المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الأول: وضع الكلمة في غير موضعها - تداخل الأصول اللغوية وأثره في بناء المعجم - جـ ٢

[عبد الرزاق بن فراج الصاعدي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌تابع الباب الثالث

- ‌الفصل الثاني:‌‌ التداخل بين الثلاثي والخماسي

- ‌ التداخل بين الثلاثي والخماسي

- ‌المبحث الأوّل: تداخل الأصلين

- ‌المبحث الثّاني: تداخل ثلاثة أصولٍ

- ‌الفصل الثالث: التداخل بين الرباعي والخماسي

- ‌تمهيد الفصل الثالث

- ‌المبحث الأوّل: ما ثانيه نونٌ

- ‌المبحث الثّاني: ما ليس ثانيه نوناً

- ‌الباب الرابع: أسباب التداخل وأثره في بناء معاجم القافية

- ‌الفصل الأول: أسباب التداخل

- ‌الفصل الثاني: أثر التداخل في بناء معاجم القافية

- ‌(تمهيد) التداخل الذي لا يضر ببناء معاجم القافية

- ‌المبحث الأوّل: وضع الكلمة في غير موضعها

- ‌المبحثُ الثَّاني: وضع الكلمةِ في موضعين أو أكثر

- ‌المبحث الثّالث: تضخيم حجم معاجم القافية

- ‌الباب الخامس: أثر التداخل في النقد المعجمي

- ‌الفصل الأول: النقد المعجمي عن القدامى

- ‌(تمهيد) الفصل الأول

- ‌المبحث الأول: ابن برّي في (التنبيه والإيضاح)

- ‌المَبْحَثُ الثَّانِي: الصَّغَانِيُّ فِي (التَّكْمِلِةِ والذَّيْلِ والصِّلَةِ)

- ‌المبحث الثّالث: الصَّفَديُّ في (نفوذ السَّهمِ)

- ‌المبحث الخامس: داود زَاده في (الدُّرِّ اللَّقِيطِ)

- ‌المبحث السّادس: التَّادِلِيُّ في (الوِشَاحِ)

- ‌النقد المعجمي عند المتأخرين

- ‌تمهيد الفصل الثاني

- ‌المبحث الأوَّل: الشِّدياق في (الجاسوس على القاموس)

- ‌المبحث الثاني: حُسين نصّار في (المعجم العربي)

- ‌المبحث الثالث: آراء نقية أخرى

- ‌الخاتمة

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌المبحث الأول: وضع الكلمة في غير موضعها

‌المبحث الأوّل: وضع الكلمة في غير موضعها

أدّى تداخل الأصول إلى وضع كثير من الكلمات في غير مواضعها في معاجم القافية؛ وهي نتيجة طبعيّة للتّداخل؛ لأنّ الأصول هي الأساس في بناء معاجم القافية؛ فإذا تغيّر حرف واحد في الأصل تغيّر موضعه؛ فلا جرم أن يعدّ هذا الأثر من أهمِّ نتائج التّداخل ضرراً على نظام المعاجم في التّرتيب، ومن أعمقها أثراً على القارئ؛ لأنّه قد يؤدّي به إلى الحكم على الكلمة بأنّها مهملة.

ويجدر التّنبيه - هنا - على أنّ المراد ممَّا وضع في غير موضعه في هذا المبحث: ما جاء في المعجم الواحد من معاجم القافية في أصل واحدٍ؛ لا وجه له، أو له وجه بعيد؛ لا يوصل إليه إلاّ بالتّكلّف، أو له وجه يخالف ما عليه أكثر علماء اللّغة.

وفيما يلي عرض لبعض الأمثلة، ممَّا جاء في غير موضعه في بعض معاجم القافية:

أ - (الصِّحاح) للجوهريّ:

جاء في مادّة (أن ض) : "وأناضَ النَّخْلُ يُنِيضُ إِنَاضَةً؛ أي: أَيْنَعَ، ومنه قول لبيد:

فَاخِرَاتٌ فُرُوعُهَا فِي ذُرَاهَا

وأَنَاضَ العَيْدَانُ والجَبَّارُ 1"

وقد تبعه ابن منظور2 من غير تنبيه3؛ فليست هذه المادّ من (أن

1 الصِّحاح (أنض) 3/1065.

2 ينظر: اللّسان (أنض) 7/116.

3 على أنَه أعاده في (نوض) نقلاً عن ابن سيده في المحكم؛ وهو موضعه.

ص: 758

ض) في شيء؛ لأنّ حقّها أن توضع في (ن وض) وقد نبّه عليه غير واحد من العلماء؛ ومنهم الصَّغانيّ 1، والزَّبِيديّ، الَّذي قال:"وذكر الجوهريّ - هنا - أناضَ النَّخْلُ يُنِيضُ إِنَاضَةً؛ أي: أَيْنَعَ، وتبعه صاحب (اللّسان) وهو غريب؛ فإنّ أنَاضَ مادّته (ن وض) وقد ذكره صاحب (المجمل) 2 وغيره على الصّواب في (ن وض) ونبّه عليه أبو سهل الهرويّ، والصّغانيّ، وقد أغفله المصنّف3 وهو نُهْزَتُه وفرصته"4.

ولم يذكروا وجه تخطئتهم الجوهريّ لوضوحه؛ وهو أنّ الهمزة في (أَنَاض) زائدة؛ ولا يجوز أن تكون أصليّة؛ لأنّ الصّنعة الصرفية للغة تأبى ذلك؛ إذ ليس في أبنية الفعل الماضي (فَعَالَ) وفيه (أَفْعَلَ) وهو كثير، وربّ قائلٍ يقول: إنّ الألف في (أَنَاضَ) إشباع لحركة الفتحة؛ على حدّ قول ابن هَرْمَة:

وأنْتَ مِنَ الغَوَائِلِ حِيْنَ تَرْمِي

وَمِنْ ذَمِّ الرِّجَالِ بِمُنْتَزَاحِ 5

وهو يريد: بِمُنْتَزَحٍ؛ فأشبع الفتحة؛ كما تقدَّم بيانه. ويجيء الرّد عليه من وجهين:

الأوّل: أنّ مثل هذه الزّيادة تكاد تكون مخصوصة بضرورات الشّعر؛ ولا ضرورة في قوله: أَنَاض النّخل.

1 ينظر: التكملة (أنض) 4/56.

2 2/848.

3 يعني: الفيروزآبادي.

4 التَّاج (أنض) 5/6.

5 ينظر ص (472) من هذا البحث.

ص: 759

الثّاني: وهو الفيصل في هذه المسألة: أنّ المضارع والمصدر في قوله: "أَنَاضَ النَّخْلُ يُنِيْضُ إِنَاضَةً" يدلاّن على زيادة الهمزة؛ فضمُّ حرف المضارعة دليل على زيادة الهمزة، وأنّ (أنّاضَ) (أَفْعَل) لا غير؛ ويؤكّد ذلك مجيء المصدر لـ (أَفْعَلَ) وهو الإنَاضَة؛ نحو: أَقَامَ إِقَامَةً وأدَارَ إدَارَةً، وأصل المصدر (إنْوَاضٌ) فنقلت حركة العين إلى ما قبلها، ثمّ قلبت ألفاً لتحرّكها في الأصل وانفتاح ما قبلها بعد النّقل؛ فوزن (إنَاضَةٍ)(إفَالَة) أو (إفَعْلَة) الأوّل على تقدير حذف العين، والتّاء عوض عنها، والثّاني على تقدير حذف الألف (إفْعَال) والتّاء عوض عنها - أيضاَ.

وأورد الجوهريّ (الغِرْقِئَ) في (غ ر ق أ) ونصّ كلامه: "الغِرْقِئ: قشر البيض الَّذي تحت القَيْض 1. قال الفرّاء: همزته زائدة؛ لأنّه من الغَرَقِ، وكذلك الهمزة في الكِرْفِئَةِ 2 والطِّهْلِئَةِ 3، زائدتان"4.

والهمزة في الغِرْقِئ زائدة عند أكثر العلماء 5؛ بل نقل الصّغانيّ عنهم الإجماع على زيادتها6. وعجيب أن يضعها الجوهريّ في باب الهمزة؛ مع نصّه على زيادة همزتها، وعدم التّعرض لها في (غ ر ق) بينما

1 وهو: قشر البيض. ينظر: اللّسان (قيض) 7/225.

2 الكرفئة: السحابة الكثيفة. ينظر: اللّسان (كرفأ) 1/137.

3 الطّهلئة: الماء الكدر في الحوض، أو الطين. ينظر: اللّسان (طهل) 11/409.

4 الصحاح1/ 61، 62.

5 ينظر: أدب الكاتب 610، واللسان (غرق) 10/286، والقاموس (غرق)1180.

6 ينظر: التكملة (غرقأ) 1/37.

ص: 760

وضع كلمة: (طِهْلِئَة) في الثّلاثيّ: (ط هـ ل) ونصّ على أنّ الهمزة فيها زائدة ووزنها (فِعْلِئَة) وأشار إلى أنّها في زيادة الهمزة والوزن كالكِرْفِئَةِ والغِرْقِئِ1.

وجاء في مادّة (هـ وأ) من (الصِّحاح) ما نصّه: "والمُهْوَأَنُّ - بضمّ الميم: الصّحراء الواسعة؛ قال الرّاجز:

فِي مُهْوَأَنٍّ بالدَّبَا مَدْبُوشُ"2

فهذه الكلمة في غير موضعها؛ لأنّ النّون أصليّة؛ وهي لام الكلمة والزّيادة في الواو أو الهمزة؛ فقد ذهب بعض العلماء - وعلى رأسهم ابن جنّي - إلى أنّ الواو زائدة، وأنّ وزن الكلمة (مُفْوَعَلّ) وهو -في الأسماء - نظير (اكْوَأَلَّ) بمعنى: قصُرَ - في الأفعال3.

