليه وآله وسلم بالاتباع من يوم بعثته:

- ‌إقتداء:

- ‌قِيمَةُ الرَّجُلِ بِقِيمَةِ قَوْمِهِ

- ‌مِنَ السُّنَّةِ تَعَلُّمُ اللُّغَاتِ الْمُحْتَاجِ إِلَيْهَا

- ‌الفوائد والأحكام:

- ‌التَّسَتُّرُ بِالنَّقَائِصِ

- ‌الكلمات:

- ‌المعنى:

- ‌إستنباط:

- ‌تنبيه وتحذير:

- ‌إعتبار:

- ‌تربية:

- ‌الشِّرْكُ وَالْوَثَنِيَّةُ وَدَعْوَى النُّبُوَّةِ

- ‌اللحوق بالمشركين:

- ‌عبادة الأوثان:

- ‌دعوى النبوة:

- ‌كَلِمَاتُ الشِّرْكِ(النَّهْيُ أَنْ يُقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ)

- ‌السند الأول:

- ‌السند الثاني:

- ‌رتبة الحديث:

- ‌مزيد بيان:

- ‌الجمع:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تأييد:

- ‌تفصيل أول:

- ‌تفصيل ثان:

- ‌تطبيق:

- ‌العلاج:

- ‌بِنَاءُ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِمَنْ فِعْلِ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌الأحكام:

- ‌تطبيق:

- ‌إيمان وامتثال:

- ‌النَّهْيُ عَنِ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌لَعْنُ مَنِ اتَّخَذَ الْمَسَاجِدَ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌بِنَاءً الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُوْرِ مِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌تَأْكِيدُ النَّهْيِ عَنِ اتِّخَاذِ القُبُورَ مَسَاجِدَ

- ‌مِنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ الصَّلَاةُ إِلَيْهَا

- ‌حَدِيثُ تَزْكِيَةِ الْأَمْوَاتِلَا يُجْزَمُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا بِنَصٍّ مِنَ الشَّارِعِ

- ‌المتن:

- ‌ترجمة شخصي الحديث:

- ‌الشرح:

- ‌توضيح:

- ‌الأحكام:

- ‌تفرقة:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌تَفَاوُتُ الصَّدَقَاتِبِنِسْبَتِهَا لَأَمْوَالِ الْمُتَصَدِّقِينَ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه:

- ‌تبصرة:

- ‌تربية:

- ‌إِتْبَاعُ رَمَضَانَ بِسِتَّةٍ مِنْ شَوَّالٍ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه كلام مالك:تطبيق:

- ‌الأحكام:

- ‌فقه مالك واحتياطه:

- ‌أنبني فقه مالك واحتياطه على أصلين:

- ‌الأصل الأول:

- ‌الأصل الثاني:

- ‌اقتداء وتحذير:

- ‌إمتثال:

- ‌عَلَى رِسْلِكُمَا

- ‌الألفاظ:

- ‌الأشخاص:

- ‌المعنى:

- ‌الْأُسْوَةُ: وَلَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

- ‌حماية الأعراض من التهم:

- ‌مدافعة الشيطان عن القلوب:

- ‌إِنَّمَا يُؤْخَذُ الدِّينُ مِنَ الْعُلَمَاءِ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌عبرة وتحذير:

- ‌إستشهاد:

- ‌فَضْلُ السُّجُودِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌الراوي:

- ‌الألفاظ:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌زيادة بيان:

- ‌النظر في الروايتين:

- ‌الجمع والترجيح:

- ‌توجيه:

- ‌فوائد الأحكام:

- ‌إرشاد وتحذير:

- ‌بيان عقيدة وإبطال ادِّعاء:

- ‌حقيقة نفسية:

- ‌الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ أَيْنَ يَهْدِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تفصيل وتقسيم:

- ‌توجيه وتعليل:

- ‌إستفادتان:

- ‌إستنتاج:

- ‌ترهيب:

- ‌تحذير:

- ‌تحذير أوكد:

- ‌سلوك:

