الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جهرة- اختلاف الأثرين في أمة واحدة في زمن قريب وأقام عليهم حجته. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
تفرقة وتمييز:
كل من سعى إلى تحصيل شيء مستعينا بذوي عصبية له لنسبة جنس أو قبيلة أو بلد أو حرفة أو فكرة غير ناظر إلى أنه على حق أو على باطل، فقد دعا دعوى الجاهلية، وكل من أجابه فقد شاركه في دعواه. أما من عرف الحق وتيقن من نفسه الصدق في طلبه واستعان على تحصيله بمن تربطهم به روابط خاصة ولا يأبى أن يعينه عليه من لم يكن من جماعته، لأن قصده إلى تحصيل الحق بإعانة أي كان، فهذا لا يكون دعا دعوى الجاهلية بل دعا دعوى إسلامية لأنها لم تخرج عن التعاون على الحق وهو من التعاون على البر والتقوى.
استدلال:
ثبت في صحيح مسلم في غزوة حنين أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أبا عباس ناد أصحاب السمُرة) فنادى بأعلى صوته: أين أصحاب السمرة؟ وكانت الدعوة: يا معشر الانصار يا معشر الانصار ثم قُصِرَت على بني الحرث بن الخزرج فصارت يا بني الحرث بن الخزرج يا بني الحرث بن الخنررج. فكانت الدعوة- في ذلك اليوم الشديد- لمن جمعتهم بيعة الرضوان، وهم أهل السمرة ثم لمن جمعهم اسم الانصار ثم لمن جمعهم اسم أب. وكان ذلك كله حقا لأنه دعوة إلى الحق.
تحذير وإرشاد:
ليحذر المسلم من كل كلمة مفرقة من كل ما يثير عصبية للباطل وحمية جاهلية، يدعو بها ولا يجيب من دعا إليها .. فإن بلاء كثيراً حل بنا وفتنة كثيرة أصابتنا من تلك الكلمات المفرقة.
ولتكن دعوته- إذا دعا- بالكلمات الجامعة التي تشعر بالأخوة العامة وتبعث على القيام بالواجب بأيد متشابكة وقلوب متحدة. حتى إذا دعا جماعة خاصة يعلم منه نفعا خاصا في مكان خاص، فليكن بما يفهمهم أنه إلى الحق دعاهم وعلى القيام به استعان بهم دون إباية من انضمام كل من ينضم إليهم، فإنه ما توجه قوم إلى نصرة الله- ورضا الله قصدهم- إلا كان الله معهم:{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (1).
(1) ش: ج 2، م 13، ص 77 - 80 صفر 1356هـ- افريل 1937م.