وذهب ابن برّيّ4 إلى مثل هذا، وتابعه ابن منظور5؛ ومكانها عندهما في (هـ أن) ولستُ أرى هذا؛ فالرّاجح - على ضوء ما تقدَّم في بناء (افْعَأَلَّ) زيادة الهمزة؛ فتكون الواو أصليّة، وموضع ذكرها - حينئذٍ - في (هـ ون) ويقوّي هذا أنّ الصّغاني أعاد ذكرها في هذا الأصل6،

1 ينظر: الصِّحاح (طهل) 5/1755.

2 1/84.

3 ينظر: المنصف1/107.

4 ينظر: التّنبيه والإيضاح (هوأ) 1/35.

5 ينظر: اللّسان (هأن) 13/430.

6 ينظر: التكملة (هون) 6/327.

ص: 761

وكذا فعل الفيروزآباديّ1.

ب- (التّكملة والذَّيل والصِّلة) للصَّغانيّ:

وممَّا وضع في غير موضعه في هذا المعجم ما جاء في مادّة (ح وب) ونصّه: "الحَوْأبُ: وادٍ في وهدة من الأرض، واسع

وجَوْفٌ حَوْأَبٌ؛ أي: واسعٌ؛ قال رؤبة:

سَرْطاً فَمَا يَمْلأ جَوْفاً حَوْأَبا 2

والحَوْأَبُ - أيضاً: الجمل الضَّخم

"3 فهذا النّص في غير موضعه، وقد تابع فيه الجوهريّ4؛ وحقّ (الحَوْأب) أن يذكر في (ح أب) كما صنع ابن منظور5؛ لأنّ القول بزيادة الواو - في هذه الكلمة - أولى من القول بزيادة الهمزة.

وحُقَّ لابن برّي أن يعترض على الجوهريّ في هذا الموضع؛ مستدلاًّ بأنّ الهمزة لا تزاد وسطاً إلاّ في ألفاظ معدودة؛ فوزنها عنده (فَوْعَل) 6 وقياس وزنها عند الجوهريّ والصَّغَانيّ (فَعْأل) وهو بعيد.

ومن ذلك أنّ الصَّغانِيّ ذكر في (ح س د ل) : الحَسْدَلَ؛ وهو:

1 ينظر: القاموس (هون)1601.

2 ينظر: ديوانه170.

3 التكملة 1/110.

4 ينظر: اللّسان (حوب) 1/117.

5 ينظر: اللّسان (حأب) 1/288.

6 ينظر: التنبيه والإيضاح (حوب) 1/70.

ص: 762

القُرَادُ، ومنه قولهم: الجار الحَسْدَلِيُّ: الَّذي عينه تراك وقلبه يرعاك؛ وقد نصّ فيه على أنّ اللاّم زائدة1؛ لأنّه من الحسد فكان حقّه أن يذكره في الثّلاثيّ (ح س د) .

وذكر الصَّغانِيّ (يَعْراً) وهو حبل - في (ي س ت ع ر) 2 على الرّغم من أنّ الكلمة ثلاثيّة؛ ولا وجه لذكرها في أصل خماسي.

ج- (لسان العرب) لابن منظور:

في هذا المعجم مواد كثيرة في غير موضعها؛ ومنها مادّة (هـ ن ب ث) وجاء فيها ما نصّه: (والهَنْبَثَةُ: الاختلاط في القول. ويقال: الأمر الشّديد، والنّون زائدة) 3 فلا وجه لذكرها في هذا الأصل؛ مع إقراره بزيادة النّون. وموضعها هو: (هـ ب ث) .

وجاء في مادّة (ق ن ور) : "القَنَوَّرُ: بتشديد الواو: الشّديد الضّخم الرأسِ من كُلِّ شيء، وكلُّ فظٍّ غليظ

والقِنَّوْرُ: العبد عن كُرَاعٍ. قال ابن سيده: والقِنَّوْرُ: الدَّعِيُّ وليس بثبت

قال أحمد بن يحيى في باب (فِعَّوْل) : القِنَّوْر: الطّويل والقِنَّوْرُ العبد

والقِنَّارُ والقَنَّارَةُ: الخشبة يعلّق عليها القصّاب اللّحم

وقَنَّوْر: اسم ماء

وفي نوادر الأعراب: رجلٌ مُقَنْوِرٌ ومُقَنِّرٌ

إذا كان ضخماً سَمْجاً، أو معتمّاً عُمَّةً جافيةً"4.

1 ينظر: التكملة (حسدل) 5/317.

2 ينظر: التكملة 3/242.

3 اللّسان 2/199.

4 اللسان 5/120.

ص: 763

وهذه المادّة كلّها ليست من (ق ن ور) وإنّما هي من (ق ن ر) الثّلاثيّ؛ كما في (الصِّحاح) 1 و (القاموس) 2 و (التَّاج) 3 لأنّ الواو لا تكون أصلاً في بنات الأربعة في غير المضاعف، وقد حكى ابن منظور هذا عن ثعلب، وذكر أنّ (القِنَّوْرَ) من باب (فِعَّوْل) وهو الصّحيح. أمّا (القَنَوَّرُ) و (القَنُّورُ) فوزنهما (فَعَوَّل) و (فَعُّول) كـ (عَطَوَّدٍ) و (سَفُّودٍ) .

وليس في (القِنَّارِ) و (القِنَّارَةِ) واوٌ أصلاً، إلاّ أن تكون الألف منقلبة عن واو؛ وهو احتمال بعيد؛ فكان حقّه أن يذكر ذلك كلّه في الثّلاثيّ.

ومثل هذا (الكَعْوَرَة) من الرّجال: الضَّخم الأنف؛ فقد ذكره ابن منظور في (ك ع ور) 4 ولا وجه له؛ وصوابه أن يذكر في (ك ع ر) .

وجاء في (غ ن ذ ي) من (اللّسان) ما نصُّه: "قال أبو ترابٍ سمعت الضِّبابي يقول: إنّ فلانة لَتُعَنْذِي بالنَّاس، وتُغَنْذِيْ بهم؛ أي: تُغْرِي بهم. ودفع الله عنك غَنْذَاتها؛ أي: إغراءَهَا"5.

وهو ليس من (غ ن ذ ي) لأنّ الياء لا تكون أصلاً في بنات الأربعة؛ إذا صحبها ثلاثة أحرف أصول؛ والصّواب أنّ غَنْذَى يُغَنْذِي ثلاثيّ ملحق بالرّباعيّ: (فَعْلَل) وهو يحتمل أصلين:

1 2/799.

2 599.

3 3/507.

4 ينظر: اللّسان 5/144.

5 اللسان 15/140.

ص: 764

أحدهما: أن يكون الأصل (غ ذ ي) والنّون فيه زائدة للإلحاق؛ فيكون وزنه (فَنعَلَ) مثل (سَنْبَلَ) من قولهم: سَنْبَلَ الرّجلُ ثوبه؛ بمعنى: أسبله؛ فإن صحَّ هذا الأصل؛ فموضع الكلمة (غ ذ ي) .

والآخر: أن يكون الأصل (غ ن ذ) والألف الرّابعة فيه للإلحاق؛ فيكون وزن (غَنْذَى)(فَعْلَى) مثل (سَلْقَى) في قولهم: سَلْقَاه على ظهره؛ أي: مَدَّه. ويؤيّد هذا الأصل؛ وأنّ الألف في (غَنذَى) للإلحاق - أنّ الصَّغانِيّ قال في (ع ن ذ) : (عَنذَى به: أغرى به) 1 وقال في (غ ن ذ) : (غَنذَى به، مثل عَنذَى به)2. ومثل ذلك في (القاموس) 3 و (التَّاج) 4.

ولعلّ الَّذي حمل ابن منظور على إيراده في (غ ن ذ ي) أنّه وجده في باب الرّباعيّ في (التهذيب) 5 للأزهريّ.

وثَمَّةَ نوعان كثر ورودهما في غير موضعهما في (اللّسان) خاصّةً:

1 التكملة 2/384.

2 التكملة 2/385.

3 428. وفيه أنّه: (عَنْدَى) بالدّال المهملة؛ وهو سهو، والصّواب: (عَنْذَى) بالعين المهملة والذّال المعجمة؛ كما في التكملة؛ وهو على الصّواب في طبعة (القاموس) القديمة الَّتي أشرف على تصحيحها الشّيخ نصر الهورينيّ. (ينظر: 1/370 من تلك الطبعة) .

4 2/570، 572.

5 8/243.

ص: 765

الأوّل: ما توسّطت فيه النّون ساكنة بين أربعة أحرف؛ مثل (الغَضَنْفَر) و (العَقَنْقَل) .

والثّاني: ما تماثل فاؤه وعينه، وتوسّط بينهما حرف علّة زائدٌ؛ مثل:(كَوْكَبٍ) .

فمن الأوّل ما جاء في (ج ح ن ب) ونصّه: (وذكر الأصمعيّ في الخماسيّ: الجَحَنبَرَةَ من النّساء: القصيرة؛ وهو ثلاثيّ الأصل ألحق بالخماسيّ؛ لتكرار بعض حروفه) 1 والكلام عن هذا النّص من وجهين:

أحدهما: أنّه ورد في غير موضعه؛ لأنّ النّون فيه زائدة؛ لتوسّطها ساكنةً بين أربعة أحرف؛ وهو موضع زيادتها باطّراد؛ بلا خلاف عند العلماء؛ فكان حقّه أن يذكر في (ج ح ب ر) من باب الرّاء، ولا مكان له في باب الباء.

والثّاني: أنّ قول ابن منظور: (وهو ثلاثيّ الأصل ألحق بالخماسيّ؛ لتكرار بعض حروفه) مخالف للحقيقة؛ فليس هو من الثّلاثيّ، ولا تكرار في حروفه كما ذكر ابن منظور؛ وإنّما هو رباعيّ.

ومن الواضح أنّه رحمه الله قد وقع في سهو؛ بسبب تداخل الأصول، ومتابعته الأزهريّ؛ الَّذي أورد في الخماسي:(الحَبَرْبَرَة) و (الحَوَرْوَرَةَ) وهي: البيضاء، و (الحَوَلْوَلَةَ) وهي: الكَيِّسة، فقال بعد ذلك:

1 اللّسان 1/253.