- ‌لَا لَوْمَ عَلَىَ صِدْقِ الْمَتَابِمُحَاجَّةِ آَدَمَ وَمُوَسَى عليهما السلام

- ‌تمهيد:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌بسط وبيان:

- ‌دفع شبهة:

- ‌دفع شبهة أخرى:

- ‌إقتداء:

- ‌مَجَالِسُ الْعُلُومِالْإِقْبَالُ عَلَيْهَا وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا

- ‌السند:

- ‌ألفاظ المتن:

- ‌البيان:

- ‌تحرير:

- ‌الفوائد والأحكام:

- ‌إهتداء:

- ‌السند

- ‌المتن:

- ‌«أَنَا مُحَمَّدٌ»:

- ‌«وَأَنَا أَحْمَدُ»:

- ‌«وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِيَ الْكُفْرَ»:

- ‌«وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي»

- ‌«وَأَنَا الْعَاقِبُ»:

- ‌آثار وأخبار

- ‌1 - شكوى علماء الدين من الأرذال المفسدين:

- ‌تعليق:

- ‌2 - حكم طلب العلم:

- ‌تعليق:

- ‌3 - براءة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم ممن غير دينه:

- ‌تعليق:

- ‌4 - الترغيب في الذكر

- ‌تعليق:

- ‌5 - ما هو الذكر ومن هو الذاكر

- ‌تعليق:

- ‌6 - هل ينفع الذكر مع تصدي حدود الله

- ‌تعليق:

- ‌7 - الحث على القرآن:

- ‌تعليق:

- ‌8 - الإعتصام بكتاب الله:

- ‌تعليق:

- ‌9 - مدح العامل بالقرآن:

- ‌تعليق:

- ‌10 - ذم المباهي والمتعيش بالقرآن:

- ‌تعليق:

- ‌11 - الغاية من قراءة القرآن:

- ‌تعليق:

- ‌12 - معنى ليلة القدر:

- ‌تعليق:

- ‌13 - معنى خيرية ليلة القدر:

- ‌‌‌تعليق:

- ‌تعليق:

- ‌14 - الدعاء ليلة القدر:

- ‌15 - علامات ليلة القدر:

- ‌تعليق:

الفصل: ‌{من شر ما خلق}

والفلق: الفجر المفلوق المفري، ومن لطائف هذه اللغة الشريفة أن الفتح والفلح والفجر والفلق والفرق والفتق والفري والفأ والفقأ والفقه كلها ذات دلالات واحدة، وتخصيصها بمتعلقاتها باب من فقه اللغة عظيم.

ومما وصف به ربنا نفسه في القرآن فالق الإصباح، وفالق الحَبّ والنوى، فهما من أسمائه تعالى.

ومواقع هذه الألفاظ التى تضاف إلى كلمة رب في القرآن كمواقع أسماء المخلوقات التى أقسم بها الله، كلاهما عجيب معجز، فكل لفظة تستعمل في المقام الذي يناسبها وتناسبه، وكل لفظة تبعث في الأسلوب الذي وقعت فيه متانة وقوّة وفي معناه وضوحا وجلاء، وسر إضافة الفلق إلى ربّ هنا أن الفجر بمعناه العرفي هو تشقق الظلمة عن النور، فإن الليل يكون مجتمع الظلمات مسدول الأرواق. فإذا جاء الصبح حصل الانفلاق. والذي يبقى بعد ذلك الانفلاق هو النور الذي نفى الظلمة. ولا ينفي ظلمات الشر والضلال والباطل إلّا أنوار الخير والهدى والحق من خالقها، وفالق أنوارها. وكما أضيف الفلق، بمعنى الفجر، إلى كلمة رب هنا أقسم به في آية أخرى وهي قوله تعالى:{وَالْفَجْرِ} .

{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}

(1).

