الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأصبحت المسألة بين موسى وهارون وبين رعية فرعون؛ لأنه خاف من كلام موسى ومِمّا يعرضه من قضايا إنْ فهمها القوم كشفوا زَيْفه، وتنمَّروا عليه، وثاروا على حكمه، ورفضوا ألوهيته لهم، فأدخلهم طرفاً في هذا الخلاف.
ثم يقول الحق سبحانه: {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ}
فسمَّى فرعون ما جاء به موسى سِحْراً؛ لذلك قال {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ} [طه:
58]
وهذه التسمية خاطئة في حق موسى، وإنْ كانت صحيحة بالنسبة لقوم فرعون. فما الفرق إذن بين ما جاء به موسى وما جاء به قوم فرعون؟
السحر لا يقلب حقيقة الشيء، بل يظل الشيء على حقيقته، ويكون السحر للرائي، فيرى الأشياء على غير حقيقتها، كما قال تعالى:{سحروا أَعْيُنَ الناس} [الأعراف: 116] فلما ألقى السحرةُ حبالهم كانت حبالاً في الحقيقة، وإنْ رآها الناظر حيّات وثعابين تسعى، أما عصا موسى فعندما ألقاها انقلبت حية حقيقية، بدليل أنه لما رآها كذلك خاف منها.
وقوله: {فاجعل بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لَاّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ} [طه: 58] أي: نتفق على موعد لا يُخلفه واحد منّا {مَكَاناً سُوًى} [طه: 58]