ص: 766

(قلتُ: وهذه الأحرف الثّلاثة ثلاثيّة الأصل، ملحقة بالخماسيّ لتكرير بعض حروفها) 1 وكلامه مستقيم، وقد ذكر قبلها (الجَحَنبَرَة) 2 وهي غير داخلة في حكمه على الثّلاثة المذكورة، وفي هامش (اللّسان) إشارة إلى شيء من ذلك.

وذكر ابن منظور (حَطَنطَى) وهو: الرجل الأحمق في (ح ط ن ط) 3 وموضعه الثّلاثيّ (ح ط ط) لأنّ النّون والألف زائدتان للإلحاق.

وذكر (الهَرَنقَصَ) وهو: القصير في (هـ ر ن ق ص) على أصالة النّون؛ لأنّه أورده بعد (هـ ر ن ص) ولا وجه له؛ فالنّون زائدة، وموضعه:(هـ ر ق ص) .

وجاء في مادّة (د ل ن ظ) ما نصّه: "الدَّلَنظَى: السّمين من كلِّ شيء. وقال: شَمِرٌ: رجلٌ دَلَنظَى وبَلَنزَى؛ إذا كان ضخماً غليظ المنكبين؛ وأصله من: الدَّلظِ؛ وهو الدَّفع، وادْلَنظَى: إذا سمن وغلظ"4. ولا وجه لذكره هذا النَّصّ في هذا الأصل الرّباعيّ؛ لأنّ النّون زائدة، وكذلك الألف؛ فهو من الثّلاثيّ: (د ل ظ) .

1 التَّهذيب 5/336.

2 الَّذي في طبعة التَّهذيب (5/335) : (الحجنبرة) بتقديم الحاء على الجيم؛ ولعله تصحيف. لأنّ ما في (القاموس)(462) و ((التَّاج)) (2/88) موافق لما في (اللّسان) .

3 ينظر: اللّسان 7/276.

4 اللسان 7/444.

ص: 767

والغريب أنّ ابن منظور نقل في نصّه أنّه من الأصل الثّلاثيّ، ولم يذكره هناك؛ وهو في غاية الوضوح؛ لاتّفاقهم على زيادة النّون في مثله؛ فهو ملحق ببناء (سَفَرْجَل) كما قال الجوهريّ1. وهذا وأشباهه في (اللّسان) كثير2.

أمّا الآخر؛ وهو ما ماثل فاؤه عينه، وبينهما حرف علّة زائد؛ فقد جاء كثير منه في غير موضعه في (اللّسان) ومنه أنّه ذكر (الشَّوْشَب) وهي: العقرب - في الرّباعيّ: (ش وش ب) 3 وموضعه الثّلاثيّ: (ش ش ب) لأنّ الواو زائدة؛ ووزنه (فَوْعَل) .

وذكر في الرُّباعيّ (ل ول ب) : (اللَّوْلَب) وهو ما يقال للماء الكثير يحمل منه المِفْتَح ما يسعه؛ فيضيق صنبوره عنه من كثرته، فيستدير الماء عند فمه؛ ويصير كأنّه بُلبُلُ آنية 4؛ فإن كانت هذه الكلمة عربيّة فالوجه ذكرها في الثّلاثيّ (ل ل ب) لأنّ الواو زائدة؛ وقد ذكرها الجوهريّ في (ل وب) وهو خلاف مذهب الجمهور؛ كما تقدَّم في الكلام عن

1 ينظر: الصِّحاح (دلظ) 3/1173.

2 ينظر على -سبيل المثال- الموادّ التّالية في (اللّسان)(علنب) 1/629، و (قرنب) 1/671، و (جلند) 3/1299، و (علنكد) 3/302، و (حبنبر) 4/163، و (زبنتر) 4/31، و (عصنصر) 4/582، و (عفنجش) 6/319، و (سلنط) 7/322.

3 ينظر: اللّسان 1/412.

4 ينظر: اللّسان 1/746.

ص: 768

(كَوْكَبٍ) .

وذكر ابن منظور (الذَّوْذَخَ) وهو: العَذْيَوْط في (ذ وخ) 1على الرّغمِ من أنّه ذكر مثيله (الذَّوْذَحَ) في (ذ ذ ح) على الصّواب؛ وهذا من غرائب تداخل الأصول، وقد ذكر السّيوطيّ أنّ وزن (الذَّوْذَخِ)(فَوْعَل) 2 وهو موافق لمذهب الجمهور في مثله.

وجاء في (ز وز ك) من (اللّسان) قوله: (زَوْزَكَتِ المرأةُ: حرَّكت إليتيها وجنبيها، إذا مشتْ. والزَّوْزَكُ: القصير الحيَّاك في مشيته؛ قال:

وَزَوْجُهَا زَوَنْزَكٌ زَوَنَزَى

قال ابن جنّيّ: "هو: (فَوَنْعَل) 3 ومن الظّاهر أنّ موضع هذه المادّة (ز ز ك) بزيادة الواو". ولم يستثمر ابن منظور ما نقله عن ابن جنّي، في تنبيهه على زيادة الواو في (زَوَنزَكٍ) وأنّها من (الزَّوْزَكِ) .

د- (القاموس المحيط) للفيروزآباديّ:

في هذا المعجم - أيضاً - موادّ كثيرة ذكرها المصنف في غير مواضعها؛ كذكره (المِرَازَيْنِ) وهما: الثَّديان - في (ر وز) 4 وقد تابع في

1 ينظر: اللسان 2/441.

2 ينظر: المزهر 2/7.

3 اللّسان (زوزك) 10/438.

4 ينظر: القاموس 659.

ص: 769

بقوله: (مَرَزَ الصَّبيُّ ثدي أمِّه، يَمْرُزُ مَرْزاً؛ إذا اعتصر بأصابعه في رضاعه، وربّما سمّي الثّدي: المِرَازَ لذلك)2. ومثل ذلك في (اللّسان) 3 فإن صحّ هذا فلا مكان لها في (ر وز) .

ومن ذلك أَنّه ذكر (بَلأَصَ) الرّجلُ؛ بمعنى فرَّ - في (ب ل ص) 4 متابعاً الجوهريّ5. والرّاجح أنَّ الكلمة رباعيّة؛ كما تقدَّم؛ لأنّ زيادة الهمزة حشواً قليل؛ ولا دليل على زيادتها هنا.

ومما يدلّ على أنّها رباعيّة أنّ ابن فارس6والأزهريّ7 ذهبا إلى أنّ الهمزة فيهما مبدلة من الهاء، والأصل (ب ل هـ ص) . ويدلّ على ذلك - أيضاً - أنّ الفيروزآباديّ نفسه عدل عن الثّلاثيّ إلى الرُّباعيّ في الكلمة نفسها في حال الإبدال؛ فذكر قولهم (بَلأزَ) الرّجلُ بمعنى فرَّ - في الرُّباعيّ (ب ل أز) 8 وذكر (بَلْهَصَ) بمعناها في الرُّباعيّ (ب ل هـ ص)

1 ينظر: التكملة (روز) 3/270.

2 الجمهرة 2/710.

3 ينظر: اللّسان (مرز) 5/408.

4 ينظر: القاموس 791.

5 ينظر: الصِّحاح (بلص) 3/1030.

6 ينظر: المقاييس 1/332.

7 ينظر: التهذيب 6/518.

8 ينظر: القاموس 647.

9 ينظر: القاموس 791.

ص: 770

والإبدال بين الصَّاد والزَّاي شائع؛ على حدِّ قولهم: (صَقْرٌ) و (زَقْرٌ) وكذلك الإبدال بين الهمزة والهاء؛ على حدّ قولهم: (أرَاقَ) و (هَرَاقَ) فكان من حقّ (بَلأصَ) أن تذكر في الرُّباعيّ كأختيها، كما فعل ابن منظور1.

ومن ذلك أنَّ الفيروزآباديّ ذكر في (س وف) 2: (الفَلْسَفَة) وهي: الحكمة، والفيلسوف؛ وهو محبُّ الحكمة، وموضعها الرُّباعيّ (ف ل س ف) كما فعل ابن منظور3 وقد نبّه عليه أحمد فارس الشِّدياق4. ووجَّهه أنّ الفاء ليست من حروف الزّيادة حتَّى يقال: إنّها زائدة؛ بالإضافة إلى أنّ الكلمة معرّبة، ولا زيادة في المعرّب.

هـ- (تاج العروس) للزَّبِيديّ:

وما وقع في (القاموس) وقع في (التّاج) فما قيل هناك من الممكن أن يقال هنا، ولا أرى فيه كبير غضاضة على الزَّبِيديّ؛ لأنّ معجمه - في الأصل - شرح للقاموس؛ وهو ملتزم بترتيبه؛ غير أنّ الزَّبِيديّ ينفرد بما أورده في الشّرح، أوما استدركه على صاحب (القاموس) وهو مسؤول عمّا وقع فيه من تداخل.

1 ينظر: اللّسان (بلأص) 7/8.

2 ينظر: القاموس 2/106.

3 ينظر: اللّسان 9م273.

4 ينظر: الجاسوس290.

ص: 771

وممّا وقع في غير موقعه ممَّا استدركه، قوله في مادّة (ط ر ب) : "وأطَرْبون: البِطْرِيق، كذا في شرح أمالي القالي، وحكي عن ابن قتيبة أنّه رجل روميّ

وقال ابن جنّيّ في حاشيته: هي خماسيّة كعَضْرَفُوط؛ فعلى هذا موضعه النّون والهمزة، والصّواب أنّ وزنه (أفْعَلُول) من الطَّرَبِ؛ وهذا موضع ذكره"1.

وفي الحقّ أن الصَّواب خلاف ما اختاره الزَّبِيديّ رحمه الله وكان ابن جنّي على حقٍّ حين عدَّ (الأطْرَبُون) كلمةً خماسيّة، كعَضْرَفُوط؛ بأصالة الهمزة والنّون؛ لأنّها دخيلة في كلام العرب، واشتقاقها من الطَّرَبِ غير مقبول.