من كل مخلوق فيه شر، فلا يدخل في عمومه إلّا كل شرير من أي العوالم كان، كما يدخل في عموم الناطق كل ذي نطق، أو من شر كل مخلوق. ومن مخلوقات الله ما هو خير محض كالأنبياء والملائكة. ومعلوم أن المخلوقات كلها خلقت بحق ولحكمة فهي في نفسها خير، فإن كان لا ينشأ من أعمالها أو آثارها إلا الخير فهي

(1) 113/ 2 الفلق

ص: 111

الخير المحض، وإن كان ينشأ عنها الشر أحيانًا أو دائمًا فعملها هو الشر وهو المستعاذ منه. وتصخ نسبة هذا القسم إلى الله من حيث الخلق والحكمة، ونسبة أعماله إليه من حيث التقدير والتكوين لا من حيث الرضى والتكليف، فالله لا يرضى بالشرّ ولا يكلف به، وقصارى إبليس -وهو مادة الشر في هذا الوجود- أن يزيد الشر ويلبسه بالخير. فالشر بيد الله خلقة وحكمة لا رِضًا وتكليفًا، والخير بيد الله خلقة وحكمة ونعمة وأمرًا.

وقد يكون الشرّ ذاتيًا لا ينفك، وقد يكون نسبيًّا باعتبار حالة تعرض واتجاه يقصد ونعم الله على عباده قد تنقلب عليهم شرًا وبلاءً بسبب سوء تصرفهم فيها، كالمال الذي سماه الله خيرًا في القرآن - يكسبه صاحبه من الوجوه الشرعية وينفقه في الوجوه المشروعة. ويتحرى رضا الله في جمعه وتفريقه فيكون خيرًا بذاته وبعمل صاحبه. ويتصرف فيه بعكس ذلك فيكون شرًا لا من ذاته بل من عمل صاحبه.

وهذا العالم الإنساني المكلف هو الذي يتجلّى الخير والشرّ في أعماله. ويتصلان بحياته اتصالًا وثيقًا. وإنما عيب عليه الشر وقبح منه لأنه قادر على تمييزه واجتنابه ومكلف بذلك، وقد وضع له الدين قوانين ثابتة للخير والشر، وَوَضَّح له أن الخير ما نفع وأن الشر ما أضر. ولكنه وإن أُوتي قوّة التمييز لم يؤت قوّة الاستعصام ابتلاء من الله. فأما المخذول فيأتي الشر عامدًا متعمدًا وهو يعلم أنه شر، وأما الموفق فيواقع الشر في مواقف يشتبه عليه فيها الخير بالشر ويعسر التمييز، والخير والشر لا يوزنان بميزان حيي يستوي الناس كلهم في إدراكه وقد تَدِقُّ الفوارق بينهما حتى تخفى، وفي هذه المواقف يجب الالتجاء إلى الله ليرينا الخير خيرًا ويكشف لبصائرنا عن حقائق الشر فلا يلتبس علينا شيء بشيء، وبعد أن يوجه الاضطرار نفوسنا هذا التوجيه الصحيح تندفع ألسنتنا ونقول:

ص: 112

{أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} .

وبهذا تظهر المناسبة الدقيقة بين رب والفلق، فإن ربَّ الناس ومربيهم وسائقهم إلى ما يكمل وجودهم هو الذي تنكشف لعلمه سرائرهم، والفلق نور يكشف للعيان كل المبصرات فتُرَى على حقائقها ومقاديرها، لا يزيغ البصر في شيء منها ولا يطغى، والإنسان مهما يكن عالمًا فقد تخفى عليه حقائق المعقولات فيزيغ فكره ويطغى.

ومناسبة أخرى: وهي أنَّ الشر ظلام، وقد أجرى الله في فطر البشر تصور الشر كالظلام وأجرى على ألسنتهم تشبيه الشر بالظلام، ذلك أن ما يلابس إحساسهم من الأنس بالنور والبشاشة له هو عين ما يلابسه من الأنس والبشاشة للخير، وأن ما يضايقهم من وحشة الظلام وتوقع الهلاك فيه هو عين ما يضايقهم من ذلك في الشر.

هذا كله في الشر على عمومه، ثم خصص تعالى من هذا العموم ثلاثة أنواع من الشر لشدة تعلقها بحياة الإنسان وكثرة عروضها له، ويجيء أكثرها من أخيه الإنسان، ورتبها ترتيبًا بديعًا لا يستغرب في جنب بلاغة القرآن، ودقته في رعاية المراتب وتنسيقها في العرض على الأذهان.

