الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موجود، ولكنه ليس في صالحهم، فالمعنى: لا نقيم لهم ميزاناً لهم، بل نقيم لهم ميزاناً عليهم.
ثم يقول الحق سبحانه: {ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ}
(ذلك) أي: ما كان من إحباط أعمالهم، وعدم إقامتنا لهم وزناً ليس تجنِّياً مِنَّا عليهم أو ظلماً لهم، بل جزاءً لهم على كفرهم فقوله {بِمَا كَفَرُواْ} [الكهف:
106]
أي: بسبب كفرهم.
{واتخذوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً} [الكهف: 106] فقد استهزأوا بآيات الله، وكلما سمعوا آية قالوا: أساطيرُ الأولين: {إِذَا تتلى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأولين} [القلم: 15] .
وكذلك لم يَسْلَم رسول الله صلى الله عليه وسلم َ من سخريتهم واستهزائهم، والقرآن يحكي عنهم قولهم لرسول الله:{ياأيها الذي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذكر إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} [الحجر: 6] فقولهم {نُزِّلَ عَلَيْهِ الذكر} [الحجر: 6] أي: القرآن وهم لا يؤمنون به سُخرية واستهزاءً.
وفي سورة «المنافقون» يقول القرآن عنهم: {هُمُ الذين يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ على مَنْ عِندَ رَسُولِ الله حتى يَنفَضُّواْ} [المنافقون: 7] فقولهم: {رَسُولِ الله} [المنافقون: 7] ليس إيماناً به، ولكن إمّا غفلة منهم عن الكذب الذي يمارسونه، وإما سُخْرية واستهزاءً كما لو كنتَ في مجلس، ورأيتَ أحدهم يدَّعِي العلم ويتظاهر به فتقول: اسألوا هذا العالم.
وفي آية أخرى يقول سبحانه عن استهزائهم برسول الله: {وَإِن