ومن هنا قال الكَرْمَلِيُّ ردّاً على الزَّبِيديّ: "أمّا أنّه من: الطَّّربِ فهو الخطأ بعينه؛ لأنّ الكلمة ليست عربيّة؛ بل هي روميّة (لاتينيّة) : tribunus وهو حاكم عند الرُّومان. فهل يعقل أنّ الرّومان يسمّون رئيساً من رؤسائهم باسم عربيّ؟ هذا لا يعقل؛ فموضع ذكره - إذن - في (أط ر ب ون) لأنّ جميع أحرف الكلمة الدَّخيلة أصول؛ كما اتّفق عليه جمهرة اللّغويّين"2.

واستدرك الزّبيديّ في (ب ي ب) كلمات منها: بَوَّب الرَّجلُ تبويباً؛ إذا حمل على العدوِّ، والبُوَيْبَةُ: موضع بِسِجِلْمَاسة، وبُوبَة: اسم

1 التاج 1/354.

2 معجم المساعد 1/248.

ص: 772

امرأة1. وموضع هذه الكلمات (ب وب) كما فعل ابن منظور2؛ وهو الظّاهر فلا مبرّر لحملها على الياء مع ظهور الواو؛ ألا ترى أنّهم يحملون الأجوف المجهول العين على الواو لكثرتها؛ فكيف إذا ظهرت هذه الواو؟ فإنّ حملها على الياء لا مسوّغ له.

واستدرك الزَّبيديّ أصلاً أهمله صاحب القاموس؛ وهو (ت ر ن ق) 3 وذكر فيه (التُّرْنُوقُ) 4 وهو: الطِّين الَّذي يرسب في مسايل المياه، أو هو الماء الباقي في المسيل، وأشار إلى أنّ المصنّف ذكره في (ر ن ق) وأراه الصَّواب؛ لأنّ التّاء زائدة؛ كتاءِ (تُعْضُوضٍ) وقد ذكر الأزهريّ أنّ التّاء فيهما زائدة 5؛ وعلى ذلك الصَّغانِيّ؛ إذ ذكره في (ر ن ق) 6 وأعاد ذكرها ابن منظور في هذا الأصل 7؛ فهم بذلك متّفقون مع صاحب القاموس؛ فلا وجه لاستدراكها عليه.

1 ينظر: التاج 1/155.

2 ينظر: اللّسان 1/224.

3 ينظر: التّاج6/303، لم يكتب بهامش المطبوعة اصلاً بحذائه سهواً أو ظنّاً أنّه تابع لما قبله؛ وليس كذلك؛ إذ جاء في هذا الموضع استدراكان؛ أوّلهما على مادّة (ت ر ق) وثانيهما استدراك مادة جديدة وهي (ت ر ن ق) .

4 وحكى فيه ابن منظور ضمّ التّاء وفتحها، وذكر أنّهما لغتان. ينظر: اللّسان (ترنق) 10/33.

5 ينظر: التَّهذيب 1م454.

6 ينظر: التكملة 5/65.

7 ينظر: اللّسان 10/127.

ص: 773

وثَمَّةَ نوع تساوت فيهما أكثر معاجم القافية؛ فكثر مجيئها في غير موضعها؛ وهما:

الرُّباعيّ المضاعف على وزن (فَعْلَل) .

ومعتلّ اللاّم.

أمّا الأوّل - وهو ما جاء على وزن (فَعْلَل) من المضاعف؛ نحو (زَلْزَلَ) و (وَسْوَسَ) و (دَمْدَمَ) فقد تقدَّم الخلاف فيه؛ وهو - عند بعضهم - ثلاثيّ، ورباعيّ عند جمهور البصريّين؛ وهو الرّاجح كما تقدَّم. وكان لهذا الخلاف أثر لا يحمد على معاجم القافية؛ إذ أخذوا برأي هؤلاء تارةً، وبرأي هؤلاء تارةً أخرى؛ فجاء بعضه في الثّلاثيّ وبعضه في الرُّباعيّ.

وممّا يلفت الانتباه - حقّاً - أنّهم اتّفقوا - تقريباً - على وضع كلّ ما جاء من ذلك في باب الهمزة في أصل رباعيّ؛ وهو موضعه الصّحيح؛ ولم يذكروا شيئاً منه في أصل ثلاثيّ؛ فمن ذلك الأصول الرباعيّة التّالية: (ب أب أ) و (ت أت أ) و (ث أث أ) و (ج أج أ) و (ح أح أ) و (د أد أ) و (ذ أذ أ) و (ر أرأ) و (ز أز أ) و (س أس أ) و (ش أش أ) و (ص أص أ) و (ض أض أ) و (ط أط أ) و (ظ أظ أ) و (ف أف أ) و (ك أك أ) و (ل أل أ) و (م أم أ) و (ن أن أ) و (هـ أهـ أ) و (ي أي أ)1.

بَيْدَ أنّهم كانوا يميلون في بقية الأبواب إلى وضع ما جاء من الرّباعي المضاعف في أصول ثلاثيّة؛ خلافاً لصنيعهم في باب الهمزة.

ويتبين مذهبهم في وضع الرُّباعيّ المضاعف في أصول ثلاثية من

1 ينظر: باب الهمزة في كلٍّ من: الصِّحاح، والتكملة، والذَّيل والصّلة، واللّسان، والقاموس، والتّاج.

ص: 774

خلال النّماذج الثّلاثة التّالية المختارة من المعاجم الثّلاثة: (الصِّحاح) و (اللّسان) و (القاموس) :

أوّلاً: بعض ما جاء منه في (الصِّحاح) من باب اللاّم:

(ب ل ل) :البُلْبُلُ: طائرٌ مغَرِّدٌ، والبَلْبَلَةُ والبَلْبَالُ: الهمُّ ووسواس الصّدر.

(ت ل ل) التَّلْتَلَةُ: مِشْرَبةٌ تتّخذ من قِيقاءة الطَّلع.

(ج ل ل) : تَجَلْجَلَتْ قواعد البيت: تَضَعْضَعتْ.

(ح ل ل) : تَحَلْحَلَ عن مكانه؛ أي: زَالَ.

(خ ل ل) : الخَلْخَال: واحد خلاخيل النّساء.

(د ل ل) : الدَّلْدَالُ: الاضطراب.

(ذ ل ل) : ذَلَاذل القميص: ما يلي الأرض من أسافله. واحده ذُلْذُلٌ.

(ز ل ل) : الزَّلْزَال: تحرُّك الأرض، والزَّلازِلُ: الشَّدائد.

(س ل ل) : سِلْسِلَة البرقِ: ما استطال منه في عرض السّحاب.

ثانياً: بعض ما جاء منه في (اللّسان) في باب الباء:

(ت ب ب) : تَبْتَبَ: إذا شاخَ.

(ث ب ب) : ثَبْثَبَ، إذا جلس متمكِّناً.

(ج ب ب) : الجُبْجُبَةُ: وعاء يتّخذ من أدمٍ تسقى فيه الإبل.

(خ ب ب) : الخَبْخَبَةُ: الاضطراب.

(د ب ب) : الدُّبْدُبُ: مشي العُجْرُوفِ من النّملِ.

(ذ ب ب) :الذَّبْذَبُ: اللّسان.

(ر ب ب) : رَبَبَ الرَجلُ؛ إذا ربّى يتيماً.

(ز ب ب) : زَبَبَ؛ إذا غضب.

ص: 775

(ش ب ب) شَبْشَبَ الرّجلُ؛ إذا تمتم.

ثالثاً: بعض ما جاء من ذلك في (القاموس) من باب الرّاء:

(ب رر) : البَرْبَرَةُ: صوت المعزى، وكثرة الكلام.

(ت رر) : التَّرْتَرَةُ: التّحريك وإكثار الكلام.

(ث رر) : الثَّرْثَرَةُ: كثرة الكلام.

(ج رر) : الجَرْجَرُ والجِرْجِيرُ: بقلة تؤكل.

(خ رر) : الخِرْخَارُ: الماء الجاري.

(د رر) : الدُّرْدُرُ: مَغَارزُ أسنان الصّبيّ.

(ز رر) : زَرْزَرَ: صَوَّتَ.

(س رر) : سَرْسَرَ الشَّفرةَ: حَدَّها.

(ش رر) : المُشَرْشِرُ: الأسد.

وعلى هذا يقاس الكثير ممَّا في باقي الأبواب - خلا الهمزة - في معاجم القافية.

وقد جاء شيء من الرُّباعيّ المضاعف من غير باب الهمزة في أصول رباعيّة، في موضعه؛ بيد أنّ ذلك أقلّ ممَّا جاء في غير موضعه في أصول ثلاثيّة، ويظهر ذلك بوضوح في بعض المعاجم كـ (الصِّحاح) و (اللّسان) . وممّا جاء في (الصِّحاح) من الرُّباعيّ في موضعه:

(وس وس) : الوَسْوَسَة: حديث النّفس.

(وش وش) : رجل وَشْوَاشٌ؛ أي؛ ضعيف.

(ج ع ج ع) : الجَعْجَعَةُ: صوت الرّحى.

وممّا جاء منه في (اللّسان) :

(ح ب ح ب) الحَبْحَبَةُ والحَبْحَبُ: جري الماء قليلاً قليلاً.

ص: 776

(س ب س ب) السَّبَاسِبُ والسَّبْسَبُ: شجر يتّخذ منه السّهام.

(ظ ب ظ ب) : الظَّبْظَابُ: كلام المُوعدِ بشرٍّ.

أمّا النوع الآخر؛ وهو معتلّ اللاّم؛ فقد تقدَّم أنّ التَّداخل فيه بين الواويّ واليائيّ كثير؛ وذلك يعود إلى طبيعة الحرفين، وكثرة التعاقب بينهما، ولاتّحاد الأصلين في الحروف خلا اللاّم، وهو ممَّا يؤدّي إلى صعوبة تمييز الأصلين أحدهما من الآخر؛ وذلك نحو: عَبَا يَعْبُو بمعنى أضاءَ وجهه؛ وهو من (ع ب و) أمّا (العَبَايَةُ) وهي نوع من الأكسية؛ فهي من (ع ب ي)1.