هذه الثلاثة هي: الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد. والغاسق: الليل المظلم، والمراد هنا المصيبة تطرق ليلًا وعلى غرّة. ووقب: دخل في الوقب، وهو النقرة في الشيء. والنفاثات: السواحر ينفثن الريق واللفظ، جمع نفاثة، كثيرة النفث.

والعقد: جمع عقدة، بيان لعادة السواحر المعروفة من عقد الخيوط ونفث الريق عليها.

والجامع بين الثلاثة هو اشتراكها في الخفاء، فإن الغاسق ظلام تخفى فيه الشرور، والنفاثات مبني أمرهن على الإخفاء تخييلًا وإيهامًا، والحسد داء دفين. فالثلاثة كما ترون شرها خفي،

ص: 113

وكل شر يخفي عمله أو يخفى أثره يجلّ خطبه ولعظم خطره. فيعسر التوقّي منه والاحتياط له. لأنك تتقي ما يظهر ويستعلن لا ما يخفى ويستتر. لا جرم كانت الثلاثة جديرة بالتخصيص، أما نكتة الترتيب فإن الليل ليس شرًا في نفسه ولا الشر من عمله، وإنما هو ظرف للشرور. والعلاقة بين الشيء وظرفه مكينة في النفوس قوية في الاعتبار مسبّبة للحكم على أحدهما بحكم الآخر. بخلاف النفاثات والحساد فإن الشر من عملهما ومن وصفهما، ولانطباعهما عليه صار ذاتيا لهما. ولا شك أن الشر الذاتي أمكن من العرضي، كما أن بين الإثنين تفاوتا في ذاتية الشر وقوّته وعسر التوقِّي منه. فالنفاثات وإن كن يتحرين إخفاء عملهن ولكنه مما يمكن ظهوره وافتضاحه، بخلاف الحاسد فإنه يخفي شره ويبالغ فيظهر بمظهر الخير فشره أشد والتوقي منه أعسر، ففي الترتيب بين الثلاثة ترقٍّ من الأخف إلى الأشد. ومن جهة أخرى نجد التناسب ظاهرًا بين الثلاثة: الغاسق والنفاثات والحاسد، فإن الجميع ظلام، ظلام الزمن وظلام السحر وظلام الحسد. وفي تقييد الغاسق بالوقوب احتمالان كلاهما صحيح مفيد للمراد. الأول: أن وقوب الغاسق عبارة عن اعتكار الظّلم وتكاثفها، فكأن بعض أجزائها يدخل بعضًا، والظلام يبدأ خفيفًا مشوبا باسفار من أو من طبيعة الأرض، ثم يشتد ويحلو لك حتى يغطّي على كل شيء، فتلك التغطية هي الوقوب. والوقوب على هذا الاحتمال منظور فيه إلى ظرفه الزماني. وفائدة القيد حينئذٍ أن تلك الحالة المصورة بهذه الجملة هي التي تقع فيها الشرور من الآدميين وغيرهم. فالطارق يطرق والسارق يسرق والحيات تنتهش، والضواري تفترس. وظلام الليل يستر ذلك كله ويعين عليه ويعوق عن الاستسراح والاستنجاد، والعرب تقول في ما يشير إلى هذا: اللَّيْلُ أَخْفَى لِلْوَيْلِ.

