الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بأنه استحيا من الذهاب عن الجلس، والتفسير الثاني أرجح لأن سد الفرجة مطلوب فلا يمدح بالاستحياء منه. ولأنه جاء في رواية أنس عند الحاكم (ومضى الثاني قليلا ثم جاء فجلس). وهذا نص في المراد.
الفوائد والأحكام:
الأولى: الجلوس في المساجد حلقا للتعلم والتعليم.
الثانية: تعليم الناس ووعظهم وإرشادهم في المساجد، وهذان مما أجمع عليه المسلمون في جميع الأعصار والأمصار وجرى عليه عملهم وعلم بالضرور عندهم فلا يتعرض لهم فيها إلا ظالم من شر الظالمين. له في الدنيا خزي وله في الآخرة عذاب عظيم.
الثالثة: التعليق للعلم وتنظيم الحلقة وسد فرجها فهي في ذلك كصفوف الصلاة فيجوز التخطي لسد الخلل كما فعل الأول ويجلس خلفها إذا لم يكن موضع فيها كما فعل الثاني.
الرابعة: فضل الإقبال على مجالس العلم وكراهة الإعراض عنها إلا لعذر.
الخامسة: بيان أحكام الأعمال التي تقع أمام الناس حين وقوعها ليرسخ علمها ويتعظ بما فيها.
السادسة: لوم من زهد في الخير ولم يحرص عليه وإن لم يكن ذلك الخير من الواجبات عليه في تلك الحال.
إهتداء:
إن من يؤمن بأنه يحاسب على مثاقيل (1) الذر من أعماله لا يكون إلا حريصا على الخير أقل القليل منه، ومن شأن الحريص على الخير
(1) في الأصل ميثاقيل.
أن يسارع إليه ويسابق فيه فلا يرى موطنا يشغله بين أهله إلا ملأه ولا نقصا يمكنه تكميله إلا كمَّله. حتى إذا سبق إلى خير وقف عندما حصل وكان له بنيته أجر من سبق. فهذا المجلس النبوي الكريم مثله في المعنى جميع مواطن الخير ومشاهد الفلاح. بصرنا الله بالخير وحببنا فيه وأعاننا عليه وجعلنا من أهله (1).
(1) ش: ج 3، م 13، ص 121 - 124
غرة شعبان 1356هـ- 2 ماي 1937م.