وخَزَا نفسه خَزْواً: ماكَها وكفّها عن هواها؛ هو من (خ ز و) أمّا: خَزِيَ الرّجلُ خِزْياً وخَزًى؛ أي: وقع في بليّة وشرٍّ؛ فذّلَّ وهانَ؛ فهو من (خ ز ي)2.

والعِزَةُ: العصبة من النّاس، وجمعها: عِزُون؛ وهي من (ع ز ي) أمّا: العَزَاءُ بمعنى: الصَّبر على المُصاب فهو من (ع ز و)3.

والكَرَى: النُّعاسُ، وهو من (ك ر ي) أمّا الكَرَا بمعنى: الفَحَجِ في السّاقين؛ فهو من (ك ر و)4. ومثل ذلك كثير جدّاً.

1 ينظر: القاموس (ع ب و) 1688، و (عبي)1688.

2 ينظر: المحكم 5/151، 172.

3 ينظر: القاموس (عزو) 1690، و (عزو)1690.

4 ينظر: القاموس (ك ر ي) و (ك ر و)1712.

ص: 777

ويشتدّ التَّداخل في الألف المنقلبة مجهولة الأصل، وكذلك في الهمزة المتطرّفة بعد ألفٍ زائدة؛ نحو: قَضَاء وعَزَاء؛ فلا يعرف أصلها إلاّ بتصاريف الكلمة؛ فإذا جهلت تعذّر القطع بالأصل؛ فلم يبق إلاّ التّرجيح، والحمل على أوسع البابين؛ وهو غلبة الياء في المعتلّ اللاّم.

وقد ذكرت - فيما تقدَّم - أنّ الجوهريّ اختطَّ لنفسه خطّة مريحة، كفته مؤونة البحث عن أصل المعتلّ؛ هل هو واو أو ياءٌ، وذاك أنّه دمج بين بابي الواو والياء؛ فجعلهما باباً واحداً؛ فوضع الأصلين المتّحدين في الفاء والعين في جَذرٍ واحدٍ، فكان يختار الواو تارةً والياء تارةً أخرى؛ فجعل الأصلين (خ ز و) و (خ ز ي) في (خ ز و) 1 وجعل (ك ر و) و (ك ر ي) في (ك ر ي) 2 وهكذا في كلِّ الباب. وقد غلب على منهجه في ذلك وضع الأصلين في أكثرهما مادّة وتصريفاً، ووعد في مطلع الباب بتمييز الأصلين في الجذر الواحد بقوله:"ونحن نشير في الواو والياء إلى أصولهما - إن شاء الله تعالى -"3 غير أنّه لم يفِ بوعده؛ فجاءت أكثر الموادِّ غُفْلاً من تلك الإشارة. ولم يسلم الجوهريّ من نقدٍ لما صَنَعَ.

قال ابن منظور: "ولقد سمعت بعض من يتنقّص الجوهريّ - رحمه

1 ينظر: الصحاح 6/2326.

2 ينظر: الصحاح 6/2472.

3 الصحاح 6/2259.

ص: 778

الله - يقول: إنّه لم يجعل ذلك باباً واحداً إلَاّ لجهله بانقلاب الألف عن الواو أو عن الياء، ولقلّة علمه بالتَّصريف، ولستُ أرى الأمر كذلك"1.

ومهما يكن من أمرٍ فإنّ الجوهريّ سَنَّ سُنَّةً اتّبعها من جاء بعده من مصنّفي معاجم التّقليبات؛ لأنّ التّمييز بين الواويّ واليائيّ في المعتلّ قد يسم المصنّفين بالعيّ والإعياء كما قال الفيروزآباديّ2.

ولعلّهم نحو ذلك النّحو؛ لأنّهم وجدوه (أجمعَ للخاطر، واوضحَ للنّاظرِ) كما قال ابن منظور3.

على أنّ ذلك لا يكفي مبرّراً لوضع الأصلين في أصل واحد، والرّاجح خلاف ما اتّبعوه، وهو أن يوضع كلٌّ منهما في بابه الخّاصّ؛ للأسباب التّالية:

الأوّل: أنّ التّفريق بينهما بوضع كلٍّ منهما في بابه يؤدّي إلى اطّراد المنهج في جميع الأبواب، فيسود النّظام فيها، ويدِقُّ العمل.

الثّاني: أنّ دافع دمج البابين كان متعيّناً - أيضاَ - في باب آخر؛ ولكنّهم لم يلجأوا إلى الدّمج فيه، وأعني بهذا باب الهمزة، ألا ترى إلى شدّة التَّداخل بين ما جاء فيه وما جاء في باب المعتلّ (الواويّ واليائيّ) لأنّ العرب كثيراً ما تسهِّل المهموز أو تهمز المعتلّ؛ فيتداخلان؟ وهذا ما

1 اللّسان 14/3.

2 ينظر: القاموس32.

3 ينظر: اللّسان 14/3.

ص: 779

يفسّر تكرار كثير ممَّا جاء في باب الهمزة مع ما جاء في باب المعتلّ، في (اللّسان) مثلاً، والعكس - أيضاً - صحيح1؛ حتّى إنّ بعض العلماء كان يميل إلى أنّ الهمزة أقرب إلى حروف العلّة منها إلى الحروف الصّحيحة؛ ومن أقدم هؤلاء الخليل بن أحمد؛ الَّذي لا يكاد يذكر حروف العلّة دون أن يذكر الهمزة معها، وكان يسمّي الواو والياء والألف اللّيّنة والهمزة - أحرف الجوف أو الهواء2؛ فلا نعجب أن يَضُمّ الهمزة إلى أحرف العلّة، ويجعلها باباً واحداً في آخر معجمه3. وكذا فعل الأزهري4.

وثَمَّةَ نوع كان عليهم أن يدمجوه أسوة بصنيعهم في باب الواو والياء؛ وهو ما جاء أجوف من الموادّ، في جميع الأبواب تقريباً، ومثال ذلك من باب الباء وحدها في معاجم القافية:(ث وب) و (ث ي ب) ، (ج وب) و (ج ي ب) ، و (خ وب) و (خ ي ب) ، و (ذ وب) و (ذ ي

1 ينظر على سبيل المثال ما جاء ف الموادّ التّالية من باب الهمزة في (اللّسان) وما يقابلها من باب المعتلّ: (أبأ) و (أبى) ، و (أتأ) و (أتى) ، و (أثأ) و (أثو) ، و (أشأ) و (أشى) ، و (ألأ) و (ألو) ، و (بدأ) و (بدو) ، و (بذأ) و (بذو) ، و (بطأ) و (بطو) ، و (بكأ) و (بكو) ، و (بهأ) و (بهو) ، و (بوأ) و (بوا) ، و (تطأ) و (تطو) ، و (ثدأ) و (ثدي) ، و (ثفأ) و (ثفو) ، و (جبأ) و (جبي) ، و (جزأ) و (جزي) ، و (جسأ) و (جسو) ، و (جشأ) و (جشو) ، و (جفأ) و (جفو) ، و (جمأ) و (جمي) ، و (جوأ) و (جوا) ، و (حبأ) و (حبو) ، و (حتأ) و (حتو) .

2 ينظر: العين1/57.

3 ينظر: العين 8/437-445.

4 ينظر: التهذيب15/536 وما بعدها.

ص: 780

ب) ، و (ر وب) و (ر ي ب) ، و (ز وب) و (ز ي ب) ، و (س وب) و (س وب) ، و (ش وب) و (ش ي ب) ، و (ص وب) و (ص ي ب) ، و (ض وب) و (ض ي ب) ، و (ط وب) و (ط ي ب) ، و (ل وب) و (ل ي ب) ، و (ن وب) و (ن ي ب) ، و (هـ وب) و (هـ ي ب) .

ومثل هذا في باقي الأبواب؛ فوضعوا كلاًّ من الأصلين الواويّ واليائيّ ممَّا تقدَّم في موضع مستقلّ؛ وفقاً للمنهج الصّحيح؛ على الرّغمِ من وجود المسوّغ الَّذي دعاهم إلى دمج البابين في الواويّ واليائيّ؛ وهو شدّة التَّداخل بينهما، وكثرة الانقلاب بين الحرفين؛ بَيد أنّ ذلك لم يحملهم على الدّمج؛ فما كان أحراهم أن يفصلوا - أيضاً - بين البابين الواويّ واليائي، ليسلم لهم المنهج.

الثّالث: أنّ الأضرار المترتّبة على دمج البابين أكثر من المنافع، ومن أهمِّ تلك الأضرار: التّكثير من تداخل الأصلين؛ ألا ترى أنّ احتمال وقوع القارئ غيرِ المختصِّ أو المبتدئ في الخطأ في الحكم على أصل المادّة كبير؟ لأنّ حكمه عليها يكون من خلال جَذرها (أصلها) فإن كان الجَذر واويّاً حكم بأنّ المادّة فيها واويّةٌ، وإن كان الجَذر يائيًّا فالمادّة - عنده - يائيّة؛ مع أنّ الحقيقة خلاف ذلك في أكثر ما يعرض إليه منه، فكثير من الجذور تشتمل المادّة فيها على الواويّ وعلى اليائيّ معاً.

ومن هذه الأضرار: أنّ الدَّمج قد يؤدّي إلى الإخلال بقاعدة بابين مهمَّين من أبواب المضارع في معتلّ اللاّم، وهما:

فَعَلَ يَفْعُلُ.

وفَعَلَ يَفْعِلُ.

ص: 781

لأنّ من مواضع اطِّراد الأوّل، ومجيئه على القياس، أن يكون الفعل واويًّا؛ نحو: دَعَا يَدْعُو، وسَمَا يَسْمُو. وأمّا الثّاني؛ وهو: يَفْعِلُ فإنّه يطّرد في هذا البناء؛ إذا كان الفعل يائيًّا؛ نحو: بَنَى يَبْنِي، ورَثَى يَرْثِي؛ بشرط ألَاّ تكون عينه حرفاً حلقيًّا؛ فإنّه - حينئذٍ - يجيء مفتوحاً؛ نحو: سَعَى يَسْعَى، ورَعَى يَرْعَى1.