فالمستعاذ منه على هذا الاحتمال شرٌ يقع في زمان، والاحتمال

ص: 114

الثاني أن الوقوب في حقيقته هو دخول شيء في شيء دخولًا حسّيًّا فيقتضي ظرفًا مكانيًّا، وما هذا الظرف إلّا الأبنية والمساكن، والظلام حين يهجم يدخل المساكن فيملأها ويكون دخوله فيها أبين من دخولها في الفضاء وملؤه إياها أشد، فالوقوب على هذا منظور فيه إلى ظرفه المكاني، لأن الشرور التي ترتكب في البيوت حين يغمرها الظلام أكثر مما يرتكب منها في الفضاء خصوصا من الآدميين، والمستعاذ منه شر يقع في مكان، وعلى الاحتمالين لما كان الليل معوانًا لذوي الشر على شرهم أضيف الشر إليه واستعيذ بالله منه. والنفاثات: صفة إما للنفوس فتشمل الرجال والنساء وتكون الاستعاذة من شر كل من يتعاطى هذا الفعل رجلًا كان أو امرأة، وأما للنساء وخُصِّصن بذلك لأن وقوع هذا الفعل منهن أكثر، وهُنَّ به أشهر. والنفث: إخراج الهواء من الفم مدفوعًا بالنفس بدون بصاق، أو مع قليل منه تتطاير ذراته وهو دون التفل، والنفث وإن كان عامًا لكنه اشتهر فيما يفعله السحرة، يعقدون خيطًا ويتمتمون عليه برقى معروفة عندهم وينفثون على كل عقدة منه بقصد إيصال الشر من نفوسهم الخبيثة إلى نفس المسحور. {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} . وما أمرنا الله بالاستعاذة من شره إلّا لأنه يؤثّر في بعض النفوس القابلة للتأثر به، حاش النفوس المعصومة كنفوس الأنبياء، فإن شرور الدنيا وأسوأها لا تعدو أبدانهم إلى أرواحهم. ولا يتعاصى على هذه القاعدة ما ورد في سحر لبيد بن الأعصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما يوهمه لفظ الرواية فإن ذلك كله لا يخرج عن التأثر البدني.

ونحن نعتقد دينًا أن تأثير المؤثرات هو من وضع الله وحده. ونقطع علمًا وتجربة أن للقوى النفسية تأثيرًا أعظم من تأثير القوى الجسمانية، وأن من مظاهر هذا التأثير النفساني تأثير العين في المعيون وتأثير التنويم في المنوّم، وأن التأثير والتأثر النفسانيين

ص: 115

يختلفان باختلاف النفوس الفاعلة والمنفعلة قوّة وضعفًا، وأن تأثير العين ليس من ذاتها وإنما هو من النفس التي من وراء العين، ولو كان التأثير من ذات العين لكانت كل عين ناظرة تُحدث ذلك الأثر، وإن هذا التأثير لون من ألوان النفس، فإن كانت خيرة كان تأثيرها خيرًا، وإن كانت شريرة كان شرًا. فالنفث المذكور في الآية إنْ أثَّر فإنما يؤثر بالقوّة النفسية التي من ورائه، والساحر لا ينفث من نفسه الخبيثة إلّا نفث الشر، لأن الشر هو صفته الطبيعية، كالحية لا تنفث الترياق وإنما تنفث السم. وكالعدو يلقاك بطعن الأَسَل، لا بطعم العسل إذ كان ذلك من طبيعة العداوة. هذا نفث الشر من النفوس الشريرة كنفوس السحرة، وأما النفوس الخيرة الطيبة كنفوس المؤمنين فإنها تنفث الخير للخير. وفي الصحيح عن عائشة- رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أوى إلى فراشه جمع بين كفيه ثم نفث فيهما وهو يقرأ المعوذتين ثم مسح بهما ما استطاع من بدنه، يبدأ برأسه ووجهه، يفعل ذلك ثلاث مرات، فهذا نفث الخير من خير نفس خلقها الله، ثم قالت في تمامه: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك. وفي رواية: كان يقرأ بالمعوذات، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهذا وأمسح بيد نفسه رجاء بركتها. وفي رواية مسلم عنها: أنه كان يفعل ذلك إذا مرض أحد أهله.

فهذه الأحاديث- وهي ثابتة صحيحة- تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ المعوذات وينفث حين القراءة نفث الخير قطعًا. وتبين لنا أن كل نفس تنفث ما وقر فيها. وأن النفث إيصال للقوة الروحانية إلى ما يراد وصول الأثر إليه، وهي دليلنا على ما أسلفنا من أن في النفث خيرًا وشرًا، ولولاهما لما كان النفث إلّا من فعل السحرة. والنفوس إذا استفزها شيء من ملابستها تتفشى فيها الروحانية وتضطرب، فكأنها بذلك النفث تنفض جزءًا من

ص: 116

روحانيتها على نفس أخرى أو على بدن، وكأن تحرلك اللسان بقراءة أو غيرها إثارة لتلك الروحانية واستدعاء لها حتى تتصل بالريق الذي ينفث كما يتصل السيال الكهربائي بشيء مادِّي. وقد علمنا أن السحرة لا ينفثون نفثًا مجردًا بل يغمغمون برقى شيطانية وأسماء أرواح خبيثة. ومن الشواهد لنفث الريق ما أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي بأصبعه هكذا ((تعني وضعها على الأرض كما فسرها سفيان بالعمل)) ثم رفعها وقال:«بِسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا» .