ومن أهمِّ ما ترتّب على دمجهم البابين: وضع كثير من الكلمات في غير مواضعها؛ فإن كان الجَذر واويًّا فإنّ ما فيه من اليائيِّ معدودٌ في غير موضعه. وإن كان يائيًّا فإنّ ما فيه من الواويّ معدود في غير موضعه - أيضاً - وهناك في الحالتين موادّ في غير مواضعها؛ إلاّ في جذور معدودة لم يُخلط فيها الأصلان لإهمال أحدهما في الاستعمال.

وفيما يلي بيان ذلك من خلال بعض الأمثلة ممَّا جاء في باب المعتلّ في ثلاثة معاجم؛ وهي: (الصِّحاح) و (التّكملة) و (اللّسان) .

أ - ممَّا جاء منه في غير موضعه في (الصِّحاح) .

(أد و) : أَدَى اللَّبَنُ أدِيًّا؛ أي: خَثُرَ لِيَرُوبَ، وموضعه (أدي) .

(أل و) : الأَلْيَة: العجيزة، ومنه: ألية الشَّاة، والألية: اللّحمة الَّتي في أصل الإبهام. وموضع هذا كلّه: (أل ي) .

(ث ر و) : الثَّرَى: التُّراب النَّدِيّ، وأرض ثَرْيَاءُ: ذات ندًى.

1 ينظر: بغية الآمال 88-90، والمغني في تصريف الأفعال142-148، وتصريف الأفعال151، 153، ومناهل الرّجال25-28.

ص: 782

وموضعه (ث ر ي) .

(ج أي) : كتيبة جَأوَاء: الَّتي يعلوها السّواد لكثرة الدُّروع، والجِئَاوَةُ، مثل الجِعَاوَة: وعاء القدر، أو شيء توضع عليه من جلد أو خَصَفَة. وموضعه (ج أو) .

(ج د ي) : الجَدَاذ -بالقصر: الجَدْوَى؛ وهما العطيَّة. وموضعه (ج د و) .

(ج ذ ي) الجَذْوَةُ والجِذْوَةُ والجُذْوَةُ: الجمرة الملتهبة، والمُجْذَوذِي: الَّذي يلازم الرّحل والمنزل لا يفارقه. وموضعه (ج ذ و) .

(ج ر ي) : الجِرْوُ والجَرْوُ: ولد الكلب والسَّبُع، والجمع: أجْرٍ، وأصله: أجْرُوٌ على (أَفْعُل) وجِرَاء. وموضعه (ج ر و) .

(ح ذ و) : حَذَيتُ يده بالسِّكّين؛ أي: قطعتُها، وحَذِيَتِ الشَّاةُ تَحْذَى حَذًى؛ أي: انقطع سلاها في بطنها. وموضعه (ح ذ ي) .

ب - وممّا جاء منه في غير موضعه في (التَّكملة) :

(خ ت و) : الخَاتِيَةُ: العُقَابُ. وموضعه (خ ت ي) .

(د ب و) : جاء فلانٌ يَدْبِي دَبًى؛ إذا جاء بمالٍ كالدَّبَى. وموضعه (د ب ي) .

(د ج و) : الدُّجْيَةُ: عقبة يدَجَّى بها القوس؛ لئلاّ ينقطع. وموضعه (د ج ي) .

(ذ ح و) : الذَّحْيُ: أن يطرق الصُّوف بالمطرقة. وموضعه (ذ ح ي) .

ص: 783

(ر ث و) : رَثَّيْتُ الميِّتَ تَرْثِيَةً، لغة في: رَثيْتُه مَرْثِيَةً. وموضعه (ر ث ي) .

(س ر ي) : السَّرَوَانُ: محلّتان من محاضر سلمى؛ أحد جبلَي طَيّء. وسَرَوَان: من أعمال سجستان، والسَّرْوُ: بلد قرب دمياط. وموضعه (س ر و) .

(ش ر ي) : الشَّرْوُ: العسل الأبيض. وموضعه (ش ر و) .

(ش ط و) : شَطَينَا الجَزُور: سَلَخناها، وفرَّقنا لحمها. وموضعه (ش ط ي) .

ج - وممّا جاء منه في (اللّسان) في غير موضعه:

(ص ل و) : صَلِيَ بالنَّارِ، وصَلِيَهَا صَلْياً وصُلِياً وصِلِياً وصَلًى وصِلاءً، واصْطَلَى بها وتَصَلَاّها قاسى حَرّها، وكذلك الأمر الشّديد. وموضعه (ص ل ي) .

(ص م و) : الصَّمْيَانُ من الرِّجال: الشَّديد، والشّجاع الصّادق الحَمْلَة، والجمع: صِمْيَان، وصَمَى الصَّيدُ يَصْمِي، إذا مات مكانه وأنت تراه. وموضعه (ص م ي) .

(ع ر و) : العُرْيُ: خلاف اللّبس، ومنه قولهم: عَرِيَ من ثوبه يَعْرَى عُرْياً وعُرْيَةً فهو عَارٍ، ورجلٌ عُرْيانُ، ومنه - أيضاً - قولهم: عَرِيَ البدنُ من اللَّحمِ، أي: قلَّ ما عليه، والعريان من النَّباتِ؛ الَّذي عُرِيَ عُرْياً؛ إذا استبان لك. وموضعه (ع ر ي) .

(ع ظ ي) : عَظَاهُ يَعْظُوه عَظْواً: اغتاله فسقاه ما يقتله، وكذلك إذا

ص: 784

تناوله بلسانه، وفعل به ما عَظَاه؛ أي: ما ساءه. والعَظَا: أن تأكل الإبل العُنْظُوَانَ، وهو شجر؛ فلا تستطيع أن تَجْتَرَّه، ولا تبعره؛ فَتَحْبَطَ بطونها. وموضعه (ع ظ و) .

(ع ق و) : العِقْيُ: ما يخرج من بطن الصّبي حين يولد، وبنو العِقْيِ: قبيلة؛ وهم العُقَاةُ، والعِقْيَانُ: الذَّهب الخالص. وموضعه (ع ق ي) .

(ع م ي) : عَمَا يَعْمُو؛ إذا خضع وذّلَّ. والعَمَا: الطّول، ويقال: ما أحسنَ عَمَا هذا الرّجل، أي: طوله. وموضعه (ع م و) .

(ف ر و) : فَرَى الشَّيء يَفْرِيه فَرْياً، وفَرَّاه؛ كلاهما: شقَّه وأفسده، وأفراه: أصلحه، وقيل: أمر بإصلاحه؛ كأنّه رفع عنه ما لحقه من آفة الفَرْيِ وخلله. وفَرَيْتُ الأرضَ؛ إذا سرتها وقطعتُها. وموضعه (ف ر ي) .

ولا يردُ كلُّ هذا النّقد على الفيروزآباديّ؛ إذ خطا رحمه الله خطوةً موفّقةً في اتّجاه إصلاح هذا الباب؛ بمحاولته فكّ الأصلين، والتّفريق بينهما بوضع كلٍّ منهما في جذر مستقلّ، وقد عدَّ هو نفسه ذلك من محاسن معجمه؛ فقد قال:"ومن أحسن ما اختصَّ به هذا الكتاب: تخليص الواو من الياء؛ وذلك قِسمٌ يسم المصنّفين بالعيّ والإعياء"1.

ويبدو أنّ الفيروزآباديّ قد أفاد كثيراً ممَّا في المحكم لابن سيده؛ الَّذي أخذ على عاتقه عبء التّفريق بين الأصلين؛ غير أنّ المجد لم يبلغ غايته في

1 القاموس 34.

ص: 785

الإصلاح؛ إذ لم يجعل كلاًّ منهما في باب مستقلٍّ؛ بل جعلهما في باب واحد؛ على منهج الجوهريّ، وخالفه في التّفريق بين الأصلين الواويّ واليائيّ؛ فجعل كلاًّ منهما في جذرٍ خاصٍّ، واكتفى بوضع رمزٍ يستدلُّ به على الأصل؛ فكتب أمام الجذر الواويّ رمز:(و) وأمام الجذر اليائيّ رمز: (ي) فنتج عن ذلك توالي جذرين متشابهين؛ أحدهما واويّ، والآخر يائيّ؛ نحو:(أد و) و (أد ي) ، و (أل و) و (أل ي) ، و (ب د و) و (ب د ي) ، و (ب ر و) و (ب ر ي) ولو أنّه جعل كلاًّ منهما في باب مستقل؛ أسوة بغيره من الأبواب - لكان أحسن، وأدقّ، ولبلغ به الغاية في الصّناعة المعجميّة.

ولعلّ من طريف ما نتج من دمجهم البابين في باب واحد: تقديم وتأخير بين الواو والهاء في التّرتيب الهجائيّ؛ فنحن -اليوم - نكاد نجمع على تقديم الهاء على الواو؛ مع أنّ الواو أسبق من الهاء في التّرتيب المشرقيِّ؛ الَّذي وضعه نصر بن عاصم، وسار عليه أكثر العلماء المتقدِّمين1.

وتفسير ذلك أنّ الجوهريّ لمّا أراد دمج بابي الواو والياء اضطرّ إلى تأخير الواو وتقديم الهاء في الأبواب؛ ليتسنّى له ما أراد؛ غير أنّه أبقى على التّرتيب الأصليّ في الفصول؛ إذ أبقى على الواو في موضعها قبل الهاء؛

1 ينظر: ترتيب الحروف في: الجيم3م290، 316، والمجرّد في غريب كلام العرب ولغاتها1/31، والجمهرة1/172، والمجموع المغيث1/811، 823.

ص: 786

فأدّى ذلك إلى اختلاف التّرتيب في الحرفين بين الفصول والأبواب؛ كما هو ظاهر في (الصِّحاح) و (التكملة والذّيل والصِّلة) و (مختار الصِّحاح) و (القاموس المحيط) و (تاج العروس) على أنّ ابن منظور أخّر الواو في الفصول -أيضاً - أسوة بتأخيرها في الأبواب.

وبالجملة فإنّ لوضع الكلمة في غير موضعها أضراراً على قدر كبير من الأهمية؛ أذكرها في النّقاط التّالية:

1-

اختلاف التّرتيب في النّظام المعجميّ؛ القائم على أصل الكلمة.

2-

الحيلولة بين القارئ ومراده؛ ما لم يكن على قدر من فقه العربيّة، وعلى علمٍ بأصولها وزوائدها، وملمًّا بتداخل الأصول فيها.

3-

حكم القارئ على الكلمة بالإهمال في المعجم الَّذي بين يديه؛ على الرّغمِ من وجودها فيه. ولا عجب أن يمتدّ ذلك إلى العلماء في مؤلّفاتهم؛ فيقعون بسببه في أحكامٍ واستدراكاتٍ غير صائبة. وقد وقع شيء من ذلك للفيروزآباديّ؛ إذ حمّر بعض الموادّ، وأشار إلى إهمال الجوهريّ إيّاها؛ مع أنّها مذكورة في (الصِّحاح) ولكن في غير موضعها؛ كتحميره (ت ر ج م) الَّذي ذكر فيه (التُّرْجُمَان) وهو: المفسّر للّسان1؛ مع أنّ الجوهريّ ذكره في مادّة (ر ج م) 2 وقد نبّه الزَّبِيديّ على هذا؛

1 ينظر: القاموس 1399.

2 ينظر: الصحاح 5/1928.

ص: 787

وقال: "أهمله الجوهريّ هنا، وأورده في تركيب (ر ج م)

فكتابة المصنّف إيَّاها بالأحمر فيه نظر"1.

وحمّر الفيروزآباديّ مادّة (د ر د م) وذكر فيها: (الدِّرْدَم) وهي: النّاقة المسنّة 2. وقد ذكرها الجوهريّ في مادّة (د ر م) 3. ونبّه عليه الشّارح -أيضاً - فقال: (كتبه بالأحمر على أنّه مستدرَكٌ على الجوهريّ؛ وليس كذلك؛ بل ذكره في: د ر م)4.

وحمّر صاحب (القاموس) مادّة (ز ل ق م) وذكر فيها: الزُّلْقُومُ وفسّره بأنّه الحُلقوم، وقد ذكرها الجوهريّ في مادّة (ز ق م) على أنّ اللاّم زائدة 5؛ فلا يعدّ من المستدرك عليه.

وحمّر مادّة (ق ح و) وذكر فيها قولهم: قَاحَ الجُرحُ يَقُوحُ، والقَاحَةُ: السَّاحة6. وقد ذكرها الجوهريّ في مادّة (ق ي ح) 7.

ومثل هذا كثير في (القاموس) قدّره بدر الدِّين القرافيّ بأربعين موضعاً8.

1 التَّاج (ترجم) 8/211.

2 ينظر: القاموس 1429.

3 ينظر: الصحاح 5/1918.

4 ينظر: التَّاج (دردم) 8/289.

5 ينظر: الصحاح 5/1943.

6 ينظر: القاموس 303.

7 ينظر: الصحاح 1/398.

8 ينظر: البلغة في أصول اللّغة 461.

ص: 788

واستدرك الزَّبيديّ على صاحب (القاموس) ألفاظاً لم يهملها وإنّما ذكرها في مواضع أخرى، ألا ترى إلى قول الزّبيديّ في مادّة (ت ذ ر ب) : "وممّا يستدرك عليه: تَذْرَبُ موضع، قال ابن سيده: والعلّة في أنّ تاءه أصلية ما تقدَّم في تَخْرَب

وقد أغفله المؤلف"1.

ولم يغفله الفيروزآباديّ، وإنّما ذكره في (ذ ر ب)2.

ومثل ذلك كثير في (التَّاج) لمن أراد حصره.

ويظهر أثر وضع الكلمة في غير موضعها - بوضوح - في كتاب (الحسن والإحسان في ما خلا عنه اللّسان) لعبد الله بن عمر الباروديّ، وهو من المعاصرين؛ فقد حدّد هدفه من تأليفه كتابه؛ وبيّن أنّه: جمع ما فات صاحب اللّسان من اللّغة، أو ما أهمله من مواد.

غير أنّ التّأمل الدّقيق للكتاب يظهر أنّ المؤلّف استدرك على صاحب اللّسان عدداً غير قليل من الموادّ بشروحها؛ على الرّغم من ورودها في (اللّسان) ولكنّها جاءت في مواضع لم يقف عليها المؤلّف بسبب التداخل؛ فلا وجه لاستدراكها وعدِّها ممّا فات (اللّسان) .

وسيأتي الكلام عن هذا الكتاب مفصّلاً في الباب الخامس، واكتفي - هنا - بذكر مثالين منه:

الأوّل: استدراكه في (س د أ) كلمة (السَّنْدَأوة) وهو: الرّجل

1 ينظر: التَّاج (تذرب) 1/61.

2 ينظر: القاموس 109.

ص: 789

الضّعيف أو الشّديد المُقدِم1. وهو مذكور في اللّسان في مادّة (س ن د) 2.

الثّاني: استدراكه في (س ل ط أ) كلمة (اسْلَنْطَأتُ) بمعنى: ارتفعتُ إلى الشَّيء أنظر إليه3. وهي مذكورة في (اللّسان) في (س ل ن ط) 4 وهو ليس موضعه.

4-

أنّ الدّراسات الإحصائيّة للجذور في بعض معاجم القافية كـ (الصِّحاح) و (اللّسان) و (التَّاج) الَّتي اعتمدت على ما جاء في هذه المعاجم من غير تهذيب للأصول المتداخلة - لا تعدّ كاملة؛ ولا يمكن أن تعطي نتائج دقيقة لكثرة ما جاء في تلك المعاجم في غير موضعه، أو جاء في موضعين أو أكثر -كما سيأتي - فإنّ وضع الكلمة الثّلاثيّة في أصل ثلاثيّ آخر غير أصلها، أو في أصل رباعيّ أو خماسيّ، وكذا وضع الرّباعيّة في ثلاثيّ أو خماسيّ، أو وضع الخماسيّة في رباعيّ أو ثلاثيّ - يترك أثراً بالغاً على نتائج الإحصاء.

وقد نبّه على مثل هذا بعض الباحثين؛ كالدّكتور مصطفى سالم؛ الَّذي قال في دراسة له عن الخماسيّ: "وقد ثبت لديّ من خلال معارضة

1 ينظر: الحُسن والإحسان 18.

2 ينظر: اللّسان 3/223.

3 ينظر: الحُسن والإحسان 18.

4 ينظر: اللّسان 7/322.

ص: 790

مادّة الخماسيّ على معجمات اللّغة؛ قديمها وحديثها؛ وعلى اختلاف مناهجها أنّ إحصاء الجذور الخماسيّة في الصِّحاح واللّسان والتَّاج؛ الَّتي قام بها الدّكتور حلمي موسى؛ بواسطة الحاسب الآلي - غير دقيق؛ وإن أفادت في جوانب أخرى"1.

وضرب لذلك مثلاً بكلمة (اليَسْتَعُور) الَّتي جعلها ضمن الأصول الرّباعيّة؛ لأنّ محقّق الصِّحاح وضع جذرها بين معقوفين هكذا: [يسعر] ظنّاً منه أنّها رباعيّة؛ فترتّب على ذلك إحصاؤها في جذور الرّباعيّ، وخلوّ الخماسيّ منها2. وبذلك حكم الإحصاء بأنّ الياء لا تدخل أصلاً في جذور الخماسيّ؛ وهذا غير صحيح3، وبأنّها - أي: الياء - تكون أصلاً في الرّباعيّ غير المضاعف؛ وهذا باطل.

وقريب من ذلك أنّ ابن منظور أورد كلمتي (الشَّوْشَبِ) و (اللَّّوْلَبِ) في الرُّباعيّ (ش وش ب) و (ل ول ب) على الرّغمِ من أنّهما ثلاثيّان؛ وأصلهما: (ش ش ب) و (ل ل ب) فدخلتا بذلك في إحصاء الرُّباعيّ، ونتج عنه الحكم بأنّ الواو تقع أصلاً في الرُّباعيّ؛ وهو ما يخالف ما قرّره علماء العربيّة.

وقريب من ذلك إدخال (الذَّيْذَح) في إحصاء الرُّباعيّ في (اللّسان) لأنّ ابن منظور وضعها في (ذ ي ذح) وصوابه (ذ ذ ح) وبذلك حكم

1 الخماسيّات اللّغوية:

و2 ينظر: دراسة إحصائيّة لجذور معجم الصحاح 91.

3 ينظر: الخماسيات اللغوية: ز

ص: 791

الإحصاء بأنّ الياء تقع أصلاً في الرُّباعيّ.

وأُدخل (الجَلَنْدَد) وهو: الرّجل الفاجر، و (القَرَنْبَى) وهي: دويِّبَة كالخُنْفُساء، و (الحَطَنْطَى) ونحوه - في إحصاء الرُّباعيّ؛ لأنّ ابن منظور ذكرها في (ج ل ن د) و (ق ر ن ب) و (ح ط ن ط) وهي ثلاثيّة من (ج ل د) و (ق ر ب) و (ح ط ط) فزاد بذلك عدد الجذور الرباعيّة، ونقصت الجذور الثّلاثيّة، ودخلت هذه الأصول في إحصاء النّون ثالثةً في الرُّباعيّ. ومثل ذلك كثير وهو يحتّم الأخذ بالجذر في الأصول المتداخلة للوصول إلى نتائج دقيقة في الإحصاء.

ومن هنا يمكن القول: إنّ النّتائج الدّقيقة من إحصاء الجذور تتطلّب تهذيب الأصول المتداخلة أوّلاً.