[بعد رواية الأستاذ لهذا الحديث سكت لحظة كمن يستجمع خواطره ثم اندفع فقال ما معناه بتوسع]:

إن القرآن كتاب الدهر ومعجزته الخالدة فلا يستقل بتفسيره إلّا الزمن، وكذلك كلام نبينا صلى الله عليه وآله وسلم المبين له، فكثير من متون الكتاب والسنة الواردة في معضلات الكون ومشكلات الاجتماع لم تفهم أسرارها ومغازيها إلّا بتعاقب الأزمنة وظهور ما يصدقها من سنن الله في الكون، وكم فسرت لنا حوادث الزمن واكتشافات العلم من غرائب آيات القرآن ومتون الحديث، وأظهرت منها للمتأخرين ما لم يظهر للمتقدمين، وأرتنا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم في وصف القرآن:«لا تنقضي عجائبه» .

والعلماء القوامون على كتاب الله وسنة رسوله لا يتلقونهما بالفكر الخامد والفهم الجامد، وإنما يترقبون من سنن الله في الكون وتدبيره في الاجتماع ما يكشف لهم عن حقائقهما، ويكلون إلى الزمن وأطواره تفسير ما عجزت عنه أفهامهم، وقد أثر عن جماعة من فقهاء الصحابة بالقرآن قولهم في بعض هذه الآيات، لم يأت مصداقها أو تأويلها

ص: 117

بعد. يعنون أنه آتٍ وأن الآتي به حوادث الزمان ووقائع الأكوان وكل عالم بعدهم فإنما يعطي صورة زمنه بعد أن يكيف بها نفسه.

ولو أننا عرضنا حديث التربة والريقة على طائفة من الناس مختلفة الأذواق متقسمة الحظوظ في العلم وسألناهم: أية علاقة بين الشفاء وبين ما تعاطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أسبابه في هذا الحديث؟ فماذا تراهم يقولون؟

يقول المتخلف القاصر: تربة المدينة بِرِيق النبي صلى الله عليه وآله وسلم شفاء ما بعده من شفاء.

ويقول الطبيب المستغرب: هذا محال في التراب مكروب. وفي الريق مكروب. فأنَّى يشفيان مريضا أو ينفسان عن مكروب.

ويقول الكيمياوي: ها هنا تفاعل بين عنصرين، ودعوا التعليل، فالقول ما يقول التحليل.

ويقول ذوو المنازع القومية والوطنية، ولو كانوا يدينون بالوثنية: آمنا بأن محمدًا رسول الله. فقد علّم الناس من قبل أربعة عشر قرنًا أن تربة الوطن معجونة بريق أبنائه تشفي من القروح والجروح. ليربط بين تربته وبين قلوبهم عقدًا من المحبة والإخلاص له. وليؤكد فيها معنى الحفاظ له والاحتفاظ به وليقرر لهم من منن الوطن منة كانوا عنها غافلين. فقد كانوا يعلمون من علم الفطرة أن تربة الوطن تُغذي وتُروي، فجاءهم من علم النبوة أنها تَشْفي، فليس هذا الحديث إرشادا لمعنى طبي ولكنه درس في الوطنية عظيم. ولو أنصف المحدثون لما وضعوه في باب الرقى والطب فإنه بباب حب الوطن أشبه، وما نرى رافع لعقيرة بقوله:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بوادٍ وحولي إذْخر وجليل

وهل أرِدَنَّ يومًا مياه مجنة

وهل يبدوَنَّ لي شامة وطفيل

ص: 118