ولعلّ من تمام الفائدة -في نهاية هذا المبحث - أن أورد -في الجدول التّالي - بعض ما وقفت عليه ممَّا وضع في غير موضعه في بعض معاجم القافية؛ ليفيد منه القارئ؛ فإنّ فيه ما يعين ويرشد إلى مظانِّ بعض الكلمات. وقد رتّبتُ ما فيه على حروف المعجم على التّرتيب الهجائيّ المعتاد؛ وفقاً للأصل الصحيح:

أصلها الصحيح

الكلمة

معناها

المعجم

الأصل الَّذي وردت فيه

أصلها الصحيح

المِيتَاء

من الطرق: المسلوك؛ وهو (مِفْعال) من الإتيان

اللّسان

م ي ت

أت ي

الأرْجُوَان

الأحمر، وثياب حُمْرٌ

القاموس

ر ج و

أرج ون

الإسْتَبْرَق

الدِّيباج الغليظ

القاموس

ب ر ق

إ س ت ب ر ق

اليامُور

الذَّكر من الإبل؛ وهو الوَعْل

القاموس

ي م ر

أم ر

الإهْلِيلَجُ

ضرب من الأدوية

الصّحاح

هـ ل ج

أهـ ل ج

ص: 792

الكلمة

معناها

المعجم

الأصل الذي وردت فيه

أصلها الصحيح

... اللّسان

...

البينيثُ

ضرب من سمك البحر

اللّسان

ب ي ن ي ث

ب ن ث

التَّلامِيذُ

الَّذي ينفخ فيها الصَّاغة

الصِّحاح واللسان

ت ل م

ت ل م ذ

اتْمَهَلَّ

اعتدل وانتصب، أو سَكَنَ

اللّسان والقاموس والتاج

م هـ ل

ت م هـ ل

الثَّيِّبُ

من ليس ببكرٍ من الرّجال أو النّساء

اللّسان

ث ي ب

ث وب

الجَحَنْبَرَةُ

القصيرة من النساء

اللّسان

ج ل ن ب

ج ح ب ر

جَلَنْدَدٌ

وصف للرّجل الفاجر

اللّسان

ج ل ن د

ج ل د

مَجَنَّةٌ

موضع بأسفل مكّة كان يقام به سوق لهم، والميم زائدة

اللّسان

م ج ن

ج ن ن

الحوْأَب

ماء على طريق البصرة

الصحاح

ح وب

ح أب

حبنبر

أن يخبَرَ الرّجل بشيء؛ فيقول: ما فيه حَبَنبَر؛ أي: ما فيه شيء

اللّسان

ح ب ن ب ر

ح ب ر

الحسدل

لقُراد، واللاّم زائدة، ومنه قولهم: الجار الحَسْدَلِيّ، وهو الَّذي عينك تراك وقلبه يرعاك

التكملة

ح س د ل

ح س د

الحطنطى

الرجل الأحمق

اللّسان

ح س ن ط

ح ط ط

حمطيط

دويبة صغيرة

اللّسان

ح م ط ط

ح م ط

الدودم

شيء كالدم يخرج من السمر

الصحاح

د ر م

د د م

الدلنظى

السمين من كل شيء

اللّسان

د ل ن ظ

د ل ظ

الذيذجان

الإبل تحمل حمولة التجار

اللّسان

ذ ي ذ ج

ذ ذ ج

ص: 793

الكلمة

معناها

المعجم

الأصل الذي وردت فيه

أصلها الصحيح

الذوذخ

العذيوط؛ وهو الذي يفضى قبل الجماع

اللّسان

ذ وخ

ذ ذ خ

المرآة

مصدر الشيء المرئي (مصدر ميمي)

اللّسان

م ر أ

رأي

الزبنتر

من الرجال، القصير المكر الداهية

اللّسان

ز ب ن ت ر

ز ب ت ر

انزق

في الجحر: دخله وكمن فيه وانزرق الرمح: نفذ

القاموس

ز ر ن ق

ز ر ق

أزرأ

فلان إلى كذا: صار إليه

اللّسان

ز ر أ

ز ر ي

الزوزك

القصير الحياك في مشيته

اللّسان

ز وز ك

ز ز ك

زوزن

اسم بلدة بين هراة ونيسابور

القاموس والتاج

ز وز

ز وز ن

الزر

الغضبان

اللّسان

ز وز

ز ر ر

زويت

به: احتقرته

القاموس والتاج

ز وز

ز وز

والزوزاة

انتصاب الطهر، والإسراع ومقاربع الخطو

اللّسان

ز وي

ز وز

واست الدهر

القدم

الصحاح واللّسان

أس ت

س ت هـ

وكاء السّه

بمعنى: وكاء الإست

اللّسان

س هـ هـ

س ت هـ

ستهم

الأسته، وهو الضخم الإست

اللّسان

س ت هـ م

س ت هـ

المساحي

جمع مسحاة؛ وهي: المجرفة من الحديد، والميم فيها زائدة

اللّسان

م س ح

س ح

والسمادير

ضعف البصر، والميم زائدة

اللّسان

س م د ر

س د ر

السندرة

السرعة

اللّسان

س ن د ر

س د ر

ص: 794

الكلمة

معناها

المعجم

الأصل الذي وردت فيه

أصلها الصحيح

اسطلنطأتُ

ارتفعت إلى الشيء أنظر إليه

اللّسان

س ل ن ط

س ل ط أ

السُقْدد

الفرس المضمَّر

اللّسان

... س ق د

الشَّوْشَب

العقرب

التكملة اللسان

ش ب ب ش وش ب

ش ش د

الشاصلي

ضرب من النبات

الصحاح

ش ص و

ش ص ل

اصمَّد

أصعد في الأرض، والميم زائدة

اللسان

ص م ع د

ص ع د

انصاخ

الثوب. إذا انشق من قبل نفسه

اللّسان

ص ي خ

ص وخ

الضوادي

ما يتعلل به من الكلام

القاموس

ض ود

ض د ي

طرمح

البناء وغيره: علاه ورفعه.

اللّسان

ط ر م ح

ط ر ح

طوطر

به: رماه مرمى بعيدا

القاموس والتاج

ط ور

ط ط ر

الضيفن

الذي يأتي مع الضيف

اللّسان

ض ف ن

ض ي ف

العثكول

وهو العذق الذي تكون فيه الشماريخ

الصحاج اللّسان

ث ك ل

ع ث ك ل

عصنصر

اسم موضع

اللّسان

ع ص ن ص ر

ع ص ر

التعضوض

المرأة الضيقة، وضرب من التمر

اللّسان

ت ع ض

ع ض ص

العفنجش

الجافي

اللّسان

ع ف ن ج ش

ع ف ج ش

عقنباة

عقاب عقنباة: حديدة المخالب، سريعة الخطف

اللّسان

ع ف ن ب

ع ق ب

اعلنبأ

نهض بالجمل، أو تهيأ للشر

اللّسان

ع ل ن ب

ع ل ب أ

علنكد

الصلب الشديد من الرجال

اللّسان

ع ل ن ك د

ع ل ك د

العمية

الكبر

القاموس

ع م ي

ع م م

العوهج

الطويلة من الحيات

اللّسان

ع وهت ج

ع هـ ج

ص: 795

الكلمة

معناها

المعجم

الأصل الذي وردت فيه

أصلها الصحيح

اغرَندَى

عليه: علاه بالضّرب والشّتم

اللّسان

غ ر ن د

غ ر د

تُغَنذى

فلانة بالنّاس: تُغري بهم

اللّسان

غ ن ذ ى

غ ن ذ

الفُقْدُد

نوع من النَّبيذ

اللّسان

ف ق د د

ف ق ذ

الفَيْلَسُوف

لحكيم. والمصدر الفَلْسَفة

القاموس والتاج

س وف

ف ل س ف

الفَوْلَفُ

كلّ شيء يغطِّي شيئاً آخر؛ فهو فَوْلَف

اللّسان

ف ول ف

ف ل ف

القَرَنبَى

دويبة شبه الخُنفُسَاء

اللّسان

ق ر ن ب

ق ر ط

لقُرْطَاط

لذي الحافر كالحِلس الَّذي يلقى تحت الرّحل للبعير

اللّسان

قر ر ط ط

ق ن ر

القِنَّور

الشّديد الضّخم الرّأس من كلِّ شيء القِنَّور

اللّسان

ق ن ور

ق ود

القِيَاد

الَّذي تقاد به الدَّابّة (من قَادَ يَقُود)

القاموس والتاج

ق ي د

ك ع ر

الكَعْوَرَة

الضَّخم الأنف من الرّجال

اللّسان

ك ع ور

ك ع ر

الكْلأَزَّ

تقَبَّضَ وتَجَمَّع من هَمٍّ

الصحاح

ك ز ز

ك ل ز

اللُّمَّة

وكذلك اللُّمَّة: المثل في السِّنّ، والتِّرب. والتّاء فيه عوض من الهمزة المحذوفة من وسطه

اللّسان

ل م م

ل أم

اللَّوْلَبُ

استدارة الماء عند فم الصُّنبور

اللّسان

ل ول ب

ل ل ب

أَنَاضَ

النَّخلُ يُنِيض إنَاضةً: أيْنَعَ

الصحاح

أن ض

ن وض

النَّيِّف

من واحد إلى ثلاثة، والياء منقلبة عن واو

الصحاح

ن ي ف

ن وف

المُهْوَأنّ

الصحراء والواسعة

الصحاح

هـ وأ

هـ أن

الهَنْبَثَة

لاختلاط في القول، أو الأمر

اللّسان

هـ ن ب ث

هـ ب ث

ص: 796

الكلمة

معناها

المعجم

الأصل الذي وردت فيه

أصلها الصحيح

الشديد. والنون زائدة

...

الهرنقص

القصير من الرجال

اللسان

هـ ر ن ق ص

هـ ر ق ص

الهرولة

بين المشي والجري

اللسان

هـ ل ت

هـ ر ل

وكلة تكلة

الرجل العاجز الذي يكل أمره إلى غيره

اللسان

ك ل ت

وك ل

يعر

اسم جبل في طريق الطائف

التكملة

ي س ت ع

ي ع ر

ص: 797